الإخاء
ليس من الفطرة أن يعيش الناس على هذا الكوكب في تشتت و تمزق ،و لا من العقل و المنطق أن يتنافر البشر ويتناطحوا ،و قد أوجدهم الله تعالى من مصدر واحد ،و أصل واحد ،خلقهم جميعا من آدم و حواء ،أبيضهم و أسودهم ،عربيهم و عجميهم ،سيدهم و مسودهم غنيهم و فقيرهم ،بل إن أشد ما يتنافى مع الفطرة ،و يتعارض مع العقل ، أن يوحد الله عباده في المنشأ و المصدر ،ثم يتفرقون في المرجع و المصير .
و لأجل هذا اتخذ الإسلام كل أساس و قاعدة تحمي هذا الكيان من الانشقاق و التصدع ،و تمكنه من أداء مهمته على الوجه الأمثل و من بين تلك القواعد : ((الإخاء)) الذي امحي أمامه جميع فوارق أفراد هذا الكيان ،و امتيازاتهم من نسب عريق ،و مال غفير ،و جاه عريض ،و كل ما درج الناس على اعتباره مميزا بعضهم عن بعض
إذن ما هو ((الإخاء )) و ما مقوماته ،وما ثمرته ،و كيف حققه الإسلام بين الناس ؟ هذا ما سيأتي تفصيله في الفقرات التالية:
1/ مفهوم الإخاء : الأصل في الإخاء انه اشتراك الطرفين في الولادة القريبة أو البعيدة . أما القريبة فمثل موسى و هارون عليهما السلام ، فقد كان بينهما إخاء في الأب و الأم قال تعالى مخبرا عنهما : ((و ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني و كادوا ي***ونني ))قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ((قال ابن أم )) كان ابن أمه و أبيه و قال ابن كثير :شقيقه لأبيه و أمه و هذا هو الإخاء في النسب القريب .و أما البعيد فمثل عاد و هود ،قال تعالى : ((و إلى عاد أخاهم هودا ))قيل :أخوهم في القبيلة ،و قيل:بشر من بني أبيهم آدم و المراد بالإخاء هنا ، الإخاء في الدين و الحرمة ،و هو أن يتآخى مجموعة من الناس في العقيدة ،و يشتركوا في الدين ، قال تعالى : ((و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)) و قد وصف الله المؤمنين بأنهم إخوة ، قال تعالى : ((إنما المؤمنين اخوة )) و إنما وصفهم بالاخوة ،لأن كل واحد منهم يتوخى مذهب أخيه و يقصده فلا يفارقه اعتقادا ،و عملا ،و سلوكا. و نحن إذا دققنا النظر في مسمى ((الإخاء )) و مدلوله اللغوي و الشرعي ،و جدنا أنه تنتظمه ثلاثة أنواع :
أ-أخوة في النسب و القرابة ،و هي المراد في باب المواريث ،مثل قوله تعالى : ((و لأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد و ورثه أبوه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس ))و كل إنسان يولد مزودا بها .
ب-أخوة في الآدمية و الإنسانية ،و هي المراد في مطلق الإنسان ، أو بني آدم ، أو النوع قال تعالى (و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) قال ابن كثير :استدل بهذه الآية الكريمة على أفضلية *** البشر على *** الملائكة أي استدل بها من قال بأن بني آدم –و هم *** البشر –أفضل من الملائكة. و قال تعالى : ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا )) أي جميع الناس مؤمنهم و كافرهم ،نسيبهم و دعيهم، قريبهم و بعيدهم، حاضرهم و غائبهم.
ج-أخوة في الدين و العقيدة ،و هذه هي المرادة في باب الإيمان و فروعه ،كقوله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة ))و قوله تعالى : ((فأصبحتم بنعمته إخوانا )) أي أصبحتم بالإسلام إخوانا متحابين بجلال الله تعالى ،متواصلين في ذات الله ،متعاونين على البر و التقوى و في الحديث : (المسلم أخو المسلم ،لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره) و غير ذلك من الآيات و الأحاديث الدالة على هذا النوع من الأخوة.
ليس من الفطرة أن يعيش الناس على هذا الكوكب في تشتت و تمزق ،و لا من العقل و المنطق أن يتنافر البشر ويتناطحوا ،و قد أوجدهم الله تعالى من مصدر واحد ،و أصل واحد ،خلقهم جميعا من آدم و حواء ،أبيضهم و أسودهم ،عربيهم و عجميهم ،سيدهم و مسودهم غنيهم و فقيرهم ،بل إن أشد ما يتنافى مع الفطرة ،و يتعارض مع العقل ، أن يوحد الله عباده في المنشأ و المصدر ،ثم يتفرقون في المرجع و المصير .
و لأجل هذا اتخذ الإسلام كل أساس و قاعدة تحمي هذا الكيان من الانشقاق و التصدع ،و تمكنه من أداء مهمته على الوجه الأمثل و من بين تلك القواعد : ((الإخاء)) الذي امحي أمامه جميع فوارق أفراد هذا الكيان ،و امتيازاتهم من نسب عريق ،و مال غفير ،و جاه عريض ،و كل ما درج الناس على اعتباره مميزا بعضهم عن بعض
إذن ما هو ((الإخاء )) و ما مقوماته ،وما ثمرته ،و كيف حققه الإسلام بين الناس ؟ هذا ما سيأتي تفصيله في الفقرات التالية:
1/ مفهوم الإخاء : الأصل في الإخاء انه اشتراك الطرفين في الولادة القريبة أو البعيدة . أما القريبة فمثل موسى و هارون عليهما السلام ، فقد كان بينهما إخاء في الأب و الأم قال تعالى مخبرا عنهما : ((و ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني و كادوا ي***ونني ))قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ((قال ابن أم )) كان ابن أمه و أبيه و قال ابن كثير :شقيقه لأبيه و أمه و هذا هو الإخاء في النسب القريب .و أما البعيد فمثل عاد و هود ،قال تعالى : ((و إلى عاد أخاهم هودا ))قيل :أخوهم في القبيلة ،و قيل:بشر من بني أبيهم آدم و المراد بالإخاء هنا ، الإخاء في الدين و الحرمة ،و هو أن يتآخى مجموعة من الناس في العقيدة ،و يشتركوا في الدين ، قال تعالى : ((و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)) و قد وصف الله المؤمنين بأنهم إخوة ، قال تعالى : ((إنما المؤمنين اخوة )) و إنما وصفهم بالاخوة ،لأن كل واحد منهم يتوخى مذهب أخيه و يقصده فلا يفارقه اعتقادا ،و عملا ،و سلوكا. و نحن إذا دققنا النظر في مسمى ((الإخاء )) و مدلوله اللغوي و الشرعي ،و جدنا أنه تنتظمه ثلاثة أنواع :
أ-أخوة في النسب و القرابة ،و هي المراد في باب المواريث ،مثل قوله تعالى : ((و لأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد و ورثه أبوه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس ))و كل إنسان يولد مزودا بها .
ب-أخوة في الآدمية و الإنسانية ،و هي المراد في مطلق الإنسان ، أو بني آدم ، أو النوع قال تعالى (و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) قال ابن كثير :استدل بهذه الآية الكريمة على أفضلية *** البشر على *** الملائكة أي استدل بها من قال بأن بني آدم –و هم *** البشر –أفضل من الملائكة. و قال تعالى : ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا )) أي جميع الناس مؤمنهم و كافرهم ،نسيبهم و دعيهم، قريبهم و بعيدهم، حاضرهم و غائبهم.
ج-أخوة في الدين و العقيدة ،و هذه هي المرادة في باب الإيمان و فروعه ،كقوله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة ))و قوله تعالى : ((فأصبحتم بنعمته إخوانا )) أي أصبحتم بالإسلام إخوانا متحابين بجلال الله تعالى ،متواصلين في ذات الله ،متعاونين على البر و التقوى و في الحديث : (المسلم أخو المسلم ،لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره) و غير ذلك من الآيات و الأحاديث الدالة على هذا النوع من الأخوة.