ميناء اللاذقية في سوريا
اللاذقِيّة إحدى مدن سوريا، بلغ عدد سكانها 241,000 نسمة في عام 1987م، وكان 190,000 نسمة عام 1981م، و4,000 في 1950م. مساحة محافظتها 2,297كم² وعدد سكانها 690,000 نسمة عام 1988م، أي ترتفع الكثافة إلى 300 نسمة/كم²، وهي كثافة نادرة في العالم العربي باستثناء وادي النيل والدلتا. وتقع بين خطي العرض 35° و36°، وإلى الشرق من خط الطول 35° شرقي جرينيتش.
أسسها الفينيقيون في موقع يطل على ميناء طبيعي، وأطلقوا عليها اسم رميثا، وأصبحت مع الأيام مركزًا مهمًا للتجارة في ظل دولة أوغاريت في الألف الثاني قبل الميلاد، ثم تحوّل اسمها لسبب مجهول إلى لوكي اكتي كما يقول الكاتب اليوناني فيلون.
وفي عهد الملك السلوقي سلوقيوس نيكاتور، أحد قوّاد الإسكندر الأكبر، اتخدت اسم لاوديسيا وهو اسم والدته، وفي أيام يوليوس قيصر الروماني اشتهرت بصنع وإنتاج نوع من قماش الكتان الذي لقي استحسانًا لدى وجهاء روما، فتمتع أهلها بحقوق المواطنة الرومانية. ودليلا على اهتمام الإمبراطور سبتيم سيفر، أقام فيها قوسًا للنصر على الطراز الروماني، ومايزال قائمًا في قلب المدينة ويُدعى القوس الكبير.
وقد فتحها العرب المسلمون بقيادة عُبَادة بن الصامت الأنصاري والي حمص سنة 17هـ، 638م، وعُرّب اسمها ليصبح اللاذقية. وقد سقطت بيد تانكرد الصليبي عام 1102م، واستردّها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م لأول مرة كي ينترعها السلطان قلاوون لآخر مرة من أيدي الصليبيين. اشتهرت بتجارتها النشطة مع قبرص ومصر.
ومن آثار اللاذقية الأكروبول، كما لا تزال الأعمدة الأربعة من بقايا معبد باخوس قائمة، وكذلك القلعتان الصليبيتان في شمال شرقي جامع المغربي فوق التل المشرف على المدينة. وقد أُقيم فيها متحف منذ حوالي عشر سنوات يضم معظم آثار المنطقة التي تمثل مختلف العهود التي تعاقبت عليها.
وتقوم فيها صناعة الخشب المضغوط، وصناعة أدوات الألومنيوم، والمحركات الكهربائية، وصناعة التبغ، وطحن الحبوب وصنع الرخام.