إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ،
أَمَّا بَعْد :
أخوتي و أخَواتي في الله
أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال
3
تأملات ونظرات في مشكاة النبوة (1)
الكـاتب : موقع صيد الفوائد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن)).
* هكذا هو الحس الإيماني المرهف يرتقي بصاحبه فيعلو به ويسمو بشعوره، فيكون كما النّسمة يتأثر بما يعمل، ففي الوقت الذي يمنّ الله به عليه بطاعة فيلازمها ويذوق حلاوتها وتعتادها نفسه وتأنس لها، نراه لمّا يفقد هذه الحسنة العظيمة التي منّ الله بها عليه واختاره لها كما اختارها له، يحزن وتعلوه الكئابة ويشعر بالأسف الشديد للتضييع والتفريط فيعاني ألم الفقد ويذوق حرقة الحرمان، فتراه يقبل على النفس يلومها ويوقظها من سبات، ويذكرها بعظم الخسارة التي نجمت عن تفريطه، ويعدها بكل خير حتى تقبل على مولاها وسيدها لتصلح ما كان.
* هكذا هو المؤمن الذي يعلم أنّ غاية وجوده في هذه الدنيا هي عبادة الله -عز وجل-، سيحزن ويحزن كثيراً لا لفقد تجارة، ولا لضياع مال، ولا لكساد بضاعة، ولا لفوات شهوة، إنّما حزنه للتفريط في حق مولاه، وللحرمان الذي يشعر بمرارته الآن ويعانيه.
* ليكن ميزانك الذي تزن به، ثابتاً لا يميل بك ولا يطفف لك كيلاً ولا وزناً.
* وليكن حسك الإيماني هو المرشد والدال لك على قوة إيمانك أو ضعفه.
* فإذا سررت بإنعام ربك عليك وتوفيقه لك لبلوغ طاعة وتيسيرها لك بعد أن كانت عسيرة شاقة.. وإذا حزنت كثيراً لفوات عبادة أو نقصها بضياعها أو ضياع وقتها أو انصراف همة نفسك عن الإقبال عليها، فاعلم أنك مؤمن، وأن ميزانك سيقودك لأن تكون إيجابياً في حياتك فسرورك يدعوك للشكر والاستكثار من الطاعات (اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور).
وحزنك سيقودك لأن تطوي صفحة الكسل وتباشر الجد والاجتهاد بالإقبال على الطاعات واستدراك ماحدث من تفريط وفوات بتوبة واستغفار، وأعمال مكفرات.
* هذا ميزان المؤمن فاحرص أن لا يختل الميزان ولا الموزون.
أَمَّا بَعْد :
أخوتي و أخَواتي في الله
أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال
3
تأملات ونظرات في مشكاة النبوة (1)
الكـاتب : موقع صيد الفوائد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن)).
* هكذا هو الحس الإيماني المرهف يرتقي بصاحبه فيعلو به ويسمو بشعوره، فيكون كما النّسمة يتأثر بما يعمل، ففي الوقت الذي يمنّ الله به عليه بطاعة فيلازمها ويذوق حلاوتها وتعتادها نفسه وتأنس لها، نراه لمّا يفقد هذه الحسنة العظيمة التي منّ الله بها عليه واختاره لها كما اختارها له، يحزن وتعلوه الكئابة ويشعر بالأسف الشديد للتضييع والتفريط فيعاني ألم الفقد ويذوق حرقة الحرمان، فتراه يقبل على النفس يلومها ويوقظها من سبات، ويذكرها بعظم الخسارة التي نجمت عن تفريطه، ويعدها بكل خير حتى تقبل على مولاها وسيدها لتصلح ما كان.
* هكذا هو المؤمن الذي يعلم أنّ غاية وجوده في هذه الدنيا هي عبادة الله -عز وجل-، سيحزن ويحزن كثيراً لا لفقد تجارة، ولا لضياع مال، ولا لكساد بضاعة، ولا لفوات شهوة، إنّما حزنه للتفريط في حق مولاه، وللحرمان الذي يشعر بمرارته الآن ويعانيه.
* ليكن ميزانك الذي تزن به، ثابتاً لا يميل بك ولا يطفف لك كيلاً ولا وزناً.
* وليكن حسك الإيماني هو المرشد والدال لك على قوة إيمانك أو ضعفه.
* فإذا سررت بإنعام ربك عليك وتوفيقه لك لبلوغ طاعة وتيسيرها لك بعد أن كانت عسيرة شاقة.. وإذا حزنت كثيراً لفوات عبادة أو نقصها بضياعها أو ضياع وقتها أو انصراف همة نفسك عن الإقبال عليها، فاعلم أنك مؤمن، وأن ميزانك سيقودك لأن تكون إيجابياً في حياتك فسرورك يدعوك للشكر والاستكثار من الطاعات (اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور).
وحزنك سيقودك لأن تطوي صفحة الكسل وتباشر الجد والاجتهاد بالإقبال على الطاعات واستدراك ماحدث من تفريط وفوات بتوبة واستغفار، وأعمال مكفرات.
* هذا ميزان المؤمن فاحرص أن لا يختل الميزان ولا الموزون.