شهآدةُ آلشجرِ لآ تگفي لإستگمآل آلوعود... | جدآئل فكر ~ كنز أدبي

ذكرى خالدة وذكرى زائله...
لسنا وحدنا من يعاني في هذه الدنيا...
فالكل يعاني والكل يتألم...
والكلُّ بصدره نكبات وآهات...
وإلا لما رأينا حكايا الليل...
تمتلئ بدمع الأعيان...


حينما يكون اللقاء الأول...
أوسع من حدود الفضاء...
وذلك المكان الذي جمعنا صدفةً...
كان يحوي مرايا...
إنعكست صورته بأرواحنا...


حبيبان تتوسطهما شجرة...
كانت شاهدة على عهدهما البالي...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله اوقاتكم بالخير والمسرات 
وهاهو فريق جدآئل فكر يقدم لكم المرحلة الثانية من كنوز أدبية
تمنياتنا بأن تروق لذائقتكم الأدبية





فالتعلم أن الدنيا مجرد سراب
تدخلك في عالم كله صعاب 
إنها تغريك بالشباب
لكن تيقَّن أنك يوماً سترجع للتراب 
إن اللهو مغناطيسٌ جذاب 
وإن إنجذبت إليه ستذوق طعم الإنكسار و الإكتئاب
إن كنوز الدنيا لا تعالج قلوب الأحباب 
بفضل إنكسارك تعرف الخطأ من الصواب 
لأجل الدنيا كم من مره ذرفت العيون دمعاً 
ونحن نجهل الأسباب

حينما تتحول وجوه المنكسرين...
إلى مرايا...
تشرح ما يدور في خلجات أفئدتهم...
بإتقان...
وليس كلُّ من عاش يستطيع...
رؤية أرواحهم الممزقه...
و سكون الوجع الذي بات صراخه...
مدوياً...
إختار الصخب علاجاً له...
بعد ذلك الصمت المرير...


كيف لتلك الجروح العميقه أن...
تلتئم...
بعد مرور باعٍ طويلٍ من العمر...
وكيف للأشجار الصامته...
أن تكون شاهدةً على عهود...
البشر الزائفه...


وفوهة الحزن التي حفرها...
المزيفون لنا...
كانت هي المحتضنة لأمانينا الموؤدة...
بعد رحيلهم...


هاهي التجاعيد تستوطنُ وجه الشباب...
لتَبني فيه مستعمرةً لا تُبلى...
كم هي مؤلمةٌ حينما تقوم بتمزيق... 
الملامح لتخفيها كلياً...
فنعيش بأعمار الستينات...
وكأن لنا أحفاداً من صلب أبنائنا...
الذين لم يتواجدوا إلا بمخيلاتنا الباليه...


ذواتنا تصبح لقيطةً حينها...
تشحذ الإهتمام والرعاية... 
ممن يرونها عالةً على مجتمعهم...
ومصدر إفساد يجب الحذار منه...
وعدم الإحتكاك فيه ومحادثته...

حينها فقط نعزي أنفسنا...
في وفاة عصافير سعادتنا...
فما عاد لنا أي داعٍ يجعلنا...
نكمل الحياة لأجله...


نسير كثيراً فلا نجد إلا وعوداً مصطنعه...
تتساقط من بعض الأجساد المتعفنه...
لنرى شجرةً تُحارب طقوس الحياة وحدها...
كأرواحنا المجوفه...
فنبكي كثيراً ثم نهدأ...
لنكتشف...
أن بُكائَنا لم يُصلح أي شيء...
سوى أنه أرهق أعيننا فحسب...


وكم نود أن يكون بمقدور دمعةٍ واحدة...
ترميمَ ما هدم...
دون الحاجة لمواجهة الألم...
الذي بمجرد هزيمته نستطيع الوصول...
لبرِّ الأمان...


لو كان للدمع...
قوةٌ عظمى...
لكنا ذرفنا سيلاً من الدموع...
فقط لنعيد بناء مدائننا المهجوره...
الموحشة دوماً دون سكانها...


ولكنَّ الإنسان خُلق ضعيفا...
وكذلك الدمع يسقط حيث تأخذه الأرض...
لتخبئه بين أحشائها دون أيِّ أثر...
لعلها تُخرج من صلبها زهرة أمل...
تعيد النور إلى عقولنا المظلمه...


وشرنقةُ الحب التي تمزقت بفعل الأكاذيب...
أخرجت من رحمها فراشةً مشوهةً بوجهٍ حزين...
وجهٌ لا يمكن للإبتسامة أن تُرسم عليه...
وكذلك هي وجوهنا...


وفي محكمة البشر...
يموت الصادقون بحزنهم دون وداع...
ويموت الشهود بشهادتهم دون رد...
ويبقى الجبابرة بأكاذيبهم...
ينعمون بطيب المقام...


حتى يصبح للبؤساء روايات داخل...
صفحات الورق...
ورقات صُنعت من رؤوس الشهود السابقين...
كوريقات الشجر...
ليكون عنوانها...

( شهادةُ الشجرِ لا تكفي لإستكمال الوعود... )


وبالمتاحف نجد تماثيل غريبه...
لأُناس يحملون بين يديهم لوحة...
تتوسط اللوحة شجرةٌ بعيدة...
تعيش بمفردها في خريفٍ أبدي...
أبى أن يزول...

وفي سالف الزمان...
لم يكن للوعد مكان...
حتى وقتنا الأن...
ما زال الوعد...
لم يجد بيننا لمقعده مكان...

مخرج

رفقاء الكذب هم الذين... 
يرون قلوبنا فرائسَ لهم...
فيَعِيثون الفساد بمشاعرنا...
حتى إذا ما أكملوا مهماتهم...
غابوا وكأن شيئاً لم يكن...
ولكننا نعيش بعدهم بمشاعرٍ مرتبكه...
وبقلبٍ لا يعرف طعم الراحة أبداً...

بارك الله فيكم على الطرح الطيب :)
جزيتم ألف خير يارب _تقبوآ تحيـآت أخوكم تقوى الله