التوكل على الله، عبادة قلبية محضة، لا تمارس إلا بالقلب ، لا صلة له بالجوارح أو الحواس.. فالجوارح هي اليدان واللسان والعينان والأذنان ، كل الجوارح تعمل كأنه لا يوجد توكل. لكن القلب يتوكل على الله، كأنه لا توجد جوارح. القلب منقطع عن الأسباب، متصل بالله وحده، والجوارح تأخذ بالأسباب ليل نهار.
اصل كلمة التوكل :التوكل مأخوذ من إسم الله " الوكيل "، والذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك وهو أحد أسماء الله الحسنى ." الوكيل ". هو الذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك ويصلحك. ولذلك تسمع دعاء النبي وهو يقول لله: " لبيك وعديك، والخير كله إليك، والشر ليس إليك ".
التوكل الذي نتحدث عنه، نحن في أشد الحاجة إليه من كثرة المشاكل التي تحاصرنا، والنقص في الرزق، والأولاد الذين ابتعدوا عن طاعة الله ومنهم من يدمن المخدرات، ويغرق في الشهوات. ومنهم من يرى الحياة مظلمة أمام عينيه، فهم لا يستطيعون الزواج، والمتزوج مثقل بالأعباء، غارق في التعاسة.
هؤلاء في حاجة إلى معرفة الوكيل، وحب الوكيل واللجوء إليه.. ولذلك حين يسد على إنسان طريق، بحكمته يفتح له سبعة طرق بديلة. وهو بجهله يعترض ويقول: لماذا يا ربي أغلقت أمامي هذا الطريق؟!.. حين تجد أن الحياة أظلمت أمام عينيك، تأكد أن الوكيل لن يتركك.
الجنين في بطن أمه مثلاً.. يأتيه الغذاء من بطن الأم. غذاء واحد هو الدم. فإذا خرج إلى الحياة بكى. لماذا؟.. فقد الطريق الذي تعود عليه، وهو لا يدري أن الله برحمته أرسل إليه طريقين للغذاء: ثديي أمه. وبدلا مما كان الغذاء دما، أصبح لبنا شهيا. فإذا جاء الفطام بكى بحرقة، لأنه فقد الطريق الجديد الذي تعود عليه، فيفتح الله له أربعة طرق للرزق: طعامين وشرابين.
الطعامان هما: النبات ولحم الحيوان.
والشرابان: الماء واللبن.
فإذا جاءته الوفاة بكى!. لماذا؟ . لأنه سيفقد الطرق التي تعود عليها للرزق.
فإذا كان صالحاً، فتح الله له أبواب الجنة الثمانية. ذلك هو الوكيل. لا يسلمه إلى الشر أبدا. والإنسان بجهله يقول له: ليه يا ربي عملت فيا كذه؟
بينما الوكيل يجهز له ما هو أنفع.
فما منعك ألا ليعطيك. ولا ابتلاك إلا ليعافيك. ولا امتحنك إلا ليصفيك. ولا أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة. فيا سبحان الله. لماذا إذن لا نتوكل على الله؟.. لهذا كله نقول في أوقات الشدائد والمحن: توكلت على الله.
بم يوحي إلينا إسم " الوكيل " وما الصفات التي يحملها هذا الاسم؟
انظر إلى ملكه، لكي تعرف تتوكل عليه أم لا؟
انظر إلى سيطرة الله عز وجل على مقاليد الأمور في الكون كله. يقول الله تبارك وتعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ".
هل نلجأ لإنسان بعد هذا الكلام؟
هل يتعلق الغريق بالغريق؟
هل يذهب الفقير، يسأل الفقير؟
أم يلجأ الغريق لمن بيده الآمر؟
أين اليقين في الله؟.. أين قلبك الذي يتوكل على الله وحده؟.. أين الوكيل في حياتك؟
انظر قول الله:
" قل من يكلاكم بالليل والنهار من الرحمن "
من يحفظكم بالليل والنهار من الله.
أنت ترتكب المعصية طول النهار، ثم تدخل إلى فراشك، فيحفظك إلى صباح اليوم التالي. من يحفظك في فراشك؟.. أبوك أم أمك أم مفتاح الغرفة ؟!
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه ".
من بيده رزقك ونفعك ؟..
يقول النبي: صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكد رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد ". نتوكل على الله إذن أم لا؟..
يقول الله تعال:
" قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
من هو الوكيل؟
خائف من الضياع؟.. تلجأ لمن؟.. تقول لمن جعلني أهتدي: " خائف أرجع للضلال مره ثانيه . خائفة أخلع الحجاب مره ثانية، خائف اترك الصلاه في المسجد. خائف اضل في المعاصي ".
تلجأ للوكيل.. " قل لمن ما في السماوات والأرض. قل لله " من الذي له السماء والأرض غير الله؟ الله وحده.. الوكيل.
يقول الله:
قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ".. الوكيل وحده.
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ". من يستطيع أن يكشف عنكم هذه المصائب؟. يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأني تؤفكون ".
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر "
تلجأ لمن.قلبك يتعلق بمن. علاقة قلبية ليس لها علاقة بالجوارح. جوارحك تأخذ بالأسباب. تستذكر ليل نهار. تبحث عن عمل ليل نهار. ليس فلانا هو الذي يدبر لك عملك . هو الذى سيزوجك . وهو الذي يشفيك . هو الوكيل .
لا نزال نريد تعريفاً لكلمة " توكل " ؟
معنى كلمة توكل هو انطراح القلب بين يدى الله كانطراح الميت بين يدي مغسلة . قلبك يكون مع الله . يفعل بهما يشاء ، وراض بما تأمر به . ومتوكل عليك. وقال عالم آخر إن التوكل هو " الاسترسال مع الله حيث يشاء " . التوكل .. أن تأخذ بالأسباب .. بالجوارح ، ثم تقطع الأسباب عن القلب .
ومن المتوكل ؟
الناس حين تنقطع الأسباب يبكون ، والمؤمن حين تنقطع الأسباب يقول : الحمد لله رميت حملي على الوكيل .. التوكل أن ترضى بالله وكيلا .
التوكيل في الشهر العقاري يعنى أن من أعطيته التوكيل له حق التصرف في أموالك كيف يشاء ، ثم توقع على ذلك وأنت مطمئن تماما لمن وكلته .
هل توقع إذن على عقد الوكالة مع الله ؟! الوكيل لا يضيع من وكله .
العلماء يقولون :من أكل فلس من حرام فليس بمتوكل على الله . لماذا ؟ .. لأنه غير واثق من أن الله سيرزقه فذهب ليسرق . من بكى على أولاده وهو يموت لمن يتركهم ؟ فليس بمتوكل . إذا بكى على الفراق فهذا من حقه . لكن أن يبكى لأنه يتصور ضياع أولاده بعد موته .. هذا ليس بمتوكل . ولذلك فإن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما أتته الوفاة زاره عثمان بن عفان ، فقال له يا بن مسعود نأمر لك بمال . قال ولم ؟
قال له عندك ثلاث بنات ، قال أتخشى على بناتي الفقر يا عثمان . قال : نعم يا بن مسعود.
قال : لا والله لقد علمت بناتي كلمات . سورة من القرآن تقرأها كل بنت كل ليلة فإذا قرأنها لا يصبهن الفقر أبداً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من قرأ الواقعة كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبداً " . أي أن من يقرأ سورة الواقعة لا يمكن أن يصيبه الفقر .. من عنده ثقة بن مسعود هذه في الله ؟ من عنده هذا التوكل على الله ؟
لا إيمان بدون توكل
انظر الناس على أبواب الأطباء ماذا يفعلون ؟
هناك من يقف على باب الأطفال ومعه ابنه الرضيع 24 ساعة . لماذا ؟ لأنه واثق في الطبيب . هذا صحيح بالجوارح . لكنه غير صحيح من القلب . فالذي سيشفى الابن الرضيع هو الله . لكنك لا بد أن تذهب به إلى هذا الطبيب ثقة في الطبيب . فإن الواقفون على باب الله ثقة في الله ؟
سلم قلبك للوكيل ، وامض وقل : حسبي الله ونعم الوكيل . الجأ إليه وتوكل عليه . ثم انظر ماذا سيفعل لك .
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ".. لكن انظر قوله أيضا :
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه" .
سبحانه هو المسئول عنك مسئولية كاملة . لأنك توكلت عليه .
لذلك لا ينفع الإيمان بدون توكل .
" وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا " .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا :
" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف من غير حساب ". فقال لها الصحابة:
" صفهم لنا يا رسول الله . قال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
ليس في الإسلام تشاؤم . والصحابة في حديث آخر ، قاولوا إن الـ 70 ألف عدد قليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى صحيحة : " ومعهم مع كل سبعين ألفاً سبعون ألفاً ". فقام واحد من الصحابة ، قال يا رسول الله أدعي الله أن أكون منهم . أسمه عكاشة ابن المحسن فقاله النبي : أنت منهم .
فقال واحد آخر من الصحابة قاله : يا رسول الله أدعو الله أن أكون منهم قال : سبقك بها عكاشة .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".
أنظر ماذا يقول القرآن الكريم عن التوكل ؟ .. لا يمكن أن تأتى سورة أو آية عن التوكل إلا وقبلها صفات الله عز وجل ،فهو الملك الجبار المهيمن العظيم مالك الملك .
يقول الله سبحانه وتعالى : " والتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده ". يا مسكين.. هل تتوكل على الأموات ، ولا تتوكل على الحي الذي لا يموت ؟
والنبي إذا كان اشتد به أمر ، يكثر من هذا الدعاء : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . يقول الله تبارك وتعالى ..
" فإن تولوا قل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ".
ويقول الله تعالى :
" رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ".
ويقول الله تبارك وتعالى :
" قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" لأن الرحمن يرحم عباده ويأخذنا دائما للخير .
يقول الله تبارك وتعالى :
" وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " .
علي من تتوكل اليوم.....؟؟؟؟
توكل أيها المسلم على مولاك، فهو خالقك ورازقك ولا تتوكل على أحد سواه لأنه لا فائدة من سؤال الخلق،
قال أحد الصالحين “أيست من نفع نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من نفع غيري لنفسي ورجوت الله لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي”.
يميل القلب إلى المخلوق ويركن إليه لضعف اليقين بالله، والأمل لا يكون إلا بالله، والرجاء لا يكون إلا فيه. جاء في بعض الكتب السماوية
“وعزتي وجلالي لأقطعن أمل من يؤمل غيري ولألبسنه ثوب المذلة عند الناس، ولأحجبنه عن قربي، ولأبعدنه عن وصلي، ولأجعلنا متفكراً حيران، يؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويطرق بالفكر أبواب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني”.
وقال الله في القرآن الكريم: “وتوكل على الحي الذي لا يموت”.
من توكل على الله كفاه لأنه بيده مفاتيح الغيب وهو مالك الملك والملكوت، ومن توكل على غيره ضاع وتشتت لأن ما سوى الله يموت والعاقل لا ينبغي له أن يتوكل على من يموت ويفنى.
من اعتمد على علمه ضل ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على جاهه ذل ومن اعتمد على الناس مل ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا ذل ولا مل ولا اختل.
ومن أخص خصائص المؤمنين الموحدين انهم على ربهم يتوكلون، فالتوكل على الله لا ينحصر في حالة من الحالات فالمسلم متوكل على ربه في كل موطن، فإذا طلبت الرزق فتوكل على الله.
قال صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا”.
والمسلم يجب أن يعلم أن أول مقام في التوكل أن يكون العبد بين يدي الله عز وجل كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، لا تكون له حركة ولا تدبر، أي التسليم المطلق لله عز وجل وعلامة التوكل ثلاث: لا يسأل، ولا يرد ولا يحبس”.
والتوكل هو الثقة بما في يد الله تعالى واليأس عما في أيدي الناس وكان وأخبرنا المصطفى أن قوماً من أبناء أمته عددهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وأن من أوصافهم أنهم على ربهم يتوكلون
اصل كلمة التوكل :التوكل مأخوذ من إسم الله " الوكيل "، والذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك وهو أحد أسماء الله الحسنى ." الوكيل ". هو الذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك ويصلحك. ولذلك تسمع دعاء النبي وهو يقول لله: " لبيك وعديك، والخير كله إليك، والشر ليس إليك ".
التوكل الذي نتحدث عنه، نحن في أشد الحاجة إليه من كثرة المشاكل التي تحاصرنا، والنقص في الرزق، والأولاد الذين ابتعدوا عن طاعة الله ومنهم من يدمن المخدرات، ويغرق في الشهوات. ومنهم من يرى الحياة مظلمة أمام عينيه، فهم لا يستطيعون الزواج، والمتزوج مثقل بالأعباء، غارق في التعاسة.
هؤلاء في حاجة إلى معرفة الوكيل، وحب الوكيل واللجوء إليه.. ولذلك حين يسد على إنسان طريق، بحكمته يفتح له سبعة طرق بديلة. وهو بجهله يعترض ويقول: لماذا يا ربي أغلقت أمامي هذا الطريق؟!.. حين تجد أن الحياة أظلمت أمام عينيك، تأكد أن الوكيل لن يتركك.
الجنين في بطن أمه مثلاً.. يأتيه الغذاء من بطن الأم. غذاء واحد هو الدم. فإذا خرج إلى الحياة بكى. لماذا؟.. فقد الطريق الذي تعود عليه، وهو لا يدري أن الله برحمته أرسل إليه طريقين للغذاء: ثديي أمه. وبدلا مما كان الغذاء دما، أصبح لبنا شهيا. فإذا جاء الفطام بكى بحرقة، لأنه فقد الطريق الجديد الذي تعود عليه، فيفتح الله له أربعة طرق للرزق: طعامين وشرابين.
الطعامان هما: النبات ولحم الحيوان.
والشرابان: الماء واللبن.
فإذا جاءته الوفاة بكى!. لماذا؟ . لأنه سيفقد الطرق التي تعود عليها للرزق.
فإذا كان صالحاً، فتح الله له أبواب الجنة الثمانية. ذلك هو الوكيل. لا يسلمه إلى الشر أبدا. والإنسان بجهله يقول له: ليه يا ربي عملت فيا كذه؟
بينما الوكيل يجهز له ما هو أنفع.
فما منعك ألا ليعطيك. ولا ابتلاك إلا ليعافيك. ولا امتحنك إلا ليصفيك. ولا أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة. فيا سبحان الله. لماذا إذن لا نتوكل على الله؟.. لهذا كله نقول في أوقات الشدائد والمحن: توكلت على الله.
بم يوحي إلينا إسم " الوكيل " وما الصفات التي يحملها هذا الاسم؟
انظر إلى ملكه، لكي تعرف تتوكل عليه أم لا؟
انظر إلى سيطرة الله عز وجل على مقاليد الأمور في الكون كله. يقول الله تبارك وتعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ".
هل نلجأ لإنسان بعد هذا الكلام؟
هل يتعلق الغريق بالغريق؟
هل يذهب الفقير، يسأل الفقير؟
أم يلجأ الغريق لمن بيده الآمر؟
أين اليقين في الله؟.. أين قلبك الذي يتوكل على الله وحده؟.. أين الوكيل في حياتك؟
انظر قول الله:
" قل من يكلاكم بالليل والنهار من الرحمن "
من يحفظكم بالليل والنهار من الله.
أنت ترتكب المعصية طول النهار، ثم تدخل إلى فراشك، فيحفظك إلى صباح اليوم التالي. من يحفظك في فراشك؟.. أبوك أم أمك أم مفتاح الغرفة ؟!
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه ".
من بيده رزقك ونفعك ؟..
يقول النبي: صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكد رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد ". نتوكل على الله إذن أم لا؟..
يقول الله تعال:
" قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
من هو الوكيل؟
خائف من الضياع؟.. تلجأ لمن؟.. تقول لمن جعلني أهتدي: " خائف أرجع للضلال مره ثانيه . خائفة أخلع الحجاب مره ثانية، خائف اترك الصلاه في المسجد. خائف اضل في المعاصي ".
تلجأ للوكيل.. " قل لمن ما في السماوات والأرض. قل لله " من الذي له السماء والأرض غير الله؟ الله وحده.. الوكيل.
يقول الله:
قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ".. الوكيل وحده.
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ". من يستطيع أن يكشف عنكم هذه المصائب؟. يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأني تؤفكون ".
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر "
تلجأ لمن.قلبك يتعلق بمن. علاقة قلبية ليس لها علاقة بالجوارح. جوارحك تأخذ بالأسباب. تستذكر ليل نهار. تبحث عن عمل ليل نهار. ليس فلانا هو الذي يدبر لك عملك . هو الذى سيزوجك . وهو الذي يشفيك . هو الوكيل .
لا نزال نريد تعريفاً لكلمة " توكل " ؟
معنى كلمة توكل هو انطراح القلب بين يدى الله كانطراح الميت بين يدي مغسلة . قلبك يكون مع الله . يفعل بهما يشاء ، وراض بما تأمر به . ومتوكل عليك. وقال عالم آخر إن التوكل هو " الاسترسال مع الله حيث يشاء " . التوكل .. أن تأخذ بالأسباب .. بالجوارح ، ثم تقطع الأسباب عن القلب .
ومن المتوكل ؟
الناس حين تنقطع الأسباب يبكون ، والمؤمن حين تنقطع الأسباب يقول : الحمد لله رميت حملي على الوكيل .. التوكل أن ترضى بالله وكيلا .
التوكيل في الشهر العقاري يعنى أن من أعطيته التوكيل له حق التصرف في أموالك كيف يشاء ، ثم توقع على ذلك وأنت مطمئن تماما لمن وكلته .
هل توقع إذن على عقد الوكالة مع الله ؟! الوكيل لا يضيع من وكله .
العلماء يقولون :من أكل فلس من حرام فليس بمتوكل على الله . لماذا ؟ .. لأنه غير واثق من أن الله سيرزقه فذهب ليسرق . من بكى على أولاده وهو يموت لمن يتركهم ؟ فليس بمتوكل . إذا بكى على الفراق فهذا من حقه . لكن أن يبكى لأنه يتصور ضياع أولاده بعد موته .. هذا ليس بمتوكل . ولذلك فإن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما أتته الوفاة زاره عثمان بن عفان ، فقال له يا بن مسعود نأمر لك بمال . قال ولم ؟
قال له عندك ثلاث بنات ، قال أتخشى على بناتي الفقر يا عثمان . قال : نعم يا بن مسعود.
قال : لا والله لقد علمت بناتي كلمات . سورة من القرآن تقرأها كل بنت كل ليلة فإذا قرأنها لا يصبهن الفقر أبداً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من قرأ الواقعة كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبداً " . أي أن من يقرأ سورة الواقعة لا يمكن أن يصيبه الفقر .. من عنده ثقة بن مسعود هذه في الله ؟ من عنده هذا التوكل على الله ؟
لا إيمان بدون توكل
انظر الناس على أبواب الأطباء ماذا يفعلون ؟
هناك من يقف على باب الأطفال ومعه ابنه الرضيع 24 ساعة . لماذا ؟ لأنه واثق في الطبيب . هذا صحيح بالجوارح . لكنه غير صحيح من القلب . فالذي سيشفى الابن الرضيع هو الله . لكنك لا بد أن تذهب به إلى هذا الطبيب ثقة في الطبيب . فإن الواقفون على باب الله ثقة في الله ؟
سلم قلبك للوكيل ، وامض وقل : حسبي الله ونعم الوكيل . الجأ إليه وتوكل عليه . ثم انظر ماذا سيفعل لك .
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ".. لكن انظر قوله أيضا :
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه" .
سبحانه هو المسئول عنك مسئولية كاملة . لأنك توكلت عليه .
لذلك لا ينفع الإيمان بدون توكل .
" وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا " .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا :
" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف من غير حساب ". فقال لها الصحابة:
" صفهم لنا يا رسول الله . قال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
ليس في الإسلام تشاؤم . والصحابة في حديث آخر ، قاولوا إن الـ 70 ألف عدد قليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى صحيحة : " ومعهم مع كل سبعين ألفاً سبعون ألفاً ". فقام واحد من الصحابة ، قال يا رسول الله أدعي الله أن أكون منهم . أسمه عكاشة ابن المحسن فقاله النبي : أنت منهم .
فقال واحد آخر من الصحابة قاله : يا رسول الله أدعو الله أن أكون منهم قال : سبقك بها عكاشة .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".
أنظر ماذا يقول القرآن الكريم عن التوكل ؟ .. لا يمكن أن تأتى سورة أو آية عن التوكل إلا وقبلها صفات الله عز وجل ،فهو الملك الجبار المهيمن العظيم مالك الملك .
يقول الله سبحانه وتعالى : " والتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده ". يا مسكين.. هل تتوكل على الأموات ، ولا تتوكل على الحي الذي لا يموت ؟
والنبي إذا كان اشتد به أمر ، يكثر من هذا الدعاء : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . يقول الله تبارك وتعالى ..
" فإن تولوا قل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ".
ويقول الله تعالى :
" رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ".
ويقول الله تبارك وتعالى :
" قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" لأن الرحمن يرحم عباده ويأخذنا دائما للخير .
يقول الله تبارك وتعالى :
" وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " .
علي من تتوكل اليوم.....؟؟؟؟
توكل أيها المسلم على مولاك، فهو خالقك ورازقك ولا تتوكل على أحد سواه لأنه لا فائدة من سؤال الخلق،
قال أحد الصالحين “أيست من نفع نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من نفع غيري لنفسي ورجوت الله لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي”.
يميل القلب إلى المخلوق ويركن إليه لضعف اليقين بالله، والأمل لا يكون إلا بالله، والرجاء لا يكون إلا فيه. جاء في بعض الكتب السماوية
“وعزتي وجلالي لأقطعن أمل من يؤمل غيري ولألبسنه ثوب المذلة عند الناس، ولأحجبنه عن قربي، ولأبعدنه عن وصلي، ولأجعلنا متفكراً حيران، يؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويطرق بالفكر أبواب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني”.
وقال الله في القرآن الكريم: “وتوكل على الحي الذي لا يموت”.
من توكل على الله كفاه لأنه بيده مفاتيح الغيب وهو مالك الملك والملكوت، ومن توكل على غيره ضاع وتشتت لأن ما سوى الله يموت والعاقل لا ينبغي له أن يتوكل على من يموت ويفنى.
من اعتمد على علمه ضل ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على جاهه ذل ومن اعتمد على الناس مل ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا ذل ولا مل ولا اختل.
ومن أخص خصائص المؤمنين الموحدين انهم على ربهم يتوكلون، فالتوكل على الله لا ينحصر في حالة من الحالات فالمسلم متوكل على ربه في كل موطن، فإذا طلبت الرزق فتوكل على الله.
قال صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا”.
والمسلم يجب أن يعلم أن أول مقام في التوكل أن يكون العبد بين يدي الله عز وجل كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، لا تكون له حركة ولا تدبر، أي التسليم المطلق لله عز وجل وعلامة التوكل ثلاث: لا يسأل، ولا يرد ولا يحبس”.
والتوكل هو الثقة بما في يد الله تعالى واليأس عما في أيدي الناس وكان وأخبرنا المصطفى أن قوماً من أبناء أمته عددهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وأن من أوصافهم أنهم على ربهم يتوكلون