أداء الزكاة
عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة... قال: ” تعبُدَ
اللّهَ لا تُشرِك بهِ شيئا ، وتُقيمَ الصلاةَ ، وتؤتي الزكاة المَفروضَةَ ،
وتَصومَ رَمضانَ ” ، قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا . فلما ولّى ،
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” مَن سَرّهُ أن يَنظُرَ إلى رَجُل من
أهل الجَنّةِ ، فليَنظُر إلى هَذا ”
(متفق عليه)
الزكاة
المفروضة قرنت بالصلاة في القرآن الكريم في عشرات الآيات ، وقال أبو بكر
الصديق حين إمتنع الأعراب عن دفع الزكاة: والله لآقاتلن من فرق بين الصلاة
والزكاة ، وَسُمُّوا بالمرتدين لقولهم عن الزكاة أنها كالجزية ، أو أنهم
دفعوها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي فلا تدفع لأحد من بعده.
والزكاة عبادة ذات أثر إجتماعي واضح من تكافل وتعاون ومساعدة للفقراء
والمحتاجين . وهي لها أثرها على المرء الذي يدفعها نفسه في مقاومة البخل
والحرص والشح وحب الدنيا وتعلق القلب بها ، وفي كل ذلك فائدة للمرء نفسه
حيث يزداد تقوى وتسمو روحه ويتقرب بذلك إلى الله عز وجل . فالمؤمن الصادق
يعتبر المال مال الله قد وكله الله تعالى عليه مدة محدودة (أثناء حياته) ،
فهو يستعمله لخير نفسه وذوي قرباه ويبتغي بذلك وجه الله تعالى ، ويؤدي حق
الله فيه من زكاة مفروضة ويزداد ما استطاع في الصدقات فوق الفريضة ، فكل
ذلك ذخر له في الآخرة . فقد أنفق أبوبكر الصديق رضي الله عنه كل ماله في
سبيل الله وأنفق عمر نصف ماله وأنفق غيرهما الكثير.
وفي وصف النبي
صلى الله عليه وآله وسلم للرجل بأنه من أهل الجنة ملاحظة تستحق الوقوف
عندها . فصدق الأعرابي ومعاهدته الله سبحانه وتعالى أمام النبي صلى الله
عليه وآله وسلم بأن يلتزم بهذه الأركان ، هو الذي جعل النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يخبر أصحابه بمكانته عند الله تعالى ، وهي كذلك لكل من صدق مع
الله والتزم بما يأمره الله به من فرائض أساسية . وتلك هي البيعة الصادقة
منقول