- إرسال بريد إلكتروني
- طباعة
محتويات ذات صلة
- تكبير الصورةصرحت
القاضية التي تحقق في كارثة سفينة كوستا كونكورديا السياحية الايطالية
الاربعاء ان قبطان السفينة تهرب من مسؤولياته، بينما اوقف الغواصون عمليات
البحث عن ناجين بانتظار استقرار حطام السفينة نصف الغارقة في المياه.
صرحت
القاضية التي تحقق في كارثة سفينة كوستا كونكورديا السياحية الايطالية
الاربعاء ان قبطان السفينة تهرب من مسؤولياته، بينما اوقف الغواصون عمليات
البحث عن ناجين بانتظار استقرار حطام السفينة نصف الغارقة في المياه.
واخلت القاضية فاليريا مونتيساركيو سبيل القبطان فرانشيسكو سكيتينو بعد ان كان محتجزا لدى الشرطة ووضعته رهن الاقامة الجبرية.
واضطر
عمال الانقاذ الى وقف عمليات البحث الاربعاء مع تحرك السفينة، خشية ان
تنزلق من على رصيف صخري استقرت جزئيا عليه لتهوي نحو مئة متر في المياه.
وقال
لوكا كاري المتحدث باسم خدمات الطوارئ ان "الاجهزة تشير الى ان السفينة
تحركت. نجري حاليا تقييما لمعرفة ما اذا كانت السفينة قد استندت الى نقطة
جديدة تسمح لنا باستئناف عمليات الانقاذ. وفي الوقت الحالي لا نستطيع حتى
الاقتراب من السفينة".
وفي تلك الاثناء صرح مسؤول ايطالي انه تأكدت
نجاة امرأة المانية تدعى غيرترود غيورغينز كانت في عداد المفقودين، وذلك
بعد عودتها الى ألمانيا في اعقاب الكارثة.
غير انه تم التأكد من مصرع موسيقي مجري بعد التعرف على جثته الاربعاء بين جثث خمسة اشخاص تم انتشالها من حطام السفينة قبل يوم.
فقد
قالت صحيفة بليك المجرية ان الموسيقي ساندور فير عاد الى السفينة لانتشال
آلة الكمان التي كان يعزف عليها في خضم الفوضى التي شهدتها عمليات الاخلاء
ليل الجمعة.
وانتشل الغواصون وعناصر فرق الانقاذ والجنود 11 جثة حتى
الان من المياه الكثيفة التي غمرت نصف السفينة المنكوبة منذ الجمعة وحتى
تعليق عمليات الانقاذ.
ولا يعرف مصير عشرين شخصا اخرين من الركاب وافراد الطاقم، فيما تجمع اقاربهم في الفنادق في المنطقة بانتظار اي انباء عن احبائهم.
وقال فيليبو ماريني متحدثا بلسان خفر السواحل لفرانس برس "لن نتوقف حتى نتأكد تماما انه لم تبق اي نسمة على متن السفينة".
وفي اول تصريح على الكارثة قال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي خلال زيارة الى لندن "يتعين بذل ما امكن للحيلولة دون كارثة كهذه".
واضاف
ان الحكومة الايطالية تسعى لتقليص الاضرار البيئية التي قد تلحق بالمنطقة
جراء غرق السفينة التي تميل على احد جانبيها قبالة ساحل توسكانا الايطالي.
يذكر
ان السفينة السياحية العملاقة تزن 114 الفا وخمسمائة طن وترتفع لعلو 17
طابقا وتم التأمين عليها بقيمة 395 مليون يورو (507 مليون دولار)، حسبما
ذكرت مصادر تجارية لفرانس برس الاربعاء.
وصرح مصدر في شركات التامين
لم يكشف عن اسمه انه بات بالامكان الحديث عن غرق كوستا كونكورديا باعتباره
"افدح كارثة بحرية تشهدها حركة النقل سواء نقل الركاب او البضائع على
الاطلاق".
ويواجه فرانشيسكو سكيتينو (52 عاما) قبطان السفينة
كونكورديا، الذي وصفته صحيفة ايطالية بانه "اكثر رجل مكروه في ايطاليا" -
حكما بالسجن لعدة سنوات بتهم القتل الخطأ والتخلي عن السفينة.
وقد
دافع عن نفسه وقال ان المناورة التي قام بها بعد ان اصطدمت السفينة بالصخور
وانقلابها على جنبها انقذت حياة الكثيرين. وقال انه غادر السفينة لتنسيق
جهود الاخلاء من مكانه على الشاطئ.
غير ان بقاء افراد اخرين من
الطاقم وبحارة على متنها للمساعدة في انقاذ الركاب فند زعمه بعدم قدرته على
الاشراف على عملية الانقاذ من على متنها، في الوقت الذي نقلت وسائل
الاعلام الايطالية عن القاضية قولها انها افردت وقتا طويلا لاستجوابه
الثلاثاء.
وقالت القاضية ان سكيتينو لم يكن لديه اي "نية جدية" في
العودة مجددا الى السفينة بعد تركها ولا حتى الاقتراب منها بعد ان تركها
خلال الاخلاء.
واضافت انه بقي لساعات على الصخور الى جانب افراد اخرين من الطاقم يشاهدون ما يجري من عمليات انقاذ للسفينة.
وعللت
القاضية حكمها بوضعه رهن الاقامة الجبرية بخشيتها ان يسعى لاخفاء ادلة
تدينه ان ظل طليق السراح حتى وان لم يسع للهرب من البلاد.
ووصل
القبطان الى منزله في ميتا دي سورينتو قرب نابولي نحو الساعة الثانية صباحا
(01,00 تغ) يرافقه ضباط من الشرطة، حيث التف حوله سكان قريته مهاجمين
المصورين الذين تجمعوا خارج منزله ومتهمين اياهم ب"الاغتيال الاعلامي"
لقبطان "انقذ حياة الالاف".
وبمقتضى القانون الايطالي لن يسمح
للقبطان ان يبرح منزله ولا ان يتكلم مع اي شخص بخلاف محاميه والاقرب من
اسرته طالما خضع للاقامة الجبرية.
ودافع القبطان في التحقيق الذي اجري معه الثلاثاء عن تصرفاته عند وقوع الكارثة قبالة جزيرة جيليو.
وقال
المحامي برونو ليبوراتي ان "القبطان دافع عن دوره في توجيه السفينة بعد
الاصطدام، وقال ان ذلك انقذ حياة المئات وربما الالاف" مشيرا ان "القبطان
اكد انه لم يتخل عن السفينة".
وذكرت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا"
اليومية ان سكيتينو قال للمحققين انه كان يقود السفينة عندما وقعت الكارثة،
الا انه سقط في البحر بعد ذلك ولم يتمكن من العودة الى السفينة التي كانت
تميل الى جانبها.
واكد ليبوراتي ذلك وقال للصحافيين ان "السفينة كانت
في تلك اللحظات مائلة بزاوية 90 درجة"، مشيرا الى ان القبطان لم يكن
ليتمكن من العودة الى السفينة دون مساعدة مروحية.
غير ان تسجيلا
لمكالمة مع سلطات المرفأ خلال الكارثة كشف في وقت متأخر الجمعة ان سكيتينو
قال مرار لمسؤول بالمرفأ انه لا يستطيع العودة الى السفينة لان زورق نجاة
اخر سد الطريق، بينما ظل الموظف يحثه على العودة للانقاذ موبخا إياه.
واظهر التسجيل الموظف يصيح في القبطان قائلا "ماذا تفعل! اتتخلى عن الانقاذ؟".
وبين القتلى الذين تأكدت وفاتهم حتى الان راكبان فرنسيان وايطالي واسباني واحد العاملين بالطاقم من بيرو.
ومن
بين المفقودين طفلة ايطالية في الخامسة من العمر وضعت المتاجر والحانات
المحلية صورها على النوافذ املا في ان تكون قد تمكنت من النجاة وقد تاهت في
الجزيرة.
وكان نحو 4200 شخص على متن السفينة حينما بدأت الغرق بعد
اصطدامها بصخرة قرب جزيرة جيليو في توسكانا وسط غرب ايطاليا بعد وقت قصير
من تركها ميناء قرب روما في بداية رحلة بحرية لمدة سبعة ايام تجوب بقاعا
سياحية بالبحر المتوسط. وتحدث الناجون عن مشاهد من الفوضى والفزع على متن
السفينة مع بدء الكارثة.