نخلص مما تقدم إلى أن مهمة علم اللغة الأساسية ، هي أن يزيد معرفتنا بطبيعة اللغة وماهيتها، وهدفه النهائي تقديم الوصف اللغوي الأمثل ، وهو لا يضع في اعتباره غاية تعليمية ، غير أن الوصف اللغوي الذي يطرحه يستفاد منه في ميدان تعليم اللغة . وهذه الملاحظة تعني أن علم اللغة لا يعنى بتقديم المساعدة لمدرسي اللغة الأجنبية بشكل مباشر ، كما أن التطورات التي تصيب علم اللغة ، لا تؤدي بالضرورة إلى تطورات مماثلة في ميدان تعليم اللغة الأجنبية . ( لا ترمي دراسة علم اللغة إلى أغراض عملية ، فالباحث اللغوي يدرس اللغة لغرض الدراسة نفسها ، فهو يدرسها دراسة موضوعية ، تستهدف الكشف عن حقيقتها ، فليس من موضوع دراسته ، أن يحقق أغراضا تربوية مثلا ، أو أية أغراض عملية أخرى. فهو لا يدرسها بغرض الارتقاء بها مثلا، أو تصحيح جوانب منها ، أو القضاء على عـوج فيها ، فإن عملـه يجب أن يقـتصر على وصفها وتحليلها ، بطريقة موضوعية ) .
ينحصر دور علماء اللغة إذن في دراسة الظاهرة اللغوية . . وصفا وتحليلا ، ولا يضعون في اعتبارهم أغراضا تعليمية . ويبدأ دور مدرسي اللغة عند النقطة التي ينتهي فيها دور علماء اللغة . ( أما وظيفة علم اللغة الوصفي ، فهي أساسا وضع الأسس والمعايير ، التي تقبل التطبيق على مادة اللغة كلها، وكذلك وصف اللغات كل على حدة بدقة . ومن الممكن أن نستخلص من هذه الدراسات الوصفية أسسا مفيدة ، ومناهج تساعد في تعليم اللغة وتعلمها ، إذا أريد توجيه الأعمال الوصفية للنفع بدقة وذكاء، ولكن مهمة عالم اللغة تنتهي بمجرد أن يقدم لنا بكل دقة أعماله الوصفية . وفيما وراء ذلك ، فإما أن يحوّل عالم اللغة الوصفي نفسه إلى معلـم لغة " وهو غالبا غير مؤهل لذلك " أو أن يترك الميدان لمعلم اللغة المؤهل ) .
وإذا كان عالم اللغة – كما سبق – يعمل دون أن يضع في اعتباره ، ما سيقوم به مدرس اللغة من عمل ، فإن مدرس اللغة لا يستطيع أداء عمله بفاعلية ، إذا لم يستعن بما يطرحه عالم اللغة من نظريات وآراء. ومن الصعب أن نتصور مدرسا يدرّس اللغة ، وهو بمعزل عن هذا العلم . وليس المطلوب – كما ذكرنا - أن يحيط مدرس اللغة بهذا العلم ، وأن يكون مختصا فيه ، فذلك ميدان له رجاله. ويكفي مدرس اللغة أن يكون على صلة وثيقة، بما يقدمه أولئك الرجال. ( … ومعلم اللغة – أكثر من غيره – بحاجة لمثل هذه المعرفة ، بحيث تتكون لديه خلفية قوية من اللغة وطبيعتها . هل يستطيع معلمو اللغة الأجنبية تدريسها – على سبيل المثال – بطريقة فعالة ، إذا لم يكونوا على دراية – ولو عامة – بشيء من العلاقة بين اللغة والمعرفة ، وأنظمة الكتابة ، والاتصال غير اللغوي ، وعلم اللغة الاجتماعي ، واكتساب اللغة الأولى ؟ والمعلمون – على كل حال – ليسوا مطالبين بأن يكونوا خبراء متخصصين في علم اللغة ، ولكنهم لا يستطيعون تدريس جزء ( لغة معينة ) دون أن يكون لديـهم تصور واضح عن الكل المتمثل بالظاهرة اللغوية ) .
ينحصر دور علماء اللغة إذن في دراسة الظاهرة اللغوية . . وصفا وتحليلا ، ولا يضعون في اعتبارهم أغراضا تعليمية . ويبدأ دور مدرسي اللغة عند النقطة التي ينتهي فيها دور علماء اللغة . ( أما وظيفة علم اللغة الوصفي ، فهي أساسا وضع الأسس والمعايير ، التي تقبل التطبيق على مادة اللغة كلها، وكذلك وصف اللغات كل على حدة بدقة . ومن الممكن أن نستخلص من هذه الدراسات الوصفية أسسا مفيدة ، ومناهج تساعد في تعليم اللغة وتعلمها ، إذا أريد توجيه الأعمال الوصفية للنفع بدقة وذكاء، ولكن مهمة عالم اللغة تنتهي بمجرد أن يقدم لنا بكل دقة أعماله الوصفية . وفيما وراء ذلك ، فإما أن يحوّل عالم اللغة الوصفي نفسه إلى معلـم لغة " وهو غالبا غير مؤهل لذلك " أو أن يترك الميدان لمعلم اللغة المؤهل ) .
وإذا كان عالم اللغة – كما سبق – يعمل دون أن يضع في اعتباره ، ما سيقوم به مدرس اللغة من عمل ، فإن مدرس اللغة لا يستطيع أداء عمله بفاعلية ، إذا لم يستعن بما يطرحه عالم اللغة من نظريات وآراء. ومن الصعب أن نتصور مدرسا يدرّس اللغة ، وهو بمعزل عن هذا العلم . وليس المطلوب – كما ذكرنا - أن يحيط مدرس اللغة بهذا العلم ، وأن يكون مختصا فيه ، فذلك ميدان له رجاله. ويكفي مدرس اللغة أن يكون على صلة وثيقة، بما يقدمه أولئك الرجال. ( … ومعلم اللغة – أكثر من غيره – بحاجة لمثل هذه المعرفة ، بحيث تتكون لديه خلفية قوية من اللغة وطبيعتها . هل يستطيع معلمو اللغة الأجنبية تدريسها – على سبيل المثال – بطريقة فعالة ، إذا لم يكونوا على دراية – ولو عامة – بشيء من العلاقة بين اللغة والمعرفة ، وأنظمة الكتابة ، والاتصال غير اللغوي ، وعلم اللغة الاجتماعي ، واكتساب اللغة الأولى ؟ والمعلمون – على كل حال – ليسوا مطالبين بأن يكونوا خبراء متخصصين في علم اللغة ، ولكنهم لا يستطيعون تدريس جزء ( لغة معينة ) دون أن يكون لديـهم تصور واضح عن الكل المتمثل بالظاهرة اللغوية ) .