الصراعات الأسرية ودورها في تشكيل صورة الجسد:
تعتبر الأسرة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على سلوكات الأكل لدى المراهقين الناتجة عن عدم نقبل صورة الجسد حيث يمثل الآباء (خصوصاً الأم ) مؤسسة التنشئة الإجتماعية الأولى التي تنقل رسالة للمراهقة حول المظهر وممارسـات الأكـل.
فالأسـرة تؤثر على نـظـام الطـعام لـدى المراهقات بطريقتين، فهي التي تقدم الطعام وتحدد نوعيته ومحتوياته، كما أن الأسرة تؤثر على الاتجاهات والتفضيلات للطعام والقيم المتعلقة بعادات الأكل مدى الحياة. ومع انتقال المراهقات إلى مرحلة تتضمن استقلالية أكبر، فإن عادات الطعام لديهن سوف تعكس الدور الذي أثر به الوالدان على خيارات الطعام.
. وقد تضمن أدب البحث المتعلق بالعوامل الأسرية ودورها في التنبؤ بمشكلات الأكل محورين، ركز الأول على اتجاهات الأسرة نحو الأكل والسلوكات المرتبطة به كالحمية والنحافة، فيما ركز المحور الثاني على الخصائص المرضية للأسرة كالنقد والسلطة وضعف الاتصال كعوامل تتنبأ باضطرابات الأكل.
وتشير الدراسات التي تتناول العوامل الأسرية المتعلقة باتجاهات الآباء نحو الطعام والسلوكات المرتبطة به وأثر ذلك على مشكلات الأكل لدى الأبناء إلى مجموعة من الخصائص التي تميز نمط واتجاهات الأسرة فيما يتعلق بسـلوكات الأكل. فيشـير" أجراس" ورفاقـه فـي هـذا الصدد إلـى أن الأمـهات ينزعن للتأثير بشكل سلبي على اتجاهات وسلوكات بناتهن فيطعمن بناتهن بشكل غير منتظم ويستخدمن الطعام لأغراض غير التغذية ويعبرن عن اهتمام زائد حول وزن بناتهن وهن في عمر سنتين. ومـع وصول الطفلة إلى عمر (5) سنوات، فإن مشكلات الأكل تبدأ بالظهور لديها بالمقارنة مع بنات الأمهات بدون اضطرابات الأكل. كما وجد أن الأبناء الذين يتلقون الرسالة من الأمهات بأن يأكلوا أقل أو أن يفقدوا الوزن، كانوا يأكلون أقل من أجل فقدان الوزن، كذلك عبر الأبناء الذين تلقوا الرسالة من الآباء بأن يقوموا بالتمارين الرياضية عن انخراط أكبر في التمارين الرياضية من أجل تغيير شكل الجسم وحجم العضلات، مما يشير إلى أن الأباء يعملون كنماذج في مجال عادات الأكـل.
أن نمذجة الأمهات لسلوكات واتجاهات سلبية نحو الأكل والحمية يعمل على نقل هذه النماذج إلى بناتهن المراهقات حيث يؤكد بايك ورودن(1991) Pike and Rodin في دراستهما لسلوكات الحمية لدى أمهات المراهقات اللواتي لديهن اضطرابات في الأكل، أنه في معظم الحالات فإن أمهات تلك المراهقات كن قد اختبرن اضطرابات في الأكل خلال مرحلةٍ من حياتهن بالمقارنة مع أمهات المراهقات اللواتي لا يعانين من اضطرابات في الأكل، كما تميزن بأنهن أكثر ميلاً للاعتقاد بأن على بناتهن أن يفقدن الوزن. كما إنه ومن خلال النمذجة و التشجيع من قبل تلك الأمهات ؛ فإن المراهقات اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل يتعلمن الانخراط بمثل هذه السلوكات المضطربة في الأكل والتي ينمذجها الآباء مقارنة مع المراهقات اللواتي لم تختبر أمهاتهن اضطرابات أكل. كـما وجـدت "بنديكت" وزملاؤها) Benedikt et al. (1998 بأن المراهقات اللواتي يعانين من الشره لديهن على الأغلب أمهات يشجعهن على فقدان الوزن ويقيدن تناول الطعام لديهن ويشجعنهن على الحمية. وتضيف بأن إدراك الفتيات حول ما يتوقعنه من سلوك حمية من أمهاتهن اللواتي يشعرن بالسمنة يتنبأ بسلوك الحمية لديهن مثل أمهاتهن ويشير هذا بأن الأم تلعب دوراً في نقل قيم الثقافة حول المظهر.
إن إسهام الآباء بمشكلات أبنائهم في الأكل من خلال نمذجة الاهتمام بالوزن يعمل على خلق بيئة تؤكد على النحافة. فقد اظهرت نتائج الأبحاث بأن أمهات البنات اللواتي يتبعن الحمية يدركن أن بناتهن أقل جاذبية بالمقارنة مع الأمهات اللواتي لا تتبع بناتهن حـمية. كـما يـشير الباحثون بأن تشجيع الأمهات على الحمية يزيد من هذه السلوكات لدىالمراهقات، ويرتبط ذلك بعدم الرضا عن الجسد، كذلك وجد أن للآباء تاثيراً أكبر على عدم رضا المراهقات عن أجسامهن، فيما تؤثر الأمهات على سـلوكات الحـمية لديهن.
كما وجدت دراسات أخرى، أنه لا يوجد فروق بين الذين يعانون من اضطرابات أكل والذين يستخدمون الحمية أو لا يستخدمونها، ترتبط باهتمامات الآباء بقضايا الأكل، بل تم الاقتراح أنه بدلاً من أن يتطور اضطراب حقيقي في الأكل، فإنه يتم تطوير نزعة عامة لسمات مرضية ترتبط باضطرابات الأكل لـدى المـراهقات.
(حمدي، 1998، ص49)
. فقد وجدت دراسات المتابعة بعض الارتباط بين اهتمامات الأكل لدى المراهقات وأمهاتهن، إلا أن المتنبئ القوي لاضطرابات الأكل لدى المراهقات كان السمات المرضية لدى الآباء.
والجدير بالذكر أن اهتمام البحث كان منصباً على ممارسات الآباء المتعلقة بفقد الوزن أكثر منه على الممارسات المتعلقة بكسب الوزن ومدى ارتباط تعليقات وأوامر الآباء لكسب الوزن باتباع استراتجيات مرضية كما هو الحال بالنسبة لاستراتجيات فقد الوزن.
دعمت العديد من الأبحاث الافتراض بوجود دور للخصائص المرضية للأسرة في التنبؤ بمسار اضطرابات الأكل من خلال امتلاك هذه الأسر لأنماط وديناميات محددة مـن التفاعـل ويضيف بليفي وهرمان. (Herman-2004-p78) أن تاثير ديناميات الأسرة لا تنحصر في الحفاظ على اضطرابات الأكل واستمرارها، بل أنها تؤثر أيضاً في تطورها.
تعددت الدراسات التي وصفت ديناميات التفاعل المرضية لدى الأسرة ودورها في تطوير اضطرابات الأكل، فقد أشارت هاورث إلى أن اضطرابات الأكل ترتبط مع صعوبات في العلاقة بين المراهقة والآباء، ومع صعوبات عامة في التعبير عن المشاعر ضمن بيئة الأسرة. كما أن اضطرابات الأكل أكثر شيوعاً لدى المراهقات اللواتي يدركن الاتصـال فـي بـيئة الأسـرة واهتمـام الوالديـن وتوقعاتـهم منهـن بأنهـا قـليلة. و يضيف جونسون وفلاش بأن اضطراب الشره الشديد يرتبط أحيانا بعدم التنظيم الأسري. كما أظهرت المراهقات اللواتي يعانين من الشره أن لدى أسرهن تدخلاً زائداً في خصوصياتهن وأن اتجاهات آبائهن نحوهن تتسم بأنها قليلة العاطفة و مستبدة ( Wunderlich ,et al. ,1994 ; Rorty et al. ,2000-p46 )، كما تميز الآباء وليس الأمهات بأنهم يعاقبون جسمياً ولديهم نظام صارم ومتقلب خلال طفولتهن. ويضيف أن أسر الفتيات اللواتي يعانين من فقدان الشهية تتصيد الأخطاء ومتشددة وصلبة و لديها حماية زائدة و تفتقر لمهارات فض النزاعـات وتشـرك الطفـل في صراعـات الابـاء. ويشير سلفينـي فيشير إلى أن مشكلات القيادة واضحة لدى أسر ذوي اضطرابات الأكل، حيث أن بناء هرم القيادة يكون غير منتظم في هذه الأسر. ومع أن الآباء في هذه الأسر يعبرون عن رسائلهم اللفظية وغير اللفظية بشكل متماسك، إلا أنهم يرفضون الرسائل القادمة من الأبناء، مما يقود إلى تعارض في الرسائل، والنتيجة هي اتصال سلبي. مع استمرار هذا النمط في الاتصال تتطور حالة من التوتر والضغط في الأسرة مما يجعل الأسرة هشة، ويطور الأبناء فيها اضطرابات الأكل بسهولة. كما يؤكد آخرون أن أسر المصابين باضطرابات الأكل يتدخلون في حياة بعضهم البعض ويتصفون بالنقد ويثيرون جدالاً مستمراً حول الوزن والسيطرة عليه، ويكون تطوير اضطراب الأكل وسيلة للتعبير عن السيطرة (المرجع السابق، ص 47).
تعتبر الأسرة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على سلوكات الأكل لدى المراهقين الناتجة عن عدم نقبل صورة الجسد حيث يمثل الآباء (خصوصاً الأم ) مؤسسة التنشئة الإجتماعية الأولى التي تنقل رسالة للمراهقة حول المظهر وممارسـات الأكـل.
فالأسـرة تؤثر على نـظـام الطـعام لـدى المراهقات بطريقتين، فهي التي تقدم الطعام وتحدد نوعيته ومحتوياته، كما أن الأسرة تؤثر على الاتجاهات والتفضيلات للطعام والقيم المتعلقة بعادات الأكل مدى الحياة. ومع انتقال المراهقات إلى مرحلة تتضمن استقلالية أكبر، فإن عادات الطعام لديهن سوف تعكس الدور الذي أثر به الوالدان على خيارات الطعام.
. وقد تضمن أدب البحث المتعلق بالعوامل الأسرية ودورها في التنبؤ بمشكلات الأكل محورين، ركز الأول على اتجاهات الأسرة نحو الأكل والسلوكات المرتبطة به كالحمية والنحافة، فيما ركز المحور الثاني على الخصائص المرضية للأسرة كالنقد والسلطة وضعف الاتصال كعوامل تتنبأ باضطرابات الأكل.
وتشير الدراسات التي تتناول العوامل الأسرية المتعلقة باتجاهات الآباء نحو الطعام والسلوكات المرتبطة به وأثر ذلك على مشكلات الأكل لدى الأبناء إلى مجموعة من الخصائص التي تميز نمط واتجاهات الأسرة فيما يتعلق بسـلوكات الأكل. فيشـير" أجراس" ورفاقـه فـي هـذا الصدد إلـى أن الأمـهات ينزعن للتأثير بشكل سلبي على اتجاهات وسلوكات بناتهن فيطعمن بناتهن بشكل غير منتظم ويستخدمن الطعام لأغراض غير التغذية ويعبرن عن اهتمام زائد حول وزن بناتهن وهن في عمر سنتين. ومـع وصول الطفلة إلى عمر (5) سنوات، فإن مشكلات الأكل تبدأ بالظهور لديها بالمقارنة مع بنات الأمهات بدون اضطرابات الأكل. كما وجد أن الأبناء الذين يتلقون الرسالة من الأمهات بأن يأكلوا أقل أو أن يفقدوا الوزن، كانوا يأكلون أقل من أجل فقدان الوزن، كذلك عبر الأبناء الذين تلقوا الرسالة من الآباء بأن يقوموا بالتمارين الرياضية عن انخراط أكبر في التمارين الرياضية من أجل تغيير شكل الجسم وحجم العضلات، مما يشير إلى أن الأباء يعملون كنماذج في مجال عادات الأكـل.
أن نمذجة الأمهات لسلوكات واتجاهات سلبية نحو الأكل والحمية يعمل على نقل هذه النماذج إلى بناتهن المراهقات حيث يؤكد بايك ورودن(1991) Pike and Rodin في دراستهما لسلوكات الحمية لدى أمهات المراهقات اللواتي لديهن اضطرابات في الأكل، أنه في معظم الحالات فإن أمهات تلك المراهقات كن قد اختبرن اضطرابات في الأكل خلال مرحلةٍ من حياتهن بالمقارنة مع أمهات المراهقات اللواتي لا يعانين من اضطرابات في الأكل، كما تميزن بأنهن أكثر ميلاً للاعتقاد بأن على بناتهن أن يفقدن الوزن. كما إنه ومن خلال النمذجة و التشجيع من قبل تلك الأمهات ؛ فإن المراهقات اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل يتعلمن الانخراط بمثل هذه السلوكات المضطربة في الأكل والتي ينمذجها الآباء مقارنة مع المراهقات اللواتي لم تختبر أمهاتهن اضطرابات أكل. كـما وجـدت "بنديكت" وزملاؤها) Benedikt et al. (1998 بأن المراهقات اللواتي يعانين من الشره لديهن على الأغلب أمهات يشجعهن على فقدان الوزن ويقيدن تناول الطعام لديهن ويشجعنهن على الحمية. وتضيف بأن إدراك الفتيات حول ما يتوقعنه من سلوك حمية من أمهاتهن اللواتي يشعرن بالسمنة يتنبأ بسلوك الحمية لديهن مثل أمهاتهن ويشير هذا بأن الأم تلعب دوراً في نقل قيم الثقافة حول المظهر.
إن إسهام الآباء بمشكلات أبنائهم في الأكل من خلال نمذجة الاهتمام بالوزن يعمل على خلق بيئة تؤكد على النحافة. فقد اظهرت نتائج الأبحاث بأن أمهات البنات اللواتي يتبعن الحمية يدركن أن بناتهن أقل جاذبية بالمقارنة مع الأمهات اللواتي لا تتبع بناتهن حـمية. كـما يـشير الباحثون بأن تشجيع الأمهات على الحمية يزيد من هذه السلوكات لدىالمراهقات، ويرتبط ذلك بعدم الرضا عن الجسد، كذلك وجد أن للآباء تاثيراً أكبر على عدم رضا المراهقات عن أجسامهن، فيما تؤثر الأمهات على سـلوكات الحـمية لديهن.
كما وجدت دراسات أخرى، أنه لا يوجد فروق بين الذين يعانون من اضطرابات أكل والذين يستخدمون الحمية أو لا يستخدمونها، ترتبط باهتمامات الآباء بقضايا الأكل، بل تم الاقتراح أنه بدلاً من أن يتطور اضطراب حقيقي في الأكل، فإنه يتم تطوير نزعة عامة لسمات مرضية ترتبط باضطرابات الأكل لـدى المـراهقات.
(حمدي، 1998، ص49)
. فقد وجدت دراسات المتابعة بعض الارتباط بين اهتمامات الأكل لدى المراهقات وأمهاتهن، إلا أن المتنبئ القوي لاضطرابات الأكل لدى المراهقات كان السمات المرضية لدى الآباء.
والجدير بالذكر أن اهتمام البحث كان منصباً على ممارسات الآباء المتعلقة بفقد الوزن أكثر منه على الممارسات المتعلقة بكسب الوزن ومدى ارتباط تعليقات وأوامر الآباء لكسب الوزن باتباع استراتجيات مرضية كما هو الحال بالنسبة لاستراتجيات فقد الوزن.
دعمت العديد من الأبحاث الافتراض بوجود دور للخصائص المرضية للأسرة في التنبؤ بمسار اضطرابات الأكل من خلال امتلاك هذه الأسر لأنماط وديناميات محددة مـن التفاعـل ويضيف بليفي وهرمان. (Herman-2004-p78) أن تاثير ديناميات الأسرة لا تنحصر في الحفاظ على اضطرابات الأكل واستمرارها، بل أنها تؤثر أيضاً في تطورها.
تعددت الدراسات التي وصفت ديناميات التفاعل المرضية لدى الأسرة ودورها في تطوير اضطرابات الأكل، فقد أشارت هاورث إلى أن اضطرابات الأكل ترتبط مع صعوبات في العلاقة بين المراهقة والآباء، ومع صعوبات عامة في التعبير عن المشاعر ضمن بيئة الأسرة. كما أن اضطرابات الأكل أكثر شيوعاً لدى المراهقات اللواتي يدركن الاتصـال فـي بـيئة الأسـرة واهتمـام الوالديـن وتوقعاتـهم منهـن بأنهـا قـليلة. و يضيف جونسون وفلاش بأن اضطراب الشره الشديد يرتبط أحيانا بعدم التنظيم الأسري. كما أظهرت المراهقات اللواتي يعانين من الشره أن لدى أسرهن تدخلاً زائداً في خصوصياتهن وأن اتجاهات آبائهن نحوهن تتسم بأنها قليلة العاطفة و مستبدة ( Wunderlich ,et al. ,1994 ; Rorty et al. ,2000-p46 )، كما تميز الآباء وليس الأمهات بأنهم يعاقبون جسمياً ولديهم نظام صارم ومتقلب خلال طفولتهن. ويضيف أن أسر الفتيات اللواتي يعانين من فقدان الشهية تتصيد الأخطاء ومتشددة وصلبة و لديها حماية زائدة و تفتقر لمهارات فض النزاعـات وتشـرك الطفـل في صراعـات الابـاء. ويشير سلفينـي فيشير إلى أن مشكلات القيادة واضحة لدى أسر ذوي اضطرابات الأكل، حيث أن بناء هرم القيادة يكون غير منتظم في هذه الأسر. ومع أن الآباء في هذه الأسر يعبرون عن رسائلهم اللفظية وغير اللفظية بشكل متماسك، إلا أنهم يرفضون الرسائل القادمة من الأبناء، مما يقود إلى تعارض في الرسائل، والنتيجة هي اتصال سلبي. مع استمرار هذا النمط في الاتصال تتطور حالة من التوتر والضغط في الأسرة مما يجعل الأسرة هشة، ويطور الأبناء فيها اضطرابات الأكل بسهولة. كما يؤكد آخرون أن أسر المصابين باضطرابات الأكل يتدخلون في حياة بعضهم البعض ويتصفون بالنقد ويثيرون جدالاً مستمراً حول الوزن والسيطرة عليه، ويكون تطوير اضطراب الأكل وسيلة للتعبير عن السيطرة (المرجع السابق، ص 47).