بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النبي محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه :
تحدثت في الجزء الأول بحمد الله عن :
المحور الأول : كيف يستقبل المؤمن وكيف تستقبل المؤمنة شهر رمضان المبارك ؟ ، وقد
تحدثت في هذا المحور عن :
أ ـ التوبة النصوح .
ب ـ الفرح والشوق .
ت ـ الهمة والارادة :
ثم تحدثت في المحور الثاني عن كيفية اغتنام الضيف الكريم والاستفادة من أوقاته المبركة وقد
تطرقت الى نقطتين هامتين وهما :
1 ــ تحديد الغاية والوجهة والهدف .
2 ــ تنظيم الوقت أو برنامج يوم المؤمن وليلته ، أو كيف يقضي المؤمن ليله ونهاره .
تحدثت بفضل الله عن :
ــ وقت للصلاة .
ــ وقت للذكر .
ــ وقت للأهل والولد .
وهذه هي التتمة بإذن الله تعالى .
ث ــ وقت لصلة الرحم :
وهي قربة عظيمة وفريضة مقدسة ، تزيد وتبارك في العمر :" أنا الرحمان خلقت الرحم وشققت
لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته " حديث قدسي شريف .
فالمؤمن حريص أشد الحرص على صلة أقاربه وذوي رحمه وخصوصا في شهر رمضان المبارك ،
لما في ذالك من أجر عظيم عند الله تعالى ، ولما في ذلك من تمتين لأواصر القرابة الممزقة في
زمننا ، ومن نصائح وتوجيهات نبينا صلى الله عليه وسلم :" ...أن تصل من قطعك وأن تعفو عمن
ظلمك وأ، تعطي من حرمك " ، وإنها والله لتربية وعقبة واقتحام .
" لا يدخل الجنة قاطع رحم " حديث شريف .
ج ــ وقت لمجالسة أهل الخير والصالحين :
تلك والله أحبتي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصيحته لأمته :" إذا رأيتم رياض الجنة
فارتعوا. قيل : وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال : حلق الذكر ".
ولقد كان سيدنا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يلتقي الرجل من الصحابة الكرام فيقول له :"
تعال نؤمن بربنا ساعة " ، ومثل هذا ورد عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه :" اجلس نؤمن
بربنا ساعة ".
محبة الصالحين ومجالستهم وإكرامهم والتماس الخير عند أهل الخير كان ولا يزال دأب الصالحين
من هذه الأمة ، ف " المرء مع دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " نصيحة نبوية .
وهاك نصيحة تُكتب بمداد من ذهب :" المرء مع من أحب " و " أنت مع من أحببت ".
صحبة أولياء الله وحبهم لب الدين وجوهره ، ومجالستهم والتلمذة لهم ترفع العبد السالك إلى
مقامات الإحسان ، ف " هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم " كما أخبر الصادق الأمين صلى
الله عليه وسلم .
لذالك يكون لزاما على المؤمن إذا أراد أن يسلك الطريق إلى معرفة الله والقرب منه أن يبحث
عمن يدله على الله ويُعرفه بالله وعمن :" يُنهض بك حاله ويدلك على الله مقاله " .
ومن لم يبحث ولم يعرف معنى الفوز بالله ومعنى معرفة الله ومعنى الدلالة على الله ، ولم يعرف
معنى السلوك والترقي وبالتالي لم يصحب أهل الله ، فليحثُ على رأسه التراب وليبك على
نفسك ويا حسرة على العباد .
ح ــ وقت للدعوة والجهاد :
من يتحدث عن الدعوة في زمن الصمت الرهيب ، ومن يتحدث عن الجهاد في زمن القعود
والجلوس ، وأي جهاد أعظم من التمسك بالحق في زمن قل الناصر والمعين ، وأي جهاد أعظم
من مخالطة الناس والصبر على أذاهم ، وأي جهاد أعظم من جهاد النفس وجهاد الدعوة وجهاد
التربية والبناء والتنظيم والزحف على الباطل في عقر داره .
الدعوة فرض والجهاد فرض :" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من
المسلمين " ، وأسعد الناس يوم القيامة من يأتي وفي صحيفة حسناته أفواج من التوابين وأفواج
من المحسنين وأفواج من المجاهدين كان هو السبب في بدايتهم وكان السبب في توبتهم إلى
الله تعالى .
يقول الأستاذ الجاهد عبد السلام ياسين في كتابه القيم " الشورى والديمقراطية " ص : 273 "
ونحن الدعوة مهنتنا ، والدعوة وسيلتها التربية ، وسيلتها التذكير ، وسيلتها الإنذار ، وسيلتها
التبشير ، وسيلتها الوعظ ، وسيلتها التعليم ، وسيلتها الإقناع ، وسيلتها التي هي أحسن " .
المحور الثالث :
محاذير :
هي محاذير كثيرة ينبغي ويجب على المؤمن الحذر منها وأن يحطاط من الوقوع فيها ، ولكنني
أقتصر على بعضها وعلى الشائع منها ، وقل من ينجو منها وخصوصا في واقعنا المفتون :" وقليل
ما هم " .
ـــ احذر شوكة الوالدين .
ـــ احذر قرناء السوء وأصدقاء الغفلة .
ـــ احذر مصاحبة التلفاز .
ـــ احذر الذنوب والمعاصي .
ـــ احذر قطع الرحم .
ـــ احذر أن تبقى عاطلا ، لا أنت في شغل الدنيا ولا أنت في شغل الآخرة .
ـــ احذر من التسويف ولا تجعل شعار حياتك : سوف .
إن من الشعر لحكمة :
قال عبد صالح يخشى الله تعالى :
تزود من التقوى فإنك لا تدري **** إذا جن الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علة **** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنا **** وقد نُسجت أكفانه وهو لا يدري
وقال صاحب " المنظومة الوعظية " :
كم خطيب فوق المنابر يشدو **** أسكتته الآجال أية سكته
كم رئيس على العباد تمطى **** مددته المنون جيفة ميته
خاتمة :
لا بد ختاما أن أشير إلى أمرين :
الأول : خلال حديثي عن البرنامج اليومي للمؤمن لم أتطرق إلى الوقت الذي يجب أن يخصصه
المؤمن للعمل والكسب والوقت الذي تخصصه المؤمنة لتدبير أشغال المنزل ، ليقيني التام بأن
التفريط والتقصير دائما يكون في عمل الآخرة لا في عمل الدنيا الفانية والتي كثُر خُطابها
والراغبين فيها .
يقول الإمام العارف علي رضي الله عنه :" إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة
، ولكل واحد منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ".
أبناء الدنيا قد عرفناهم ، فما هم أبناء الآخرة ؟ يا حسرة على العباد .
الثاني :
لا بد أن أُذكر قبل أن أترك وأودع قلمي ودفتري :
أ ــ الموت .. الموت .. الموت .. لا ينبغي للمؤمن أن ينسى الموت طرفة عين .
ب ــ الآخرة .. الآخرة .. الآخرة .. فأين يقينك يا مؤمن يا عبد الله وأين يقينك يا مؤمنة يا أمة الله
:" وبالآخرة هم يوقنون "؟ وأين استعدادكما للموت وللآخرة وللقاء الله عز وجل ؟.
عجبا لطالب الدنيا والموت يطلبه ، وعجبا لمن يغفل عن الله وهو ملاقيه ، وعجبا لمن ينسى
مصيره عند الله ، ويزداد العجب ممن يطلب غير الله ويرجو غير الله ويريد غير وجه الله .
خاب وخسر ...
وصل اللهم وسلم على الحبيب وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده والحمد لله رب العالمين .
ورحم الله عبدا أو أمة مر علي ودعا لي بخير ...
الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النبي محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه :
تحدثت في الجزء الأول بحمد الله عن :
المحور الأول : كيف يستقبل المؤمن وكيف تستقبل المؤمنة شهر رمضان المبارك ؟ ، وقد
تحدثت في هذا المحور عن :
أ ـ التوبة النصوح .
ب ـ الفرح والشوق .
ت ـ الهمة والارادة :
ثم تحدثت في المحور الثاني عن كيفية اغتنام الضيف الكريم والاستفادة من أوقاته المبركة وقد
تطرقت الى نقطتين هامتين وهما :
1 ــ تحديد الغاية والوجهة والهدف .
2 ــ تنظيم الوقت أو برنامج يوم المؤمن وليلته ، أو كيف يقضي المؤمن ليله ونهاره .
تحدثت بفضل الله عن :
ــ وقت للصلاة .
ــ وقت للذكر .
ــ وقت للأهل والولد .
وهذه هي التتمة بإذن الله تعالى .
ث ــ وقت لصلة الرحم :
وهي قربة عظيمة وفريضة مقدسة ، تزيد وتبارك في العمر :" أنا الرحمان خلقت الرحم وشققت
لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته " حديث قدسي شريف .
فالمؤمن حريص أشد الحرص على صلة أقاربه وذوي رحمه وخصوصا في شهر رمضان المبارك ،
لما في ذالك من أجر عظيم عند الله تعالى ، ولما في ذلك من تمتين لأواصر القرابة الممزقة في
زمننا ، ومن نصائح وتوجيهات نبينا صلى الله عليه وسلم :" ...أن تصل من قطعك وأن تعفو عمن
ظلمك وأ، تعطي من حرمك " ، وإنها والله لتربية وعقبة واقتحام .
" لا يدخل الجنة قاطع رحم " حديث شريف .
ج ــ وقت لمجالسة أهل الخير والصالحين :
تلك والله أحبتي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصيحته لأمته :" إذا رأيتم رياض الجنة
فارتعوا. قيل : وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال : حلق الذكر ".
ولقد كان سيدنا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يلتقي الرجل من الصحابة الكرام فيقول له :"
تعال نؤمن بربنا ساعة " ، ومثل هذا ورد عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه :" اجلس نؤمن
بربنا ساعة ".
محبة الصالحين ومجالستهم وإكرامهم والتماس الخير عند أهل الخير كان ولا يزال دأب الصالحين
من هذه الأمة ، ف " المرء مع دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " نصيحة نبوية .
وهاك نصيحة تُكتب بمداد من ذهب :" المرء مع من أحب " و " أنت مع من أحببت ".
صحبة أولياء الله وحبهم لب الدين وجوهره ، ومجالستهم والتلمذة لهم ترفع العبد السالك إلى
مقامات الإحسان ، ف " هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم " كما أخبر الصادق الأمين صلى
الله عليه وسلم .
لذالك يكون لزاما على المؤمن إذا أراد أن يسلك الطريق إلى معرفة الله والقرب منه أن يبحث
عمن يدله على الله ويُعرفه بالله وعمن :" يُنهض بك حاله ويدلك على الله مقاله " .
ومن لم يبحث ولم يعرف معنى الفوز بالله ومعنى معرفة الله ومعنى الدلالة على الله ، ولم يعرف
معنى السلوك والترقي وبالتالي لم يصحب أهل الله ، فليحثُ على رأسه التراب وليبك على
نفسك ويا حسرة على العباد .
ح ــ وقت للدعوة والجهاد :
من يتحدث عن الدعوة في زمن الصمت الرهيب ، ومن يتحدث عن الجهاد في زمن القعود
والجلوس ، وأي جهاد أعظم من التمسك بالحق في زمن قل الناصر والمعين ، وأي جهاد أعظم
من مخالطة الناس والصبر على أذاهم ، وأي جهاد أعظم من جهاد النفس وجهاد الدعوة وجهاد
التربية والبناء والتنظيم والزحف على الباطل في عقر داره .
الدعوة فرض والجهاد فرض :" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من
المسلمين " ، وأسعد الناس يوم القيامة من يأتي وفي صحيفة حسناته أفواج من التوابين وأفواج
من المحسنين وأفواج من المجاهدين كان هو السبب في بدايتهم وكان السبب في توبتهم إلى
الله تعالى .
يقول الأستاذ الجاهد عبد السلام ياسين في كتابه القيم " الشورى والديمقراطية " ص : 273 "
ونحن الدعوة مهنتنا ، والدعوة وسيلتها التربية ، وسيلتها التذكير ، وسيلتها الإنذار ، وسيلتها
التبشير ، وسيلتها الوعظ ، وسيلتها التعليم ، وسيلتها الإقناع ، وسيلتها التي هي أحسن " .
المحور الثالث :
محاذير :
هي محاذير كثيرة ينبغي ويجب على المؤمن الحذر منها وأن يحطاط من الوقوع فيها ، ولكنني
أقتصر على بعضها وعلى الشائع منها ، وقل من ينجو منها وخصوصا في واقعنا المفتون :" وقليل
ما هم " .
ـــ احذر شوكة الوالدين .
ـــ احذر قرناء السوء وأصدقاء الغفلة .
ـــ احذر مصاحبة التلفاز .
ـــ احذر الذنوب والمعاصي .
ـــ احذر قطع الرحم .
ـــ احذر أن تبقى عاطلا ، لا أنت في شغل الدنيا ولا أنت في شغل الآخرة .
ـــ احذر من التسويف ولا تجعل شعار حياتك : سوف .
إن من الشعر لحكمة :
قال عبد صالح يخشى الله تعالى :
تزود من التقوى فإنك لا تدري **** إذا جن الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علة **** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنا **** وقد نُسجت أكفانه وهو لا يدري
وقال صاحب " المنظومة الوعظية " :
كم خطيب فوق المنابر يشدو **** أسكتته الآجال أية سكته
كم رئيس على العباد تمطى **** مددته المنون جيفة ميته
خاتمة :
لا بد ختاما أن أشير إلى أمرين :
الأول : خلال حديثي عن البرنامج اليومي للمؤمن لم أتطرق إلى الوقت الذي يجب أن يخصصه
المؤمن للعمل والكسب والوقت الذي تخصصه المؤمنة لتدبير أشغال المنزل ، ليقيني التام بأن
التفريط والتقصير دائما يكون في عمل الآخرة لا في عمل الدنيا الفانية والتي كثُر خُطابها
والراغبين فيها .
يقول الإمام العارف علي رضي الله عنه :" إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة
، ولكل واحد منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ".
أبناء الدنيا قد عرفناهم ، فما هم أبناء الآخرة ؟ يا حسرة على العباد .
الثاني :
لا بد أن أُذكر قبل أن أترك وأودع قلمي ودفتري :
أ ــ الموت .. الموت .. الموت .. لا ينبغي للمؤمن أن ينسى الموت طرفة عين .
ب ــ الآخرة .. الآخرة .. الآخرة .. فأين يقينك يا مؤمن يا عبد الله وأين يقينك يا مؤمنة يا أمة الله
:" وبالآخرة هم يوقنون "؟ وأين استعدادكما للموت وللآخرة وللقاء الله عز وجل ؟.
عجبا لطالب الدنيا والموت يطلبه ، وعجبا لمن يغفل عن الله وهو ملاقيه ، وعجبا لمن ينسى
مصيره عند الله ، ويزداد العجب ممن يطلب غير الله ويرجو غير الله ويريد غير وجه الله .
خاب وخسر ...
وصل اللهم وسلم على الحبيب وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده والحمد لله رب العالمين .
ورحم الله عبدا أو أمة مر علي ودعا لي بخير ...