ـ إجتناب الآثام
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن البر والإثم فقال: ” البِّرُ حُسنُ الخُلُق ، والإثمُ ما حاكَ في صَدرِكَ وكَرِهتَ أن يَطَّلِعَ عَليهِ النّاسُ ” .
(رواه مسلم)
إن تعريف الإثم الوارد في هذا الحديث تعريف ينبع من داخل النفس ، لا بحسب فتاوى المفتين أو أهواء أهل ألأهواء. إن من الناس من يقصد هذا العالم أو ذاك المفتي يسأله ويحس بأن ما يطلب الفتوى فيه للشرع جواب معين لا يحبه هو ، فيريد من غيره أن يشجعه على الإثم . فتراه يحاول انتزاع الفتوى من فم غيره تارة بالجدال وتارة بصياغة السؤال بطريقة بحيث يحصل على الجواب الذي يريده. وهذا لا يغني من الحق شيئا ولا يحل حراما ، فالإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس وهو تعريف يستطيع كل شخص أن يميز بواسطته بين الحق والباطل بشرط الصدق مع النفس. كما يدأب بعض الناس على التحايل على الشريعة بفتاوى توافق أهواءهم كما فعل بنو إسرائيل حين منعوا من الصيد في السبت ، فحبسوا السمك وصادوه يوم الأحد وحينما حرمت عليهم أصناف من الأنعام استحلوا شحومها . فمثل هذا التحايل لا يحل حراما ولا يقلل إثما لأن الله تعالى يعلم ما تخفي الصدور.
وبداية المعصية تكون خاطرة عابرة . يقول إبن القيم الجوزية(1) في كتاب الفوائد: دافِعِ الخطرة ، فإن لم تفعل صارت شهوة ، فحاربها ، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة ، فإن لم تُدافعها صارت فعلا ، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الإنتقال عنها.
إن المعاصي التي نهى عنها الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم واضحة للمؤمن ، فهو يفر منها ولا يقترب منها . لكن الشيطان لا يدع إبن آدم دون أن يحاول تزيين السيئات له. أما عباد الله المخلصين فهم يقظون على الدوام ، فإذا ما وسوس لهم الشيطان سوءا تذكروا فإذا هم مبصرون ، ” إنّ الّذين اتَّقوا إذا مَسَّهُم طائف مِنَ الشيطانِ تَذَكّروا فإذا هُم مُبصِرونَ ” (2 ، وهذه الوسوسة هي بداية الإثم وهي من الصغائر التي يغفرها الله إن لم يتبعها فعل . فالمؤمن حذر مراقب لنفسه سواء في أقواله أو في أفعاله أو في خواطره. فإذا ما خطر له خاطر سوء ، ذكر الله تعالى وعدل عن فعل المعصية فتكتب له حسنة ، كما مر في الحديث (1).ـ
يجب على المسلم أن يهتم بالإبتعاد عن النواهي التي نهى الله عنها أو نهى عنها رسوله صلىالله عليه وآله وسلم حتى أكثر من إهتمامه بإتباع الأوامر. فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ” فإذا أمَرتُكُم بشيء فأتوا منهُ ما إستَطَعتُم وإذا نَهيتُكُم عن شيء فدَعوهُ ” (3).ـ
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن البر والإثم فقال: ” البِّرُ حُسنُ الخُلُق ، والإثمُ ما حاكَ في صَدرِكَ وكَرِهتَ أن يَطَّلِعَ عَليهِ النّاسُ ” .
(رواه مسلم)
إن تعريف الإثم الوارد في هذا الحديث تعريف ينبع من داخل النفس ، لا بحسب فتاوى المفتين أو أهواء أهل ألأهواء. إن من الناس من يقصد هذا العالم أو ذاك المفتي يسأله ويحس بأن ما يطلب الفتوى فيه للشرع جواب معين لا يحبه هو ، فيريد من غيره أن يشجعه على الإثم . فتراه يحاول انتزاع الفتوى من فم غيره تارة بالجدال وتارة بصياغة السؤال بطريقة بحيث يحصل على الجواب الذي يريده. وهذا لا يغني من الحق شيئا ولا يحل حراما ، فالإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس وهو تعريف يستطيع كل شخص أن يميز بواسطته بين الحق والباطل بشرط الصدق مع النفس. كما يدأب بعض الناس على التحايل على الشريعة بفتاوى توافق أهواءهم كما فعل بنو إسرائيل حين منعوا من الصيد في السبت ، فحبسوا السمك وصادوه يوم الأحد وحينما حرمت عليهم أصناف من الأنعام استحلوا شحومها . فمثل هذا التحايل لا يحل حراما ولا يقلل إثما لأن الله تعالى يعلم ما تخفي الصدور.
وبداية المعصية تكون خاطرة عابرة . يقول إبن القيم الجوزية(1) في كتاب الفوائد: دافِعِ الخطرة ، فإن لم تفعل صارت شهوة ، فحاربها ، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة ، فإن لم تُدافعها صارت فعلا ، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الإنتقال عنها.
إن المعاصي التي نهى عنها الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم واضحة للمؤمن ، فهو يفر منها ولا يقترب منها . لكن الشيطان لا يدع إبن آدم دون أن يحاول تزيين السيئات له. أما عباد الله المخلصين فهم يقظون على الدوام ، فإذا ما وسوس لهم الشيطان سوءا تذكروا فإذا هم مبصرون ، ” إنّ الّذين اتَّقوا إذا مَسَّهُم طائف مِنَ الشيطانِ تَذَكّروا فإذا هُم مُبصِرونَ ” (2 ، وهذه الوسوسة هي بداية الإثم وهي من الصغائر التي يغفرها الله إن لم يتبعها فعل . فالمؤمن حذر مراقب لنفسه سواء في أقواله أو في أفعاله أو في خواطره. فإذا ما خطر له خاطر سوء ، ذكر الله تعالى وعدل عن فعل المعصية فتكتب له حسنة ، كما مر في الحديث (1).ـ
يجب على المسلم أن يهتم بالإبتعاد عن النواهي التي نهى الله عنها أو نهى عنها رسوله صلىالله عليه وآله وسلم حتى أكثر من إهتمامه بإتباع الأوامر. فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ” فإذا أمَرتُكُم بشيء فأتوا منهُ ما إستَطَعتُم وإذا نَهيتُكُم عن شيء فدَعوهُ ” (3).ـ