المشكلات الاجتماعية في الطب النفسي
د. عمر المديفر
2006-04-17
أن يتوفر لدى طبيب المراكز الصحية المعلومات الأساسية عن المشكلات الاجتماعية في الطب عموماً, والطب النفسي خصوصاً. ويختص الطب النفسي الاجتماعي بالعوامل الاجتماعية والثقافية للسلوك الطبيعي وغير الطبيعي, وسوف نركز في هذا المجال على النقاط التالية:
1- من المهم جداً أن يتوفر لدينا معلومات كافية عن الخلفية الثقافية والاجتماعية للمرضى, وذلك حتى يمكننا فهم الأسباب المؤدية للاضطرابات العضوية والنفسية.
2- أن معظم المرضى النفسيين يكون لديهم علاقات أو ارتباطات اجتماعية صغيرة, مفككة أو متناثرة. وفي المقابل فإن الدعم الاجتماعي يساهم في التعافي من الاضطرابات النفسية والعضوية, ويؤدي إلى متابعة أفضل للحالات, وبالتالي يمنع الانتكاسات السريعة.
3- هناك ارتباط واضح بين المرض وأحداث وأزمات الحياة, وعليه يجب أن يتوافر لدينا معلومات كافية عن الحالة الاجتماعية والعوامل الأخرى, مثل ممارسات تنشئة الطفل, الأمراض العضوية, الضغوطات النفسية, الجينات الوراثية, صدمات الحياة الاجتماعية... إلخ... إن نوعية, وتأثير التغييرات على حياة الفرد لا تقل أهمية عن طبيعة أحداث الحياة ذاتها.
4- لا يلجأ الأفراد الذين يعانون من مشكلات عاطفية خطيرة في مجتمعات عديدة إلى طلب المساعدة على أيدي مختصين, ولو أن البعض منهم يفضل فكرة معالجة تلك المشكلات العاطفية بواسطة مختصين في الصحة النفسية, وعلاوة على ذلك فإن الشخص الذي يلجأ إلى طلب المعونة المتخصصة فإنه سيتحول غالباً إلى طبيب الرعاية الصحية الأولية, وليس إلى أخصائي في الصحة النفسية. قد يعزى هذا الاختيار جزئياً إلى العجز في الأطباء النفسيين في بعض المناطق, ولكن هناك عوامل أخرى قد يكون لها دور مثل الطبقة الاجتماعية للمرض النفسي عاملاً مهماً يحد من السعي إلى طلب المساعدة, وإن النساء يتفوقن على الرجال في طلب الرعاية الصحية النفسية.
5- لا زالت الاتجاهات السلبية نحو المرضى النفسيين تمثل مشكلة كبيرة تواجه خدمات الصحة النفسية, وتعتبر الكراهية والخوف والجهل بطبيعة الأمراض النفسية أهم الأسباب الشائعة لهذه الاتجاهات السلبية.. ويبدي الرجال اتجاهات سلبية أكثر من تلك التي تبديها النساء. هناك بعض الاعتبارات التي لها أساس من الحقيقة حول المصابين باضطرابات نفسية مثل التصرفات الخطرة المحتملة, أو عدم إمكانية التنبؤ بما يمكن أن يصدر عنهم من سلوكيات خصوصاً في الحالات الحادة, ولو أن بعض الدراسات أظهرت أن معظم الجرائم التي تنشأ من الاضطرابات النفسية تخلو من العنف (كابلان 1991م).
6- يمارس الطب الشعبي في بلادنا على نطاق واسع, وينصح التعامل بمرونة مع المداوين بالطب الشعبي بغرض زيادة الوعي لديهم بأهمية الصحة النفسية, وحثهم على التعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية, والإقلال من الممارسات الضارة والخطرة. وحتى في الولايات المتحدة فإن 42% من المرضى النفسيين يلجأون إلى رجال الدين, و18% فقط يستشيرون أخصائي الأمراض النفسية, بينما يلجأ 29% إلى الممارسين العاميين, 10% للأخصائيين الاجتماعيين, 1% فقط يستشيرون الزوجات, الأصدقاء, أو لا يتخذون أي أجراء (عكاشة 1992م).
نقلا عن الدليل الوطني للرعاية النفسية الأولية...وزارة الصحة السعودية
د. عمر المديفر
2006-04-17
أن يتوفر لدى طبيب المراكز الصحية المعلومات الأساسية عن المشكلات الاجتماعية في الطب عموماً, والطب النفسي خصوصاً. ويختص الطب النفسي الاجتماعي بالعوامل الاجتماعية والثقافية للسلوك الطبيعي وغير الطبيعي, وسوف نركز في هذا المجال على النقاط التالية:
1- من المهم جداً أن يتوفر لدينا معلومات كافية عن الخلفية الثقافية والاجتماعية للمرضى, وذلك حتى يمكننا فهم الأسباب المؤدية للاضطرابات العضوية والنفسية.
2- أن معظم المرضى النفسيين يكون لديهم علاقات أو ارتباطات اجتماعية صغيرة, مفككة أو متناثرة. وفي المقابل فإن الدعم الاجتماعي يساهم في التعافي من الاضطرابات النفسية والعضوية, ويؤدي إلى متابعة أفضل للحالات, وبالتالي يمنع الانتكاسات السريعة.
3- هناك ارتباط واضح بين المرض وأحداث وأزمات الحياة, وعليه يجب أن يتوافر لدينا معلومات كافية عن الحالة الاجتماعية والعوامل الأخرى, مثل ممارسات تنشئة الطفل, الأمراض العضوية, الضغوطات النفسية, الجينات الوراثية, صدمات الحياة الاجتماعية... إلخ... إن نوعية, وتأثير التغييرات على حياة الفرد لا تقل أهمية عن طبيعة أحداث الحياة ذاتها.
4- لا يلجأ الأفراد الذين يعانون من مشكلات عاطفية خطيرة في مجتمعات عديدة إلى طلب المساعدة على أيدي مختصين, ولو أن البعض منهم يفضل فكرة معالجة تلك المشكلات العاطفية بواسطة مختصين في الصحة النفسية, وعلاوة على ذلك فإن الشخص الذي يلجأ إلى طلب المعونة المتخصصة فإنه سيتحول غالباً إلى طبيب الرعاية الصحية الأولية, وليس إلى أخصائي في الصحة النفسية. قد يعزى هذا الاختيار جزئياً إلى العجز في الأطباء النفسيين في بعض المناطق, ولكن هناك عوامل أخرى قد يكون لها دور مثل الطبقة الاجتماعية للمرض النفسي عاملاً مهماً يحد من السعي إلى طلب المساعدة, وإن النساء يتفوقن على الرجال في طلب الرعاية الصحية النفسية.
5- لا زالت الاتجاهات السلبية نحو المرضى النفسيين تمثل مشكلة كبيرة تواجه خدمات الصحة النفسية, وتعتبر الكراهية والخوف والجهل بطبيعة الأمراض النفسية أهم الأسباب الشائعة لهذه الاتجاهات السلبية.. ويبدي الرجال اتجاهات سلبية أكثر من تلك التي تبديها النساء. هناك بعض الاعتبارات التي لها أساس من الحقيقة حول المصابين باضطرابات نفسية مثل التصرفات الخطرة المحتملة, أو عدم إمكانية التنبؤ بما يمكن أن يصدر عنهم من سلوكيات خصوصاً في الحالات الحادة, ولو أن بعض الدراسات أظهرت أن معظم الجرائم التي تنشأ من الاضطرابات النفسية تخلو من العنف (كابلان 1991م).
6- يمارس الطب الشعبي في بلادنا على نطاق واسع, وينصح التعامل بمرونة مع المداوين بالطب الشعبي بغرض زيادة الوعي لديهم بأهمية الصحة النفسية, وحثهم على التعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية, والإقلال من الممارسات الضارة والخطرة. وحتى في الولايات المتحدة فإن 42% من المرضى النفسيين يلجأون إلى رجال الدين, و18% فقط يستشيرون أخصائي الأمراض النفسية, بينما يلجأ 29% إلى الممارسين العاميين, 10% للأخصائيين الاجتماعيين, 1% فقط يستشيرون الزوجات, الأصدقاء, أو لا يتخذون أي أجراء (عكاشة 1992م).
نقلا عن الدليل الوطني للرعاية النفسية الأولية...وزارة الصحة السعودية