بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية التوكل على الله - للشيخ مشاري الخراز
أخواني وأخواتي أعضاء منتدانا الرائع
أحببت أن أهديكم مجموعة من تغريدات الشيخ مشاري الخراز من حملة "كيفية التوكل على الله" والتي قادها في التويتر بدأً من تاريخ 26 سبتمبر 2011، ولا تزال مستمرة.
وأسأل الله تعالى أن تنفعكم في الدنيا والآخرة، وأن تتخذوا التوكل على الله سبيلاً لتحقيق حاجاتكم الدنيوية الأخروية.
خطوات التوكل على الله:الخطوة الأولى: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب في أن يتحقق لك..أو شيئا لا تحبه وتريد التخلص منه
الخطوة الثانية: نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو:أن تفوض مهمة إنجاز هذا الشيء إلى الله.. (أي أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك)
الخطوة الثالثة: هي"بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل ما بوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجله..إلى أن يحصل لك
سؤال: المتوكل وغيرا لمتوكل كلاهما يبذل السبب..فما الفرق بينهما؟
جواب: غيرالمتوكل يتعلق بالأسباب..والمتوكل قلبه معلق بالله فقط.. ابذل الأسباب ولكن لا تعتمد عليها.. لا تعتمد على دوائك ولا مذاكرتك ولا واسطتك ولا قوتك بل اعتمد على الله وحده لا شريك له
يعني نحن نفعل الوسائل التي توصلنا لرغباتنا "بذل الأسباب" ولكننا نستحضر أثناء فعلها أنها ليست هي التي ستوصلنا للهدف بل الله هو الذي يوصلنا
مثال: لو وعدك الملك ببيت وطلب منك صورة جوازك ليسجل البيت باسمك..فهل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت أم على الصورة؟
طبعا قلبك سيعتمد على الملك وليس على صورة جواز السفر.. لأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر ولكن الملك لم يعطهم بيتا.. ولله المثل الأعلى..علينا إذا توكلنا على ملك الملوك أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة..الخ". ولكن لا نعتمد عليها بل نعتمد عليه
سؤال: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل؟
جواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك ..وأما إذا كان توكلك قويا فسبب عدم تحقق رغبتك هو أن الله علم بأن هذا الشيء ليس هو الأفضل لك فصرفه عنك لأنك توكلت عليه
سؤال: كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟
جواب: بحسب ثقتك واطمئنانك بالله..فإذا كنت قلقا وغير مطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف، وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله ومتيقنا بأنه سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك.. عندها لن تقلق.. فهذا توكل قوي.
المتوكل دائما فرح ومطمئن لا يقلق أبدا.. لأنه يعلم أن رغبته إن كانت خيرا فستتحقق ولو متأخرا.. وأما إن لم تكن خيرا فلن تتحقق.
إن المتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه.. كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ما تشاء.. فكيف لا يطمئن؟
سؤال: أنا متوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟
جواب: هذا يدل على ضعف بالتوكل.. فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه
مثال: لو تبعك شرطي فهربت إلى أن أدخلك الملك في قصره ووعدك بحمايتك.. فإذا أحسست بالقلق بعد كل هذا فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلا من الاستمتاع بمجالسة الملك.. بل لو رآك الملك تشعر بالقلق من شرطي بسيط بعد كل التطمينات التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك.. لأنه سيحس أنك لا تثق بكلامه.. لله المثل الأعلى.. ربي يحب أن يراك تثق به بعد التوكل.. وسيعطيك أكثر مما تتخيل إذا أعطيته قدره لأنه قال لك: {وكفى بالله وكيلا}
وبدلا من أن تضيع وقتك بالقلق.. عليك أن تفرح بالتوكل ومعرفة الله والاطمئنان إليه ومحبته التي حرمها من كثيرين وأعطاك إياها.
سؤال: من شروط التوكل العمل وبذل الأسباب.. ولكن بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب! مثل انتظار الزوج الصالح؟
جواب: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية.. بل هنالك أسباب أخرى سماوية.. مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب.. فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع.. فهو سبحانه قد جعل الدعاء سببا للفرج.. والاستغفار سببا للحماية.. والصدقة سببا للشفاء
فلا يمكن لأحد أن يقول أنا متوكل ولكني لم أبذل الأسباب لأني لم أجدها.. فالأسباب السماوية لا تستصعب على أحد وهي أقوى بكثير.
لماذا نحرص على التوكل لتحصيل المنافع الدنيوية ولا يخطر ببالنا التوكل على الله لتحصيل المنافع الأخروية مثل الخشوع والهداية؟
إذا توكلت على الله لتحصيل أمر تحبه فسيحققه لك.. ولكنه سبحانه يحب منك أيضا أن تتوكل عليه لتحصيل أمر من الأمور التي يحبها هو.. كيف لا يحب القلب رباً يدعوك أن تتوكل عليه فإن فعلت حماك وكفاك ثم في النهاية أعطاك.. وإن لم تتوكل فإنه يمهلك إلى أن تتذكره.
سؤال: عندما أتوكل على الله.. هل أتلفظ بلفظ معين مثل: "توكلت على الله" وغيره من الألفاظ.. أم يكفي أن أعزم بقلبي فقط؟
جواب: ليس التوكل هو الألفاظ التي نقولها بلساننا.. التوكل هو صدق اعتمادك على الله.. فكلما زاد اعتماد قلبك على الله كان توكلك أقوى. الذي يفوض أمره لله بقوة ويعتمد عليه هو المتوكل ولو لم يتلفظ.. والذي يتلفظ بالتوكل ليل نهار وقلبه لا يشعر بذلك فليس بمتوكل.
سؤال: أنا أفكر في موضوعي الذي يهمني مع أني متوكل على الله.. فهل من كمال التوكل أن لا أفكر بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟
الجواب: المطلوب هو عدم التفكير السلبي بالموضوع الذي توكلت على الله فيه.. أما التفكير الإيجابي فهو يزيد توكلك قوة وثوابا.. كيف؟
التفكير السلبي هو القلق وتوقع الفشل أما التفكير الإيجابي فهو التدبير مع حسن الظن بالله والثقة بعطائه الذي ضمنه لمن توكل عليه
سؤال: كيف أترك التفكير السلبي عند التوكل؟
جواب: يجب أن نعرف أولا:هل أنت تتحكم بنفسك أم أن الشيطان يتحكم بك ويحركك رغما عنك؟ ما رأيكم؟
فإذا كان الشيطان لا يملك أن يتحكم فيك بل أقصى ما يستطيع فعله أنه يطلب منك أن تفكر تفكيرا سلبيا.. ويدعوك للتشاؤم .. وأنت إن شئت أن تقبل طلب الشيطان فسوف تفعل.. وإن أردت أن ترفض دعوته فسوف تفعل أيضا.. فالأمر بالنهاية في يدك أنت.. فكل ما في الموضوع أننا نسترسل مع الشيطان إذا بدأ يعطينا هذه الأفكار السلبية ولا نتوقف مع أننا نستطيع والموضوع بيدنا نحن.
الغريب أن الشيطان يعرف أن الموضوع بيدنا ولا يريدنا أن ندرك ذلك.. فهو دائما يحاول إقناعك بأنك لا تستطيع ترك التفكير السلبي.. ويقنعك بأن الخشوع ليس في يدك.. وترك معصيتك المعتادة ليس بيدك.. وترك الغضب ليس في يدك.. والمصيبة أننا نصدق كل هذا الخداع.
سأضرب لكم مثالا يثبت لكم كيف أن الإنسان يستطيع ترك التفكير السلبي.. وليس هذا فحسب بل يستطيع ترك أي شيء لا يريده:
لو أن عبدا متوكلا على الله جلس يفكر سلبيا بهمومه لمدة ربع ساعة.. فجاءه أحد التجار وأراد مساعدته في ترك همومه فقال التاجر للعبد المتوكل أنا أعطيك مليون دولار إذا تركت تفكيرك السلبي وجلست أربع ساعات متواصلة تحل الكلمات المتقاطعة!
بالله عليك جاوبني بكل عفوية.. لو كنت مكان هذا الشخص هل ستفرط بالمليون من أجل هذا التفكير السلبي؟ ألا تستطيع التوقف؟
لله المثل الأعلى.. أليس رضا الله والثقة به والاطمئنان إليه أغلى من ملايين الأرض.. ألا يستحق سبحانه أن نترك كل فكرة سلبية لأجله؟ ويستمر العبد بتصديق هذه الخدع إلى أن يتفاجأ يوم القيامة بالشيطان يقول له: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي}
* المتوكلون قد فوضوا الله بكل ما يحدث لهم.. فهم مرتاحون لهذا تجدهم لا يعترضون على شيء كما أن الميت لا يعترض على المغسل في شيء.
*التوكل تختلف قوته من شخص إلى شخص.. وهو يكون على درجات بحسب ما في قلبك من اعتماد على الله
سؤال: كيف أقوي اعتمادي على ربي؟
جواب: إذا علمت أن الله أرحم بك من نفسك.. وأنه يحب منفعتك أكثر مما تحب أنت ذلك.. وأنه الوحيد القادر على نفعك فكيف لا تعطيه كل اعتمادك؟
* يا الله ما أحلى التوكل.. ما أبرده على النفس.. مسكين من لم يتوكل على ربه ولم يشعر بهذه الراحة الغير موجودة إلا في صدور المتوكلين.
* لا أدري كيف يستحمل بعض الناس دنياهم بصعوباتها وهمها وغمها من غير توكل على الله؟! أتعجب كيف أنهم لازالوا على قيد الحياة!!
* لا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة من أن يرمي العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه على ربه قال تعالى: {أليس الله بكاف عبده}
سؤال: توكلت على الله في أموري ولكني لم أشعر براحة التوكل إلى الآن.. ماذا أفعل؟
جواب: توكل على الله في أن يرزقك "راحة التوكل" أيضا
* إذا توكلت على ربك فإنه قد يغلق عنك بابا ولكنه سيفتح لك بابا أنفع منه.. فالذي كنت تظن أنه نافع اتضح أنه ضار ولكنك لا تدري
طلب أحد المشاركين بالحملة أن أذكر موقفا حصل لي مع التوكل.. أسوة بعشرات المواقف التي يذكرها المشاركون.. لذا سأكتب موقفا حصل لي في تسجيل البرنامج كنت أتوكل أن يصل كلامي لقلوب المشاهدين بقوة وتأثير.. فكان كثير منهم يخبرني أنهم يشعرون كأني أكلمهم شخصيا.
* لن نترك أبدا عبادة التوكل التي تعطينا كل هذه الراحة والطمأنينة بشهادة الآلاف.. بل حتى لو تأخر مرادنا يكفينا انشراح الصدر
كيفية التوكل على الله - للشيخ مشاري الخراز
أخواني وأخواتي أعضاء منتدانا الرائع
أحببت أن أهديكم مجموعة من تغريدات الشيخ مشاري الخراز من حملة "كيفية التوكل على الله" والتي قادها في التويتر بدأً من تاريخ 26 سبتمبر 2011، ولا تزال مستمرة.
وأسأل الله تعالى أن تنفعكم في الدنيا والآخرة، وأن تتخذوا التوكل على الله سبيلاً لتحقيق حاجاتكم الدنيوية الأخروية.
خطوات التوكل على الله:الخطوة الأولى: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب في أن يتحقق لك..أو شيئا لا تحبه وتريد التخلص منه
الخطوة الثانية: نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو:أن تفوض مهمة إنجاز هذا الشيء إلى الله.. (أي أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك)
الخطوة الثالثة: هي"بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل ما بوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجله..إلى أن يحصل لك
سؤال: المتوكل وغيرا لمتوكل كلاهما يبذل السبب..فما الفرق بينهما؟
جواب: غيرالمتوكل يتعلق بالأسباب..والمتوكل قلبه معلق بالله فقط.. ابذل الأسباب ولكن لا تعتمد عليها.. لا تعتمد على دوائك ولا مذاكرتك ولا واسطتك ولا قوتك بل اعتمد على الله وحده لا شريك له
يعني نحن نفعل الوسائل التي توصلنا لرغباتنا "بذل الأسباب" ولكننا نستحضر أثناء فعلها أنها ليست هي التي ستوصلنا للهدف بل الله هو الذي يوصلنا
مثال: لو وعدك الملك ببيت وطلب منك صورة جوازك ليسجل البيت باسمك..فهل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت أم على الصورة؟
طبعا قلبك سيعتمد على الملك وليس على صورة جواز السفر.. لأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر ولكن الملك لم يعطهم بيتا.. ولله المثل الأعلى..علينا إذا توكلنا على ملك الملوك أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة..الخ". ولكن لا نعتمد عليها بل نعتمد عليه
سؤال: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل؟
جواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك ..وأما إذا كان توكلك قويا فسبب عدم تحقق رغبتك هو أن الله علم بأن هذا الشيء ليس هو الأفضل لك فصرفه عنك لأنك توكلت عليه
سؤال: كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟
جواب: بحسب ثقتك واطمئنانك بالله..فإذا كنت قلقا وغير مطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف، وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله ومتيقنا بأنه سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك.. عندها لن تقلق.. فهذا توكل قوي.
المتوكل دائما فرح ومطمئن لا يقلق أبدا.. لأنه يعلم أن رغبته إن كانت خيرا فستتحقق ولو متأخرا.. وأما إن لم تكن خيرا فلن تتحقق.
إن المتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه.. كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ما تشاء.. فكيف لا يطمئن؟
سؤال: أنا متوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟
جواب: هذا يدل على ضعف بالتوكل.. فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه
مثال: لو تبعك شرطي فهربت إلى أن أدخلك الملك في قصره ووعدك بحمايتك.. فإذا أحسست بالقلق بعد كل هذا فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلا من الاستمتاع بمجالسة الملك.. بل لو رآك الملك تشعر بالقلق من شرطي بسيط بعد كل التطمينات التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك.. لأنه سيحس أنك لا تثق بكلامه.. لله المثل الأعلى.. ربي يحب أن يراك تثق به بعد التوكل.. وسيعطيك أكثر مما تتخيل إذا أعطيته قدره لأنه قال لك: {وكفى بالله وكيلا}
وبدلا من أن تضيع وقتك بالقلق.. عليك أن تفرح بالتوكل ومعرفة الله والاطمئنان إليه ومحبته التي حرمها من كثيرين وأعطاك إياها.
سؤال: من شروط التوكل العمل وبذل الأسباب.. ولكن بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب! مثل انتظار الزوج الصالح؟
جواب: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية.. بل هنالك أسباب أخرى سماوية.. مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب.. فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع.. فهو سبحانه قد جعل الدعاء سببا للفرج.. والاستغفار سببا للحماية.. والصدقة سببا للشفاء
فلا يمكن لأحد أن يقول أنا متوكل ولكني لم أبذل الأسباب لأني لم أجدها.. فالأسباب السماوية لا تستصعب على أحد وهي أقوى بكثير.
لماذا نحرص على التوكل لتحصيل المنافع الدنيوية ولا يخطر ببالنا التوكل على الله لتحصيل المنافع الأخروية مثل الخشوع والهداية؟
إذا توكلت على الله لتحصيل أمر تحبه فسيحققه لك.. ولكنه سبحانه يحب منك أيضا أن تتوكل عليه لتحصيل أمر من الأمور التي يحبها هو.. كيف لا يحب القلب رباً يدعوك أن تتوكل عليه فإن فعلت حماك وكفاك ثم في النهاية أعطاك.. وإن لم تتوكل فإنه يمهلك إلى أن تتذكره.
سؤال: عندما أتوكل على الله.. هل أتلفظ بلفظ معين مثل: "توكلت على الله" وغيره من الألفاظ.. أم يكفي أن أعزم بقلبي فقط؟
جواب: ليس التوكل هو الألفاظ التي نقولها بلساننا.. التوكل هو صدق اعتمادك على الله.. فكلما زاد اعتماد قلبك على الله كان توكلك أقوى. الذي يفوض أمره لله بقوة ويعتمد عليه هو المتوكل ولو لم يتلفظ.. والذي يتلفظ بالتوكل ليل نهار وقلبه لا يشعر بذلك فليس بمتوكل.
سؤال: أنا أفكر في موضوعي الذي يهمني مع أني متوكل على الله.. فهل من كمال التوكل أن لا أفكر بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟
الجواب: المطلوب هو عدم التفكير السلبي بالموضوع الذي توكلت على الله فيه.. أما التفكير الإيجابي فهو يزيد توكلك قوة وثوابا.. كيف؟
التفكير السلبي هو القلق وتوقع الفشل أما التفكير الإيجابي فهو التدبير مع حسن الظن بالله والثقة بعطائه الذي ضمنه لمن توكل عليه
سؤال: كيف أترك التفكير السلبي عند التوكل؟
جواب: يجب أن نعرف أولا:هل أنت تتحكم بنفسك أم أن الشيطان يتحكم بك ويحركك رغما عنك؟ ما رأيكم؟
فإذا كان الشيطان لا يملك أن يتحكم فيك بل أقصى ما يستطيع فعله أنه يطلب منك أن تفكر تفكيرا سلبيا.. ويدعوك للتشاؤم .. وأنت إن شئت أن تقبل طلب الشيطان فسوف تفعل.. وإن أردت أن ترفض دعوته فسوف تفعل أيضا.. فالأمر بالنهاية في يدك أنت.. فكل ما في الموضوع أننا نسترسل مع الشيطان إذا بدأ يعطينا هذه الأفكار السلبية ولا نتوقف مع أننا نستطيع والموضوع بيدنا نحن.
الغريب أن الشيطان يعرف أن الموضوع بيدنا ولا يريدنا أن ندرك ذلك.. فهو دائما يحاول إقناعك بأنك لا تستطيع ترك التفكير السلبي.. ويقنعك بأن الخشوع ليس في يدك.. وترك معصيتك المعتادة ليس بيدك.. وترك الغضب ليس في يدك.. والمصيبة أننا نصدق كل هذا الخداع.
سأضرب لكم مثالا يثبت لكم كيف أن الإنسان يستطيع ترك التفكير السلبي.. وليس هذا فحسب بل يستطيع ترك أي شيء لا يريده:
لو أن عبدا متوكلا على الله جلس يفكر سلبيا بهمومه لمدة ربع ساعة.. فجاءه أحد التجار وأراد مساعدته في ترك همومه فقال التاجر للعبد المتوكل أنا أعطيك مليون دولار إذا تركت تفكيرك السلبي وجلست أربع ساعات متواصلة تحل الكلمات المتقاطعة!
بالله عليك جاوبني بكل عفوية.. لو كنت مكان هذا الشخص هل ستفرط بالمليون من أجل هذا التفكير السلبي؟ ألا تستطيع التوقف؟
لله المثل الأعلى.. أليس رضا الله والثقة به والاطمئنان إليه أغلى من ملايين الأرض.. ألا يستحق سبحانه أن نترك كل فكرة سلبية لأجله؟ ويستمر العبد بتصديق هذه الخدع إلى أن يتفاجأ يوم القيامة بالشيطان يقول له: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي}
* المتوكلون قد فوضوا الله بكل ما يحدث لهم.. فهم مرتاحون لهذا تجدهم لا يعترضون على شيء كما أن الميت لا يعترض على المغسل في شيء.
*التوكل تختلف قوته من شخص إلى شخص.. وهو يكون على درجات بحسب ما في قلبك من اعتماد على الله
سؤال: كيف أقوي اعتمادي على ربي؟
جواب: إذا علمت أن الله أرحم بك من نفسك.. وأنه يحب منفعتك أكثر مما تحب أنت ذلك.. وأنه الوحيد القادر على نفعك فكيف لا تعطيه كل اعتمادك؟
* يا الله ما أحلى التوكل.. ما أبرده على النفس.. مسكين من لم يتوكل على ربه ولم يشعر بهذه الراحة الغير موجودة إلا في صدور المتوكلين.
* لا أدري كيف يستحمل بعض الناس دنياهم بصعوباتها وهمها وغمها من غير توكل على الله؟! أتعجب كيف أنهم لازالوا على قيد الحياة!!
* لا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة من أن يرمي العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه على ربه قال تعالى: {أليس الله بكاف عبده}
سؤال: توكلت على الله في أموري ولكني لم أشعر براحة التوكل إلى الآن.. ماذا أفعل؟
جواب: توكل على الله في أن يرزقك "راحة التوكل" أيضا
* إذا توكلت على ربك فإنه قد يغلق عنك بابا ولكنه سيفتح لك بابا أنفع منه.. فالذي كنت تظن أنه نافع اتضح أنه ضار ولكنك لا تدري
طلب أحد المشاركين بالحملة أن أذكر موقفا حصل لي مع التوكل.. أسوة بعشرات المواقف التي يذكرها المشاركون.. لذا سأكتب موقفا حصل لي في تسجيل البرنامج كنت أتوكل أن يصل كلامي لقلوب المشاهدين بقوة وتأثير.. فكان كثير منهم يخبرني أنهم يشعرون كأني أكلمهم شخصيا.
* لن نترك أبدا عبادة التوكل التي تعطينا كل هذه الراحة والطمأنينة بشهادة الآلاف.. بل حتى لو تأخر مرادنا يكفينا انشراح الصدر