يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا | لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا |
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ | إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا |
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها | نفسي عن الدنيا تريد رحيلا |
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً | في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا |
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا | وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا! |
ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً | من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا |
ذكرتكم الأنواءُ ذكري بعضكمْ | فبكتْ عليكمْ بكرة ً وأصيلا |
وبنفسيَ القمرُ الذي بمحجَّر | أمسى مصوناً للنوى مبذولا |
إني تأمَّلْتُ النَّوى فوجَدتُها | سَيْفاً عَليَّ معَ الهَوَى مسْلُولا |
لا تأخذيني بالزمان، فليسَ لي | تبعاً ولستُ على الزمانِ كفيلا |
مَنْ زَاحَفَ الأّيَّامَ ثُمَّ عَبَا لَها | غيرَ القناعة ِ لمْ يزلْ مفلولا |
من كانَ مرعى عزمِهِ وهمومِهِ | رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهْزُولا |
لَوْ جَازَ سُلطانُ القُنُوعِ وحُكْمُهُ | في الْخَلْقِ ما كانَ القَلِيلُ قَليلا |
الززْقَ لا تَكْمَدْ عليهِ فإنَّهُ | يَأْتي ولَمْ تَبْعَثْ إِليهِ رَسُولا |
للّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعْبَرِ قَفْرَة ٍ | لا يُوحشُ ابنَ البيضة ِ الإجفيلا |
بِنْتُ الفَضَاءِ متى تَخِدْ بِك لا تَدَعْ | في الصَّدْرِ مِنكَ على الفَلاة ِ غلِيلا |
أو ما تراها، ما تراها، هزَّة ً | تشأى العيونَ تعجرفاً وذميلا! |
لوْ كانَ كلفها عبيدٌ حاجة ً | يوماً لأنسيَ شدقماً وجديلا |
بالسَّكْسكي المَاتِعي تَمَتَّعتْ | هممٌ ثنتْ طرفَ الزمان كليلا |
لا تدعونْ نوحَ بن عمروٍ دعوة ً | للخطبِ إلا أنْ يكونَ جليلا |
يَقِظٌ إذاما المُشكلاتُ عَرَوْنَهُ | ألْفَيْنَهُ المُتَبَسَّمَ البُهْلُولا |
ما زَالَ يُبرِمُهُنَّ حتَّى إِنَهُ | لَيُقالُ، ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحِيلا |
ثَبْتُ المَقَامِ يرَى القَبيلَة َ واحِداً | ويرى فيحسبُه القبيلُ قبيلا |
كَمْ وَقْعَة ٍ لكَ في المَكارِمِ فَخْمَة ٍ | غادرْتَ فيها ما ملكتَ فتيلا |
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارة ً | تَركَتْ حُزونَ الْحَادَثات سُهُولا |
فَرَأّيْتَ أكثَرَ ماحَبَوْتَ مِنْ اللُّهى | نَزْراً وأصغَرَ ما شُكِرْتَ جَزِيلا |
لَمْ يَتَّرِكْ في المَجْدِ مَنْ جَعَلَ النَّدى | في مالِهِ لِلمُعتَفِينَ وَكِيلا |
أَولَيسَ عمْروٌ بَثَّ في الناسِ النَّدَى | حتّى اشتَهَينا أَن نُصِيبَ بَخِيلا |
أشدُدْ يديك بحبلِ نوحٍ مُعصماً | تلقاه حَبلاً بالندى موصُولا |
ذَاكَ الَّذي إِنْ كَانَ خِلَّكَ لم تَقُلْ | يا لَيْتَني لَمْ أَتَّخِذْه خَليلا |