هذه اسئلة واجوبة نقلا من كتيب دلائل التوحيد ( 50 سؤال في التوحيد ) لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب طيب الله ثراه
س1: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
ج1: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
س2: من ربك؟
ج2: ربي الله الذي رباني وربي جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: " الحمدُ للهِ رب العالمين " [ الفاتحة:2، ومواضع ] وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحدٌ من ذلك العالم.
س3: ما معنى الرب؟
ج3: المالك، المعبود، المتصرف، وهو المستحق للعبادة.
س4: بم عرفت ربك؟
ج4: أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: " ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تسجدوا للشمسِ ولا للقمرِ واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " [فصلت:37]، وقوله تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السمواتِ والأرضَ في ستة أيامٍ ثُم استوى على العرشِ يُغشي الليلَ النهارَ يطلبه حثيثاً والشمسَ والقمرَ والنجُومَ مسخراتٍ بأمرهِ ألا لهُ الخلقُ والأمرُ تبارك الله ربُ العالمين " [الأعراف:54].
س5: ما دينك؟
ج5: ديني الإسلام، والإسلام هو: الاستسلام والانقياد لله وحده، والدليل عليه قوله تعالى: " إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران: 19]، ودليل آخر قوله تعالى: " ومن يبتغِ غيرَ الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين " [آل عمران: 85]، ودليل آخر قوله تعالى: " اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكمُ الإسلام ديناً " [ المائدة:3 ].
س6: على أي شيءٍ بني هذا الدين؟
ج6: بني على خمسة أركان، أولها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً (1).
س7: ما هو الإيمان؟
ج7: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره (2)، والدليل قوله تعالى: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ " [البقرة:285].
س8: ما هو الإحسان؟
هو أن تعبد الله كأنك تراه فإنه لم تكن تراه فإنه يراك (3)، والدليل عليه قوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ " [النحل:128].
س9: من نبيك؟
ج9: نبيي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وهاشمٌ من قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح عليه الصلاة والسلام.
س10: وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيءٍ أرسل؟
ج10: نُبء بـ (( اقرأ ))، وأرسل بـ (( المدثر )) (4).
-------------------------------------------
(1) معنى حديث اين عمر الذي أخرجه الشيخان البخاري (8) ومسلم (16) وغيرهما.
(2) (3) وهذا - أيضاً - معنى حديث جبريل المشهور الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وسلمعن الإيمان والإسلام والإحسان أخرجه الشيخان البخاري ( 4777.50 ) ومسلم (9) من حديث أبي هريرة، وأخرجه - أيضاً - مسلم (8) وغيره من حديث عمر رضي الله عنه.
(4) انظر حديث بدء الوحي الذي أخرجه الشيخان البخاري (4) ومسلم (160) من حديث عائشة رضي الله عنها.
س11: وما هي معجزته؟
ج11: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم وعدواتهم له ولمن اتبعه، والدليل قوله تعالى: " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " [سورة البقرة: 23] وفي الآية الأخرى: قوله تعالى: " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " [سورة الإسراء:88].
س12: ما الدليل على أنه رسول الله؟
ج12: قوله تعالى: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " [سورة آل عمران:144].
ودليل آخر قوله تعالى: " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً " [سورة الفتح:29].
س13: ما هو دليل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟
ج13: الدليل على النبوة قوله تعالى: " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " [سورة الأحزاب:40].
وهذه الآيات تدل على أنه نبيٌ وأنه خاتم الأنبياء.
س14:ما الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم؟
ج14: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذوه مع الله إلهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر، كما قال الله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ " [سورة الأنبياء:25]، وقوله تعالى: " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ " [سورة النحل:36]، وقوله تعالى: " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ " [سورة الزخرف:45]، وقوله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " [سورة الذاريات:56].
فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه، فأرسل الرسل إلى عباده يأمرونهم بذلك.
س15: ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألهية؟
ج15: توحيد الربوبية: فعل الرب، مثل الخلق، والرزق والإحياء والإماتة، وإنزال المطر، وإنبات النباتات، وتدبير الأمور.
وتوحيد الإلهية: فعل العبد، مثل الدعاء، والخوف والرجاء، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستغاثة،
وغير ذلك من أنواع العبادة.
س16: ما هي أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله؟
ج16: من أنواعها: الدعاء، والاستعانة، والاستغاثة، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والمحبة، والخشية، والرغبة، والرهبة، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية.
س17: فما أجلُ أمرٍ أمر الله به؟ وأعظم نهي نهى الله عنه؟
ج17: أجل أمرٍ أمر الله به هو توحيده بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه الشرك به، وهو أن يدعو مع الله غيره، أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فقد اتخذه رباً وإلهاً، وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادة.
س18: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج18: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.
س19: ما معنى الله؟
ج19: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
س20: لأي شيء الله خلقك؟
ج20: لعبادته.
س21: ما هي عبادته؟
ج21: توحيده وطاعته.
س22: ما الدليل على ذلك؟
ج22: قول الله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " [سورة الذاريات:56].
س23: ما هو أول ما فرض الله علينا؟
ج23: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: " لا إكراهَ في الدين قد تبينَ الرُشدُ مِنَ الغَي فمن يكفُر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروةِ الوُثقى لا انفِصامَ لها واللهُ سميعٌ عليمٌ " [سورة البقرة:256].
س24: ما هي العروة الوثقى؟
ج24: لا إله إلا الله. ومعنى لا إله: نفى، وإلا الله: إثبات.
س25: ما هو النفي والإثبات هنا؟
ج25: نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
س26: ما الدليل على ذلك؟
ج26: قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ " [سورة الزخرف:26] وهذا دليل نفي. ودليل الإثبات: " إِلا الَّذِي فَطَرَنِي " [سورة الزخرف:27].
س27: كم الطواغيت؟
ج27: كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس - لعنه الله، ومن عُبد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله (1).
س28: ما أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
ج28: أفضلها الصلوات الخمس (2)، ولها شروط وأركان وواجبات، فأعظم شروطها الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، واستقبال القبله، ودخول الوقت والنية.
وأركانها أربعة عشر: القيام مع القدرة، تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على سبعة الأعضاء، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في هذه الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليم.
وواجباتها ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، سبحان ربي العظيم في الركوع، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد، سبحانه ربي الأعلى في السجود، رب اغفر لي بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له، وما عدا هذا فسنن، أقوال وأفعال.
س29: هل يبعث الله الخلق بعد الموت؟ ويحاسبهم على أعمالهم خيرها وشرها؟ ويدخل من أطاعه الجنة؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار؟
ج29: نعم، والدليل قوله تعالى: " زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [سورة التغابن:7]، وقوله: " مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى " [سورة طه:55]. وفي القرآن من الأدلة على هذا ما لا يحصى.
س30: ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الآية؟
ج30: حكمه هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته، لأنه يجتمع فيه مانعان:
الأول: أنها ذبيحة مرتد، وذبيحة المرتد لا تباح بالإجماع.
الثاني: أنها مما أهل لغير الله، وقد حرم الله ذلك في قوله: " قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ " [سورة الأنعام:145].
---------------------------
(1) كلام الإمام عن الحكم بغير ما أنزل الله إجمال يحتاج إلى تفصيل مآله إلى العلماء وانظر المؤلفات التي صدرت في هذا الشأن منها كتاب (( التكفير والحكم بغير ما أنزل الله ))
للألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله .
(2) جاء معنى ذلك في حديث ابن مسعود مرفوعاً: " أفضل الأعمال الصلاة لوقتها " أخرجه الشيخان البخاري (527) ومسلم (85) وغيرهما
س1: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
ج1: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
س2: من ربك؟
ج2: ربي الله الذي رباني وربي جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: " الحمدُ للهِ رب العالمين " [ الفاتحة:2، ومواضع ] وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحدٌ من ذلك العالم.
س3: ما معنى الرب؟
ج3: المالك، المعبود، المتصرف، وهو المستحق للعبادة.
س4: بم عرفت ربك؟
ج4: أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: " ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تسجدوا للشمسِ ولا للقمرِ واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " [فصلت:37]، وقوله تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السمواتِ والأرضَ في ستة أيامٍ ثُم استوى على العرشِ يُغشي الليلَ النهارَ يطلبه حثيثاً والشمسَ والقمرَ والنجُومَ مسخراتٍ بأمرهِ ألا لهُ الخلقُ والأمرُ تبارك الله ربُ العالمين " [الأعراف:54].
س5: ما دينك؟
ج5: ديني الإسلام، والإسلام هو: الاستسلام والانقياد لله وحده، والدليل عليه قوله تعالى: " إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران: 19]، ودليل آخر قوله تعالى: " ومن يبتغِ غيرَ الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين " [آل عمران: 85]، ودليل آخر قوله تعالى: " اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكمُ الإسلام ديناً " [ المائدة:3 ].
س6: على أي شيءٍ بني هذا الدين؟
ج6: بني على خمسة أركان، أولها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً (1).
س7: ما هو الإيمان؟
ج7: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره (2)، والدليل قوله تعالى: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ " [البقرة:285].
س8: ما هو الإحسان؟
هو أن تعبد الله كأنك تراه فإنه لم تكن تراه فإنه يراك (3)، والدليل عليه قوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ " [النحل:128].
س9: من نبيك؟
ج9: نبيي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وهاشمٌ من قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح عليه الصلاة والسلام.
س10: وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيءٍ أرسل؟
ج10: نُبء بـ (( اقرأ ))، وأرسل بـ (( المدثر )) (4).
-------------------------------------------
(1) معنى حديث اين عمر الذي أخرجه الشيخان البخاري (8) ومسلم (16) وغيرهما.
(2) (3) وهذا - أيضاً - معنى حديث جبريل المشهور الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وسلمعن الإيمان والإسلام والإحسان أخرجه الشيخان البخاري ( 4777.50 ) ومسلم (9) من حديث أبي هريرة، وأخرجه - أيضاً - مسلم (8) وغيره من حديث عمر رضي الله عنه.
(4) انظر حديث بدء الوحي الذي أخرجه الشيخان البخاري (4) ومسلم (160) من حديث عائشة رضي الله عنها.
س11: وما هي معجزته؟
ج11: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم وعدواتهم له ولمن اتبعه، والدليل قوله تعالى: " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " [سورة البقرة: 23] وفي الآية الأخرى: قوله تعالى: " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " [سورة الإسراء:88].
س12: ما الدليل على أنه رسول الله؟
ج12: قوله تعالى: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " [سورة آل عمران:144].
ودليل آخر قوله تعالى: " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً " [سورة الفتح:29].
س13: ما هو دليل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟
ج13: الدليل على النبوة قوله تعالى: " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " [سورة الأحزاب:40].
وهذه الآيات تدل على أنه نبيٌ وأنه خاتم الأنبياء.
س14:ما الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم؟
ج14: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذوه مع الله إلهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر، كما قال الله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ " [سورة الأنبياء:25]، وقوله تعالى: " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ " [سورة النحل:36]، وقوله تعالى: " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ " [سورة الزخرف:45]، وقوله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " [سورة الذاريات:56].
فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه، فأرسل الرسل إلى عباده يأمرونهم بذلك.
س15: ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألهية؟
ج15: توحيد الربوبية: فعل الرب، مثل الخلق، والرزق والإحياء والإماتة، وإنزال المطر، وإنبات النباتات، وتدبير الأمور.
وتوحيد الإلهية: فعل العبد، مثل الدعاء، والخوف والرجاء، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستغاثة،
وغير ذلك من أنواع العبادة.
س16: ما هي أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله؟
ج16: من أنواعها: الدعاء، والاستعانة، والاستغاثة، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والمحبة، والخشية، والرغبة، والرهبة، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية.
س17: فما أجلُ أمرٍ أمر الله به؟ وأعظم نهي نهى الله عنه؟
ج17: أجل أمرٍ أمر الله به هو توحيده بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه الشرك به، وهو أن يدعو مع الله غيره، أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فقد اتخذه رباً وإلهاً، وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادة.
س18: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج18: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.
س19: ما معنى الله؟
ج19: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
س20: لأي شيء الله خلقك؟
ج20: لعبادته.
س21: ما هي عبادته؟
ج21: توحيده وطاعته.
س22: ما الدليل على ذلك؟
ج22: قول الله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " [سورة الذاريات:56].
س23: ما هو أول ما فرض الله علينا؟
ج23: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: " لا إكراهَ في الدين قد تبينَ الرُشدُ مِنَ الغَي فمن يكفُر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروةِ الوُثقى لا انفِصامَ لها واللهُ سميعٌ عليمٌ " [سورة البقرة:256].
س24: ما هي العروة الوثقى؟
ج24: لا إله إلا الله. ومعنى لا إله: نفى، وإلا الله: إثبات.
س25: ما هو النفي والإثبات هنا؟
ج25: نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
س26: ما الدليل على ذلك؟
ج26: قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ " [سورة الزخرف:26] وهذا دليل نفي. ودليل الإثبات: " إِلا الَّذِي فَطَرَنِي " [سورة الزخرف:27].
س27: كم الطواغيت؟
ج27: كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس - لعنه الله، ومن عُبد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله (1).
س28: ما أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
ج28: أفضلها الصلوات الخمس (2)، ولها شروط وأركان وواجبات، فأعظم شروطها الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، واستقبال القبله، ودخول الوقت والنية.
وأركانها أربعة عشر: القيام مع القدرة، تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على سبعة الأعضاء، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في هذه الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليم.
وواجباتها ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، سبحان ربي العظيم في الركوع، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد، سبحانه ربي الأعلى في السجود، رب اغفر لي بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له، وما عدا هذا فسنن، أقوال وأفعال.
س29: هل يبعث الله الخلق بعد الموت؟ ويحاسبهم على أعمالهم خيرها وشرها؟ ويدخل من أطاعه الجنة؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار؟
ج29: نعم، والدليل قوله تعالى: " زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [سورة التغابن:7]، وقوله: " مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى " [سورة طه:55]. وفي القرآن من الأدلة على هذا ما لا يحصى.
س30: ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الآية؟
ج30: حكمه هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته، لأنه يجتمع فيه مانعان:
الأول: أنها ذبيحة مرتد، وذبيحة المرتد لا تباح بالإجماع.
الثاني: أنها مما أهل لغير الله، وقد حرم الله ذلك في قوله: " قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ " [سورة الأنعام:145].
---------------------------
(1) كلام الإمام عن الحكم بغير ما أنزل الله إجمال يحتاج إلى تفصيل مآله إلى العلماء وانظر المؤلفات التي صدرت في هذا الشأن منها كتاب (( التكفير والحكم بغير ما أنزل الله ))
للألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله .
(2) جاء معنى ذلك في حديث ابن مسعود مرفوعاً: " أفضل الأعمال الصلاة لوقتها " أخرجه الشيخان البخاري (527) ومسلم (85) وغيرهما