جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ | على الحزمِ في التدبير بل نستدلهُ |
وليسَ امرؤٌ بهديكَ غيرَ مُذكرٍ | إلى كرمٍ إلا امرؤُ ضلَّ ضلُّهُ |
ولكننا منْ يوسفَ بن محمدٍ | على أملٍ كالفجر لاحَ مطلهُ |
هِلالٌ لَنا قَدْ كادَ يَخْمُدُ ضَوؤُهُ | وكنا نراهُ البدرَ إذ نستهلهُ |
هو السيفُ عضباً قد أرثت جفونهُ | وضيعَ حتى كلُّ شيءٍ يفلهُ |
فَصُنْهُ، فإنَّا نَرْتَجِي في غِرَاره | شفاءً من الأعداءِ يوم تسلهُ |
لهُ خلقٌ رحبٌ ونفسٌ رأيتها | إذا رزحتْ نفسُ اللئيمِ تقلهُ |
فَفِيمَ ولِمْ صَيَّرْتَ سمْعَكَ ضَيْعَة ً | ووقفاً على الساعي به يستغلهُ |
قَرَارة ُ عَدْلٍ سَيْلُ كُل ثَنِيَّة ٍ | إلَيْهَا وشِعْبٌ كُلُّ زَوْرٍ يَحُلُّهُ |
لِذَلِكَ ذَا المَوْلى المُهَانُ يَهِينُه | فيحْظَى وذَا العَبْدُ الذَّليل يُذِلُّهُ |
أَتَغْدُو بهِ في الحَرْبَ قَبْلَ اتغَارهِ | وفي الخطبِ قعد أعيا الأولى مصمئلهُ |
وتعقده حتى إذا استحصدتْ لهُ | مرائره أنشأتَ بعدُ تحلهُ! |
هُوَ النَّفَلُ الْحُلْوُ الذي إنْ شَكَرْتَهُ | فقد ذابَ في أقصى لهاتِكَ حلهُ |
وفيءُ فوقرهُ وإني لواثقٌ | بأنْ لا يراكَ اللهُ ممنْ يغلهُ |
فلو كان فرعاً من فروعكَ لم يكنْ | لنَا منهمُ إلاَّ ذَرَاهُ وظِلُّهُ |
فكيفَ وإنْ لم يرزقِ اللهُ إخوة ُ | لهُ، فهوَ بعد اليومِ فرعُكَ كلُّهُ؟ |