بسم
الله الرحمن
الرحيم
الأحبه فى الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد
لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة
للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان
إلى
يوم الدين
نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا
العزّه
بغيره ...أذلنا الله
أما بعد
لما
احتضر أبوبكر
الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت
بالحق
ذلك ما كنت منه تحيد
و قال
لعائشة :
انظروا
ثوبي هذين ,
فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما
حضرته الوفاة
أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني
أوصيك بوصية , إن
أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و
إن لله
حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى
الفريضة
, و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق
في
الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن
يكون ثقيلا
, و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل
, و
خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون
خفيفا.
__________
ولما طعن
عمر
.. جاء
عبدالله بن عباس
,فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت
مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم
يختلف
عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك
راض .
فقال له :
أعد مقالتك
فأعاد
عليه ,
فقال :
المغرور من
غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت
به من
هول المطلع .
و قال
عبدالله بن عمر :
كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع
رأسي على
الأرض .
فقلت : ما
عليك كان على
الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا
أم لك , ضعه
على الأرض .
فقال
عبدالله : فوضعته
على الأرض .
فقال :
ويلي وويل أمي إن
لم يرحمني ربي عز و جل.
______________________
أمير
المؤمنين عثمان بن
عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين
طعنه الغادرون و
الدماء تسيل على لحيته :
لا إله
إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين .
اللهم إني
أستعديك و
أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما
إستشهد فتشوا
خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة
مكتوبا
عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله
الرحمن الرحيم
.
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له
و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في
القبور
ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها
يموت و
عليها يبعث إن شاء الله .
__________________
أمير
المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن
طعن علي رضي الله
عنه
قال :
ما فعل
بضاربي ؟
قالو :
أخذناه
قال :
أطعموه من طعامي ,
و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت
فإضربوه
ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى
الحسن أن يغسله
و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم
يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى :
إمشوا بي
بين المشيتين
لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و
إن كان
شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
____________________
معاذ بن
جبل رضي الله
عنه و أرضاه
الصحابي
الجليل معاذ بن
جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت
ساعة الإحتضار ..
نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب
إنني كنت أخافك ,
و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا
لجري
الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و
مكابدة
الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت
روحه بعد أن قال
:
لا إله
إلا الله ...
روى
الترمذي أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى
البخاري أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر ....
إلى أن
قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
______________________
بلال
بن رباح رضي
الله عنه و أرضاه
حينما
أتى بلالا
الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف
الغطاء عن وجهه
و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا
فرحاه
ثم قال
:
غدا
نلقى الأحبة
..محمدا و صحبه .
______________________
أبو ذر
الغفاري رضي الله
عنه و أرضاه
لما حضرت
أبا ذر الوفاة
.. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و
كيف لا أبكي و
أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها :
لا تبكي و
أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم
:ليموتن
رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من
أولئك النفر
أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و
الله ما
كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى
و قد ذهب
الحاج و تقطعت الطريق
فقال
انظري فإذا أنا
برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت :
امرؤ من المسلمين
تكفونه ..
فقالوا :
من هو ؟
قالت :
أبو ذر
قالوا :
صاحب رسول الله
ففدوه
بأبائهم و أمهاتهم
و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال :
أنشدكم بالله ,
لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم
كانوا نالوا
من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى
عليه عبدالله بن
مسعود
فكان في
ذلك القوم
رضي الله
عنهم أجمعين.
_______________
الصحابي
الجليل
أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما
جاءأبا الدرداء
الموت ... قال :
ألا
رجل يعمل لمثل
مصرعي هذا ؟
ألا
رجل يعمل لمثل
يومي هذا ؟
ألا
رجل يعمل لمثل
ساعتي هذه ؟
ثم قبض
رحمه الله.
_________________
سلمان
الفارسي رضي الله
عنه و أرضاه
بكى سلمان
الفارسي عند
موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال :
عهد إلينا رسول
الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و
حولي هذه
الأزواد .
و قيل :
إنما كان حوله
إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة :
إناء يجمع فيه
الماء
الجفنة :
القصعة يوضع
فيها الماء و الطعام
المطهرة :
إناء يتطهر
فيه.
______________________
الصحابي
الجليل عبدالله
بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر
عبدالله بن
مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود
, إني
أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
أظهر
اليأس للناس , فإن
ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب
الحاجات إلى
الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما
تعتذر منه من
الأمور , و لا تعمل به .
و إن
إستطعت ألا يأتي
عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا
صليت صلاة فصل
صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
_________________
الحسن بن
علي سبط رسول
الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر
الموت بالحسن بن
علي رضي الله عنهما , قال :
أخرجوا
فراشي إلى صحن
الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني
أحتسب نفسي
عندك , فإني لم أصب بمثلها !
____________________
الصحابي
الجليل معاوية
بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال
معاوية رضي الله عنه
عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
فأجلسوه
.. فجلس يذكر
الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا
معاوية .. جئت
تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب
نضير
ريان ؟!
ثم بكى و
قال :
يا رب ,
يا رب , ارحم
الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر
الزلة .. و
جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت
رضي الله عنه.
______________________
الصحابي
الجليل عمرو بن
العاص رضي الله عنه
حينما حضر
عمرو بن العاص
الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه
:ما يبكيك
يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل
عمرو رضي الله عنه
إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا
الله , و
أن محمدا رسول الله ..
إني كنت
على أطباق ثلاث
..
لقد
رأيتني و ما أحد أشد
بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن
أكون قد
استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل
النار.....
فلما جعل
الله الإسلام
في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك
فلأبايعنك
, فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما
لك يا عمرو ؟
قلت :
أردت أن أشترط
فقال :
تشترط ماذا ؟
قلت : أن
يغفر لي .
فقال :
أما علمت أن
الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و
أن الحج
يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان
أحد أحب إلي من
رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما
كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن
أصفه ,
لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت
على تلك الحال
لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا
أشياء , ما
أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا
مت فلا تصحبني
نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم
أقيموا حول
قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر
ماذا
أراجع به رسل ربي ؟
______________________
الصحابي
الجليل
أبوموسى الأشعري
لما
حضرت أبا موسى -
رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا
فاحفروا لي و
أعمقوا ...
ففعلوا
..
فقال :
إجلسوا بي ,
فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى
تكون كل
زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ,
فلأنظرن إلى
منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها
من
النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي ,
و
ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن
كانت الأخرى
ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و
كذا ,
و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما
أعد الله
عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى
مقعدي من
جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و
حميمها حتى
أبعث .
____________________
سعد بن
الربيع رضي الله
عنه
لما إنتهت
غزوة أحد ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل
سعد بن
الربيع ؟
فدار رجل
من الصحابة بين
القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه ..
: ماذا
تفعل ؟
فقال : إن
رسول الله صلى
الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على
رسول الله صلى
الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت
إثنتي عشرة
طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من
السلام و
قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله
عليه و
سلم و فيكم عين تطرف ...
_____________________
عبدالله
بن عمر رضي الله
عنهما
قال
عبدالله بن عمر قبل
أن تفيض روحه :
ما آسى من
الدنيا على
شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا
لهواجر
ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أني لم
أقاتل الفئة
الباغية التي نزلت
(و لعله
يقصد الحجاج و
من معه).
_____________________
عبادة بن
الصامت رضي
الله عنه و أرضاه
لما حضرت
عبادة بن
الصامت الوفاة ، قال :
أخرجوا
فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي
موالي و خدمي
و جيراني و من كان يدخل علي
فجمعوا له
.... فقال :
إن يومي
هذا لا أراه إلا
آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا
أدري
لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس
عبادة بيده
، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من
ذلك إلا
اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا :
بل كنت والدا و
كنت مؤدبا .
فقال :
أغفرتم لي ما كان
من ذلك ؟
قالوا :
نعم .
فقال :
اللهم اشهد ...
أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على
كل إنسان منكم
أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل
كل إنسان
منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل
قال : و
استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ...
ثم
أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار .
______________________
الإمام
الشافعي رضي الله
عنه
دخل
المزني على الإمام
الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له
:كيف أصبحت يا
أباعبدالله ؟!
فقال
الشافعي :
أصبحت من
الدنيا راحلا,
و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا ,
و على
الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى
النار
فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما
قسـا قلبي و ضاقـت
مذاهبي
جـعـلت
رجـائي نحـو
عفـوك سلـما
تعاظـمــني
ذنبــي فلـما
قرنتـه
بعـفــوك
ربـي كـان عفوك
أعظـما
فما زلت
ذا عفو عن الذنب
لم تزل
تجـود و
تعـفـو منــة و
تكـرمـا
___________________________
الحسن
البصري رضي الله
عنه و أرضاه
حينما
حضرت الحسن البصري
المنية
حرك يديه و
قال :
هذه منزلة
صبر و إستسلام
!
____________________
عبدالله
بن المبارك
العالم
العابد الزاهد
المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه
سكرات
الموت
ثم أفاق
.. و رفع الغطاء
عن وجهه و ابتسم قائلا :
لمثل هذا
فليعمل
العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت
روحه.
____________________
الفضيل بن
عياض
العالم
العابد الفضيل بن
عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته
الوفاة , غشي
عليه , ثم أفاق و قال :
وا بعد
سفراه ...
وا قلة
زاداه ...!
_____________________
الإمام
العالم محمد بن
سيرين
روي أنه
لما حضرت محمد
بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال :
أبكي لتفريطي في
الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار
الحامية.
______________________
الخليفة
العادل الزاهد
عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لما حضر
الخليفة العادل
عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك
حاضرا :
يا بني ,
إني قد تركت
لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو
لكم حقا
.
يا بني ,
إني قد خيرت
بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل
الجنة ,
فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ... قوموا
رزقكم
الله ...
قوموا عني
, فإني أرى
خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة
: فقمنا و
تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدار
الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
ثم خفت
الصوت , فقمنا
فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
__________________________
الخليفة
المأمون أمير
المؤمنين رحمه الله
حينما حضر
المأمون الموت
قال :
أنزلوني
من على السرير.
فأنزلوه
على الأرض ...
فوضع خده
على التراب و
قال :
يا من لا
يزول ملكه ...
إرحم من قد زال ملكه ... !
________________________
أمير
المؤمنين عبدالملك
من مروان رحمه الله
يروى أن
عبدالملك بن
مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك ,
فتنسم الروح
, ثم قال :
يا دنيا
ما أطيبك !
إن طويلك
لقصير ...
و إن
كثيرك لحقير ...
و إن كنا
منك لفي غرور
... !
___________________
هشام بن
عبدالملك رحمه
الله
لما إحتضر
هشام بن
عبدالملك , نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكم
بالدنيا و
جئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم
مصيبة
هشام إن لم يرحمه الله .
___________________
أمير
المؤمنين الخليفة
المعتصم رحمه الله
قال
المعتصم عند موته :
لو علمت
أن عمري قصير
هكذا ما فعلت ... !
____________________
أمير
المؤمنين الخليفة
الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه الله
لما مرض
هارون الرشيد و
يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي
أكفانا
فأحضروا له ..فقال :
احفروا لي
قبرا ...
فحفروا له
... فنظر إلى
القبر و قال :
ما أغنى
عني ماليه ...
هلك عني سلطانية ... !
____________________
محمد رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
الحمد لله
الواحد العلام
و على
النبي الكريم
الصلاة و السلام
أما بعد
..
فهذا ما
تيسر جمعه من
على فراش الموت ..
جمعتها
تذكرة لنفسي أولا
و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا
...
و خير
ختام لهذه الحلقات
.. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و
أزكى السلام
...
في يوم
الإثنين الثاني
عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض
قد إشتد برسول
الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و
بلغ منهم
القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن
يكون
أبوبكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و في فجر
ذلك اليوم و
أبوبكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و
هو
يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ،
فتبسم مما
رآه منهم فظن أبوبكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن
يخرج
للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن
يفتتنوا في
صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم
فأشار
إليهم رسول الله
صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس
عن
جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته ، و
فرح الناس
بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قد أفاق
من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء
الضحى .. و عاد
الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا فاطمة .. فقال
لها سرا
أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من
يتبعه من
أهله ، فضحكت ...
و إشتد
الكرب برسول الله
صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة :
واكرباه ...
فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم
و أوصى
رسول الله صلى
الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة
الصلاة ..
و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم
.... و كرر
ذلك مرارا ......
و دخل عبد
الرحمن بن أبي
بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه
لك .. ؟
، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة : ألينه
لك ...
فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
و جعل
رسول الله صلى
الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء
وجهه و هو
يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...
و في
النهاية ... شخص
بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا :
.... مع
الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين
، اللهم
إغفر لي و إرحمني ... و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق
الأعلى
اللهم
الرفيق الأعلى
اللهم
الرفيق الأعلى
و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها
.. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و
سلم
تسليما.
منقول
الله الرحمن
الرحيم
الأحبه فى الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد
لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة
للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان
إلى
يوم الدين
نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا
العزّه
بغيره ...أذلنا الله
أما بعد
لما
احتضر أبوبكر
الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت
بالحق
ذلك ما كنت منه تحيد
و قال
لعائشة :
انظروا
ثوبي هذين ,
فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما
حضرته الوفاة
أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني
أوصيك بوصية , إن
أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و
إن لله
حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى
الفريضة
, و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق
في
الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن
يكون ثقيلا
, و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل
, و
خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون
خفيفا.
__________
ولما طعن
عمر
.. جاء
عبدالله بن عباس
,فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت
مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم
يختلف
عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك
راض .
فقال له :
أعد مقالتك
فأعاد
عليه ,
فقال :
المغرور من
غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت
به من
هول المطلع .
و قال
عبدالله بن عمر :
كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع
رأسي على
الأرض .
فقلت : ما
عليك كان على
الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا
أم لك , ضعه
على الأرض .
فقال
عبدالله : فوضعته
على الأرض .
فقال :
ويلي وويل أمي إن
لم يرحمني ربي عز و جل.
______________________
أمير
المؤمنين عثمان بن
عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين
طعنه الغادرون و
الدماء تسيل على لحيته :
لا إله
إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين .
اللهم إني
أستعديك و
أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما
إستشهد فتشوا
خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة
مكتوبا
عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله
الرحمن الرحيم
.
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له
و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في
القبور
ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها
يموت و
عليها يبعث إن شاء الله .
__________________
أمير
المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن
طعن علي رضي الله
عنه
قال :
ما فعل
بضاربي ؟
قالو :
أخذناه
قال :
أطعموه من طعامي ,
و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت
فإضربوه
ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى
الحسن أن يغسله
و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم
يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى :
إمشوا بي
بين المشيتين
لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و
إن كان
شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
____________________
معاذ بن
جبل رضي الله
عنه و أرضاه
الصحابي
الجليل معاذ بن
جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت
ساعة الإحتضار ..
نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب
إنني كنت أخافك ,
و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا
لجري
الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و
مكابدة
الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت
روحه بعد أن قال
:
لا إله
إلا الله ...
روى
الترمذي أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى
البخاري أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر ....
إلى أن
قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
______________________
بلال
بن رباح رضي
الله عنه و أرضاه
حينما
أتى بلالا
الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف
الغطاء عن وجهه
و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا
فرحاه
ثم قال
:
غدا
نلقى الأحبة
..محمدا و صحبه .
______________________
أبو ذر
الغفاري رضي الله
عنه و أرضاه
لما حضرت
أبا ذر الوفاة
.. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و
كيف لا أبكي و
أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها :
لا تبكي و
أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم
:ليموتن
رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من
أولئك النفر
أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و
الله ما
كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى
و قد ذهب
الحاج و تقطعت الطريق
فقال
انظري فإذا أنا
برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت :
امرؤ من المسلمين
تكفونه ..
فقالوا :
من هو ؟
قالت :
أبو ذر
قالوا :
صاحب رسول الله
ففدوه
بأبائهم و أمهاتهم
و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال :
أنشدكم بالله ,
لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم
كانوا نالوا
من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى
عليه عبدالله بن
مسعود
فكان في
ذلك القوم
رضي الله
عنهم أجمعين.
_______________
الصحابي
الجليل
أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما
جاءأبا الدرداء
الموت ... قال :
ألا
رجل يعمل لمثل
مصرعي هذا ؟
ألا
رجل يعمل لمثل
يومي هذا ؟
ألا
رجل يعمل لمثل
ساعتي هذه ؟
ثم قبض
رحمه الله.
_________________
سلمان
الفارسي رضي الله
عنه و أرضاه
بكى سلمان
الفارسي عند
موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال :
عهد إلينا رسول
الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و
حولي هذه
الأزواد .
و قيل :
إنما كان حوله
إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة :
إناء يجمع فيه
الماء
الجفنة :
القصعة يوضع
فيها الماء و الطعام
المطهرة :
إناء يتطهر
فيه.
______________________
الصحابي
الجليل عبدالله
بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر
عبدالله بن
مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود
, إني
أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
أظهر
اليأس للناس , فإن
ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب
الحاجات إلى
الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما
تعتذر منه من
الأمور , و لا تعمل به .
و إن
إستطعت ألا يأتي
عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا
صليت صلاة فصل
صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
_________________
الحسن بن
علي سبط رسول
الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر
الموت بالحسن بن
علي رضي الله عنهما , قال :
أخرجوا
فراشي إلى صحن
الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني
أحتسب نفسي
عندك , فإني لم أصب بمثلها !
____________________
الصحابي
الجليل معاوية
بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال
معاوية رضي الله عنه
عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
فأجلسوه
.. فجلس يذكر
الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا
معاوية .. جئت
تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب
نضير
ريان ؟!
ثم بكى و
قال :
يا رب ,
يا رب , ارحم
الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر
الزلة .. و
جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت
رضي الله عنه.
______________________
الصحابي
الجليل عمرو بن
العاص رضي الله عنه
حينما حضر
عمرو بن العاص
الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه
:ما يبكيك
يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل
عمرو رضي الله عنه
إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا
الله , و
أن محمدا رسول الله ..
إني كنت
على أطباق ثلاث
..
لقد
رأيتني و ما أحد أشد
بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن
أكون قد
استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل
النار.....
فلما جعل
الله الإسلام
في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك
فلأبايعنك
, فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما
لك يا عمرو ؟
قلت :
أردت أن أشترط
فقال :
تشترط ماذا ؟
قلت : أن
يغفر لي .
فقال :
أما علمت أن
الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و
أن الحج
يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان
أحد أحب إلي من
رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما
كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن
أصفه ,
لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت
على تلك الحال
لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا
أشياء , ما
أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا
مت فلا تصحبني
نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم
أقيموا حول
قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر
ماذا
أراجع به رسل ربي ؟
______________________
الصحابي
الجليل
أبوموسى الأشعري
لما
حضرت أبا موسى -
رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا
فاحفروا لي و
أعمقوا ...
ففعلوا
..
فقال :
إجلسوا بي ,
فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى
تكون كل
زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ,
فلأنظرن إلى
منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها
من
النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي ,
و
ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن
كانت الأخرى
ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و
كذا ,
و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما
أعد الله
عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى
مقعدي من
جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و
حميمها حتى
أبعث .
____________________
سعد بن
الربيع رضي الله
عنه
لما إنتهت
غزوة أحد ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل
سعد بن
الربيع ؟
فدار رجل
من الصحابة بين
القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه ..
: ماذا
تفعل ؟
فقال : إن
رسول الله صلى
الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على
رسول الله صلى
الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت
إثنتي عشرة
طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من
السلام و
قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله
عليه و
سلم و فيكم عين تطرف ...
_____________________
عبدالله
بن عمر رضي الله
عنهما
قال
عبدالله بن عمر قبل
أن تفيض روحه :
ما آسى من
الدنيا على
شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا
لهواجر
ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أني لم
أقاتل الفئة
الباغية التي نزلت
(و لعله
يقصد الحجاج و
من معه).
_____________________
عبادة بن
الصامت رضي
الله عنه و أرضاه
لما حضرت
عبادة بن
الصامت الوفاة ، قال :
أخرجوا
فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي
موالي و خدمي
و جيراني و من كان يدخل علي
فجمعوا له
.... فقال :
إن يومي
هذا لا أراه إلا
آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا
أدري
لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس
عبادة بيده
، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من
ذلك إلا
اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا :
بل كنت والدا و
كنت مؤدبا .
فقال :
أغفرتم لي ما كان
من ذلك ؟
قالوا :
نعم .
فقال :
اللهم اشهد ...
أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على
كل إنسان منكم
أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل
كل إنسان
منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل
قال : و
استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ...
ثم
أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار .
______________________
الإمام
الشافعي رضي الله
عنه
دخل
المزني على الإمام
الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له
:كيف أصبحت يا
أباعبدالله ؟!
فقال
الشافعي :
أصبحت من
الدنيا راحلا,
و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا ,
و على
الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى
النار
فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما
قسـا قلبي و ضاقـت
مذاهبي
جـعـلت
رجـائي نحـو
عفـوك سلـما
تعاظـمــني
ذنبــي فلـما
قرنتـه
بعـفــوك
ربـي كـان عفوك
أعظـما
فما زلت
ذا عفو عن الذنب
لم تزل
تجـود و
تعـفـو منــة و
تكـرمـا
___________________________
الحسن
البصري رضي الله
عنه و أرضاه
حينما
حضرت الحسن البصري
المنية
حرك يديه و
قال :
هذه منزلة
صبر و إستسلام
!
____________________
عبدالله
بن المبارك
العالم
العابد الزاهد
المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه
سكرات
الموت
ثم أفاق
.. و رفع الغطاء
عن وجهه و ابتسم قائلا :
لمثل هذا
فليعمل
العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت
روحه.
____________________
الفضيل بن
عياض
العالم
العابد الفضيل بن
عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته
الوفاة , غشي
عليه , ثم أفاق و قال :
وا بعد
سفراه ...
وا قلة
زاداه ...!
_____________________
الإمام
العالم محمد بن
سيرين
روي أنه
لما حضرت محمد
بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال :
أبكي لتفريطي في
الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار
الحامية.
______________________
الخليفة
العادل الزاهد
عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لما حضر
الخليفة العادل
عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك
حاضرا :
يا بني ,
إني قد تركت
لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو
لكم حقا
.
يا بني ,
إني قد خيرت
بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل
الجنة ,
فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ... قوموا
رزقكم
الله ...
قوموا عني
, فإني أرى
خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة
: فقمنا و
تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدار
الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
ثم خفت
الصوت , فقمنا
فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
__________________________
الخليفة
المأمون أمير
المؤمنين رحمه الله
حينما حضر
المأمون الموت
قال :
أنزلوني
من على السرير.
فأنزلوه
على الأرض ...
فوضع خده
على التراب و
قال :
يا من لا
يزول ملكه ...
إرحم من قد زال ملكه ... !
________________________
أمير
المؤمنين عبدالملك
من مروان رحمه الله
يروى أن
عبدالملك بن
مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك ,
فتنسم الروح
, ثم قال :
يا دنيا
ما أطيبك !
إن طويلك
لقصير ...
و إن
كثيرك لحقير ...
و إن كنا
منك لفي غرور
... !
___________________
هشام بن
عبدالملك رحمه
الله
لما إحتضر
هشام بن
عبدالملك , نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكم
بالدنيا و
جئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم
مصيبة
هشام إن لم يرحمه الله .
___________________
أمير
المؤمنين الخليفة
المعتصم رحمه الله
قال
المعتصم عند موته :
لو علمت
أن عمري قصير
هكذا ما فعلت ... !
____________________
أمير
المؤمنين الخليفة
الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه الله
لما مرض
هارون الرشيد و
يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي
أكفانا
فأحضروا له ..فقال :
احفروا لي
قبرا ...
فحفروا له
... فنظر إلى
القبر و قال :
ما أغنى
عني ماليه ...
هلك عني سلطانية ... !
____________________
محمد رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
الحمد لله
الواحد العلام
و على
النبي الكريم
الصلاة و السلام
أما بعد
..
فهذا ما
تيسر جمعه من
على فراش الموت ..
جمعتها
تذكرة لنفسي أولا
و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا
...
و خير
ختام لهذه الحلقات
.. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و
أزكى السلام
...
في يوم
الإثنين الثاني
عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض
قد إشتد برسول
الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و
بلغ منهم
القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن
يكون
أبوبكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و في فجر
ذلك اليوم و
أبوبكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و
هو
يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ،
فتبسم مما
رآه منهم فظن أبوبكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن
يخرج
للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن
يفتتنوا في
صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم
فأشار
إليهم رسول الله
صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس
عن
جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته ، و
فرح الناس
بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قد أفاق
من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء
الضحى .. و عاد
الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا فاطمة .. فقال
لها سرا
أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من
يتبعه من
أهله ، فضحكت ...
و إشتد
الكرب برسول الله
صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة :
واكرباه ...
فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم
و أوصى
رسول الله صلى
الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة
الصلاة ..
و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم
.... و كرر
ذلك مرارا ......
و دخل عبد
الرحمن بن أبي
بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه
لك .. ؟
، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة : ألينه
لك ...
فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
و جعل
رسول الله صلى
الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء
وجهه و هو
يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...
و في
النهاية ... شخص
بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا :
.... مع
الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين
، اللهم
إغفر لي و إرحمني ... و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق
الأعلى
اللهم
الرفيق الأعلى
اللهم
الرفيق الأعلى
و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها
.. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و
سلم
تسليما.
منقول