{لاَ إِيْمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لهُ}
{1}
الإسلام دين الأمانة وإذا الصلاة لم تحقق هذا الهدف المنشود وهو الأمانة فهى صلاة غير مقبولة عند الله {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} العنكبوت45
فأول خُلُق للمسلم الأمانة ، أمانة الكلمة فإذا جلس مع رجل وتكلم الرجل إليه بحديث لا يُفضى بهذا الحديث إلى غيره لقول النبى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: {المَجَالِسُ بِالأمَانَةِ}{2}
وقوله لأحد أصحابه ليعلمهم: {إِذَا حَدَّثَ الإنْسَانُ حَدِيثاً فَرَأَى الْمُحَدَّثُ الْمُحَدثَ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ فَهِيَ أَمَانَةٌ}{3}
أمانة فى البيع أمانة فى الكيل أمانة فى الوزن أمانة فى الشراء أمانة فى البيوت أمانة فى الأعمال أمانة فى كل شئ لأن هذا هو الدين الذى ارتضاه الله لنفسه ولا يُصلحه إلا حسن الخُلق كما قال صلوات ربى وتسليماته عليه
علَّمَ أفراد أمته جميعاً فى البداية الأمانة كما نُعلم أولادنا الوضوء والصلاة لأن الغاية من الصلاة هى الأخلاق الكريمة التى جاء بها رسول الله والتى قال فيها: {إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ}{4}
حتى عرف الكفار هذه الحقيقة ، فهذا رجل كان متزوجاً بابنته السيدة زينب رضى الله عنها – وهى غير السيدة زينب التى فى مصر فالتى فى مصر هى ابنة الإمام علىّ رضي الله عنه – فأرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ليُسلم وهو فى مكة فرفض
فطلب منه أن يرد إليه ابنته فردها – وكانت ابنة خالته – وكان يتاجر ذات مرة فى بلاد الشام بتجارة لقريش كلها وربحت تجارته وعند عودته شرح الله صدره للإسلام ، وأراد أن يُعَرج للمدينة ليُعلن إسلامه أمام المُصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام - ومعه تجارة القوم – فهمس فى أذنه بعض المؤمنين المستضعفين: تعلم أن قريش أخذت دورنا وأموالنا وكل شئ لنا فعوضنا بهذه التجارة ، وإذا بالرجل الذى لم يدخل الإيمان بعد يصرخ ويقول بصوت عال: أتريد أن أبدأ عهدى فى الإسلام بالخيانة؟ لا يكون ذلك أبداً
فذهب إلى النبى وأعلن إسلامه أمام حضرة النبى ثم استأذنه أن يذهب إلى مكة ليرد الأمانات إلى أهلها فذهب بتجارته وأخذ يوزع البضاعات على أهلها ، ثم قال أمامم : يا أهل مكة هل بقى لأحدكم شئ عندى؟ قالوا: لا، قال: فإنى أشهدكم أنى آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً
أمثال هذا الرجل هم الذين ضربوا المثل فى العالم كله وجعلوا الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ، لم يذهب جيش من أى دولة إسلامية إلى أندونيسيا فاتحاً للإسلام أو جنوب أفريقيا وإنما الذى فتحها فرد واحد ذهب بتجارته ووجدوا فيه الأمانة التى علمها لنا الله والتى أمرنا بها حَبيب الله ومُصطفاه
فتعجبوا لهذه الأمانة وسألوه عن سرها فشرح لهم حاله فآمنوا بالله ودخلوا فى دين الله أفواجا ، وأنتم تعلمون علم اليقين أنه لا صلاح الآن لأحوال العالم كله إلا بالرجوع إلى الأمانة الإسلامية
فإن من يتشدقون بالحرية والمدنية والديمقراطية كل بضاعاتهم فيها غشٌ تجارى ويضحكون على الفقراء والمساكين ويجعلونهم فئران تجارب يجربون فيهم أدويتهم فإذا صحت هذه الأدوية استخدموها عندهم وإذا لم تصلح حرموها فيما بينهم
وإذا اخترعوا سلاحاً جديداً افتعلوا حرباً مع أى دولة فقيرة ليُجربوا فى المستضعفين أسلحتهم ، لكن الإسلام ليس على هذه الشاكلة إنه دين الخُلق الكريم دين الأمانة دين الوفاء بالعهد دين الكرم والشهامة دين المروءة دين الأخلاق الكريمة كلها ولا صلاح للبشرية إلا بالرجوع إلى هذه الأخلاق، قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقاً الموطَّؤُونَ أَكْنَافاً الَّذِينَ يٌّالَفُونَ وَيٍّولَفُونَ}{5}
وقال صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أَثْقَلَ ما وُضِعَ في ميزانِ المؤمنِ يَوْمَ القِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ}{6}
الإسلام دين الأمانة وإذا الصلاة لم تحقق هذا الهدف المنشود وهو الأمانة فهى صلاة غير مقبولة عند الله {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} العنكبوت45
فأول خُلُق للمسلم الأمانة ، أمانة الكلمة فإذا جلس مع رجل وتكلم الرجل إليه بحديث لا يُفضى بهذا الحديث إلى غيره لقول النبى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: {المَجَالِسُ بِالأمَانَةِ}{2}
وقوله لأحد أصحابه ليعلمهم: {إِذَا حَدَّثَ الإنْسَانُ حَدِيثاً فَرَأَى الْمُحَدَّثُ الْمُحَدثَ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ فَهِيَ أَمَانَةٌ}{3}
أمانة فى البيع أمانة فى الكيل أمانة فى الوزن أمانة فى الشراء أمانة فى البيوت أمانة فى الأعمال أمانة فى كل شئ لأن هذا هو الدين الذى ارتضاه الله لنفسه ولا يُصلحه إلا حسن الخُلق كما قال صلوات ربى وتسليماته عليه
علَّمَ أفراد أمته جميعاً فى البداية الأمانة كما نُعلم أولادنا الوضوء والصلاة لأن الغاية من الصلاة هى الأخلاق الكريمة التى جاء بها رسول الله والتى قال فيها: {إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ}{4}
حتى عرف الكفار هذه الحقيقة ، فهذا رجل كان متزوجاً بابنته السيدة زينب رضى الله عنها – وهى غير السيدة زينب التى فى مصر فالتى فى مصر هى ابنة الإمام علىّ رضي الله عنه – فأرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ليُسلم وهو فى مكة فرفض
فطلب منه أن يرد إليه ابنته فردها – وكانت ابنة خالته – وكان يتاجر ذات مرة فى بلاد الشام بتجارة لقريش كلها وربحت تجارته وعند عودته شرح الله صدره للإسلام ، وأراد أن يُعَرج للمدينة ليُعلن إسلامه أمام المُصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام - ومعه تجارة القوم – فهمس فى أذنه بعض المؤمنين المستضعفين: تعلم أن قريش أخذت دورنا وأموالنا وكل شئ لنا فعوضنا بهذه التجارة ، وإذا بالرجل الذى لم يدخل الإيمان بعد يصرخ ويقول بصوت عال: أتريد أن أبدأ عهدى فى الإسلام بالخيانة؟ لا يكون ذلك أبداً
فذهب إلى النبى وأعلن إسلامه أمام حضرة النبى ثم استأذنه أن يذهب إلى مكة ليرد الأمانات إلى أهلها فذهب بتجارته وأخذ يوزع البضاعات على أهلها ، ثم قال أمامم : يا أهل مكة هل بقى لأحدكم شئ عندى؟ قالوا: لا، قال: فإنى أشهدكم أنى آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً
أمثال هذا الرجل هم الذين ضربوا المثل فى العالم كله وجعلوا الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ، لم يذهب جيش من أى دولة إسلامية إلى أندونيسيا فاتحاً للإسلام أو جنوب أفريقيا وإنما الذى فتحها فرد واحد ذهب بتجارته ووجدوا فيه الأمانة التى علمها لنا الله والتى أمرنا بها حَبيب الله ومُصطفاه
فتعجبوا لهذه الأمانة وسألوه عن سرها فشرح لهم حاله فآمنوا بالله ودخلوا فى دين الله أفواجا ، وأنتم تعلمون علم اليقين أنه لا صلاح الآن لأحوال العالم كله إلا بالرجوع إلى الأمانة الإسلامية
فإن من يتشدقون بالحرية والمدنية والديمقراطية كل بضاعاتهم فيها غشٌ تجارى ويضحكون على الفقراء والمساكين ويجعلونهم فئران تجارب يجربون فيهم أدويتهم فإذا صحت هذه الأدوية استخدموها عندهم وإذا لم تصلح حرموها فيما بينهم
وإذا اخترعوا سلاحاً جديداً افتعلوا حرباً مع أى دولة فقيرة ليُجربوا فى المستضعفين أسلحتهم ، لكن الإسلام ليس على هذه الشاكلة إنه دين الخُلق الكريم دين الأمانة دين الوفاء بالعهد دين الكرم والشهامة دين المروءة دين الأخلاق الكريمة كلها ولا صلاح للبشرية إلا بالرجوع إلى هذه الأخلاق، قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقاً الموطَّؤُونَ أَكْنَافاً الَّذِينَ يٌّالَفُونَ وَيٍّولَفُونَ}{5}
وقال صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أَثْقَلَ ما وُضِعَ في ميزانِ المؤمنِ يَوْمَ القِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ}{6}
{1} صحيح ابن خزيمة عن أنس بن مالك
{2} سنن أبى داوود عن جابر بن عبد الله
{3} البيهقى فى شعب الإيمان عن جابر ، جامع المسانيد والمراسيل، ومسند أحمد برواية قريبة
{4} مسند الامام احمد والبيهقي في سننه الكبرى عن أبى هريرة
{5} أخرجه الطبرانى عن أبى هريرة
{6} مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان عن أبى الدرداء
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4
منقول من كتاب {ثانى اثنين}