]المدارس الشعرية
مصطلح أطلق في بعض البلدان العربية ترجمة لمصطلح المذاهب الأدبية ، وهي جزء من رؤية فلسفية ظهرت في اوربا اولا
اولها المذهب الكلاسيكي/ الاتباعي / :
حيث رأى أصحاب هذا المذهب أن الأقدمين لم يتركوا لنا شيئا ، وتحدثوا في جميع مناحي الحياة فما نحن فاعلون ؟
نسير على خطاهم ، ونقتدي بهم بل نستلهم مو ضوعاتهم وأفكارهم وأساليبهم في التعبير والتصوير والكتابة بشكل عام ، وهذا يدل على سياسة أوروبا في عصر الثبات على القوانين الثابتة وجمودها من سيطرة الكنيسة والإقطاعيين
وأن السلطة من الله لهؤلاء فلا يفكرنّ أحد في أي تغيير
وفي الشعر كذلك
وفي أدبنا العربي بعد الانحطاط في المستوى الشعري في عصر المماليك والعصر العثماني الذي وصل فيه الشعر العربي إلى أدنى مستوى له حاول الشعراء في عصر النهضة إلى العودة إلى الموروث الشعري في العصور التي كان فيها الشعر نابضا بالحياة والقوة في العصر العباسي الأول والثاني على يد أبي تمام والبحتري والمتنبي وأبي العلاء المعري
وكان أول من أعاد للشعر عموده الشاعر الكلاسيكي / محمود سامي البارودي / الذي يعد بحق المنطلق الأول إلى ارتقاء شعري جديد ثم تلاه حافظ إبراهيم وشوقي من مصر
والزهاوي من العراق
والزركلي وبدوي الجبل من سوريا وغيرهم كثيرون
من سمات هذه المدرسة :
ــــ العودة إلى الموروث الشعري
ـــ المحافظة التامة على وحدة الوزن والقافية
ـــ التصوير الجزئي التفسيري / تشبيه واستعارة وكناية /
ـــ استخدام اللألفاظ الجزلة القوية
ـــ عدم المحافظة على الوحدة العضوية / فيمكن حذف أو تأخير أوتقديم أي بيت ولا يختل المعنى /
يقول البارودي / رب السيف والقلم كما سمي :
أسود لدى الأبيات بين نسائهم......... ولكنهم عند الهياج نقانق
إذا المرء لم ينهض بقائم سيفه ....... يا ليت شعري كيف تحمى الحقائق
نلحظ اللفظ الضخم القوي والتصوير في التشبيه / أسود .....
أما بدوي الجبل / اسمه محمد سليمان الأحمد / فيقول :
شاد على الأيك غنانا فأشجانا .... تبارك الشعر أطيابا وألحانا
ترنح البان واخضلت شمائله ...... فهل سقى الشعر من صهبائه البانا
فأنت ترى أننا نحتاج المعجم لمعرفة مقاصده في معاني الألفاظ
2 ـــ المدرسة الرومانسية / الابتداعية /
ظهرت في أوربا في منتصف القرن الثامن عشر حيث بدأ التغيير السياسي وإبعاد الكنسية عن الدولة وظهور الالة
، وحدثت ثورات كثيرة وقتلى فقال الرومانسيون :عودو إلى الطبيعة وكونوا مثلها في عطائها وجمالها ، ورغم أنهم شاركوا بعنف في القتال إلا أنهم كما يقال : غمسوا أقلامهم في حبر الطبيعة وكتبوا /
وظهرت في شعرنا العربي بعد البارودي والزهاوي وغيرهم على يد : عمر أبو ريشة ... السياب .... أبوسلمى وغيرهم
وليس معنى هذا أن نقول عن الشاعر نفسه أنه رومانسي فهو يكتب أحيانا القصيدة الرومانسية واحيانا الكلاسيكية
ومن ملامحها :
ـــ ثورة على قيود الكلاسيكية
ــــ الخروج أحيانا على وحدة القافية
ــــ التصوير الكلي / الصوت ... اللون ... والحركة / في مشهد كلي
ـــ اللجوء إلى الطبيعة مفردات وصورا
ـــ ظهور ذاتية الشاعر
يقول عمر أبو ريشة : وهو شاعر سوري :
أمتي هل لك بين الأمم ..... منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق خجلا ......من أمسك المنصرم
ويبدة الشاعر المهجري : إيليّا أبو ماضي ممثلا للمتواضع في ظهور شخصي أمام المتكبر:
يا أخي لا تمل بوجهك عني ....... ما أنا فحمة ولاأنت فرقد
وسوف أتحدث في دراسة قادمة عن مدرسة الشعر الجديد