أوصى ديننا الحنيف بصلة الرحم و اعتبرها من أهم الواجبات الدينية و الاجتماعية و الإنسانية التي حث جميع أفراد المجتمع على تأديتها حق الأداء لأن في الحفاظ عليها حفظ و صون للمجمتع من عوامل الفرقة و التشرد و الضعف و الشتات فالأرحام هم أقرب الناس إلينا فهم الأب و الأم و الأخت و الأخ و الخالة و العمة وغيرهم من الأرحام المقربة فعلينا أن لا نقطع أواصر الصلة و المحبة و الإحسان معهم حتى لو بعدت بيننا المسافات فوسائل التواصل الاجتماعي باتت كثيرة و في متناول الجميع و عند الفقير قبل الغني فلا عذر لمن يقطع رحمه ولا يصلها فالعلم قرب المسافات البعيدة و جميعنا لوا أراد حقاً لأوجد لنفسه الوقت لزيارة قريبه أو الاتصال به و الاطمئنان عليه حتى لو كان ذلك برسالة أو مكالمة هاتفية فالرحم حبل يتصل بالسماء و برضا الله سبحانه وتعالى فمن يرد أن يقطع ذلك الحبل المتين فليقطع رحمه لينعكس ذلك بالسلب عليه و على حياته و على علاقته بالآخرين و العكس صحيح فعلينا أن لا نتجاهل تلك العبادة الجميلة الراقية التي تعكس بنية المجتمع ومدى متانته و منعته من براثن الفرقة و الخلاف و لأهميتها الكبيرة عند الله فقد جعل قطع الأرحام سبباً لعدم رفع ثواب الأعمال الصالحة إليه فقاطع الرحم لا تنفع صلاته و لا صيامه و لا عباداته إذا كان على خلاف وخصام و قطيعة مع أحد أرحامه حتى يعدل و يصالح و يتوب إلى الله توبة نصوحة ابتغاء مرضاة الله كما أن الرحمن جعل من الرحم سبيلاً لتحصيل الرزق الكثير الوافر فجاء في الحديث الشريف ((من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه )) صدق الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات و أتم التسليم فالأرحام هم الأهل و السند و الحضن فمن لا يحب أن يكون سنده قوياً متيناً ليتكىء عليه عليه إذا دارت حوله النوائب فلنعمل جميعاً على تذكير القلوب و مخاطبة العقول و تطهير النفوس عبر نشرنا و سعينا الدؤوب إلى الإصلاح بين الأرحام المتقطعة و المتخاصمة مهما كان سبب الخلاف و الخصام فالحق أولى و أعلى و أسمى من عناد النفوس و كبرها فلتنقى سرائرنا و لنصل أرحامنا حتى يكرمنا الله و يرزقنا حلاوة التقرب إليه و الفوز بجنته .