الحمد لله الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه واستغفره قضى بالحق وأمر بالعدل وهو السميع البصير واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير واشهد أن محمد عبده ورسوله الذي قام بعبادة ربه ونصح أمته وبلغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله إن الله تعالى قال في كتابه ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وقال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله تعرض الأمانات على السموات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يقوم الإنسان الضعيف بتحملها نعم إن الإنسان هو الذي تحملها بما وهبه الله من عقل وما أعطاه من إرادة وتصرف قال الله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) وقال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) أيها الاخوة أيها الجامعون بين الإيمان والإنسانية إن الأمانة لمسئولية عظيمة وعبء ثقيل الا على من خففه الله عليه إن الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وبعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك هي التزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصي قم بحقوق الناس كما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير ونحن بني الإنسان قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا بمسؤليتها وسنسال عنها يوم القيامة فيا ليت شعري ما هو الجواب إذا سئلنا في ذلك اليوم العظيم اللهم إنا نسألك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم أيها المسلمون إن الله تعالى أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل وإننا أيها الاخوة أيها الأخوة إننا على أبواب اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وإن الاختبارات أمانة إنها أمانة وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة يجب على واضع الأسئلة مراعاتها بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون الأسئلة سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنه عليها مدير المدرسة ومن ورائه وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب أن يكون مستعينا بالله يقظا في رقابته مستعملا حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش وذلك لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( من غش فليس منا ) إن تمكين الطالب من الغش ظلم، ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا أمكن أحدا من هؤلاء المهملين الفاشلين في دراستهم من الغش فأخذ درجة نجاح تقدم بها على الحريصين المجدين كان ذلك ظلما لهم وظلما للطالب الغاش وهو في الحقيقة أعني الطالب الغاش مغشوش حيث أنخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على ثقافة ولا علم ليس له من ثقافته ولا علمه سوى بطاقة يحمل بها شهادة زيف لا حقيقة وإذا بحثت معه في أدنى مسألة مما تنبئ عنه هذه البطاقة لم تحصل منه على علم إن تمكين الطالب من الغش خيانة لادارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة التي من وراءها وخيانة للدولة وخيانة للمجتمع كله وإن تمكين الطالب من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أو تلميح ظلم للمجتمع وهضم لحقه حيث تكون ثقافة المجتمع مهلهلة يظهر فضلها عند دخول ميادين السباق ويبقى مجتمعنا دائما في تأخر وفي حاجة إلى الغير وذلك لأن كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن إذا رجع الأمر إلى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه أنه فاشل فيه وإن تمكين الطالب من الغش كما يكون خيانة وظلما من الناحية العلمية والتقديرية يكون كذلك خيانة وظلما من الناحية التربوية لان الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغا له يكون الغش هينا في نفسه فيتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة إن على المراقب ألا يراعي شريفا لشرفه ولا قريبا لقرابته ولا غنيا لماله ولا فقيرا لحاجته إن عليه أن يراقب الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إن عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسئول عنها يوم القيامة ولكن ها هنا مشكلة وهي أن بعض المراقبين الذين يخافون الله الذين يؤدون واجبهم كما ينبغي يقول إذا أديت الواجب واجب المراقبة إلى جنب آخرين يضيعونها فقد أرى بعض المضايقات فجوابنا عليه أن نقول نعم انك قد ترى ذلك ولكن الواجب عليك أن تتقي الله فيما وليت عليه واقرأ قول الله تعالى بإيمان ويقين اقرأ قول الله تعالى بإيمان ويقين (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا فاصبر إن العاقبة للمتقين) اقرأ هذه الآيات بإيمان ويقين وأعلم أن الذي وعد بها لا يخلف الميعاد لقدرته على ذلك وصدقه في وعده جل وعلا أيها المسلمون إن الاختبارات حكم حين التصحيح فان المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة ويقدر درجات سلوكهم حاكم بينهم لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فإذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جور في الحكم وإذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم إن من الأساتذة من لا يتقي الله في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق إما لانه ابن صديقه أو قريبه أو ابن شخص ذو شرف أو مال أو رئاسة ويمنع بعض الطلبة ما يستحق إما لعداوة شخصية بينه وبين الطالب أو بينه وبين أبيه أو غير ذلك من الأسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر به الله ورسوله فإقامة العدل واجبة بكل حال على من تحب ومن لا تحب فمن استحق شيئا وجب إعطاؤه إياه ومن لا يستحق شيئا وجب حرمانه منه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحه إلى اليهود في خيبر ليخرص عليهم الثمار والزروع ويضمنهم ما للمسلمين منها فأراد اليهود أن يعطوه رشوة فقال رضي الله عنه: ( تطعموني السحت) وهذا جملة استفهامية حذف منها أداة الاستفهام والمراد بها الاستنكار يعني أتطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس ألي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنتم يعني اليهود أبغض ألي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي لكم وحبي إياه الا أعدل عليكم فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض تأملوا رحمكم الله تأملوا رحمكم الله هذا الكلام العظيم من هذا الصحابي الجليل عبد الله بن رواحه كان يحب النبي صلي الله عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان ويبغض اليهود أشد من بغض القردة والخنازير حب بالغ للنبي صلى الله عليه وسلم وبغض شديد لليهود يصرح بذلك رضي الله عنه يصرح بذلك رضي الله عنه لليهود ثم يقول لهم لا يحملني بغضي لكم وحبي إياه ألا أعدل عليكم رضي الله عن عبد الله بن رواحه ورضي الله عن جميع الصحابة رضي الله عنهم إن العدل أيها الأخوة لا يجوز أن يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض يقول الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئآن قوم على الا تعدلوا ) أي لا يحملنكم بغض قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وقوله سبحانه وتعالى( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) ويقول سبحانه وتعالى: ( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويقول جل وعلا في الظالمين الجائرين ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) أما المقسطون فان الله يحبهم وهم العادلون وفي الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولو) وقال صلى الله عليه وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال) أخرجهما مسلم في صحيحه اللهم إنا نسالك أن توفقنا لاداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة وأن تثبتنا على الهدى وتجنبنا أسباب الهلاك والردى يا ذا الجلال والإكرام أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم يلاقيه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما
أما بعد
أيها الأخوة فانه سبق لنا ذكر ثلاثة حقوق من حقوق المسلم على أخيه إذا لقيته فسلم عليه وإذا استنصحك فانصحه الحق الرابع إذا عطس فحمد الله فشمته العطاس نعمة من الله تعالى على الإنسان وذلك لأنه هواء يتخلل الدماغ فإذا خرج فان الإنسان بخروجه يسلم من آفات كثيرة قد تترب على اختفاء الهواء في دماغه ولهذا شرع للإنسان إذا عطس أن يحمد الله لان هذه نعمة من الله بها عليه فإذا عطس فليحمد الله وليقل له صاحبه يرحمك الله وليقل رادا عليه يهديكم الله ويصلح بالكم فهاهنا ثلاثة أمور الاول حمد العاطس لله عز وجل الثاني تشميت أخيه له فيقول يرحمك الله الثالث إجابة العاطس لأخيه فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم أي يصلح شأنكم وإن بعض الناس إذا عطس لا يحمد الله عز وجل فهذا لا يشمت أي لا يقال له يرحمك الله وامتناعنا عن قولنا يرحمك الله نوع من التعزير له حيث لم يحمد الله عز وجل على هذه النعمة لكن هل يذكره فيقول احمد الله فإذا حمد قال يرحمك الله أو لا يذكره من العلماء من قال يذكره لان هذا من باب التعاون على البر والتقوى فإذا عطس إنسان عند ولم تسمعه يحمد الله فقل له احمد الله فإذا حمد الله فقل له يرحمك الله وليقول يهديكم الله ويصلح بالكم ومن العلماء من يقول لا تذكره لانه لو كان قلبه حيا لم ينس حمد الله على هذه النعمة الجليلة ولكن قد يكون جاهلا وحينئذ ينبغي أن تعلمه فتقول إذا عطست فاحمد الله والإنسان إذا عطس يحمد الله تعالى حتى في الصلاة فإذا عطس وهو قائم يقرأ الفاتحة أو غيرها من كتاب الله فليقل الحمد لله وإذا كان راكعا يسبح الله فعطس فليقل الحمد لله وكذلك إذا كان ساجدا أو قاعدا كان معاوية بن الحكم يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من الناس فقال الحمد لله فقال له معاوية يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم أي نظروا إلى معاوية نظر منكر عليه فقال واثكل أمياه وهي كلمة يقولها الإنسان للحزن قال واثكل أمياه فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل للذي حمد الله لا تحمد الله ولكنه قال لمعاوية بن الحكم الذي تكلم قال له: ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) أو كما قال صلى الله عليه وسلم قال معاوية فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه والله ما كهرني ولا نهرني وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا تكلم في الصلاة وهو لا يدري أن الكلام يبطل الصلاة فإن صلاته لا تبطل وكذلك لو تكلم غافلا مثل أن يستأذن أحد عليه في دخول البيت فيقول تفضل غافلا فان صلاته لا تبطل لانه لم يقصد الإثم والأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فإذا عطست أيها الأخ المسلم في صلاتك أو غيرها فاحمد الله على ذلك ثم من سمعه يحمد الله هل تشميته فرض كفاية أو فرض عين يرى أكثر العلماء أنه فرض كفاية فإذا عطس رجل من بين عشرة أنفار فقال له أحدهم يرحمك الله فقد أدوا ما يجب عليهم وقال بعض أهل العلم إن تشميته فرض عين يجب على كل من سمعه أن يقول له يرحمك الله كما جاء ذلك في الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم ولذلك لا ينبغي لأحد أن يسمع عاطسا حمد الله الا أن يقول له يرحمك الله وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كان حقا على من سمعه أن يقول له يرحمك الله) ويقول هو يهديكم الله ويصلح بالكم ولكنه لو عطس ثلاثا مرات وأنت تشمته ثم عطس الرابعة فقل له عافاك الله إنك مزكوم أيها الاخوة المسلمون إنه ينبغي لنا أن نعرف حقوق إخواننا علينا حتى نقوم بها طاعة لله وأداء لحق إخواننا علينا لأننا لو قمنا بحقوق بعضنا على بعض لحصل لنا خير كثير وأجر كبير أسال الله تعالى أن يعينني وإياكم على ذلك أيها الاخوة خرج رجل في هذا المسجد في أثناء خطبتي وتوضأ ورجع ثم قام يصلي تحية المسجد ومثل هذا لا ينبغي له أن يصلي تحية المسجد لانه خرج وعاد إلى المسجد من قرب وهو حين خروجه إنما خرج لحاجة يعود من قريب فلا يحتاج إلى تحية المسجد لا سيما إذا كان الإمام يخطب لان استماع الخطبة واجب وتحية المسجد ليست بواجبة بل هي غير مشروعة في مثل هذا الحال فيما يظهر لنا لذلك كان ينبغي له أن يجلس ليستمع الخطبة لأنه خرج ليعود من قريب وهو أيضا عاد من قريب كما رأيناه حين خرج وحين دخل أرجو الانتباه لهذا أما لو كان في غير خطبة الجمعة فصلاته خير بلا شك لأنه إن كان مأمورا بها فقد أدى الأمر وإن لم يكن مأمورا بها فهي صلاة تطوع يثاب بها وفقنا الله وإياكم للهدى وجعلنا وإياكم ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا واجتنبه اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضي عن خلفائه الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم ارض عن الصحابة أجمعين وأرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم انصر إخواننا المسلمين في كوسوفو على الصبر الطاغين المعتدين يا رب العالمين اللهم أهزم الصرب الطاغين اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم واهزم جندهم اللهم سلط عليهم من هو أقوى منهم حتى يبيد خضراء هم يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير أيها المسلمون إن ما يصيب المسلمين في شتى بقاع الأرض من المصائب العظيمة إنه امتحان من الله أو تطهير من الذنوب كما قال الله تبارك وتعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) وقال عز وجل ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) اسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين للتوبة إلى الله والإنابة إليه والخروج من المظالم والإقبال على ربهم إنه تعالى قريب مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول
أما بعد
فيا عباد الله إن الله تعالى قال في كتابه ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وقال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله تعرض الأمانات على السموات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يقوم الإنسان الضعيف بتحملها نعم إن الإنسان هو الذي تحملها بما وهبه الله من عقل وما أعطاه من إرادة وتصرف قال الله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) وقال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) أيها الاخوة أيها الجامعون بين الإيمان والإنسانية إن الأمانة لمسئولية عظيمة وعبء ثقيل الا على من خففه الله عليه إن الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وبعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك هي التزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصي قم بحقوق الناس كما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير ونحن بني الإنسان قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا بمسؤليتها وسنسال عنها يوم القيامة فيا ليت شعري ما هو الجواب إذا سئلنا في ذلك اليوم العظيم اللهم إنا نسألك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم أيها المسلمون إن الله تعالى أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل وإننا أيها الاخوة أيها الأخوة إننا على أبواب اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وإن الاختبارات أمانة إنها أمانة وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة يجب على واضع الأسئلة مراعاتها بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون الأسئلة سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنه عليها مدير المدرسة ومن ورائه وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب أن يكون مستعينا بالله يقظا في رقابته مستعملا حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش وذلك لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( من غش فليس منا ) إن تمكين الطالب من الغش ظلم، ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا أمكن أحدا من هؤلاء المهملين الفاشلين في دراستهم من الغش فأخذ درجة نجاح تقدم بها على الحريصين المجدين كان ذلك ظلما لهم وظلما للطالب الغاش وهو في الحقيقة أعني الطالب الغاش مغشوش حيث أنخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على ثقافة ولا علم ليس له من ثقافته ولا علمه سوى بطاقة يحمل بها شهادة زيف لا حقيقة وإذا بحثت معه في أدنى مسألة مما تنبئ عنه هذه البطاقة لم تحصل منه على علم إن تمكين الطالب من الغش خيانة لادارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة التي من وراءها وخيانة للدولة وخيانة للمجتمع كله وإن تمكين الطالب من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أو تلميح ظلم للمجتمع وهضم لحقه حيث تكون ثقافة المجتمع مهلهلة يظهر فضلها عند دخول ميادين السباق ويبقى مجتمعنا دائما في تأخر وفي حاجة إلى الغير وذلك لأن كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن إذا رجع الأمر إلى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه أنه فاشل فيه وإن تمكين الطالب من الغش كما يكون خيانة وظلما من الناحية العلمية والتقديرية يكون كذلك خيانة وظلما من الناحية التربوية لان الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغا له يكون الغش هينا في نفسه فيتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة إن على المراقب ألا يراعي شريفا لشرفه ولا قريبا لقرابته ولا غنيا لماله ولا فقيرا لحاجته إن عليه أن يراقب الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إن عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسئول عنها يوم القيامة ولكن ها هنا مشكلة وهي أن بعض المراقبين الذين يخافون الله الذين يؤدون واجبهم كما ينبغي يقول إذا أديت الواجب واجب المراقبة إلى جنب آخرين يضيعونها فقد أرى بعض المضايقات فجوابنا عليه أن نقول نعم انك قد ترى ذلك ولكن الواجب عليك أن تتقي الله فيما وليت عليه واقرأ قول الله تعالى بإيمان ويقين اقرأ قول الله تعالى بإيمان ويقين (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا فاصبر إن العاقبة للمتقين) اقرأ هذه الآيات بإيمان ويقين وأعلم أن الذي وعد بها لا يخلف الميعاد لقدرته على ذلك وصدقه في وعده جل وعلا أيها المسلمون إن الاختبارات حكم حين التصحيح فان المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة ويقدر درجات سلوكهم حاكم بينهم لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فإذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جور في الحكم وإذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم إن من الأساتذة من لا يتقي الله في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق إما لانه ابن صديقه أو قريبه أو ابن شخص ذو شرف أو مال أو رئاسة ويمنع بعض الطلبة ما يستحق إما لعداوة شخصية بينه وبين الطالب أو بينه وبين أبيه أو غير ذلك من الأسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر به الله ورسوله فإقامة العدل واجبة بكل حال على من تحب ومن لا تحب فمن استحق شيئا وجب إعطاؤه إياه ومن لا يستحق شيئا وجب حرمانه منه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحه إلى اليهود في خيبر ليخرص عليهم الثمار والزروع ويضمنهم ما للمسلمين منها فأراد اليهود أن يعطوه رشوة فقال رضي الله عنه: ( تطعموني السحت) وهذا جملة استفهامية حذف منها أداة الاستفهام والمراد بها الاستنكار يعني أتطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس ألي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنتم يعني اليهود أبغض ألي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي لكم وحبي إياه الا أعدل عليكم فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض تأملوا رحمكم الله تأملوا رحمكم الله هذا الكلام العظيم من هذا الصحابي الجليل عبد الله بن رواحه كان يحب النبي صلي الله عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان ويبغض اليهود أشد من بغض القردة والخنازير حب بالغ للنبي صلى الله عليه وسلم وبغض شديد لليهود يصرح بذلك رضي الله عنه يصرح بذلك رضي الله عنه لليهود ثم يقول لهم لا يحملني بغضي لكم وحبي إياه ألا أعدل عليكم رضي الله عن عبد الله بن رواحه ورضي الله عن جميع الصحابة رضي الله عنهم إن العدل أيها الأخوة لا يجوز أن يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض يقول الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئآن قوم على الا تعدلوا ) أي لا يحملنكم بغض قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وقوله سبحانه وتعالى( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) ويقول سبحانه وتعالى: ( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويقول جل وعلا في الظالمين الجائرين ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) أما المقسطون فان الله يحبهم وهم العادلون وفي الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولو) وقال صلى الله عليه وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال) أخرجهما مسلم في صحيحه اللهم إنا نسالك أن توفقنا لاداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة وأن تثبتنا على الهدى وتجنبنا أسباب الهلاك والردى يا ذا الجلال والإكرام أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم يلاقيه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما
أما بعد
أيها الأخوة فانه سبق لنا ذكر ثلاثة حقوق من حقوق المسلم على أخيه إذا لقيته فسلم عليه وإذا استنصحك فانصحه الحق الرابع إذا عطس فحمد الله فشمته العطاس نعمة من الله تعالى على الإنسان وذلك لأنه هواء يتخلل الدماغ فإذا خرج فان الإنسان بخروجه يسلم من آفات كثيرة قد تترب على اختفاء الهواء في دماغه ولهذا شرع للإنسان إذا عطس أن يحمد الله لان هذه نعمة من الله بها عليه فإذا عطس فليحمد الله وليقل له صاحبه يرحمك الله وليقل رادا عليه يهديكم الله ويصلح بالكم فهاهنا ثلاثة أمور الاول حمد العاطس لله عز وجل الثاني تشميت أخيه له فيقول يرحمك الله الثالث إجابة العاطس لأخيه فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم أي يصلح شأنكم وإن بعض الناس إذا عطس لا يحمد الله عز وجل فهذا لا يشمت أي لا يقال له يرحمك الله وامتناعنا عن قولنا يرحمك الله نوع من التعزير له حيث لم يحمد الله عز وجل على هذه النعمة لكن هل يذكره فيقول احمد الله فإذا حمد قال يرحمك الله أو لا يذكره من العلماء من قال يذكره لان هذا من باب التعاون على البر والتقوى فإذا عطس إنسان عند ولم تسمعه يحمد الله فقل له احمد الله فإذا حمد الله فقل له يرحمك الله وليقول يهديكم الله ويصلح بالكم ومن العلماء من يقول لا تذكره لانه لو كان قلبه حيا لم ينس حمد الله على هذه النعمة الجليلة ولكن قد يكون جاهلا وحينئذ ينبغي أن تعلمه فتقول إذا عطست فاحمد الله والإنسان إذا عطس يحمد الله تعالى حتى في الصلاة فإذا عطس وهو قائم يقرأ الفاتحة أو غيرها من كتاب الله فليقل الحمد لله وإذا كان راكعا يسبح الله فعطس فليقل الحمد لله وكذلك إذا كان ساجدا أو قاعدا كان معاوية بن الحكم يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من الناس فقال الحمد لله فقال له معاوية يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم أي نظروا إلى معاوية نظر منكر عليه فقال واثكل أمياه وهي كلمة يقولها الإنسان للحزن قال واثكل أمياه فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل للذي حمد الله لا تحمد الله ولكنه قال لمعاوية بن الحكم الذي تكلم قال له: ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) أو كما قال صلى الله عليه وسلم قال معاوية فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه والله ما كهرني ولا نهرني وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا تكلم في الصلاة وهو لا يدري أن الكلام يبطل الصلاة فإن صلاته لا تبطل وكذلك لو تكلم غافلا مثل أن يستأذن أحد عليه في دخول البيت فيقول تفضل غافلا فان صلاته لا تبطل لانه لم يقصد الإثم والأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فإذا عطست أيها الأخ المسلم في صلاتك أو غيرها فاحمد الله على ذلك ثم من سمعه يحمد الله هل تشميته فرض كفاية أو فرض عين يرى أكثر العلماء أنه فرض كفاية فإذا عطس رجل من بين عشرة أنفار فقال له أحدهم يرحمك الله فقد أدوا ما يجب عليهم وقال بعض أهل العلم إن تشميته فرض عين يجب على كل من سمعه أن يقول له يرحمك الله كما جاء ذلك في الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم ولذلك لا ينبغي لأحد أن يسمع عاطسا حمد الله الا أن يقول له يرحمك الله وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كان حقا على من سمعه أن يقول له يرحمك الله) ويقول هو يهديكم الله ويصلح بالكم ولكنه لو عطس ثلاثا مرات وأنت تشمته ثم عطس الرابعة فقل له عافاك الله إنك مزكوم أيها الاخوة المسلمون إنه ينبغي لنا أن نعرف حقوق إخواننا علينا حتى نقوم بها طاعة لله وأداء لحق إخواننا علينا لأننا لو قمنا بحقوق بعضنا على بعض لحصل لنا خير كثير وأجر كبير أسال الله تعالى أن يعينني وإياكم على ذلك أيها الاخوة خرج رجل في هذا المسجد في أثناء خطبتي وتوضأ ورجع ثم قام يصلي تحية المسجد ومثل هذا لا ينبغي له أن يصلي تحية المسجد لانه خرج وعاد إلى المسجد من قرب وهو حين خروجه إنما خرج لحاجة يعود من قريب فلا يحتاج إلى تحية المسجد لا سيما إذا كان الإمام يخطب لان استماع الخطبة واجب وتحية المسجد ليست بواجبة بل هي غير مشروعة في مثل هذا الحال فيما يظهر لنا لذلك كان ينبغي له أن يجلس ليستمع الخطبة لأنه خرج ليعود من قريب وهو أيضا عاد من قريب كما رأيناه حين خرج وحين دخل أرجو الانتباه لهذا أما لو كان في غير خطبة الجمعة فصلاته خير بلا شك لأنه إن كان مأمورا بها فقد أدى الأمر وإن لم يكن مأمورا بها فهي صلاة تطوع يثاب بها وفقنا الله وإياكم للهدى وجعلنا وإياكم ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا واجتنبه اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضي عن خلفائه الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم ارض عن الصحابة أجمعين وأرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم انصر إخواننا المسلمين في كوسوفو على الصبر الطاغين المعتدين يا رب العالمين اللهم أهزم الصرب الطاغين اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم واهزم جندهم اللهم سلط عليهم من هو أقوى منهم حتى يبيد خضراء هم يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير أيها المسلمون إن ما يصيب المسلمين في شتى بقاع الأرض من المصائب العظيمة إنه امتحان من الله أو تطهير من الذنوب كما قال الله تبارك وتعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) وقال عز وجل ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) اسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين للتوبة إلى الله والإنابة إليه والخروج من المظالم والإقبال على ربهم إنه تعالى قريب مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول