الاكتئاب وصورة الجسد
يعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً، فهو يحتل المرتبة الثانية بين الاضطرابات النفسية بعد القلق من حيث الانتشار، ويمكن القول أن ما نسبته 4-24% من أفراد المجتمع يعانون من أعراض اكتئابية حقيقية خلال فترة من فترات حياتهم (أبو عليان، 1994، ص51).
يعرف "زهران" الاكتئاب بأنه حالة من الحزن الشديد المستمر تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة، وتنطوي هذه المشاعر على فقدان شيء. أما اميري (Emery) فيعرف الاكتئاب بأنه خبرة وجدانية ذاتية أعراضها الحزن والتشاؤم وفقدان الاهتمام واللامبالاة والشعور بالفشل وعدم الرضا والرغبة في ايذاء الذات والتردد وعدم البت في الأمور والإرهاق وفقدان الشهية ومشاعر الذنب وبطء الاستجابة وعدم القدرة على بذل أي جهد. ( عبد الموجود، 2003، ص213).
أمـا "اولتمـان و إيميري" فيشيران إلـى أن الأفراد ذوي المزاج الإكتئابي يصفون مشاعرهم بأنها غامرة وتتضمن أعراض المزاج الاكتئابي الإنهاك والتعب وفقدان الطاقة وتغير في الشهية كذلك فإنه يتضمن تغيرات مختلفة في التفكير والسلوك الظاهر وربما يعاني المكتئب أعراضاً معرفية مثل مشاعر الذنب و مشاعر فقدان القيمة و مشكلات في التركيز وأفكار انتحارية.
وعلى الرغم من تعدد التعريفات التي تناولت الاكتئاب إلا أننا نجد أنها تتفق جميعاً على المشاعر السوداوية التي تظهر في محاور أربعة هي: المحور الانفعالي الذي يركز على أعراض مزاجية مثل مشاعر الحزن والأسى والبؤس، والمحور السلوكي الذي يتناول أعراضاً سلوكية تتضمن ما يقوم به الفرد من سلوكات مثل الحركة البطيئة واستخدام الكحول وغيرها، المحور الثالث هو المحور المعرفي الذي يشير إلى مشاعر الذنب ولوم الذات والتشتت والأفكار الانتحارية وغيرها، أما المحور الرابع فيشير إلى أعراض جسمية مثل الإنهاك والتعب ومشكلات النوم وتغيرات الشهية والصداع وآلام الصدر وغيرها.
رغم اتفاق تعريفات الاكتئاب بشكل عام في وصفها للمزاج الاكتئابي وأعراضه، إلا أنه لم يكن هناك اتفاق على تفسير الاكتئاب، فقد اختلفت النظريات التي تفسر الاكتئاب باختلاف المنطلقات الأساسية التي تنطلق منها كل نظرية في تفسير السلوك الإنساني.
بالنسبة لفرويد، فقد فسر الاكتئاب من خلال لوم الذات والشعور بالذنب، الافتراض الأساسي في وجهة نظر فرويد هو أن الشخص المكتئب هو أكثر لوماً لذاته لكونه غاضباً من شخص آخر تربطه بالمكتئب علاقة حميمة، وما يحدث هو أن هذا الشخص يكون قد مات أو أن المكتئب فقد علاقته معه بطريقة أو بأخرى سواء كان ذلك في الحقيقة أو في مخيلته، وبدلاً من أن يتعامل المكتئب مع مشاعر الغضب بشكل واعٍ، فإنه يوجه هذا الغضب نحو الداخل. يضيف فرويد، أن الشخص الذي لديه استعداد لتطوير الاكتئاب، هو أمر يستند إلى نمط العلاقات بين الأفراد التي شكلها هذا الشخص، ويؤكد بأن المريض الذي لديه استعداد للاكتئاب يميل لأن يشكل علاقة أنانية يعتمد فيها على الآخر من أجل الحفاظ على تقديره لذاته، تقود هذه الاعتمادية إلى مشاعر ايجابية وسلبية تسبب تناقضاً كبيراً لا يستطيع المريض أن يعبر عنه بشكل مفتوح خوفاً من العزلة وفقدان الشخص الآخر، عندما لا يكون الشخص الآخر متواجداً باستمرار، فإن الغضب يوجه نحو الذات ويشير "فرويد" أن هذا هو الاكتئاب.
يشـير "كـانفر وزيـس" إلـى نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا (Bandura) ودورها في تفسير الاكتئاب، إذ تركز هذه النظرية على مفهوم الفعالية الذاتية في تفسير الاكتئاب، حيث تؤكد النظرية على دور التقييم الذاتي في الاكتئاب، إذ تشير النظرية أن إدراك الفرد لمدى كفاءته الشخصية وقدرته على مواجهة المشكلات التكيفية وإنتاج سلوكات فعالة له دور كبير في تحديد طبيعة مشاعر ومزاج هذا الفرد (حمدي، 1998، ص110).
سلوكياً، فإنه يمكن تعريف الاكتئاب من خلال ما وصفته نظرية العجز المتعلم، إذ تشير هذه النظرية إلى أن الفرد المكتئب لا يستطيع التعرف على الاتساق بين سلوكه والنتائج المتحققه من البيئة، ويظهر العجز عندما تكون النتائج مستقلة عن الجهد المبذول من قبل الفرد من أجل السيطرة والضبط الذاتي لهذه النتيجة. تدريجياً يتوقف الفرد عن الاستجابة ويصبح سلبياً ولا يستجيب لمثيرات جديدة. مؤخراً فقد تم وصف مصطلح فقدان الأمل Hopelessness وتبعاً لهذا المصطلح، فإن الاكتئاب يرتبط مع التوقعات بأن أحداثاً واضحة سوف تحدث أو أن هذه الأحداث المنفرة سوف تحصل بغض النظر عما يفعله الشخص، فيشير مصطلح فقدان الأمل إلى توقعات الفرد السلبية نحو المستقبل وأن الاعتقادات المرتبطة بهذه الأحداث لا يمكن السيطرة عليها وبعد حصول هذه الأحداث. فإن احتمالية أن يصبح الشخص مكتئباً كوظيفة للوضوح والأهمية التي يوليها الفرد لهذه الأحداث ويسمى ذلك بالعزو السببي.
أما نموذج بيك فقد قدم تفسيراً معرفياً للاكتئاب، حيث إنه يركز في تعريف الاكتئاب على الأشياء التي يقولها الشخص لذاته خصوصاً أفكار النقد الذاتي والنظرة التشاؤمية للبيئة، وقد قدم بيك مفهوم الثالوث الاكتئابي الذي يتضمن نظرة سلبية نحو الذات والعالم والمستقبل. تتضمن الأشياء التي يقولها الفرد لذاته تشويهات معرفية أساسية وأخطاء في طريقة التفكير نحو نفسه، فينظر للأحداث العادية بأنها كبيرة. Cash, T. F. , & Pruzinsky, T. 2002-p54))
اتساقاً مع النظريات السابقة، فإنه يمكن اقتراح تفسير لتطور مشكلات الأكل من خلال هذه النماذج كما يلي: يقدم الإعلام صورة النحافة المثالية لتضع معياراً لصورة الجسد، تأخذ هذه المعيار أهميةً كبيرة تبعاً لقوة الدافع الذي يتشكل لدى المراهقة من أجل تحقيقه، خصوصاً عند تفاعل إلحاح هذا الدافع مع تأثير ضغط الرفاق وتحقيق القبول الاجتماعي الذي يتضمن صورة الجسد كمعيار للقبول ضمن الجماعة. تبدأ المراهقة باتباع أنشطة مختلفة مثل التمارين الرياضية والحمية من أجل فقدان الوزن وتحقيق صورة الجسد المرغوبة.
تستمر أنشطة فقدان الوزن دون أن تصل المراهقة إلى المعيار المطلوب، الأمر الذي يزيد من مشاعر الإحباط نتيجة لعدم ارتباط الجهد المبذول مع تحقيق السيطرة، يعمل ذلك على اتباع أساليب أكثر تطرفاً مثل استخدام التقيؤ والأساليب غير الصحية تحت الحاح مشاعر النقد الذاتي بأنها لم تحقق صورة الجسد المرغوبة، وخصوصاً إذا ارتبط ذلك مع النظرة المشوهة للجسد التي تقيم المراهقة جسدها من خلالها على أنه أكثر من الوزن وليس بالشكل والحجم المطلوبين، تزداد مشاعر الغضب لدى المراهقة التي تبدأ توجهها نحو ذاتها وتأخذ بلوم نفسها وتزداد اعتقادات عدم الفعالية لديها، يؤدي ذلك بالمراهقة أخيراً إلى فقدان الأمل من خلال أن التوقعات السلبية سوف تحدث بغض النظر عن الجهد المبذول وتعزز هذه النظرة من خلال التفكير الانتقائي، فتعمل ملاحظة واحدة من صديقة حول مظهرها على تأكيد الاعتقاد المشوه لديها نحو صورة الجسد. يقود ذلك إلى تطور مشكلات الأكل التي تقدم حلاً من خلال الأساليب الخاطئة في إدارة سلوك الأكل مثل التقيؤ وفقدان الشهية واستخدام المسهلات لتحقيق الهدف فيصاحب ذلك مشاعر اكتئاب.
تاتي أهمية دراسة اضطرابات الأكل الناتجة عن السعي نحو صورة جسد مثالية كأحد العوامل التي ترتبط بالاكتئاب لدى المراهقين نتيجة لارتفاع نسبة المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب، حيث تصل نسبة الاكتئاب لدى المراهقين 5%، وان المراهقين والمراهقات هم في نسبة متساوية في تطوير الاكتئاب، إلا أنه ومع بداية النضج تصبح درجة الاكتئاب ضعفين لدى الإناث. كما أن 20% من هؤلاء الذين يطورون أعراض اكتئاب مبكرة ( تلك التي تبدأ في الطفولة أو المراهقة هم في خطر اضطراب الاكتئاب القطبي، خصوصاً إذا كان هناك تاريخ أسري لهذا الاضطراب وفي الأعراض الذهانية.
يعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً، فهو يحتل المرتبة الثانية بين الاضطرابات النفسية بعد القلق من حيث الانتشار، ويمكن القول أن ما نسبته 4-24% من أفراد المجتمع يعانون من أعراض اكتئابية حقيقية خلال فترة من فترات حياتهم (أبو عليان، 1994، ص51).
يعرف "زهران" الاكتئاب بأنه حالة من الحزن الشديد المستمر تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة، وتنطوي هذه المشاعر على فقدان شيء. أما اميري (Emery) فيعرف الاكتئاب بأنه خبرة وجدانية ذاتية أعراضها الحزن والتشاؤم وفقدان الاهتمام واللامبالاة والشعور بالفشل وعدم الرضا والرغبة في ايذاء الذات والتردد وعدم البت في الأمور والإرهاق وفقدان الشهية ومشاعر الذنب وبطء الاستجابة وعدم القدرة على بذل أي جهد. ( عبد الموجود، 2003، ص213).
أمـا "اولتمـان و إيميري" فيشيران إلـى أن الأفراد ذوي المزاج الإكتئابي يصفون مشاعرهم بأنها غامرة وتتضمن أعراض المزاج الاكتئابي الإنهاك والتعب وفقدان الطاقة وتغير في الشهية كذلك فإنه يتضمن تغيرات مختلفة في التفكير والسلوك الظاهر وربما يعاني المكتئب أعراضاً معرفية مثل مشاعر الذنب و مشاعر فقدان القيمة و مشكلات في التركيز وأفكار انتحارية.
وعلى الرغم من تعدد التعريفات التي تناولت الاكتئاب إلا أننا نجد أنها تتفق جميعاً على المشاعر السوداوية التي تظهر في محاور أربعة هي: المحور الانفعالي الذي يركز على أعراض مزاجية مثل مشاعر الحزن والأسى والبؤس، والمحور السلوكي الذي يتناول أعراضاً سلوكية تتضمن ما يقوم به الفرد من سلوكات مثل الحركة البطيئة واستخدام الكحول وغيرها، المحور الثالث هو المحور المعرفي الذي يشير إلى مشاعر الذنب ولوم الذات والتشتت والأفكار الانتحارية وغيرها، أما المحور الرابع فيشير إلى أعراض جسمية مثل الإنهاك والتعب ومشكلات النوم وتغيرات الشهية والصداع وآلام الصدر وغيرها.
رغم اتفاق تعريفات الاكتئاب بشكل عام في وصفها للمزاج الاكتئابي وأعراضه، إلا أنه لم يكن هناك اتفاق على تفسير الاكتئاب، فقد اختلفت النظريات التي تفسر الاكتئاب باختلاف المنطلقات الأساسية التي تنطلق منها كل نظرية في تفسير السلوك الإنساني.
بالنسبة لفرويد، فقد فسر الاكتئاب من خلال لوم الذات والشعور بالذنب، الافتراض الأساسي في وجهة نظر فرويد هو أن الشخص المكتئب هو أكثر لوماً لذاته لكونه غاضباً من شخص آخر تربطه بالمكتئب علاقة حميمة، وما يحدث هو أن هذا الشخص يكون قد مات أو أن المكتئب فقد علاقته معه بطريقة أو بأخرى سواء كان ذلك في الحقيقة أو في مخيلته، وبدلاً من أن يتعامل المكتئب مع مشاعر الغضب بشكل واعٍ، فإنه يوجه هذا الغضب نحو الداخل. يضيف فرويد، أن الشخص الذي لديه استعداد لتطوير الاكتئاب، هو أمر يستند إلى نمط العلاقات بين الأفراد التي شكلها هذا الشخص، ويؤكد بأن المريض الذي لديه استعداد للاكتئاب يميل لأن يشكل علاقة أنانية يعتمد فيها على الآخر من أجل الحفاظ على تقديره لذاته، تقود هذه الاعتمادية إلى مشاعر ايجابية وسلبية تسبب تناقضاً كبيراً لا يستطيع المريض أن يعبر عنه بشكل مفتوح خوفاً من العزلة وفقدان الشخص الآخر، عندما لا يكون الشخص الآخر متواجداً باستمرار، فإن الغضب يوجه نحو الذات ويشير "فرويد" أن هذا هو الاكتئاب.
يشـير "كـانفر وزيـس" إلـى نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا (Bandura) ودورها في تفسير الاكتئاب، إذ تركز هذه النظرية على مفهوم الفعالية الذاتية في تفسير الاكتئاب، حيث تؤكد النظرية على دور التقييم الذاتي في الاكتئاب، إذ تشير النظرية أن إدراك الفرد لمدى كفاءته الشخصية وقدرته على مواجهة المشكلات التكيفية وإنتاج سلوكات فعالة له دور كبير في تحديد طبيعة مشاعر ومزاج هذا الفرد (حمدي، 1998، ص110).
سلوكياً، فإنه يمكن تعريف الاكتئاب من خلال ما وصفته نظرية العجز المتعلم، إذ تشير هذه النظرية إلى أن الفرد المكتئب لا يستطيع التعرف على الاتساق بين سلوكه والنتائج المتحققه من البيئة، ويظهر العجز عندما تكون النتائج مستقلة عن الجهد المبذول من قبل الفرد من أجل السيطرة والضبط الذاتي لهذه النتيجة. تدريجياً يتوقف الفرد عن الاستجابة ويصبح سلبياً ولا يستجيب لمثيرات جديدة. مؤخراً فقد تم وصف مصطلح فقدان الأمل Hopelessness وتبعاً لهذا المصطلح، فإن الاكتئاب يرتبط مع التوقعات بأن أحداثاً واضحة سوف تحدث أو أن هذه الأحداث المنفرة سوف تحصل بغض النظر عما يفعله الشخص، فيشير مصطلح فقدان الأمل إلى توقعات الفرد السلبية نحو المستقبل وأن الاعتقادات المرتبطة بهذه الأحداث لا يمكن السيطرة عليها وبعد حصول هذه الأحداث. فإن احتمالية أن يصبح الشخص مكتئباً كوظيفة للوضوح والأهمية التي يوليها الفرد لهذه الأحداث ويسمى ذلك بالعزو السببي.
أما نموذج بيك فقد قدم تفسيراً معرفياً للاكتئاب، حيث إنه يركز في تعريف الاكتئاب على الأشياء التي يقولها الشخص لذاته خصوصاً أفكار النقد الذاتي والنظرة التشاؤمية للبيئة، وقد قدم بيك مفهوم الثالوث الاكتئابي الذي يتضمن نظرة سلبية نحو الذات والعالم والمستقبل. تتضمن الأشياء التي يقولها الفرد لذاته تشويهات معرفية أساسية وأخطاء في طريقة التفكير نحو نفسه، فينظر للأحداث العادية بأنها كبيرة. Cash, T. F. , & Pruzinsky, T. 2002-p54))
اتساقاً مع النظريات السابقة، فإنه يمكن اقتراح تفسير لتطور مشكلات الأكل من خلال هذه النماذج كما يلي: يقدم الإعلام صورة النحافة المثالية لتضع معياراً لصورة الجسد، تأخذ هذه المعيار أهميةً كبيرة تبعاً لقوة الدافع الذي يتشكل لدى المراهقة من أجل تحقيقه، خصوصاً عند تفاعل إلحاح هذا الدافع مع تأثير ضغط الرفاق وتحقيق القبول الاجتماعي الذي يتضمن صورة الجسد كمعيار للقبول ضمن الجماعة. تبدأ المراهقة باتباع أنشطة مختلفة مثل التمارين الرياضية والحمية من أجل فقدان الوزن وتحقيق صورة الجسد المرغوبة.
تستمر أنشطة فقدان الوزن دون أن تصل المراهقة إلى المعيار المطلوب، الأمر الذي يزيد من مشاعر الإحباط نتيجة لعدم ارتباط الجهد المبذول مع تحقيق السيطرة، يعمل ذلك على اتباع أساليب أكثر تطرفاً مثل استخدام التقيؤ والأساليب غير الصحية تحت الحاح مشاعر النقد الذاتي بأنها لم تحقق صورة الجسد المرغوبة، وخصوصاً إذا ارتبط ذلك مع النظرة المشوهة للجسد التي تقيم المراهقة جسدها من خلالها على أنه أكثر من الوزن وليس بالشكل والحجم المطلوبين، تزداد مشاعر الغضب لدى المراهقة التي تبدأ توجهها نحو ذاتها وتأخذ بلوم نفسها وتزداد اعتقادات عدم الفعالية لديها، يؤدي ذلك بالمراهقة أخيراً إلى فقدان الأمل من خلال أن التوقعات السلبية سوف تحدث بغض النظر عن الجهد المبذول وتعزز هذه النظرة من خلال التفكير الانتقائي، فتعمل ملاحظة واحدة من صديقة حول مظهرها على تأكيد الاعتقاد المشوه لديها نحو صورة الجسد. يقود ذلك إلى تطور مشكلات الأكل التي تقدم حلاً من خلال الأساليب الخاطئة في إدارة سلوك الأكل مثل التقيؤ وفقدان الشهية واستخدام المسهلات لتحقيق الهدف فيصاحب ذلك مشاعر اكتئاب.
تاتي أهمية دراسة اضطرابات الأكل الناتجة عن السعي نحو صورة جسد مثالية كأحد العوامل التي ترتبط بالاكتئاب لدى المراهقين نتيجة لارتفاع نسبة المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب، حيث تصل نسبة الاكتئاب لدى المراهقين 5%، وان المراهقين والمراهقات هم في نسبة متساوية في تطوير الاكتئاب، إلا أنه ومع بداية النضج تصبح درجة الاكتئاب ضعفين لدى الإناث. كما أن 20% من هؤلاء الذين يطورون أعراض اكتئاب مبكرة ( تلك التي تبدأ في الطفولة أو المراهقة هم في خطر اضطراب الاكتئاب القطبي، خصوصاً إذا كان هناك تاريخ أسري لهذا الاضطراب وفي الأعراض الذهانية.