معركة إفراغة ...23 رمضان 528هـ ـ 23 يولية 1134م
كان ألفونسو المحارب ملك «أراجون» إحدى الممالك النصرانية الإسبانية في شمال الأندلس من أشد وأعتى ملوك ألإسبان في حربه ضد المسلمين، وكان يضطرم بروح صليبية عارمة ويهدف لتوحيد الممالك الإسبانية في الشمال تحت إمرته، لمواصلة حرب الاسترداد المقدسة والتي تهدف لإعادة حكم الإسبان على شبه الجزيرة الإيبرية، وقد نجح ألفونسو المحارب في السيطرة على معظم مدن الثغر الأعلى في شمال شرف الأندلس وأهم هذه المدن: سرقسة وتطلية وطرسونة وقلعة أيوب وذلك كله سنة 512هـ.
انشغل ألفونسو المحارب بحروب داخلية طاحنة مع جيرانه في مملكة قشتالة، استمر فيها عدة سنوات شغلته عن حرب المسلمين، فلما اصطلح مع جيرانه القشتاليين، قرر استئناف حملته على الأندلس وكان هدفه في هذه المرة «مدينة طرطوشة» العريقة على الساحل الشرقي للأندلس ليضمن السيطرة على نهير «إبيرة» الكبير، ومن ثم الملاحة في شمال الأندلس كله ولكنكان عليه أولاً أن يستولي على مدينة «إفراغه» كي يحتل طرطوشة.
كانت مدينة إفراغة شديدة التحصين وتقع على ربوة عالية في نهاية منحدر وعر ضيق فبالتالي تصعب مهاجمته ويسهل الدفاع عنه، وكانت الأندلس وقتها تحت حكم المرابطين، فأرسلوا جيشًا على وجه السرعة لنجدة إفراغه بقيادة أمهر قادة المرابطين وهو «يحيى بن غانيه».
وصل ألفونسو المحارب بحملته الصليبية المشتركة التي تضم بجانب الإسبان طليان وفرنسيين وهولنديين، إلى أسوار المدينة وأبدى أهلها مقاومة شديدة أرهقت الصليبيين لشدة مما حدا بألفونسو لئن يجمع قادة جيشه ويقسموا جميعًا تحت أسوار المدينة بأن يفتحوها بجد السيف ويقتلوا أهلها جميعًا، أو يهلكوا دون ذلك، وأمر ألفونسو بإحضار رفات القديسيين بزعمهم إلى المعسكر لإذكاء حماس جنوده، وجعل قيادة الصفوف للأساقفة والرهبان.
كانت الجيوش المرابطة منقسمة إلى عدة سرايا نظرًا لأنها قدمت من عدة أماكن متفرقة من الأندلس، فوصلت إحدى السرايا مبكرًا عن باقي الجيوش، وأسرعت هذه السرية فاشتبكت مع الصليبيين، فهزمت بسبب الفارق الكبير بين الفريقين، وعندها دب اليأس والوهن في قلوب أهل المدينة وعرضوا التسليم نظير الأمن على النفس والمال والولد، فرفض ألفونسو المحارب هذا العرض وأصر على اقتحام المدينة بالقوة وتقل جميع أهلها وفاءًا بيمينه.
في هذه الأثناء وصلت باقي الجيوش المرابطية بقيادة «يحيى بن غانيه» الذي وضع خطة ذكية لاستدراج الصليبيين خارج أسوار المدينة، بواسطة قافلة من المؤن، وبالفعل نجحت الخدعة الحربية، وتحرك الصليبيون عن أسوار المدينة وعندها انقض المرابطون على الصليبيين ورغم التفاوت الكبير بين الجيشين، إذ كان الصليبيون أضعاف المسلمين، إلا أن المعركة كانت من أشد وأعنف ما عرفه تاريخ القتال بين المسلمين والنصارى في شمال الأندلس، ثم حدث تغير كبير في القتال عندما خرج أهل إفراغة من أبواب المدينة التي ترك الصليبيون محاصرتها وانقضوا على مؤخرة الجيش الصليبي الذي وقع بين فكي كماشة فتاكة، وتمزق الجيش الصليبي ووقعت عليه الهزيمة المروعة في 23 رمضان سنة 528هـ.
ولقد كان وقع الهزيمة الساحقة على ألفونسو المحارب بالغ الأثر، فلقد انسحب من القتال بصحبة فارسين فقطن ومن شدة خجله لجأ إلى دير «خوان دي لابتيا» في سرقسطة وبه توفى همًا وغمًا بعد ثمانية أيام من المعركة، وبالتالي اختفت شخصية في غاية الخطورة من ميدان الصراع بين المسلمين والإسبان، وكان ألفونسو هذا من المقاتلين الأشداء الذين لا يعرفون في حياتهم إلا قتال المسلمين، فلم يتمتع من متع الدنيا بشيء، وقضى حياته كلها في تقال المسلمين من أجل إعادة الأندلس نصرانية مرة أخرى.
كان ألفونسو المحارب ملك «أراجون» إحدى الممالك النصرانية الإسبانية في شمال الأندلس من أشد وأعتى ملوك ألإسبان في حربه ضد المسلمين، وكان يضطرم بروح صليبية عارمة ويهدف لتوحيد الممالك الإسبانية في الشمال تحت إمرته، لمواصلة حرب الاسترداد المقدسة والتي تهدف لإعادة حكم الإسبان على شبه الجزيرة الإيبرية، وقد نجح ألفونسو المحارب في السيطرة على معظم مدن الثغر الأعلى في شمال شرف الأندلس وأهم هذه المدن: سرقسة وتطلية وطرسونة وقلعة أيوب وذلك كله سنة 512هـ.
انشغل ألفونسو المحارب بحروب داخلية طاحنة مع جيرانه في مملكة قشتالة، استمر فيها عدة سنوات شغلته عن حرب المسلمين، فلما اصطلح مع جيرانه القشتاليين، قرر استئناف حملته على الأندلس وكان هدفه في هذه المرة «مدينة طرطوشة» العريقة على الساحل الشرقي للأندلس ليضمن السيطرة على نهير «إبيرة» الكبير، ومن ثم الملاحة في شمال الأندلس كله ولكنكان عليه أولاً أن يستولي على مدينة «إفراغه» كي يحتل طرطوشة.
كانت مدينة إفراغة شديدة التحصين وتقع على ربوة عالية في نهاية منحدر وعر ضيق فبالتالي تصعب مهاجمته ويسهل الدفاع عنه، وكانت الأندلس وقتها تحت حكم المرابطين، فأرسلوا جيشًا على وجه السرعة لنجدة إفراغه بقيادة أمهر قادة المرابطين وهو «يحيى بن غانيه».
وصل ألفونسو المحارب بحملته الصليبية المشتركة التي تضم بجانب الإسبان طليان وفرنسيين وهولنديين، إلى أسوار المدينة وأبدى أهلها مقاومة شديدة أرهقت الصليبيين لشدة مما حدا بألفونسو لئن يجمع قادة جيشه ويقسموا جميعًا تحت أسوار المدينة بأن يفتحوها بجد السيف ويقتلوا أهلها جميعًا، أو يهلكوا دون ذلك، وأمر ألفونسو بإحضار رفات القديسيين بزعمهم إلى المعسكر لإذكاء حماس جنوده، وجعل قيادة الصفوف للأساقفة والرهبان.
كانت الجيوش المرابطة منقسمة إلى عدة سرايا نظرًا لأنها قدمت من عدة أماكن متفرقة من الأندلس، فوصلت إحدى السرايا مبكرًا عن باقي الجيوش، وأسرعت هذه السرية فاشتبكت مع الصليبيين، فهزمت بسبب الفارق الكبير بين الفريقين، وعندها دب اليأس والوهن في قلوب أهل المدينة وعرضوا التسليم نظير الأمن على النفس والمال والولد، فرفض ألفونسو المحارب هذا العرض وأصر على اقتحام المدينة بالقوة وتقل جميع أهلها وفاءًا بيمينه.
في هذه الأثناء وصلت باقي الجيوش المرابطية بقيادة «يحيى بن غانيه» الذي وضع خطة ذكية لاستدراج الصليبيين خارج أسوار المدينة، بواسطة قافلة من المؤن، وبالفعل نجحت الخدعة الحربية، وتحرك الصليبيون عن أسوار المدينة وعندها انقض المرابطون على الصليبيين ورغم التفاوت الكبير بين الجيشين، إذ كان الصليبيون أضعاف المسلمين، إلا أن المعركة كانت من أشد وأعنف ما عرفه تاريخ القتال بين المسلمين والنصارى في شمال الأندلس، ثم حدث تغير كبير في القتال عندما خرج أهل إفراغة من أبواب المدينة التي ترك الصليبيون محاصرتها وانقضوا على مؤخرة الجيش الصليبي الذي وقع بين فكي كماشة فتاكة، وتمزق الجيش الصليبي ووقعت عليه الهزيمة المروعة في 23 رمضان سنة 528هـ.
ولقد كان وقع الهزيمة الساحقة على ألفونسو المحارب بالغ الأثر، فلقد انسحب من القتال بصحبة فارسين فقطن ومن شدة خجله لجأ إلى دير «خوان دي لابتيا» في سرقسطة وبه توفى همًا وغمًا بعد ثمانية أيام من المعركة، وبالتالي اختفت شخصية في غاية الخطورة من ميدان الصراع بين المسلمين والإسبان، وكان ألفونسو هذا من المقاتلين الأشداء الذين لا يعرفون في حياتهم إلا قتال المسلمين، فلم يتمتع من متع الدنيا بشيء، وقضى حياته كلها في تقال المسلمين من أجل إعادة الأندلس نصرانية مرة أخرى.