أفكار مغلوطة عن الطب النفسي..لماذا؟
1- الأدوية النفسية ليست سوى مخدرات, ولذلك فإنها تؤدي إلى الإدمان:
بعض الأطباء والصيادلة يحذرون المريض من تناول الدواء النفسي أو ينصحونه بعدم الاستمرار عليه؛ لكي لا يتحول إلى مدمن! وأظن أن أهم أسباب هذا المفهوم:
1- بعض الأدوية النفسية التي استخدمت في القرن الماضي تؤدي إلى التعود.
2- بعض الأمراض النفسية المزمنة تستدعي العلاج المستديم؛ هو ليس بسبب إدمانه لها لكن بسبب طبيعة تلك الأمراض التي تحتاج إلى علاج ربما يمتد إلى مدى الحياة.
3- تعميق بعض المعالجين "الشيوخ" هذه النظرة في نفوس الناس, حيث يشترط بعضهم أن يتوقف المريض أولا عن تناول أدويته النفسية؛ لأنها –كما يزعمون- مخدرات تحبس الجن في العروق!وتنشف الدماغ! وتمنع بلوغ أثر القرآن!.
4- انتشار الإضطرابات النفسية بين المدمنين, وأسباب ذلك متعددة؛ فكثيرون ممن يقعون فريسة للإدمان يبدءون تعاطيهم للمخدرات.
أظن العكس المرض النفسي هو الذي يدفع المريض إلى تعاطي المخدرات وبجهل المريض أو الأهل لا يذهب إلى الطبيب النفسي.
فهذه شريحة من المدمنين توجد لديهم أمراض نفسية لا تعالج, وهناك حالات أخرى يكون فيها الإضطراب النفسي ثانوي بسبب المخدرات.
ولعل بعض الناس يتخوف من الأدوية النفسية؛ لأن المريض النفسي قد يقدم على الإنتحار مستخدماً جرعات كبيرة من تلك العقاقير (أي دواء ممكن يعمل كده).
أما النعاس والخمول ليس كأثر للأدوية النفسية فقط بل لأدوية أخرى كثيرة مثل السعال و السكر.....
وكما توجد أمراض نفسية تستدعي العلاج المستديم فإنه توجد أيضاً أمراض عضوية تستدعي العلاج المستديم, مثل السكر والضغط وغيرها كثير.
وفي حين أن إيقاف مرضى السكر أو الضغط لأدويتهم قد يؤدي إلى أضرار خطيرة, فإن إيقاف المريض النفسي للأدوية لا يؤدي عادة إلى ذلك.
إن الإنتكاسة التي تحدث عند الانقطاع عن الدواء ليست دليل على الإدمان, ولذلك لو عاد المريض ثانية لاستخدام العلاج لشعر بالتحسن مثل مريض السكر والضغط.
وأود الإشارة إلى عدة حقائق:
أولاً: الآثار الجانية البسيطة للأدوية النفسية لا تعادل بأي شكل من الأشكال تلك الفائدة المرجوة, وكل الأدوية غير النفسية لها آثار جانبية, وأي دواء ليس له آثار جانبية ليس له آثار علاجية.
ثانياً: أن الأدوية النفسية لا تؤدي إلى الإدمان إذا استخدمت تحت إشراف طبي مباشر.
ثالثاً: المرضى يقبلون دون تردد تناول تلك الأدوية إذا صرفها غير الطبيب النفسي.
وكثيراً ما يكتب طبيب الباطنة على أدوية مهدئة ومخدرة ولا اعتراض أما لو كتبها طبيب النفسية لأي طارئ فهي جريمة.
رابعا: بعض الناس يتردد في استخدام بعض الأدوية النفسية و في الذهاب إلى الطبيب النفسي؛ لأنه متدين وتقي, بينما يقبل الممارسات غير الشرعية عند بعض من يسمون بالشيوخ أو المعالجين بالقرآن! فكثيرون منهم يدعون العلم بالغيب ولو ضمنياً, والمرض النفسي ليس دليل على ضعف الإيمان أو ضعف الإرادة.
2- عدم شفاء بعض المرضى رغم استخدامهم للدواء؛ فهم يرونها مجرد مسكنات أو منومات:
نسمع ذلك بالرغم من التحسن الكبير لحالات المرضى حين يستكملون العلاج!.
فالأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية لا يظهر إلا بعد أسبوعين إلى أربع أسابيع أو ستة, وتحسن المريض وشفاءه التام ليس معناه إيقاف الدواء حتى يوقفه الطبيب, وليس معنى ذلك أن المريض قد أصبح مدمناً, ولكن هذه هي طبيعة الأمراض النفسية وأدويتها.
الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض في التخصصات الأخرى, فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة, ومنهم من لا يستجيب مطلقاً, ومنهم من يستجيب جزئياً لأن العلاج فعال في نسبة معينة من المرضى.
إن من الأمراض النفسية ما تتحكم به الأدوية النفسية دون أن يشفى المريض تماماً, كما في الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكر, ولذلك إذا أراد المريض أن تبقى حالته مستقرة فيجب عليه أن يستمر في العلاج فترة طويلة من حياته.
وتقصير الطبيب النفسي في توضيح تلك الأمور لمريضه في أول لقاء بينهما يؤدي إلى انقطاع المريض عن الدواء لأتفه الأسباب.
فلا مريض الضغط المرتفع, ولا مريض القلب, ولا مريض الكبد, ولا مريض السكر, ولا مريض الكلى, ولا مريض الروماتيزم يعالج بالمفهوم الذي نطلب من الطب النفسي الوصول إليه, وكلها تحتاج علاجاً يدوم طوال العمر, وبالرغم من ذلك كله لم نسمع من يتهم أدوية الضغط مثلاً بأنها مسكنات!.
1- الأدوية النفسية ليست سوى مخدرات, ولذلك فإنها تؤدي إلى الإدمان:
بعض الأطباء والصيادلة يحذرون المريض من تناول الدواء النفسي أو ينصحونه بعدم الاستمرار عليه؛ لكي لا يتحول إلى مدمن! وأظن أن أهم أسباب هذا المفهوم:
1- بعض الأدوية النفسية التي استخدمت في القرن الماضي تؤدي إلى التعود.
2- بعض الأمراض النفسية المزمنة تستدعي العلاج المستديم؛ هو ليس بسبب إدمانه لها لكن بسبب طبيعة تلك الأمراض التي تحتاج إلى علاج ربما يمتد إلى مدى الحياة.
3- تعميق بعض المعالجين "الشيوخ" هذه النظرة في نفوس الناس, حيث يشترط بعضهم أن يتوقف المريض أولا عن تناول أدويته النفسية؛ لأنها –كما يزعمون- مخدرات تحبس الجن في العروق!وتنشف الدماغ! وتمنع بلوغ أثر القرآن!.
4- انتشار الإضطرابات النفسية بين المدمنين, وأسباب ذلك متعددة؛ فكثيرون ممن يقعون فريسة للإدمان يبدءون تعاطيهم للمخدرات.
أظن العكس المرض النفسي هو الذي يدفع المريض إلى تعاطي المخدرات وبجهل المريض أو الأهل لا يذهب إلى الطبيب النفسي.
فهذه شريحة من المدمنين توجد لديهم أمراض نفسية لا تعالج, وهناك حالات أخرى يكون فيها الإضطراب النفسي ثانوي بسبب المخدرات.
ولعل بعض الناس يتخوف من الأدوية النفسية؛ لأن المريض النفسي قد يقدم على الإنتحار مستخدماً جرعات كبيرة من تلك العقاقير (أي دواء ممكن يعمل كده).
أما النعاس والخمول ليس كأثر للأدوية النفسية فقط بل لأدوية أخرى كثيرة مثل السعال و السكر.....
وكما توجد أمراض نفسية تستدعي العلاج المستديم فإنه توجد أيضاً أمراض عضوية تستدعي العلاج المستديم, مثل السكر والضغط وغيرها كثير.
وفي حين أن إيقاف مرضى السكر أو الضغط لأدويتهم قد يؤدي إلى أضرار خطيرة, فإن إيقاف المريض النفسي للأدوية لا يؤدي عادة إلى ذلك.
إن الإنتكاسة التي تحدث عند الانقطاع عن الدواء ليست دليل على الإدمان, ولذلك لو عاد المريض ثانية لاستخدام العلاج لشعر بالتحسن مثل مريض السكر والضغط.
وأود الإشارة إلى عدة حقائق:
أولاً: الآثار الجانية البسيطة للأدوية النفسية لا تعادل بأي شكل من الأشكال تلك الفائدة المرجوة, وكل الأدوية غير النفسية لها آثار جانبية, وأي دواء ليس له آثار جانبية ليس له آثار علاجية.
ثانياً: أن الأدوية النفسية لا تؤدي إلى الإدمان إذا استخدمت تحت إشراف طبي مباشر.
ثالثاً: المرضى يقبلون دون تردد تناول تلك الأدوية إذا صرفها غير الطبيب النفسي.
وكثيراً ما يكتب طبيب الباطنة على أدوية مهدئة ومخدرة ولا اعتراض أما لو كتبها طبيب النفسية لأي طارئ فهي جريمة.
رابعا: بعض الناس يتردد في استخدام بعض الأدوية النفسية و في الذهاب إلى الطبيب النفسي؛ لأنه متدين وتقي, بينما يقبل الممارسات غير الشرعية عند بعض من يسمون بالشيوخ أو المعالجين بالقرآن! فكثيرون منهم يدعون العلم بالغيب ولو ضمنياً, والمرض النفسي ليس دليل على ضعف الإيمان أو ضعف الإرادة.
2- عدم شفاء بعض المرضى رغم استخدامهم للدواء؛ فهم يرونها مجرد مسكنات أو منومات:
نسمع ذلك بالرغم من التحسن الكبير لحالات المرضى حين يستكملون العلاج!.
فالأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية لا يظهر إلا بعد أسبوعين إلى أربع أسابيع أو ستة, وتحسن المريض وشفاءه التام ليس معناه إيقاف الدواء حتى يوقفه الطبيب, وليس معنى ذلك أن المريض قد أصبح مدمناً, ولكن هذه هي طبيعة الأمراض النفسية وأدويتها.
الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض في التخصصات الأخرى, فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة, ومنهم من لا يستجيب مطلقاً, ومنهم من يستجيب جزئياً لأن العلاج فعال في نسبة معينة من المرضى.
إن من الأمراض النفسية ما تتحكم به الأدوية النفسية دون أن يشفى المريض تماماً, كما في الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكر, ولذلك إذا أراد المريض أن تبقى حالته مستقرة فيجب عليه أن يستمر في العلاج فترة طويلة من حياته.
وتقصير الطبيب النفسي في توضيح تلك الأمور لمريضه في أول لقاء بينهما يؤدي إلى انقطاع المريض عن الدواء لأتفه الأسباب.
فلا مريض الضغط المرتفع, ولا مريض القلب, ولا مريض الكبد, ولا مريض السكر, ولا مريض الكلى, ولا مريض الروماتيزم يعالج بالمفهوم الذي نطلب من الطب النفسي الوصول إليه, وكلها تحتاج علاجاً يدوم طوال العمر, وبالرغم من ذلك كله لم نسمع من يتهم أدوية الضغط مثلاً بأنها مسكنات!.