جاء في الخبرأن الله سبحانه و تعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام:
مَن الذي دعاني فقطعت رجاءه؟ ومن الذي قرع بابي فلم يفتح له؟ أنا الذي جعلت آمال خَلقي بي متصلة، وعندي مدّخرة، يا داود ما لعبدي يُعرض عني وأنا أقول إليّ، يا داود أنا محلُّ الآمال، أنا الذي جعلت طيران قلوب المشتاقين نحوي، وجعلتها في الأرض مواضع نظري، وأطلقتُها إليّ حتى تزداد شوقاً إليّ، وقرباً مني، يا داود بشِّر أوليائي وأحبائي بأني كل ساعة أُريهم كرامتي، ولطائف صنعي، وحسن امتناني عليهم، حتى لا ينسَوني، ولا يميلوا إلى غيري، وشوقتهم إليّ حتى لا يصبروا عني، وفتحت لهم أبواب أُنسي، واستجبت لهم قبل أن يدعوني، وأعطيتم قبل أن يسألوني، يا داود فوعِزَّتي وجلالي لأقعدنهم في الفردوس، لأمكننَّهم من رؤيتي حتى أرضى عنهم ويرضوا عني.
يا داود أخبر أهل الأرض بأني حبيبٌ لمَن أحبني، وجليسٌ لمن جالسني، ومؤنسٌ لمن أنِسَ بي، وصاحبٌ لمن صاحبني، ومطيعٌ لمن أطاعني، ومختارٌ لمن اختارني، وقل لعبادي هلمّوا إلى مصاحبني ومؤانستي، وسارعوا إلى محبتي وقربي.
اعلم يا داود أني خلقت طينة أحبائي من طينة إبراهيم خليلي، ويحيى زكيّي، ومحمد حبيبي، يا داود هل رأيت حبيباً يبخل على حبيبه، يا داود ألا إن طال شوق الأبرار إلى لقائي، فإني إليهم لأشد شوقاً، ألا مَن طلبني وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني.
يا داود إذا كان الغالب على عبدي الاشتياق لي، والاشتغال لي، جعلت راحته ولذته في ذكري وعشقته، ورفعت الحجاب بيني وبينه، أحبه ويحبني، حتى لا يغفل إذا غفل الناس، ولا يسهو إذا سها الناس، ولا يلهو إذا لها الناس، أولئك الأبرار حقاً، يا داود إن طلبتني وجدتني، وكفيتك الأسباب، ولم أطالبك بالحقوق، وإن طلبت غيري شغلتك بالأسباب، وطالبتك بالحقوق، يا داود إني جعلت محبتي لمن لا ينساني بلسانه وقلبه، فإنه لا شيء أنقص عندي من الغفلة والنسيان.
يا داود إن رضيت عني رضيت عنك، وإن أفردتني بالحاجة أفردتك بالإنجاح، وإن شكرتني صيرتك ملكاً في الدارين، يا داود من لم يصبر على بلائنا لا يفزع إلينا، يا داود إني إذا أحببت عبداً من عبيدي ملأت قلبه خوفاً مني، وتشوقاً إلى لقائي، وحرصاً على طاعتي.
يا داود أوليائي في قبابي لا يعرفهم إلا أوليائي، فطوبى لأوليائي وطوبى لأحبائي، يا داود إني لا أنسى مَن ينساني، فكيف أنسى من يذكرني، يا داود إني أجود على مَن يبخل عليّ، فكيف أبخل على من يجود بي، يا داود إني أحب مَن يبغضني، فكيف أُبغض مَن يحبني، يا داود بشِّر عبادي السائلين، بأني بهم رؤوفٌ رحيم، يا داود كل حبيبٍ يحب خلوةَ حبيبه، وأنا مُطلع على قلوب أحبائي، قل للمتلذذين بذكري: هل وجدتم ربا أبرَّ مني؟ يا داود مَن أطاعني وهو يحبني أُسكنه جنتي، وأُريه وجهي، ومَن عصاني ولم يحبني أدخله ناري، وأحلُّ عليه سخطي، يا داود وعزتي وجلالي لا يجاورني إلا مَن طلب جواري.
يا داود كذب من ادعى محبتي وإذا جَنَّ عليه الليل نام عني، يا داود مَن عرفني أرادني، ومن أرادني طلبني، ومن طلبني وجدني، ومن وجدني لا يختار حبيباً سواي. يا داود مَن طلبني قتلته، ومن أحبني ابتليته، ومن هرب مني أحرقته. يا داود بشر المذنبين بأني غفور، وأنذر الصديقين بأني غيور. يا داود من لقيني وهو يخافني لم أعذبه بناري، ومن لقيني وهو يحبني لم أحزنه بفراقي، ومن لقيني وهو مستحي مني لم أخجله يوم يلقاني. يا داود جنتي لمن لم يقنط من رحمتي، وغضبي عن مَن أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي، ولو عاجلتُ أحداً بالعقوبة إذاً عاجلت القانطين من رحمتي، وما العجلة من شأني، فها أنا مطلع على قلوب أحبائي، إذا جن الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم، فخاطبوني علي المشافهة، وكلموني على الحضور.
يا داود لولا أني ربطت أرواح أحبائي في أبدانهم، لخرجت الأرواح من أبدانهم شوقاً إلى لقائي، يا داود إن من عبادي عباداً جعلتهم للخير أهلاً، وجعلت لهم المؤانسة نصيباً، طوبى لهم وحسن مآب.
المصدر: من كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله للإمام الشيخ أحمد الرفاعي
مَن الذي دعاني فقطعت رجاءه؟ ومن الذي قرع بابي فلم يفتح له؟ أنا الذي جعلت آمال خَلقي بي متصلة، وعندي مدّخرة، يا داود ما لعبدي يُعرض عني وأنا أقول إليّ، يا داود أنا محلُّ الآمال، أنا الذي جعلت طيران قلوب المشتاقين نحوي، وجعلتها في الأرض مواضع نظري، وأطلقتُها إليّ حتى تزداد شوقاً إليّ، وقرباً مني، يا داود بشِّر أوليائي وأحبائي بأني كل ساعة أُريهم كرامتي، ولطائف صنعي، وحسن امتناني عليهم، حتى لا ينسَوني، ولا يميلوا إلى غيري، وشوقتهم إليّ حتى لا يصبروا عني، وفتحت لهم أبواب أُنسي، واستجبت لهم قبل أن يدعوني، وأعطيتم قبل أن يسألوني، يا داود فوعِزَّتي وجلالي لأقعدنهم في الفردوس، لأمكننَّهم من رؤيتي حتى أرضى عنهم ويرضوا عني.
يا داود أخبر أهل الأرض بأني حبيبٌ لمَن أحبني، وجليسٌ لمن جالسني، ومؤنسٌ لمن أنِسَ بي، وصاحبٌ لمن صاحبني، ومطيعٌ لمن أطاعني، ومختارٌ لمن اختارني، وقل لعبادي هلمّوا إلى مصاحبني ومؤانستي، وسارعوا إلى محبتي وقربي.
اعلم يا داود أني خلقت طينة أحبائي من طينة إبراهيم خليلي، ويحيى زكيّي، ومحمد حبيبي، يا داود هل رأيت حبيباً يبخل على حبيبه، يا داود ألا إن طال شوق الأبرار إلى لقائي، فإني إليهم لأشد شوقاً، ألا مَن طلبني وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني.
يا داود إذا كان الغالب على عبدي الاشتياق لي، والاشتغال لي، جعلت راحته ولذته في ذكري وعشقته، ورفعت الحجاب بيني وبينه، أحبه ويحبني، حتى لا يغفل إذا غفل الناس، ولا يسهو إذا سها الناس، ولا يلهو إذا لها الناس، أولئك الأبرار حقاً، يا داود إن طلبتني وجدتني، وكفيتك الأسباب، ولم أطالبك بالحقوق، وإن طلبت غيري شغلتك بالأسباب، وطالبتك بالحقوق، يا داود إني جعلت محبتي لمن لا ينساني بلسانه وقلبه، فإنه لا شيء أنقص عندي من الغفلة والنسيان.
يا داود إن رضيت عني رضيت عنك، وإن أفردتني بالحاجة أفردتك بالإنجاح، وإن شكرتني صيرتك ملكاً في الدارين، يا داود من لم يصبر على بلائنا لا يفزع إلينا، يا داود إني إذا أحببت عبداً من عبيدي ملأت قلبه خوفاً مني، وتشوقاً إلى لقائي، وحرصاً على طاعتي.
يا داود أوليائي في قبابي لا يعرفهم إلا أوليائي، فطوبى لأوليائي وطوبى لأحبائي، يا داود إني لا أنسى مَن ينساني، فكيف أنسى من يذكرني، يا داود إني أجود على مَن يبخل عليّ، فكيف أبخل على من يجود بي، يا داود إني أحب مَن يبغضني، فكيف أُبغض مَن يحبني، يا داود بشِّر عبادي السائلين، بأني بهم رؤوفٌ رحيم، يا داود كل حبيبٍ يحب خلوةَ حبيبه، وأنا مُطلع على قلوب أحبائي، قل للمتلذذين بذكري: هل وجدتم ربا أبرَّ مني؟ يا داود مَن أطاعني وهو يحبني أُسكنه جنتي، وأُريه وجهي، ومَن عصاني ولم يحبني أدخله ناري، وأحلُّ عليه سخطي، يا داود وعزتي وجلالي لا يجاورني إلا مَن طلب جواري.
يا داود كذب من ادعى محبتي وإذا جَنَّ عليه الليل نام عني، يا داود مَن عرفني أرادني، ومن أرادني طلبني، ومن طلبني وجدني، ومن وجدني لا يختار حبيباً سواي. يا داود مَن طلبني قتلته، ومن أحبني ابتليته، ومن هرب مني أحرقته. يا داود بشر المذنبين بأني غفور، وأنذر الصديقين بأني غيور. يا داود من لقيني وهو يخافني لم أعذبه بناري، ومن لقيني وهو يحبني لم أحزنه بفراقي، ومن لقيني وهو مستحي مني لم أخجله يوم يلقاني. يا داود جنتي لمن لم يقنط من رحمتي، وغضبي عن مَن أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي، ولو عاجلتُ أحداً بالعقوبة إذاً عاجلت القانطين من رحمتي، وما العجلة من شأني، فها أنا مطلع على قلوب أحبائي، إذا جن الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم، فخاطبوني علي المشافهة، وكلموني على الحضور.
يا داود لولا أني ربطت أرواح أحبائي في أبدانهم، لخرجت الأرواح من أبدانهم شوقاً إلى لقائي، يا داود إن من عبادي عباداً جعلتهم للخير أهلاً، وجعلت لهم المؤانسة نصيباً، طوبى لهم وحسن مآب.
المصدر: من كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله للإمام الشيخ أحمد الرفاعي