مفهوم العلمانية
"العلمانية" أصلها ترجة للكلمة الإنجليزية "Secularisem"، وهي من العلم فتكون بكسر العين، أو من العالم فتكون بفتح العين، وهي ترجمة غير أمينة ولا دقيقة ولا صحيحة، لأن الترجمة الحقيقية للكلمة الإنجليزية هي " لا دينية أو لا غيبية أو الدنيوية أو لا مقدس"، لكن المسوقون لمبدأ العلمانية في بلاد الإسلام علموا أنهم لو ترجموها الترجمة الحقيقية لما قبلها الناس ولردوها ونفروا منها فدلسوها تحت كلمة العلمانية لإيهام الناس أنها من العلم، ونحن في عصر العلم، أو أنها المبدأ العالمي السائد والمتفق عليه بين الأمم والشعوب غير المنحاز لأمة أو ثقافة .
وكان أول من طرح هذا المصطلح في الساحة الثقافية العربية نصارى بلاد الشام في القرن التاسع عشر، وأولهم "إلياس بقطور" وهو نصراني لبناني في معجم (عربي / فرنسي) ثم طرحه بعده " البستاني " في معجميه الذَين ألفهما ٢٢.
والمدلول الصحيح لكلمة "العلمانية" هو: أنها إقامة الحياة على غير الدين سواء بالنسبة للفرد أو للدولة، وهي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها ٢٣.
بناءً على التعريف السابق يمكننا القول بأن العلمانية نظام من المبادئ والتطبيقات الذي يرفض كل صورة من صور الإيمان الديني والعبادة الدينية، كما يرفض كل نظام أو قيمة تنسب إلى الدين، ويسعى إلى فصل الدين ليس فقط عن الدولة بل عن الحياة بشكل عام ٢٤.