بسم الله الرحمان الرحيم
"" نفحات رمضانية ""
الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي الأمين وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده .
تقديم :
إننا والحمد لله على أبواب شهر رمضان المبارك ، شهر الخير والبركات ، شهر هو عند الله خير
الشهور ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، تصفد فيه الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه
أبواب الجنان ، وينادي منادي الله :" يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر " ، ولله فيه عتقاء من
النار وذالك كل ليلة .
فيه تضاعف الحسنات ، والنفل بإذن الله يكتب فرضا والفرض بسبعين فرضا والله يضاعف لمن
يشاء ، والعطايا والمنح من المنعم سبحانه في هذا الشهر العظيم لا تعد ولا تحصى ، والمحروم
من أدركه رمضان ولم يغفر له ، ومن حرم نفسه من فضل الله وعطاء الله ، والقناعة من الله حرمان
.
فيا سعادة ويا فرحة من اغتنم خيرات هذا الشهر الأبرك : قربة إلى الله وتمتينا لمقام العبودية لله
عز وجل ، وطلبا لكمال الإيمان واستشرافا لمقامات الإحسان.
فيا ترى كيف نستقبل هذا الشهر المبارك ؟
كيف نغتنم شهرا قال الله تعالى فيه " أياما معدودات " ؟
وما هي المحاذير التي يجب الحذر منها خلال شهر رمضان ؟
ذالك ما تجيب عنه هذه الكلمات باختصار غير مخل بالمقصود والله تعالى من وراء القصد وهو
يهدي السبيل .
المحور الأول :
كيف نستقبل رمضان المبارك :
أ ــ التوبة النصوح :
خير ما يُستقبل به شهر البركات توبة الى الله تعالى ، توبة انقلابية من عالم الغفلة والنوم
الى عالم اليقظة والذكر ، من الخمول والكسل إلى الجد والعمل ، ومن الأماني المعسولة إلى
الجهاد في سبيل الله ، ومن التقصير والتفريط في دعوة الله إلى العمل الجاد والمسئول لإحياء
أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتربية رجالها ونسائها وتعبئتهم وتنظيمهم ليقوموا لله ويتحزبوا
لله ويتآخوا ويتحابوا طلبا للقربى والزلفى عند الله واستشرافا للوعد الصادق :" ثم تكون الخلافة
على منهاج النبوة ".
يقول الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ".
ب ــ الشوق والفرح :
كان السلف الصالح يتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء قبل شهر رمضان بخمسة أو ستة أشهر
يقولون ويرددون شوقا :" اللهم بلغنا رمضان " ، كانوا والله أفرح الناس وأسعد الناس عندما يهل
عليهم هلال رمضان ، يفرحون والله بفضل الله وبرحمته سبحانه وبما أعده الله لعباده الصائمين
القائمين الذاكرين التالين للقرآن المتبتلين المجاهدين الجهاد الأنفسي والجهاد الآفاقي :" قل
بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا "
والفرح بفضل الله ورحمته عبادة عظيمة وقربة جليلة ، والشوق إليه سبحانه من مقامات
الإحسان .
ت ــ الهمة والعزم :
همة وإرادة أحباب الله من سلفنا الصالح وصالحي هذه الأمة الولودة المباركة صيام نهار
رمضان وقيام ليله واغتنام جميع أوقاته .
همتهم كانت ولا تزال الإنقطاع التام لله تعالى والإقبال عليه قال الله عز وجل في محكم التنزيل
:" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ".
همة أحباب الله في رمضان إغتنام كل فرص الخير من أدنى شعب الايمان وهي إماطة الأذى عن
الطريق إلى أعلى شعب الإيمان وهي الكلمة الطيبة النورانية المباركة : لا اله الا الله .
همة أحباب الله الدعوة الى الله وتحبيب رب الناس إلى للناس ، و " لئن يهدي الله بك رجلا واحدا
خير لك من حمر النعم " أو " خير لك مما طلعت عليه الشمس ".
همة أحباب الله الجهاد في سبيل الله و " ما ترك قوم الجهاد إلا ذُلوا " ، ولنتذكر : بدر الكبرى ــ
فتح مكة ــ عين جالوت ــ حطين .... كلها وقائع حدثت في شهر الدعوة والجهاد : شهر رمضان
المبارك .
هذه همة أحباب الله فأين همتك من همتهم ؟ وأين عزيمتك ؟ وأين إرادتك ؟ أين ؟
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :" من أصبح وهمه غير الله فليس من الله ، ومن أصبح لا
يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ".
المحور الثاني :
كيف نغتنم شهر رمضان المبارك :
إن الله عز وجل خلق الكون وما فيه بنظام دقيق وبتنسيق عجيب معجز للخلق كلهم أجمعين ،
وخلق سبحانه للخلق هدفا هو سر الوجود وغاية إليها تشرئب الأعناق .
فالدرس من هذا التنظيم المحكم والتنسيق الدقيق هو أن ينظم المؤمن حياته ، والحياة أعوام
وشهور وأسابيع وأيام وساعات ودقائق وثوان مجموعة ، يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله :"
يا أيها الإنسان إنما أنت أيام مجموعة ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك " .
إنا لنفرح بالأيام نقطعها .... وكل يوم مضى جزء من العمر
تنظيم محكم ودقيق في الكون ، يُقابله تنظيم المؤمن وقته واغتنامه فرصة العمر ونعمة الصحة
والحياة... :" إغتنم خمسا قبل خمس ....".
1ــ تحديد الهدف والغاية :
قال تعالى :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم :" إنما
الأعمال بالنيات " ، فالنية أولا ووسطا وأخيرا ينبغي أن تكون لله الواحد الأحد .
الهدف والغاية وجه الله :" يريدون وجهه " ، وحب الله :" يحبهم ويحبونه " ، والقرب من الله :"
والسابقون السابقون أولئك المقربون ".
خاب والله وخسر من مر من هذه الدنيا نكرة ولم يفز بالله والقرب من الله فلا والله لا نهاية
لحسرته وندامته .
2 ــ تنظيم الوقت :
ينبغي للمؤمن أن تكون حياته اليومية منتظمة ومتناسقة بعضها يكمل بعضا ، ودائما يطرح
المؤمن الصادق في طلبه وجه الله سؤالا على نفسه : كيف أقضي يومي وليلتي ؟
فلا بد للمؤمن إذا من :
أ ــ وقت للصلاة :
ــ الصلوات الخمس في بيوت الله .
ــ الرواتب القبلية والبعدية .
ــ الحرص الشديد على عدم تفويت فرض واحد مع الجماعة في شهر رمضان.
ــ المداومة على صلاة التراويح في ضيافة الرحمان .
ــ " لا تجعلوا بيوتكم مقابر لا يصلى فيها " ، فليكن للمؤمن ورد من النفل ـ خصوصا في الليل ـ
للتبتل والبكاء والخلوة بملك الملوك سبحانه .
وتذكر أخيرا : الصلاة أولا .. الصلاة أولا .. الصلاة أولا ..
ب ــ وقت للقرآن الكريم :
شهر رمضان شهر القرآن وقد كان السلف الصالح يختمون القرآن مرات عديدة في شهر
رمضان ومنهم من كان يختمه في ليلة ، وكانوا رحمهم الله وأجزل لهم العطاء يجتهدون اجتهادا
قل نظيره في ختم أكبر عدد من الختمات ، فليحرص المؤمن ولتحرص المؤمنة على :
ــ تحديد عدد الختمات : أضعف الإيمان ثلاث ختمات بمعدل ختمة كل عشرة أيام
ــ تحديد سورة أو سور للحفظ : الكهف ـ ياسين قلب القرآن ـ سورة الأخلاق....
ــ مراجعة المحفوظ من القرآن الكريم .
ت ــ وقت للذكر :
في كتاب ربنا وسنة نبينا حظ وحث متكرر على الذكر ، وبعض الناس غفر الله لنا ولهم يحصرون
معنى الذكر في الصلاة وتلاوة القرآن وطلب العلم ، وهذا فهم ناقص للمعنى الشامل للذكر
وتعبير عن همة ضعيفة لا تقدر على الصبر في جلسة ذكر مع الله تعالى :" أنا جليس من ذكرني
" و " أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني " و " أذكروني أذكركم " ، ومن
الصيغ الواردة في سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم والتي يجب الحرص عليها :
ـــ الإستغفار :
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :" يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في
اليوم مائة مرة " وفي رواية " سبعين مرة " ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في المجلس
الواحد أكثر من سبعين مرة : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
ـ الإكثار من قول : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
ـ تحري الأوقات الفاضلة للإستغفار :
+ وقت السحر حين ينزل المولى الكريم إلى السماء الدنيا فينادي أصحاب الليل
" هل من مستغفر فأغفر له "
+ عند النوم لينام المؤمن على أفضل العزائم .
ـ الخضوع والخشوع وتذكر فضل الله ونعم الله علينا مقابل إساءتنا وذنوبنا وغفلتنا .
يقول من هو أعلم بحالنا منا :" يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا
فاستغفروني أغفر لكم " .
ـــ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ونور وخير عميم وبركة يرجوها المؤمن
شفاعة وقربة يوم القيامة .
الله تعالى صلى على نبيه ، كما صلت عليه الملائكة الكرام ، وقد أمرنا الله عز وجل بالصلاة عليه
فقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ".
وفي الحديث :" من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل : اللهم صل على محمد النبي وأزواجه
أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
ـــ الكلمة الطيبة :
" أفضل الذكر لا اله الا الله "
" أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا اله الا الله " ، وهي حصن منيع :" لا اله الا الله حصني
من دخل حصني أمن من عذابي " .
وهي الشافية لأمراض القلوب وبها يتجدد الإيمان :" جددوا ايمانكم ، قالوا : كيف نجدد إيماننا يا
رسول الله ، قال : أكثروا من قول لا اله الا الله " ، وهي الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها
في السماء .
فإذا ردد المؤمن الكلمة الطيبة وأكثر من ذكرها حتى تستقر في القلب ، وأحبها وعاش عليها
مات عليها و :" من كان آخر آخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة ".
ـــ وقت للأهل والولد :
إن مما ينبغي أن يتذكره المؤمن أن لأهله وولده عليه حقا ، كما لربه عليه حقا ولنفسه عليه
حقا ،وقد كان السلف الصالح يقسمون الليل إلى ثلاثة أجزاء ، فجزء لله تعالى وجزء للأهل والولد
وجزء للنفس وراحة البدن .
وقصة سلمان الحكيم رضي الله عنه مع أبي الدرداء رضي الله عنه لجديرة بالإهتمام والمدارسة
واستنباط الدروس والعبر .
" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ".
" كل مولود يولد على الفطرة ....".
........ ........... .............
لكي لا أثقل على أحبابي وإخوتي أترك تتمة الموضوع إلى فرصة قادمة وقريبة إن شاء الله تعالى
وإن مد الكريم سبحانه في عمرنا .
زصل اللهم وسلم على الحبيب وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده .
والحمد لله رب العالمين .
تم بحمد الله يوم الأحد : 15 شعبان 1432
"" نفحات رمضانية ""
الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي الأمين وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده .
تقديم :
إننا والحمد لله على أبواب شهر رمضان المبارك ، شهر الخير والبركات ، شهر هو عند الله خير
الشهور ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، تصفد فيه الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه
أبواب الجنان ، وينادي منادي الله :" يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر " ، ولله فيه عتقاء من
النار وذالك كل ليلة .
فيه تضاعف الحسنات ، والنفل بإذن الله يكتب فرضا والفرض بسبعين فرضا والله يضاعف لمن
يشاء ، والعطايا والمنح من المنعم سبحانه في هذا الشهر العظيم لا تعد ولا تحصى ، والمحروم
من أدركه رمضان ولم يغفر له ، ومن حرم نفسه من فضل الله وعطاء الله ، والقناعة من الله حرمان
.
فيا سعادة ويا فرحة من اغتنم خيرات هذا الشهر الأبرك : قربة إلى الله وتمتينا لمقام العبودية لله
عز وجل ، وطلبا لكمال الإيمان واستشرافا لمقامات الإحسان.
فيا ترى كيف نستقبل هذا الشهر المبارك ؟
كيف نغتنم شهرا قال الله تعالى فيه " أياما معدودات " ؟
وما هي المحاذير التي يجب الحذر منها خلال شهر رمضان ؟
ذالك ما تجيب عنه هذه الكلمات باختصار غير مخل بالمقصود والله تعالى من وراء القصد وهو
يهدي السبيل .
المحور الأول :
كيف نستقبل رمضان المبارك :
أ ــ التوبة النصوح :
خير ما يُستقبل به شهر البركات توبة الى الله تعالى ، توبة انقلابية من عالم الغفلة والنوم
الى عالم اليقظة والذكر ، من الخمول والكسل إلى الجد والعمل ، ومن الأماني المعسولة إلى
الجهاد في سبيل الله ، ومن التقصير والتفريط في دعوة الله إلى العمل الجاد والمسئول لإحياء
أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتربية رجالها ونسائها وتعبئتهم وتنظيمهم ليقوموا لله ويتحزبوا
لله ويتآخوا ويتحابوا طلبا للقربى والزلفى عند الله واستشرافا للوعد الصادق :" ثم تكون الخلافة
على منهاج النبوة ".
يقول الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ".
ب ــ الشوق والفرح :
كان السلف الصالح يتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء قبل شهر رمضان بخمسة أو ستة أشهر
يقولون ويرددون شوقا :" اللهم بلغنا رمضان " ، كانوا والله أفرح الناس وأسعد الناس عندما يهل
عليهم هلال رمضان ، يفرحون والله بفضل الله وبرحمته سبحانه وبما أعده الله لعباده الصائمين
القائمين الذاكرين التالين للقرآن المتبتلين المجاهدين الجهاد الأنفسي والجهاد الآفاقي :" قل
بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا "
والفرح بفضل الله ورحمته عبادة عظيمة وقربة جليلة ، والشوق إليه سبحانه من مقامات
الإحسان .
ت ــ الهمة والعزم :
همة وإرادة أحباب الله من سلفنا الصالح وصالحي هذه الأمة الولودة المباركة صيام نهار
رمضان وقيام ليله واغتنام جميع أوقاته .
همتهم كانت ولا تزال الإنقطاع التام لله تعالى والإقبال عليه قال الله عز وجل في محكم التنزيل
:" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ".
همة أحباب الله في رمضان إغتنام كل فرص الخير من أدنى شعب الايمان وهي إماطة الأذى عن
الطريق إلى أعلى شعب الإيمان وهي الكلمة الطيبة النورانية المباركة : لا اله الا الله .
همة أحباب الله الدعوة الى الله وتحبيب رب الناس إلى للناس ، و " لئن يهدي الله بك رجلا واحدا
خير لك من حمر النعم " أو " خير لك مما طلعت عليه الشمس ".
همة أحباب الله الجهاد في سبيل الله و " ما ترك قوم الجهاد إلا ذُلوا " ، ولنتذكر : بدر الكبرى ــ
فتح مكة ــ عين جالوت ــ حطين .... كلها وقائع حدثت في شهر الدعوة والجهاد : شهر رمضان
المبارك .
هذه همة أحباب الله فأين همتك من همتهم ؟ وأين عزيمتك ؟ وأين إرادتك ؟ أين ؟
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :" من أصبح وهمه غير الله فليس من الله ، ومن أصبح لا
يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ".
المحور الثاني :
كيف نغتنم شهر رمضان المبارك :
إن الله عز وجل خلق الكون وما فيه بنظام دقيق وبتنسيق عجيب معجز للخلق كلهم أجمعين ،
وخلق سبحانه للخلق هدفا هو سر الوجود وغاية إليها تشرئب الأعناق .
فالدرس من هذا التنظيم المحكم والتنسيق الدقيق هو أن ينظم المؤمن حياته ، والحياة أعوام
وشهور وأسابيع وأيام وساعات ودقائق وثوان مجموعة ، يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله :"
يا أيها الإنسان إنما أنت أيام مجموعة ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك " .
إنا لنفرح بالأيام نقطعها .... وكل يوم مضى جزء من العمر
تنظيم محكم ودقيق في الكون ، يُقابله تنظيم المؤمن وقته واغتنامه فرصة العمر ونعمة الصحة
والحياة... :" إغتنم خمسا قبل خمس ....".
1ــ تحديد الهدف والغاية :
قال تعالى :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم :" إنما
الأعمال بالنيات " ، فالنية أولا ووسطا وأخيرا ينبغي أن تكون لله الواحد الأحد .
الهدف والغاية وجه الله :" يريدون وجهه " ، وحب الله :" يحبهم ويحبونه " ، والقرب من الله :"
والسابقون السابقون أولئك المقربون ".
خاب والله وخسر من مر من هذه الدنيا نكرة ولم يفز بالله والقرب من الله فلا والله لا نهاية
لحسرته وندامته .
2 ــ تنظيم الوقت :
ينبغي للمؤمن أن تكون حياته اليومية منتظمة ومتناسقة بعضها يكمل بعضا ، ودائما يطرح
المؤمن الصادق في طلبه وجه الله سؤالا على نفسه : كيف أقضي يومي وليلتي ؟
فلا بد للمؤمن إذا من :
أ ــ وقت للصلاة :
ــ الصلوات الخمس في بيوت الله .
ــ الرواتب القبلية والبعدية .
ــ الحرص الشديد على عدم تفويت فرض واحد مع الجماعة في شهر رمضان.
ــ المداومة على صلاة التراويح في ضيافة الرحمان .
ــ " لا تجعلوا بيوتكم مقابر لا يصلى فيها " ، فليكن للمؤمن ورد من النفل ـ خصوصا في الليل ـ
للتبتل والبكاء والخلوة بملك الملوك سبحانه .
وتذكر أخيرا : الصلاة أولا .. الصلاة أولا .. الصلاة أولا ..
ب ــ وقت للقرآن الكريم :
شهر رمضان شهر القرآن وقد كان السلف الصالح يختمون القرآن مرات عديدة في شهر
رمضان ومنهم من كان يختمه في ليلة ، وكانوا رحمهم الله وأجزل لهم العطاء يجتهدون اجتهادا
قل نظيره في ختم أكبر عدد من الختمات ، فليحرص المؤمن ولتحرص المؤمنة على :
ــ تحديد عدد الختمات : أضعف الإيمان ثلاث ختمات بمعدل ختمة كل عشرة أيام
ــ تحديد سورة أو سور للحفظ : الكهف ـ ياسين قلب القرآن ـ سورة الأخلاق....
ــ مراجعة المحفوظ من القرآن الكريم .
ت ــ وقت للذكر :
في كتاب ربنا وسنة نبينا حظ وحث متكرر على الذكر ، وبعض الناس غفر الله لنا ولهم يحصرون
معنى الذكر في الصلاة وتلاوة القرآن وطلب العلم ، وهذا فهم ناقص للمعنى الشامل للذكر
وتعبير عن همة ضعيفة لا تقدر على الصبر في جلسة ذكر مع الله تعالى :" أنا جليس من ذكرني
" و " أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني " و " أذكروني أذكركم " ، ومن
الصيغ الواردة في سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم والتي يجب الحرص عليها :
ـــ الإستغفار :
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :" يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في
اليوم مائة مرة " وفي رواية " سبعين مرة " ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في المجلس
الواحد أكثر من سبعين مرة : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
ـ الإكثار من قول : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
ـ تحري الأوقات الفاضلة للإستغفار :
+ وقت السحر حين ينزل المولى الكريم إلى السماء الدنيا فينادي أصحاب الليل
" هل من مستغفر فأغفر له "
+ عند النوم لينام المؤمن على أفضل العزائم .
ـ الخضوع والخشوع وتذكر فضل الله ونعم الله علينا مقابل إساءتنا وذنوبنا وغفلتنا .
يقول من هو أعلم بحالنا منا :" يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا
فاستغفروني أغفر لكم " .
ـــ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ونور وخير عميم وبركة يرجوها المؤمن
شفاعة وقربة يوم القيامة .
الله تعالى صلى على نبيه ، كما صلت عليه الملائكة الكرام ، وقد أمرنا الله عز وجل بالصلاة عليه
فقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ".
وفي الحديث :" من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل : اللهم صل على محمد النبي وأزواجه
أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
ـــ الكلمة الطيبة :
" أفضل الذكر لا اله الا الله "
" أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا اله الا الله " ، وهي حصن منيع :" لا اله الا الله حصني
من دخل حصني أمن من عذابي " .
وهي الشافية لأمراض القلوب وبها يتجدد الإيمان :" جددوا ايمانكم ، قالوا : كيف نجدد إيماننا يا
رسول الله ، قال : أكثروا من قول لا اله الا الله " ، وهي الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها
في السماء .
فإذا ردد المؤمن الكلمة الطيبة وأكثر من ذكرها حتى تستقر في القلب ، وأحبها وعاش عليها
مات عليها و :" من كان آخر آخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة ".
ـــ وقت للأهل والولد :
إن مما ينبغي أن يتذكره المؤمن أن لأهله وولده عليه حقا ، كما لربه عليه حقا ولنفسه عليه
حقا ،وقد كان السلف الصالح يقسمون الليل إلى ثلاثة أجزاء ، فجزء لله تعالى وجزء للأهل والولد
وجزء للنفس وراحة البدن .
وقصة سلمان الحكيم رضي الله عنه مع أبي الدرداء رضي الله عنه لجديرة بالإهتمام والمدارسة
واستنباط الدروس والعبر .
" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ".
" كل مولود يولد على الفطرة ....".
........ ........... .............
لكي لا أثقل على أحبابي وإخوتي أترك تتمة الموضوع إلى فرصة قادمة وقريبة إن شاء الله تعالى
وإن مد الكريم سبحانه في عمرنا .
زصل اللهم وسلم على الحبيب وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده .
والحمد لله رب العالمين .
تم بحمد الله يوم الأحد : 15 شعبان 1432