|
بيروت (رويترز) - قال سكان في بلدة الزبداني السورية يوم الخميس إن
قوات الجيش انسحبت من البلدة الواقعة قرب لبنان بموجب اتفاق لوقف اطلاق
النار لكن لم يظهر مؤشر على وقف شامل للعنف مع انتهاء تفويض بعثة المراقبين
العرب التي استمرت شهرا.
ووردت أنباء عن مقتل تسعة أشخاص في مناطق اخرى من سوريا الى جانب
600 قتلوا منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا حيث طغت بشكل متزايد
العمليات التي يشنها الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين عن الجيش
السوري على المظاهرات السلمية المناهضة لحكم الرئيس بشار الاسد.
وقال زعيم للمعارضة ان سكان الزبداني ذكروا أن القوات والدبابات
السورية التي كانت تحاصر البلدة التي سيطرت عليها قوات معارضة انسحبت بعد
وقف لاطلاق النار لانهاء قتال مستمر منذ يوم الجمعة.
وقال كمال اللبواني لرويترز ان عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت
تطوق الزبداني على بعد 30 كيلومترا شمال غربي العاصمة السورية انسحبت ليل
يوم الاربعاء الى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات.
وهناك خلاف بين وزراء الخارجية العرب الذين من المقرر ان يبحثوا
خلال اجتماعات في القاهرة في مطلع الاسبوع الخطوة التالية التي يتعين
اتخاذها في كيفية التعامل مع الانتفاضة التي سقط فيها الاف القتلى.
ويريد بعض معارضي الاسد أن يتخذ مجلس الامن التابع للامم المتحدة
اجراء لكن المجلس منقسم أيضا اذ اعلنت روسيا انها ستتعاون مع الصين لمنع أي
خطوة للسماح بالتدخل العسكري.
وأقرت قوى غربية بأن حملة عسكرية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا
ستكون محفوفة بالمخاطر لكنها تريد من المجلس على الاقل أن يدين قمع الاسد
وأن يفرض عقوبات.
ويصعب التوصل الى رقم يمكن ان يعتد به لعدد القتلى بسوريا التي قيدت دخول الاعلام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان
445 مدنيا قتلوا منذ أن وصلت بعثة المراقبين العرب الى سوريا في 26 ديسمبر
كانون الاول للتحقق مما اذا كانت دمشق تنفذ خطة السلام العربية.
وأضاف أن 146 فردا من قوات الامن منهم 27 انشقوا وانضموا للمعارضة قتلوا
أيضا. ولا تشمل أرقام المرصد السوري 26 شخصا تقول السلطات انهم قتلوا في
تفجير انتحاري بدمشق في السادس من يناير كانون الثاني.
وقال المرصد ان قوات الامن نصبت كمينا وقتلت أربعة نشطاء في جبل
الزاوية في محافظة ادلب يوم الخميس. وقتل اثنان في مدينتي حمص وحماة كما
عثر على جثة شاب كانت قوات الامن قد احتجزته في مدينة دير الزور بشرق
البلاد.
وعندما سئل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عما اذا كانت بعثة
المراقبين أحدثت فارقا أجاب أن هذا حدث فعلا في الاسبوع الاول مع تراجع عدد
القتلى بصورة كبيرة وبعد ذلك ارتفع العدد.
وأضاف أن أغلب الضحايا قتلوا في هجمات لقوات الامن وليس خلال مظاهرات مناهضة للاسد.
ويشمل الرقم الذي يتحدث عنه المرصد السوري 13 شخصا قال انهم قتلوا
يوم الاربعاء. وتقول لجان التنسيق المحلية للثورة السورية ان العدد بلغ 22
قتيلا.
وقالت الامم المتحدة في 13 ديسمبر كانون الاول ان قوات الامن قتلت
أكثر من خمسة الاف شخص في سوريا منذ مارس اذار. وبعد اسبوع قالت دمشق ان
المسلحين قتلوا ألفين من قوات الامن.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وأعلنت فرض عقوبات لعدم التزامها
بخطة السلام التي وافقت عليها في نوفمبر تشرين الثاني والتي تتطلب منها
وقف العنف وسحب القوات من المدن والافراج عن المحتجزين وتمكين المراقبين
العرب ووسائل الاعلام من دخول البلاد واجراء حوار سياسي مع جماعات معارضة.
ويقول معارضو الاسد ان السلطات أجرت تغييرات رمزية عندما وصل
المراقبون بعد أسابيع من المماطلة من جانب دمشق فأخفت مدرعات في مجمعات
حكومية ودهنت عربات الجيش بألوان عربات الشرطة وسمحت بدخول المزيد من
الصحفيين.
وتقول بعض الدول العربية بقيادة قطر التي ترأس لجنة تابعة لجامعة
الدول العربية معنية بسوريا ان البعثة فشلت. بل ان قطر اقترحت ارسال قوات
عربية وهي فكرة رفضتها دمشق ولم توافق عليها أي دولة اخرى في الجامعة
العربية المؤلف من 22 عضوا
وقال مصدر في الجامعة العربية هذا الاسبوع ان سوريا ربما تسمح ببقاء المراقبين لكن دون توسيع لمهمتهم.
ودافع السودان عن البعثة التي يقودها الفريق أول الركن السوداني
الجنسية محمد أحمد مصطفى الدابي. وقال وزير الخارجية السوداني علي احمد
كرتي لرويترز ان البعثة تحقق المزيد والمزيد بمرور الايام.
وأثار تعيين الفريق الدابي لقيادة البعثة استياء نشطاء حقوق الانسان
الذين يقولون ان الخرطوم ارتكبت فظائع في منطقة دارفور بغرب البلاد تحت
سمع الفريق الدابي.
ويقول العراق ولبنان انهما لن يفرضا عقوبات على سوريا وهي شريك تجاري رئيسي لهما.
ويقول دبلوماسيون في بروكسل ان من المتوقع أن توسع حكومات الاتحاد
الاوروبي يوم الاثنين قائمة الشخصيات والشركات والمؤسسات السورية المستهدفة
بعقوبات الاتحاد.
من اليستير ليون