يتم الإعداد والتحضير لرمضان في شهر شعبان من طرف الكثير من العائلات المسلمة ، وكأن هذا الشهر شهر لتناول ما طاب ولذ من أكل بعد فطور المغرب ، ضاربين بذلك عرض الحائط ما يجب أن يكون عليه المسلمين في هذا الشهر المبارك الفاضل، الذي يضاعف الله فيه الحسنات ، وتربط أو تصفد فيه الشياطين ، وتتنزل فيه الملائكة بالرحمات من الله الرحمن الرحيم ، إذ جعل الله هذا الشهر ، شهرا للرحمة والتوبة والغفران لمن سلك الطريق المستقيم ، واتقى الله رب العالمين وامتثل لما أمره به الله في كتابه العزيز الحكيم ، وما جاء في سنة نبيه الكريم محمد بن عبد الله الرسول الصادق الآمين ، صلى الله عليه وأله وسلم ، إلا انه ورغم مواعظ الأئمة والمرشدين وتوجيهات الشيوخ والمصلحين ، قد انحرف الكثير من المسلمين عن ما ينبغي أن يكونوا عليه في هذا الشهر المبارك من تقوى الله والإحساس بما يعانيه الفقراء والمساكين في سنة كاملة من نقص في المأكولات ، وربما يكون منهم من ليس لديه ما يقتات به في أغلب أيام السنة هو و أبنائه ، فهل تذكر الذين يفرشون طاولات أكلهم بما طاب ولذ من أنواع الأكل ، الفقراء والمساكين ؟ وربما ويرمون بعد ذلك الكثير منها في المزابل ، وقد يدخلون دون علم منهم برميهم الأكل في المزابل في تعداد المبذرين الذين هم إخوان الشياطين .