إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ | غَلَبَتْ هُمُومَ الصَّدْرِ، وَهْيَ غَوالِبُ |
وَطَلَبْتَ وُدي والتَّنائِفُ بَيْنَنَا | فَنَدَاكَ مَطْلُوبٌ ومَجْدُكَ طَالِبُ |
فَلَتَلقَيَنَّكَ حَيْثُ كنتَ قَصَائِدٌ | فيها لأهلِ المكرماتِ مآربُ |
فَكَأَنَّما هِيَ في السَّماعِ جَنَادِلٌ | وكأنَّما هيَ في العيونِ كواكبُ |
وغرائبٌ تأتيكَ إلاَّ أنَّها | لصنيعكَ الحَسَنِ الجميلِ أقاربُ |
نِعَمٌ إذا رُعيتْ بشكرٍ لم تزلْ | نِعْماً، وإِنْ لم تُرْعَ، فَهْيَ مَصَائِبُ |
كثرتْ خطايا الدَّهرِ فيّ، وقد يُرى | بنداك، وهوَ إليَّ منها تائبُ |
وتتابعتْ أيَّامه وشهورهُ | عُصَباً يُغِرْنَ كأَنَّهُنَّ مَقَانِبُ |
منْ نكبة ٍ محفوفة ٍ بمصيبة ٍ | جذَّ السَّنامُ لها وجُذَّ الغاربُ |
أوْ لوعة ٍ منتوجة ٍ منْ فرقة ٍ | حَقُّ الدُّمُوعِ عَلَيَّ فِيهَا وَاجِبُ |
ووَلِهْتُ مُذْ زُمَّتْ رِكَابُكَ للنَّوَى | فكأنَّني مُذ غبتَ عنِّي غائبُ |