بين علم اللغة وتعليم اللغة ، وبين عالم اللغة ومدرِّس اللغة : [1]
أصبح واضحاً لدى الكثيرين - الآن - أن علم اللغة شيء ، وأن تعليم اللغة شيء آخر ، رغم ما بينهما من صلات وثيقة . وقد أدرك كثير من اللغويين أن مهمتهم الأساسية ، هي الوصف العلمي للظاهرة اللغوية ، وتحليل بنيتها . أما تعليم اللغة فمجال آخر، يخرج عن دائرة اختصاصهم. ( إن جل ما يستطيع اللغويون ، بصفتهم لغويين تقديمه لنا من مساعدة ، ينحصر في وصف اللغة ، ومقارنتها فقط . قلما يكون اللغويون مدربين ، خارج نطاق علم اللغة ، الأمر الذي يجعل اللغوي في حديثه عن تدريس اللغة ، أو تعلمها ، لا يعكس أية خبرة ، بل ربما قال ، أو كتب أشد الأمور سخفا ، وأقلها واقعية ، وهذا ما حدث بالفعل في الماضي ، وسوف يتكرر حدوثه ، ما دمنا نحيط اللغويين بهالة من الحكمة الشاملة ) .
ذلك هو علم اللغة تعريفا وموضوعا ومجالا ، فإذا انتقلنا إلى موضوع تعليم اللغة ومجالاته ، فيجب القول بأن موضوع تعليم اللغة ينحصر في محاولة الوصول إلى أفضل المناهج والطرائق ، وأحسن الأساليب التي يتم بها تعليم اللغة ، وبهذا فهو يتناول الكيفية التي يتعلم بها الإنسان اللغة ، سواء أكانت لغة أُمّا أم أجنبية. ( تدريس اللغة جهد منظم ، يقوم به المدرس ؛لإحداث تعلم اللغة لدى تلميذ ، أو أكثر من الناطقين بلغات أخرى غير اللغة هدف التعلم . . . فإن تدريس اللغة يمكن أن يكون كما نريد له نحن، أن يكون على أسس وقواعد نختارها نحن، لمناسبتها لموضوعنا ومقاصدنا).
يتضح لنا مما سبق أن دراسة اللغة غير تعليم اللغة ، كما أن عالِم اللغة يختلف عن مدرس اللغة. وإذا كان عالِم اللغة يستطيع أن يقوم بعمله ، وهو مستقل تماماً عما يحدث في مجال تعليم اللغة ، فإن مثل هذه الاسـتقلال ، لا سبيل إليه بالنسبة لمدرس اللغة . ومن جهة أخرى ، فعالم اللغة له مجاله الخاص ، ويتم إعداده وفق خطة معينة . ومدرس اللغة هو الآخر له مجاله الخاص ، ويتم إعداده وفق خطة معينة ، تختلف عن الخطة السابقة . وليس مطلوبا من مدرس اللغة ، أن يكون عالما في اللغة متعمقا في نظرياتها ، وإن حدث هذا ، فقد يضر أكثر مما ينفع . إن المطلوب من مدرس اللغة أن يلم بأساسيات علم اللغة الحديث ، مع التركيز على الجوانب ذات الطبيعة الوظيفية منه . ولا يفهم من كلامنا هذا ، أن عالم اللغة مُحرّم عليه القيام بتعليم اللغة ، وإنما له ذلك ، إذا توفرت لديه الموهبة ، وتلقى تدريبا ملائما في مجال تعليم اللغة. (وكل هذا يعني أن عالم اللغة -تاريخيا– كان ، أو وصفيا ، أو جغرافيا – ليس بطبيعته ذا موهبة لتعليم اللغات المتكلمة ؛ وإن كان يوجد بينهم من يحمل هذه الموهبة . إن معلم اللغة ، ليس في حاجة إلى أن يكون عالم لغة ، بأي معنى من المعاني الثلاثة ، وعالم اللغة ليس في حاجة كذلك ، إلى أن يكون معلم لغة ) .
إن مجال تعليم اللغة شديد الصلة بمجال الدراسة اللغوية ، وذلك لأن اللغة هي الموضوع الذي سنقوم بتعليمه . وهذا يعني ضرورة معرفة مدرس اللغة باللغة : حقيقتها وطبيعتها . وتلك المعرفة ، إنما تتحقق عن طريق علم اللغة ، الذي لا يمكن معرفة اللغة معرفة علمية دون الاستعانة به . ( تقتضي عملية تعليم اللغة ، إلماما أوليا بقضايا اللغة ، وذلك لأن من يرغب في أن يعلم اللغة ، لا يكون بمقدوره القيام بعمله على نحو فعال ، ما لم تكن له الخبرة الكافية باللغة وبطرق تحليلها . من هذه الزاوية ، بإمكاننا التكلم عن العلاقة بين الألسنية ، أو علم اللغة الحديث ، وبين عملية تعليم اللغة . وهذه العلاقة تبدو واضحة وطبيعية بالنسبة لأستاذ اللغة ، المطلع على مجالات الألسنية المتنوعة . وبطبيعة الحال، لا يدرك أستاذ اللغة، الذي لم يطلع بعد على هذه المجالات أهمية هذه العلاقة ) .
لا يستطيع مدرس اللغة أداء عمله بشكل صحيح ، إذا لم تكن لديه دراية علمية باللغة ، وإلا كان عليه أن يعلم شيئا يجهله . ومن ناحية أخرى ، يجب على مدرس اللغة الاطلاع على الجهود التي يقوم بها علماء اللغة ، والانتفاع بها في مجال عمله ، وإلا اتسم عمله بالقصور والنقص . وهذا الجانب اللغوي أحد الجوانب الرئيسة في إعداد مدرس اللغة وتأهـيله . ( ولكن معلم اللغة ، لا بد أن يكون مؤهلا ، لتلقي إرشادات عالم اللغة ، وراغبا في تطبيقها على تدريس اللـغة . ومهما كانت الـمعلومات ، التي يقدمها لـه عالم اللغة ، فهي مفيدة في وظيفته .
ومما لا شك فيه أن معرفة مدرس اللغة باللغة ، تشكِّل الطرائق والأساليب التي يستخدمها في تعليمها . فالذي ينـظر إلى اللغة نظرة تقليدية ، يخضع طريقته في تعليم اللغة إلى تصورات تلك النظرة التقليدية ، وهكذا … ( وتجدر الإشارة هنا ، إلى أن فهمك لعناصر اللغة ، سيتحكم بدرجة كبيرة في الطريقة التي تعلّمها بها . فإذا كنت – على سبيل المثال– تعتقد أن الاتصال الشفوي ، يمثل مفتاحا للنجاح في تعلم اللغة الثانية ، فسوف تركز الاهتمام على الأنظمة الشفوية . وإذا كنت ترى أن اللغة ظاهرة في الإمكان تحليلها إلى آلاف من الأجزاء الصغيرة ، وأن هذه الأجزاء يمكن تعليمها على حدة ، فسوف تركز الاهتمـام على هذه الأجـزاء ، وتقدمها بـطريقة منـفصلة . . . )
أصبح واضحاً لدى الكثيرين - الآن - أن علم اللغة شيء ، وأن تعليم اللغة شيء آخر ، رغم ما بينهما من صلات وثيقة . وقد أدرك كثير من اللغويين أن مهمتهم الأساسية ، هي الوصف العلمي للظاهرة اللغوية ، وتحليل بنيتها . أما تعليم اللغة فمجال آخر، يخرج عن دائرة اختصاصهم. ( إن جل ما يستطيع اللغويون ، بصفتهم لغويين تقديمه لنا من مساعدة ، ينحصر في وصف اللغة ، ومقارنتها فقط . قلما يكون اللغويون مدربين ، خارج نطاق علم اللغة ، الأمر الذي يجعل اللغوي في حديثه عن تدريس اللغة ، أو تعلمها ، لا يعكس أية خبرة ، بل ربما قال ، أو كتب أشد الأمور سخفا ، وأقلها واقعية ، وهذا ما حدث بالفعل في الماضي ، وسوف يتكرر حدوثه ، ما دمنا نحيط اللغويين بهالة من الحكمة الشاملة ) .
ذلك هو علم اللغة تعريفا وموضوعا ومجالا ، فإذا انتقلنا إلى موضوع تعليم اللغة ومجالاته ، فيجب القول بأن موضوع تعليم اللغة ينحصر في محاولة الوصول إلى أفضل المناهج والطرائق ، وأحسن الأساليب التي يتم بها تعليم اللغة ، وبهذا فهو يتناول الكيفية التي يتعلم بها الإنسان اللغة ، سواء أكانت لغة أُمّا أم أجنبية. ( تدريس اللغة جهد منظم ، يقوم به المدرس ؛لإحداث تعلم اللغة لدى تلميذ ، أو أكثر من الناطقين بلغات أخرى غير اللغة هدف التعلم . . . فإن تدريس اللغة يمكن أن يكون كما نريد له نحن، أن يكون على أسس وقواعد نختارها نحن، لمناسبتها لموضوعنا ومقاصدنا).
يتضح لنا مما سبق أن دراسة اللغة غير تعليم اللغة ، كما أن عالِم اللغة يختلف عن مدرس اللغة. وإذا كان عالِم اللغة يستطيع أن يقوم بعمله ، وهو مستقل تماماً عما يحدث في مجال تعليم اللغة ، فإن مثل هذه الاسـتقلال ، لا سبيل إليه بالنسبة لمدرس اللغة . ومن جهة أخرى ، فعالم اللغة له مجاله الخاص ، ويتم إعداده وفق خطة معينة . ومدرس اللغة هو الآخر له مجاله الخاص ، ويتم إعداده وفق خطة معينة ، تختلف عن الخطة السابقة . وليس مطلوبا من مدرس اللغة ، أن يكون عالما في اللغة متعمقا في نظرياتها ، وإن حدث هذا ، فقد يضر أكثر مما ينفع . إن المطلوب من مدرس اللغة أن يلم بأساسيات علم اللغة الحديث ، مع التركيز على الجوانب ذات الطبيعة الوظيفية منه . ولا يفهم من كلامنا هذا ، أن عالم اللغة مُحرّم عليه القيام بتعليم اللغة ، وإنما له ذلك ، إذا توفرت لديه الموهبة ، وتلقى تدريبا ملائما في مجال تعليم اللغة. (وكل هذا يعني أن عالم اللغة -تاريخيا– كان ، أو وصفيا ، أو جغرافيا – ليس بطبيعته ذا موهبة لتعليم اللغات المتكلمة ؛ وإن كان يوجد بينهم من يحمل هذه الموهبة . إن معلم اللغة ، ليس في حاجة إلى أن يكون عالم لغة ، بأي معنى من المعاني الثلاثة ، وعالم اللغة ليس في حاجة كذلك ، إلى أن يكون معلم لغة ) .
إن مجال تعليم اللغة شديد الصلة بمجال الدراسة اللغوية ، وذلك لأن اللغة هي الموضوع الذي سنقوم بتعليمه . وهذا يعني ضرورة معرفة مدرس اللغة باللغة : حقيقتها وطبيعتها . وتلك المعرفة ، إنما تتحقق عن طريق علم اللغة ، الذي لا يمكن معرفة اللغة معرفة علمية دون الاستعانة به . ( تقتضي عملية تعليم اللغة ، إلماما أوليا بقضايا اللغة ، وذلك لأن من يرغب في أن يعلم اللغة ، لا يكون بمقدوره القيام بعمله على نحو فعال ، ما لم تكن له الخبرة الكافية باللغة وبطرق تحليلها . من هذه الزاوية ، بإمكاننا التكلم عن العلاقة بين الألسنية ، أو علم اللغة الحديث ، وبين عملية تعليم اللغة . وهذه العلاقة تبدو واضحة وطبيعية بالنسبة لأستاذ اللغة ، المطلع على مجالات الألسنية المتنوعة . وبطبيعة الحال، لا يدرك أستاذ اللغة، الذي لم يطلع بعد على هذه المجالات أهمية هذه العلاقة ) .
لا يستطيع مدرس اللغة أداء عمله بشكل صحيح ، إذا لم تكن لديه دراية علمية باللغة ، وإلا كان عليه أن يعلم شيئا يجهله . ومن ناحية أخرى ، يجب على مدرس اللغة الاطلاع على الجهود التي يقوم بها علماء اللغة ، والانتفاع بها في مجال عمله ، وإلا اتسم عمله بالقصور والنقص . وهذا الجانب اللغوي أحد الجوانب الرئيسة في إعداد مدرس اللغة وتأهـيله . ( ولكن معلم اللغة ، لا بد أن يكون مؤهلا ، لتلقي إرشادات عالم اللغة ، وراغبا في تطبيقها على تدريس اللـغة . ومهما كانت الـمعلومات ، التي يقدمها لـه عالم اللغة ، فهي مفيدة في وظيفته .
ومما لا شك فيه أن معرفة مدرس اللغة باللغة ، تشكِّل الطرائق والأساليب التي يستخدمها في تعليمها . فالذي ينـظر إلى اللغة نظرة تقليدية ، يخضع طريقته في تعليم اللغة إلى تصورات تلك النظرة التقليدية ، وهكذا … ( وتجدر الإشارة هنا ، إلى أن فهمك لعناصر اللغة ، سيتحكم بدرجة كبيرة في الطريقة التي تعلّمها بها . فإذا كنت – على سبيل المثال– تعتقد أن الاتصال الشفوي ، يمثل مفتاحا للنجاح في تعلم اللغة الثانية ، فسوف تركز الاهتمام على الأنظمة الشفوية . وإذا كنت ترى أن اللغة ظاهرة في الإمكان تحليلها إلى آلاف من الأجزاء الصغيرة ، وأن هذه الأجزاء يمكن تعليمها على حدة ، فسوف تركز الاهتمـام على هذه الأجـزاء ، وتقدمها بـطريقة منـفصلة . . . )