في مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 92هـ ، وقعت معركة شَذُونَة على نهر لَكّة في الأندلس ، بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد - رحمه الله - وبين لُذْريق قائد القوط .
وتلك المعركة هي التي وقف فيها القائد العربي العظيم طارق بن زياد يحّث المسلمين على الصمود في الميدان ، ثم خطب فيهم خطبته البليغة المشهورة ، التي بدأها بقوله :
( أيها الناس أين المفّر ، البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر . وأعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللائام . وقد أستقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته وأقواته . وهي موفورة . وأنتم لا حول لكم إلا سيوفكم ولا أقوات لكم ، إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم وإن امتدت بكم الأيام على لافتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم فأدفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجرة هذه الطاغية ، ما فعلت من شيء فافعلوا مثله ، أن حملت فأحملوا ، وإن وقفت فقفوا ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال وها أنا ذا حاملٌ حتى أغشاه فأحملوا حملتي وأكتفوا لهم من فتح هذه الجزيرة بقتله ، فإنهم بعهد يخذلون ) .
وقد اتصلت الحرب بين الجانبين ثمانية أيام ، استشهد فيها ثلاثة آلاف من المسلمين ، ولكن الهزيمة دارت على لذريق وجيشه ، وقيل : إن لذريق غرق وقُتل كثير من جيشه .
وفي بدء المعركة وجّه لذريق أحد قادته من أصحابه قد عرف نجدته ، ووثق ببأسه ليشرف على عسكر طارق ليعرف عددهم ، ويعاين هيئاتهم ومراكبهم ، " فأقبل حتى طلع على العسكر ثم شدَّ في وجوه من استشرفه من المسلمين ، فوثبوا إليه فولّى منصرفاً راكضاً وفاتهم بسبق فرسه ، فقال للذريق : أتتك الصور التي كشف لك عنها التابوت ، فخذ على نفسك ، فقد جاءك منهم مَن لا يريد إلا الموت أو إصابة ما تحت قدميك ... وصُفُّوا في السهل موطِّنين أنفسهم على الثبات ؛ إذ ليس لهم في أرضنا مكان مهرب ، فرعب وتضاعف جزعه ، والتقى العسكران بالبحيرة ، واقتتلوا قتالاً شديداً إلى أن انهزمت ميمنة لذريق وميسرته " .
وقد اعتبرت هذه المعركة من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام ، حيث مهّدت للفتح الإسلامي للأندلس ؛ ولذلك قال ابن الأثير عقب هذه المعركة : " وسار طارق إلى مدينة إستجة مُتَّبِعاً لهم ( لفلول المنهزمين في معركة شذونة) ، فلقيه أهلها ومعهم من المنهزمين خلقٌ كثير ، فقاتلوه قتالاً شديداً ، ثم انهزم أهل الأندلس ولم يلقَ المسلمون بعدها حرباً مثلها " .
وتعليق ابن الأثير بأن المسلمين لم يلقوا حرباً مثلها ، دليلٌ على اعتبار هذه المعركة خطاً فاصلاً لمسيرة الفتوح الإسلامية في الأندلس .
وتلك المعركة هي التي وقف فيها القائد العربي العظيم طارق بن زياد يحّث المسلمين على الصمود في الميدان ، ثم خطب فيهم خطبته البليغة المشهورة ، التي بدأها بقوله :
( أيها الناس أين المفّر ، البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر . وأعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللائام . وقد أستقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته وأقواته . وهي موفورة . وأنتم لا حول لكم إلا سيوفكم ولا أقوات لكم ، إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم وإن امتدت بكم الأيام على لافتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم فأدفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجرة هذه الطاغية ، ما فعلت من شيء فافعلوا مثله ، أن حملت فأحملوا ، وإن وقفت فقفوا ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال وها أنا ذا حاملٌ حتى أغشاه فأحملوا حملتي وأكتفوا لهم من فتح هذه الجزيرة بقتله ، فإنهم بعهد يخذلون ) .
وقد اتصلت الحرب بين الجانبين ثمانية أيام ، استشهد فيها ثلاثة آلاف من المسلمين ، ولكن الهزيمة دارت على لذريق وجيشه ، وقيل : إن لذريق غرق وقُتل كثير من جيشه .
وفي بدء المعركة وجّه لذريق أحد قادته من أصحابه قد عرف نجدته ، ووثق ببأسه ليشرف على عسكر طارق ليعرف عددهم ، ويعاين هيئاتهم ومراكبهم ، " فأقبل حتى طلع على العسكر ثم شدَّ في وجوه من استشرفه من المسلمين ، فوثبوا إليه فولّى منصرفاً راكضاً وفاتهم بسبق فرسه ، فقال للذريق : أتتك الصور التي كشف لك عنها التابوت ، فخذ على نفسك ، فقد جاءك منهم مَن لا يريد إلا الموت أو إصابة ما تحت قدميك ... وصُفُّوا في السهل موطِّنين أنفسهم على الثبات ؛ إذ ليس لهم في أرضنا مكان مهرب ، فرعب وتضاعف جزعه ، والتقى العسكران بالبحيرة ، واقتتلوا قتالاً شديداً إلى أن انهزمت ميمنة لذريق وميسرته " .
وقد اعتبرت هذه المعركة من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام ، حيث مهّدت للفتح الإسلامي للأندلس ؛ ولذلك قال ابن الأثير عقب هذه المعركة : " وسار طارق إلى مدينة إستجة مُتَّبِعاً لهم ( لفلول المنهزمين في معركة شذونة) ، فلقيه أهلها ومعهم من المنهزمين خلقٌ كثير ، فقاتلوه قتالاً شديداً ، ثم انهزم أهل الأندلس ولم يلقَ المسلمون بعدها حرباً مثلها " .
وتعليق ابن الأثير بأن المسلمين لم يلقوا حرباً مثلها ، دليلٌ على اعتبار هذه المعركة خطاً فاصلاً لمسيرة الفتوح الإسلامية في الأندلس .