شارك في الحملة الصليبية لأولى العامة و الفرسان و النبلاء الإقطاعيين و رجال الدين وبعد نجاح الحملة الأولى بالاستيلاء على "القدس" استقر قسم من أفرادها في "القدس" وفشلوا في إنشاء مجتمع واحد قائم على الدين ، كذلك لم يستطيعوا إنشاء لغة تخاطب واحدة وذلك لأن كثير من الصليبين لم يستقروا في "القدس" بشكل دائم .
وإن سيل القادمين من الغرب لم يتوقف لا بل ترافق ذلك مع دخول " السريان" إلى "المدينة" بالإضافة إلى قدوم عناصر مسيحية أخرى من "أرمينيا" و"جورجيا" ومن "النوبة" و"أثيوبيا" ، وجلب هؤلاء معهم عقائدهم و كنائسهم ، ولذلك لم تتوافر الوحدة الكنائسية ( الكنيسة ) الدينية في المملكة اللاتينية .
إن ظهور المقاومة للاحتلال الصليبي أرغم هؤلاء الصليبين على العيش ضمن أماكن دفاعية حصينة ، وبذلك اقتصرت العلاقة بين المسلمين و الصليبين على بعض الاتصالات الرسمية ، حيث التزم العرب والمسلمون بشكل عام بمقاطعة الصليبين و مقاطعة الذين جربوا التعامل معهم .
كانت فئة المعدمين أرز فئات الصليبين و أقواها وهم الذين استجابوا لدعوة البابا "أوربان الثاني" في مجمع "كليرمونت" عن طريق الداعية " بطرس الناسك" وقد استهدف هؤلاء من وراء الحملة الصليبية ليس الحج فقط بل البقاء في "القدس" لتحويلها إلى مدينة صليبية ، وكان هؤلاء هم الذين هزموا جيوش المسلمين عند "إنطاكية" ، وهم الذين دمروا "معرة النعمان" وأسهموا في إبادة سكان "القدس" ، وشكلوا عصابة ضارية(قوية) وكانوا فقراء يلبسون ثياباً مهلهلة من الخيش ، يعيشون على النباتات والأعشاب ، يستخدمون الهراوات المثقلة بالرصاص و العصي المدببة و السكاكين و البلط وغيرها .
وبعد انقضاء عهد"غودفري" بدأت تظهر قوى اجتماعية جديدة كان أبرزها فرسان الداوية والاسبتارية .
ومع نجاح الحملة الصليبية الأولى تعاظمت حركة المواصلات البحرية التي تولاها بشكل رئيسي الإيطاليون من "جنوة" و"بيزا" و"البندقية" و"آمالفي" واختص هؤلاء بأحياء خاصة بهم ولا سيما في المدن الساحلية وتمتعوا بامتيازات واسعة .
كما سكن "السريان" بحي كبير في "القدس" ولم يمارسوا الأعمال العسكرية وإنما مارسوا نشاطاتهم الحرفية و الخدمية في عدة شوارع ولم يقوموا بالتمازج مع الأوربيين وكانت عواطفهم و اقتصادياتهم دائماً مع المسلمين .
واشتكى "وليم الصوري" من رجال عصره بأنهم جيل شرير و أبناء آثمون مزيفون للعقيدة المسيحية ، وأن أخلاقهم غير جيدة على الإطلاق ، و أوضح "جاك دي فيتري" (أسقف عكا ) أن "القدس" وبقية الممتلكات الصليبية صارت وكراً للمجرمين والآثمين واللصوص وقطاع الطرق والقتلة والزناة والخونة وكانت السلطة غير فعّالة أو رادعة .
وبشكل عام يمكن القول بأن الصليبين كانوا همجاً بعيدين عن الحضارة و التسامح والنظافة في المأكل
و الملبس والجسد ، وكان الطب عندهم شعوذة و بتر ، وأن الذي حافظ على الوجود الصليبي هو طوق المؤسسة العسكرية لذلك عندما أمكن تدمير هذه المؤسسة انهار الكيان كله لأنه لم يملك المقومات الاجتماعية .
كما كان الصليبيون يقيمون عدداً من الاحتفالات الدينية وغير الدينية مع مباريات للمبارزة وكان عندهم احتفال سنوي يقومون به في ذكرى احتلالهم " القدس" ( 15 تموز) فيوزعون الصدقات و يزورون قبور موتاهم الذين سقطوا أثناء اجتياح " القدس" .
وقد وصف "أسامة بن منقذ" واحداً من أعياد الصليبين حيث خرج الفرسان يلعبون بالرماح وخرج معهم عجوزان أوقفوهما في رأس الميدان وتركا في رأسه الآخر خنزيراً و سابقوا بين العجوزين ، ولكل عجوز سرية من الخيالة تشجعها ، والعجائز يقمنّ ويقعنّ على كل خطوة وهم يضحكون حتى سقطت واحدة منهّن فأخذ الخنزير يسبقها .
وكان الأغنياء يقيمون احتفالات كبيرة بمناسبة الأعراس ، وقد ترك "ابن جبير" وصفاً لزفاف شاهده حيث اصطف الناس أمام بيت العروس و الموسيقى تعزف ، ثم خرجت العروس في أبهى زي وأفخر لباس يمسكها رجلين من يمين وشمال وهم من أقاربها ، ويمشي أمامها الرجال وخلفها النساء ، يمشون حتى يدخلونها دار زوجها و كانوا يقيمون وليمة بتلك المناسبة .
وقد تأثر كثير من الصليبين بعض عادات المسلمين وصاروا يدخلون إلى الحمامات و يحلقون شعورهم و يلبسون الملابس العربية و يطهون الأطعمة وفق لطرائق العربية و يعتنون بالنظافة .
ولكن سيطرة التعصب الديني و رجال اللاهوت وعدوانية الأوضاع حالت دون الانفتاح الحضاري وتغير العقلية لذلك ظل الصليبيون يعيشون في عزلة في القلاع و المدن الحصينة ولم يعمّر الصليبيون لا كنائس ولا قصور ولا قلاع و المنشآت التي تعود إلى تلك الحقبة غالباً ما كانت موجودة قبل قدوم الصليبين إلى المشرق العربي الإسلامي .
ومع مرور الزمن بات هناك جيلان من الصليبين :
الجيل الأول : وهم الذين تبلدوا ( صاروا من أهل البلد ) من بين الصليبين و صاروا يعرفون باسم "البوليان" .
الجيل الثاني : وهم البحريون أو الوافدون الذين عرفوا باسم "البوتيفين" .
والبوليان : هم أولاد الجيل الصليبي الأول إنما من زوجات أوربيات ، ونشأ هؤلاء في ترف و رفاهية و كانوا معتادين على الحمامات أكثر من اعتيادهم على المعارك أقاموا معاهدات مع المسلمين وعندما كانوا يتخاصمون مع بعضهم كانوا يستنجدون بالمسلمين .
كما كانوا يشكون بزوجاتهم و يغارون عليهنّ ويمنعوهنّ من زيارة الكنائس .
كما عاملوا الحجاج بازدراء واستخفاف ، وكانوا يأخذون منهم الأموال مقابل الإسكان و النقل و تبديل العملة لذلك حصلوا على ثروات كبيرة .
وأخيراً انتصر " البحريون" على " البوليان" – وذلك حين تسلم "غي لوزنيان" حكم مملكة " بيت المقدس" و الذي كان من البحريين - .
وسرعان ما حّل الدمار بالصليبين في "حطين" ( عام 583هـ / 1187م ) وبذلك زالت مملكة "القدس" اللاتينية .
وهنا لا بد من الإشارة أن الجيل الثاني من الصليبين يختلف عن الجيل الأول ولا سيما في مسألة الاعتياد على ارتياد الحمامات ، و الموقف من المرأة ، فليس عندهم شيء من النخوة و الغيرة مثال على ذلك الرجل الذي وجد رجلاً آخر مع امرأته في الفراش فاكتفى بأن قال له : " وحق ديني إن عدت إلى هذا تخاصمت معك "
وإن سيل القادمين من الغرب لم يتوقف لا بل ترافق ذلك مع دخول " السريان" إلى "المدينة" بالإضافة إلى قدوم عناصر مسيحية أخرى من "أرمينيا" و"جورجيا" ومن "النوبة" و"أثيوبيا" ، وجلب هؤلاء معهم عقائدهم و كنائسهم ، ولذلك لم تتوافر الوحدة الكنائسية ( الكنيسة ) الدينية في المملكة اللاتينية .
إن ظهور المقاومة للاحتلال الصليبي أرغم هؤلاء الصليبين على العيش ضمن أماكن دفاعية حصينة ، وبذلك اقتصرت العلاقة بين المسلمين و الصليبين على بعض الاتصالات الرسمية ، حيث التزم العرب والمسلمون بشكل عام بمقاطعة الصليبين و مقاطعة الذين جربوا التعامل معهم .
كانت فئة المعدمين أرز فئات الصليبين و أقواها وهم الذين استجابوا لدعوة البابا "أوربان الثاني" في مجمع "كليرمونت" عن طريق الداعية " بطرس الناسك" وقد استهدف هؤلاء من وراء الحملة الصليبية ليس الحج فقط بل البقاء في "القدس" لتحويلها إلى مدينة صليبية ، وكان هؤلاء هم الذين هزموا جيوش المسلمين عند "إنطاكية" ، وهم الذين دمروا "معرة النعمان" وأسهموا في إبادة سكان "القدس" ، وشكلوا عصابة ضارية(قوية) وكانوا فقراء يلبسون ثياباً مهلهلة من الخيش ، يعيشون على النباتات والأعشاب ، يستخدمون الهراوات المثقلة بالرصاص و العصي المدببة و السكاكين و البلط وغيرها .
وبعد انقضاء عهد"غودفري" بدأت تظهر قوى اجتماعية جديدة كان أبرزها فرسان الداوية والاسبتارية .
ومع نجاح الحملة الصليبية الأولى تعاظمت حركة المواصلات البحرية التي تولاها بشكل رئيسي الإيطاليون من "جنوة" و"بيزا" و"البندقية" و"آمالفي" واختص هؤلاء بأحياء خاصة بهم ولا سيما في المدن الساحلية وتمتعوا بامتيازات واسعة .
كما سكن "السريان" بحي كبير في "القدس" ولم يمارسوا الأعمال العسكرية وإنما مارسوا نشاطاتهم الحرفية و الخدمية في عدة شوارع ولم يقوموا بالتمازج مع الأوربيين وكانت عواطفهم و اقتصادياتهم دائماً مع المسلمين .
واشتكى "وليم الصوري" من رجال عصره بأنهم جيل شرير و أبناء آثمون مزيفون للعقيدة المسيحية ، وأن أخلاقهم غير جيدة على الإطلاق ، و أوضح "جاك دي فيتري" (أسقف عكا ) أن "القدس" وبقية الممتلكات الصليبية صارت وكراً للمجرمين والآثمين واللصوص وقطاع الطرق والقتلة والزناة والخونة وكانت السلطة غير فعّالة أو رادعة .
وبشكل عام يمكن القول بأن الصليبين كانوا همجاً بعيدين عن الحضارة و التسامح والنظافة في المأكل
و الملبس والجسد ، وكان الطب عندهم شعوذة و بتر ، وأن الذي حافظ على الوجود الصليبي هو طوق المؤسسة العسكرية لذلك عندما أمكن تدمير هذه المؤسسة انهار الكيان كله لأنه لم يملك المقومات الاجتماعية .
كما كان الصليبيون يقيمون عدداً من الاحتفالات الدينية وغير الدينية مع مباريات للمبارزة وكان عندهم احتفال سنوي يقومون به في ذكرى احتلالهم " القدس" ( 15 تموز) فيوزعون الصدقات و يزورون قبور موتاهم الذين سقطوا أثناء اجتياح " القدس" .
وقد وصف "أسامة بن منقذ" واحداً من أعياد الصليبين حيث خرج الفرسان يلعبون بالرماح وخرج معهم عجوزان أوقفوهما في رأس الميدان وتركا في رأسه الآخر خنزيراً و سابقوا بين العجوزين ، ولكل عجوز سرية من الخيالة تشجعها ، والعجائز يقمنّ ويقعنّ على كل خطوة وهم يضحكون حتى سقطت واحدة منهّن فأخذ الخنزير يسبقها .
وكان الأغنياء يقيمون احتفالات كبيرة بمناسبة الأعراس ، وقد ترك "ابن جبير" وصفاً لزفاف شاهده حيث اصطف الناس أمام بيت العروس و الموسيقى تعزف ، ثم خرجت العروس في أبهى زي وأفخر لباس يمسكها رجلين من يمين وشمال وهم من أقاربها ، ويمشي أمامها الرجال وخلفها النساء ، يمشون حتى يدخلونها دار زوجها و كانوا يقيمون وليمة بتلك المناسبة .
وقد تأثر كثير من الصليبين بعض عادات المسلمين وصاروا يدخلون إلى الحمامات و يحلقون شعورهم و يلبسون الملابس العربية و يطهون الأطعمة وفق لطرائق العربية و يعتنون بالنظافة .
ولكن سيطرة التعصب الديني و رجال اللاهوت وعدوانية الأوضاع حالت دون الانفتاح الحضاري وتغير العقلية لذلك ظل الصليبيون يعيشون في عزلة في القلاع و المدن الحصينة ولم يعمّر الصليبيون لا كنائس ولا قصور ولا قلاع و المنشآت التي تعود إلى تلك الحقبة غالباً ما كانت موجودة قبل قدوم الصليبين إلى المشرق العربي الإسلامي .
ومع مرور الزمن بات هناك جيلان من الصليبين :
الجيل الأول : وهم الذين تبلدوا ( صاروا من أهل البلد ) من بين الصليبين و صاروا يعرفون باسم "البوليان" .
الجيل الثاني : وهم البحريون أو الوافدون الذين عرفوا باسم "البوتيفين" .
والبوليان : هم أولاد الجيل الصليبي الأول إنما من زوجات أوربيات ، ونشأ هؤلاء في ترف و رفاهية و كانوا معتادين على الحمامات أكثر من اعتيادهم على المعارك أقاموا معاهدات مع المسلمين وعندما كانوا يتخاصمون مع بعضهم كانوا يستنجدون بالمسلمين .
كما كانوا يشكون بزوجاتهم و يغارون عليهنّ ويمنعوهنّ من زيارة الكنائس .
كما عاملوا الحجاج بازدراء واستخفاف ، وكانوا يأخذون منهم الأموال مقابل الإسكان و النقل و تبديل العملة لذلك حصلوا على ثروات كبيرة .
وأخيراً انتصر " البحريون" على " البوليان" – وذلك حين تسلم "غي لوزنيان" حكم مملكة " بيت المقدس" و الذي كان من البحريين - .
وسرعان ما حّل الدمار بالصليبين في "حطين" ( عام 583هـ / 1187م ) وبذلك زالت مملكة "القدس" اللاتينية .
وهنا لا بد من الإشارة أن الجيل الثاني من الصليبين يختلف عن الجيل الأول ولا سيما في مسألة الاعتياد على ارتياد الحمامات ، و الموقف من المرأة ، فليس عندهم شيء من النخوة و الغيرة مثال على ذلك الرجل الذي وجد رجلاً آخر مع امرأته في الفراش فاكتفى بأن قال له : " وحق ديني إن عدت إلى هذا تخاصمت معك "