- كثيرا ما نتعرض للخداع والفشل تحت دعوى العلاج والتداوى بالإعشاب سواء من
قبل شاشات الفضائيات التي تروج لمثل ذلك بعناوين تلعب على احتياجات المشاهد
مثل هل تريد التخلص من السمنة فى عدة أيام ؟هل تريد إن تنجب ولدا أو بنتا لدينا
ما يساعدك في تحديد نوع الجنين ،،وأيضا وداعا للأنسولين ...وغيرها من الإعلانات
التي نشاهدها عشرات المرات يوميا وهل ياتى الخداع على مستوى اصغر بعض الشىء
لترى طابورا طويلا امام دكان احد العطارين ليشترى كل واحد من الموجودين فى
الطابور الوصفة السحرية التى تشفى من كل الامراض .هل هذا يعقل؟او يصدق؟
ما توصلنا اليه هو ان المكمل الغذائى هو مستحضر يؤخذ بالفم يتم اعداده من الاعشاب والنباتات
وبعض الزيوت الطبيعية حيث يتم استخدام جزء معين من العشب او النبات يحتوى على مواد
فيتوكيميائية مجودة بكميات صغيرة وتحدث التاثير المطلوب .
كذلك المكملات قد تكون فى صورتها الطبيعية كنبات واحد او عدة اعشاب مع بعضها
مثل ورق الجوافة او ورق التوت او النعناع ،وقد تكون فى صورة مركزة مثل الكبسولات
او سائل الشرب او حتى فى صورة قطع تشبه الشيكولاتة .
لكن السؤال الذى يطرح نفسه هل المكملات الغذائية تعتبر غذاء ام لا ؟ الاجابة على هذا السؤال ..
اسمها (مكمل) اى انها ليست اساسية بل هى شىء اضافى نستعين به لتحقيق تاثيرها و المكملات
الغذائية ليست غذاء اى انها لا يمكن ان تحل محل وجبة الطعام،وان كانت مصدرا للتداوى
والعلاج الا انها ليست بديلا للدواء على الاطلاق ويجب الحزر فى استخدامها لانها قد تؤدى
لبعض الاعراض الجانبية او تتداخل مع الادوية التى يتناولها المريض وقد تؤدى لمضاعفات
كثيرة خلافا للفكر الماثور ...بانه طالما الشىء طبيعى فهو امن ولكن هذا خطاْ كبير فالنباتات
والاعشاب عددها بالالاف وعدد محدود جدا هو الذى تم اجراء البحوث عليه والتاكد من سلامة
استخدامه والعكس ...فمثلا عشب الليفدرين والذى كان يتم استخدامه فى انقاص الوزن اثبتت
الابحاث انه يسبب الزهايمر فتم منع تناوله . وكذلك عشب الكافكانوا الذى راج استخدامه لفترة
لانه يرفع المناعة ولكن اتضح انه يسبب فشل كبدى .ولا نحتاج ان نقول ان الحشيش
او البانجو نبات، فالطبع ليس كل ما هو لجذب المستهلك......
لا يخفى على احد منا ان التسويق والإعلانات عملية غير محكومة في بعض القنوات الفضائية
لنجد الإعلانات تلعب على احتياجات المستهلك لتقنعه بشراء هذا المستحضر او ذاك وكانهم
يعلنون عن أحذية او ملابس لا عن أعشاب او مستحضرات قد تؤدى لما لا يحمد عقباه ولعل
اخطر تلك الإعلانات ذلك الذي يأخذ شعار وداعا لمرض كذا ليتوهم المريض به فى تلك
الوصفة الشفاء ويجدها فى النهاية عبارة عن شوية قرفة او حلبة وعندما يهجر المريض دواءه
الاصلى تحدث مشاكل صحية متفاقمة والسبب مستحضرات غير مسجلة وليس لها اى أساس
من الصحة ،لا شك ان تلك النوعية من الإعلانات تتلاعب بالبشر ليس لشيء سوى جلب المال
سواء من قبل القنوات الفضائية او من هم وراء مثل تلك الإعلانات ....
وهناك أيضا ادعاأت مضللة ولكن على مستوى اصغر بعيدا عن الشاشات وبريق الألوان
ومصدرها هو العطار ،والعطارة مهنة عريقة لا يمكننا الاستغناء عنها في حياتنا ولكن هناك
بعض العطارين الذين يحترفون النصب وعن هذا نذكر مشكلة كبيرة فكثيرا من مخازن العطارة
ليست صحية حيث الرطوبة العالية ونشع الحوائط بالإضافة لوجود القوارض وتخزين الأعشاب
بطريقة غير سليمة فى اجولة متراصة فوق بعضها وهذا جزء من المشكلة بوجه عام أما
فيما يتعلق بالنصب فلا شك ان هناك حالات كثيرة والتجار مستويات فمثلا عشاب يجلس
ليسمع ما يشكو منه الزبون ثم يكتب له وصفة يدخل ويشتريها من المحل سواء موضوعة
في كيس شفاف أو حتى ورقة وكله محصل بعضه طالما الزبون فرحان بذلك ،وقد وصل
الأمر ببعض الغشاشين أن يقرأ الأشعة ويطلع على التحاليل حتى يبت فى الأمر
وهو قد لا يستطيع القراءة في واقع الأمر ....