تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا | وعادَتْ صباهُ في الصبّا وهي شمألُ |
بيَوْمٍ كَطُولِ الدَّهْرِ في عَرْضِ مِثلِهِ | ووجديَ منْ هذا وهذاكَ أطولُ |
تولوا فولَّتْ لوعتي تحشد الأسى | عليَّ وجَاءَتْ عَبْرَتي وَهْيَ تَهْمُلُ |
بذلتُ لهم مكنونَ دمعي، فإنْ ونى | فَشَوْقِي على أَلاَّ يَجفَّ مُوَكَّلُ |
ألا بَكَرَتْ مَعْذُورَة ً حينَ تَعْذُلُ | تعرفُنِي مِ الْعِيش ما لَسْتُ أَجْهَلُ |
أَأتبَعُ ضَنْكَ الأَمْرِ،والأَمْرُ مُدْبِرٌ | وأَدْفَعُ في صَدْرِ الغِنَى وَهْوَ مُقْبِلُ |
محمدُ يا بن المستهلِّ تهللتْ | عليكَ سَماءٌ مِنْ ثَنَائِيَ تَهْطُلُ |
وكَمْ مَشْهَدٍ أَشهدْتَهُ الْجُودَ، فانْقَضَى | ومَجْدُكَ يُسْتَحيَا ومَالُكَ يَقْتَلُ |
بلوناكَ أمَّا كعبُ عرضك في العلى | فعالٍ ولكنْ خذُّ مالكَ أسفَلُ |
تحمَّلْتَ ما لوْ حمِّلَ الدهرُ شطرهُ | لفكَّرَ دهراً أيُّ عبأيهِ أثقلُ |
أَّبُوكَ شَقِيقٌ لم يَزَلْ وَهْوَ لِلنَّدَى | شَقِيقٌ ولِلملهُوفِ حِرْزٌ ومَعقِلُ |
أَفَادَ مِنَ العَلْيا كُنُوزَاً لَوَ انَّهَا | صوامِتُ مالٍ ما درى أينَ تُجعلُ |
فحسبُ امرئٍ أنت امروٌ آخرٌ له | وحَسْبُكَ فَخْراً أَنَّهُ لكَ أَوَّلُ |
وهل للقريضِ الغض أو من يحوكُه | على أَحدٍ إِلاَّعليكَ مُعَوَّلُ! |
ليهنِ امرأ أثنى عليكَ بأنَّه | قُولُ وإِنْ أَرْبَى فلا يَتَقَوَّلُ |
سهلنَ عليكَ المكرماتُ فوصفها | علينا إذا ما استَجْمعَتْ فيكَ أسهَلُ |
رَأيتُكَ للسَّفْرِالمُطَرَّدِ غايَة ً | يؤمونها حتى كأنكَ منهلُ |
سألتكَ ألا تسألَ اللهَ حاجة ً | سِوَى عَفْوِهِ مادُمْتَ تُرْجَى وتُسْأَلُ |
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما | عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ |
ولَسْتَ تَرَى أَنَّ العُلى لكَ عندما | تَقُولُ ولَكنَّ العُلَى حينَ تَفعَلُ |
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجية ٌ | ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجَّلُ |