فقه الحروف
نُبذة عن الكتاب
هذا كتاب موضع نفعه عظيم وحاصل صرفه جليل ، الناس قَبلَه مذاهب وفرق وبعده في فقه اللغة سواء ، رفعْتُ فيـه الِلثــام عن أُم اللغـــــات وكشفتُ عن وجههــا الحقيقي ، وشرحـــتُ
فيـه أُسـس تكوينها ، و نهــج ءادم في صياغة الأسمـاء ، و اظهرتُ فيه عمـل حروف فواتح السور التي وردت في أوآئــل سور القرءان ، وأشرتُ إلى فضلِها في بنـاء لغة العرب وعونها في بناء اللغـات الكونية ، كما أظهِرت في هذا الكتـــــاب خصائص دوران تلك الحــروف على لسان العــرب ، وفَصّـــلتُ فيــه النظـــام الصحيــح لترتيب الحروف ترتيباً فقهياً مُستنبطــــاً من جذور القرآن ، ثم جاء هذا الكتاب كي يبطــل الترادف ، ويُفسر المصطلحـات القرآنيــــة تفسيراً لغوياً تبعــاً لأصـول فـقـه الحــروف ، ويُعين المُفَِســر والمُعجَمي على ضبط الألفاظ في إطار لا يتجاوز مــداه ، ثم فتـحتُ البـــاب أمــام علمـــاء اللســــانيات لإعــــادة النظر في دراســـة عِلم اللغــــــة المقارن دراسة علميـة بعيده عن متاهات الفلسفه و مزالق التخمين ، بل مــن مُنطلق اُصول اللغة وقواعد المنطــق ، و أخيراً يدعــــم هـــذا الكتاب تلك النظريـة المُسندة إلى ابن عباس في تفسيره لآيـــــة الأسمـــــاء ، الواردة في سورة البقـــــرة 31 :
وَعَـلـــــــمَ ءادمَ الأَسمـــــاءَ كُلَّهـــا
دراسة استندت ُ فيها على المُعجم المُفهرس لألفاظ القــرآن الكريم للعلّامـة محمد فؤاد عبد الباقي ، رحمه الله ، وإني على يقين أن كتابي هذا سيكـون مثـاراً للجــدل وبساطاً للنقد لأن مـن يستقبـل البحث عليه أن يستقبله وهو خالي الذهن متحرر الفكر مـــن عوائق العلــم و رواسب القِدم ، كمـا نقل ذلك أيضاً طَهَ حُسَين عــن ( رينيه ديكــارت ، 1596 الى 1650) أو كمـــا قالـوا إن الوقوف بمجد قد مضى أهله ليس من العلـــم في شيء ، فكـــم ترك الأول للآخر ، وكـــم طار المُجدد في سوق الحديث ، وكم ترحمنا ونحن الخَلف على عالمٍ هدانـا قد سَلف ، وخَرَّجّ أبو نعيم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إنّا نسألك إيماناً دائماً فرب إيمان غير دائم وأسألك علماً نافعاً فرب علم غير نافع .
*****
جاء في كتاب فقه اللغة للدكتورعبده الراجحي ، رحمه الله ، إن اللغـــــة السنسكريتية كانت أســاس البحث اللغوي عند الغربيين ، وكان دارس اللغة يلجأ في شرحه لأية ظاهرة لغويــة أروبية إلى السنسكريتية دائماً ، إلى درجة أن قال : ماكـس مُولــر، عالم لغة ألماني ، توفي 1900 م . إن السنسكريتية هي الأساس الوحيد لدراسة فقه اللغة المقارن ، وسوف تبقى المرشـد الصحيح لهذا العِلـم ، وإن عالـم اللغـة الذي لا يعرف السنسكريتية ، كعالــــم الفلك الذي لا يعرف الرياضيات ، اِنتهى حديث الراجحي رحمه الله ، و لكن كما نَبَذَ علماء العصر الحديث الكثير من نظريات مُولـــر ، فــإن (حروف فواتح السور ) نَبذَتْ اللغـة السنسكريتية و رفعت مكانها اللغة العربيـــة ، ولسائل أن يسأل كيف حدث ذلك ؟ الجواب : البحث التالي يجيب عــــن هذه المسألة
******
ملاحظات حول الحروف قبل الشروع في البحث ، نُــذَكــر أن الترتيب الألف بائي أو الهجائي الذي نعرفه الهدف منـــه الضبط العلمي والتنظيمي للحـــروف ، وهذا نظـــام من الأصوات مخزون في اللســـان العربي ، وضـــعَ ترتيبه علماء السلف رحمهـــم الله . كمايلـــــــي :
أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ر ، ز ، س ، ش
ص ، ض ، ط ، ظ ، ع ، غ ، ف ، ق ، ك ، ل ،
م ، ن ، هـ ، و ، ي
ولا ننسى أن هناك ترتيب آخر هو الترتيب الأبجدي حيث قسم الحروف إلى مجموعات ، وتدور حول هذا التقسيم أساطير كثيرة ، وهو قليل التداول بين الدارسين ، كمايلي:
أبجد، هوّز، حُطِّي، كَلَمُن، سَعَفَصَ، قَرَشَت، ثَخَذْ، ضَظَغْ
وهناك ترتيب ثالث كترتيب الخليل بن أحمد في مُعجم العين ، أوله حرف العين وآخره حرف الميم وهناك ترتيب رابع وخامس لا مجــال هنـــــا لذكر ترتيبها خشية الإطالــــــة في السرد
أما الترتيب الفقهي للحروف فهو ترتيب سماوي و عِلــم جديد من عِلــوم اللغـة ، سرهُ مُعجِز كإعجــاز القــرآن ، وجَدتهُ منظماً غاية في التنظيم ، عليه بنــاء شديد الإحكام ، شُدَ بسلاسل مـن جــذور القرآن ، فيه فائدة عظيمـــة غابت عن العلماء ، منافعهُ كثيرة ظاهرة للعيـان ، و حيث أن الحروف هي أصغر وحدة في بناء الكلمات ومركز التحكم في مَبناهـا و تغيرمعناهـا
فالهدف من هذه الدراسة العناية بالحرف ومعرفــة دوره في قيـاس الألفاظ المتناظرة في
الفصيل الواحد ، ومعرفـة الفروق والدللات بين الألفــــاظ المتقاربــــة والتميز بينهــــا من حيث القوة والضعف ، فلكل حرف بطاقة وهويــة ، وتلك البطائق نظام مخزون في جـــذور القرآن جـاء للتفريق بين الألفاظ والأستدلال على معانيهـــا وهو كمايلي : من الأقوى إلى الأضعف مرتباً ترتيباً تنازلياً كما جاء في جذور القـرآن بعــد فصل الحروف الى مجموعتين
، سُبِقَتْ بعمليات حسابية معقدة ، تجـــد شرحهـا في فصول البحث
المجموعة الأولى : مجموعة كرائم الحــــــروف
المجموعة الثانية : مجموعة الحروف المتروكة
أ ، س ، ن ، ع ، ح ، ر ، ق ، و ، م ، ص ، ك ، ل
هـ ، د ، ط ، ي
مجموعة الحروف المتروكة
ب ، ف ، ج ،خ ، ش غ ، ز ، ض ، ت ، ث ، ذ ، ظ
ويمكنك الاستعانة بالأرقام مقابل هذه الحروف إذا كنت في أول مراحل هذا العلم لإخراج قِيمة الكلمة فلكل حرف مقـاس يعرف به يعمل على تحديد قياس قالب الكلمة تجد هذه الأرقام في أسفل الصفحة ، كـ يوم ، و شهر ، و سنة ، و سماء ، و شمس ، و قمر ، و نجم ، و الحلم و الرؤيا ، و مسلم ومؤمن ، و نبي و رسول ، ومات وهلك ، و مشى وسعى ، و فئة ، و فرقة ، وطآئفة ، إلى آخـــــره
وهو ما تعارف عليه الكثير من العلماء الأجلاء بأن القرآن (يفسر بعضه بعضاً) ، قواعــــد يتبعونها جيلاً بعد جيل ، و نحن هنا أمام قاعدة معاصرة أذِنَ الله تبارك وتعالى أن تُبعَثَ للناس من بين الجـــذور اسميتها ( فقه الحروف ) منها بدأ الكــلام وإليها أشار القرآن ، و منــــذ البواكير الأولى لنشوء الإسلام ، جاء في الأثر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ". أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير ، وبذلك يكون رسول الله أول من عرف الحرف بعد القرآن ، حيث قال الله تبارك وتعالى في سورة القلم : ن والقلم ومايسطرون
حروف أطلتُ فيها النَظر وأدمتُ عليها الفِكـــــر ، مَسلكها أغراني بلســــان العــَـرب وشرفنـي بالإنتساب لهم ، فاستنبطت منها مَجدهم ورفعتُ بهـا ذِكرهم ، منزلة خصَهم الله بهـا ومكرمـة رفعَ بها ذِكرهم ، لُغة ما زال العلمــاء يتنافسون لبلوغها ويتبارون في رحابهــــــا ، سقفهــــا القرآن و مُنّشِئَهَا الرحمن ، نَطقَ بها ءادم وخُتِمَتْ بمحمد عليـــه الســلام ، لغـــــة مُقدســـــة تَعلمهـــا ءادم في الجنة ونقــل أصولها للناس ، فاقتفوا أثرهُ فيما جَـدَ عليهم من ألفاظ ، لُغــة
لم يصنعهـا بشر ، ولم يؤسس لها إنسان ، ولم يَستَعرهـا الله لكتابهِ من أحـــد ، بل هي لسـان الرحمـــن الذي أنزلَ قواعدها في القرآن ، لُغة تعرفها الملائكـة ، ويسبح بهـــــا المؤمنون في الجِنان ، قــال الله عز وجل في فضلهـا : في سورة يونس الآيــة 10 : دَعْوَاهُمْ فِيهَـا سُبْحَانَـــكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ * و قال الله - تعالى : وَإِنَّهُ لَتَنزِيــــلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِــهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ *
(الشعراء: 192-195)
نُبذة عن الكتاب
هذا كتاب موضع نفعه عظيم وحاصل صرفه جليل ، الناس قَبلَه مذاهب وفرق وبعده في فقه اللغة سواء ، رفعْتُ فيـه الِلثــام عن أُم اللغـــــات وكشفتُ عن وجههــا الحقيقي ، وشرحـــتُ
فيـه أُسـس تكوينها ، و نهــج ءادم في صياغة الأسمـاء ، و اظهرتُ فيه عمـل حروف فواتح السور التي وردت في أوآئــل سور القرءان ، وأشرتُ إلى فضلِها في بنـاء لغة العرب وعونها في بناء اللغـات الكونية ، كما أظهِرت في هذا الكتـــــاب خصائص دوران تلك الحــروف على لسان العــرب ، وفَصّـــلتُ فيــه النظـــام الصحيــح لترتيب الحروف ترتيباً فقهياً مُستنبطــــاً من جذور القرآن ، ثم جاء هذا الكتاب كي يبطــل الترادف ، ويُفسر المصطلحـات القرآنيــــة تفسيراً لغوياً تبعــاً لأصـول فـقـه الحــروف ، ويُعين المُفَِســر والمُعجَمي على ضبط الألفاظ في إطار لا يتجاوز مــداه ، ثم فتـحتُ البـــاب أمــام علمـــاء اللســــانيات لإعــــادة النظر في دراســـة عِلم اللغــــــة المقارن دراسة علميـة بعيده عن متاهات الفلسفه و مزالق التخمين ، بل مــن مُنطلق اُصول اللغة وقواعد المنطــق ، و أخيراً يدعــــم هـــذا الكتاب تلك النظريـة المُسندة إلى ابن عباس في تفسيره لآيـــــة الأسمـــــاء ، الواردة في سورة البقـــــرة 31 :
وَعَـلـــــــمَ ءادمَ الأَسمـــــاءَ كُلَّهـــا
دراسة استندت ُ فيها على المُعجم المُفهرس لألفاظ القــرآن الكريم للعلّامـة محمد فؤاد عبد الباقي ، رحمه الله ، وإني على يقين أن كتابي هذا سيكـون مثـاراً للجــدل وبساطاً للنقد لأن مـن يستقبـل البحث عليه أن يستقبله وهو خالي الذهن متحرر الفكر مـــن عوائق العلــم و رواسب القِدم ، كمـا نقل ذلك أيضاً طَهَ حُسَين عــن ( رينيه ديكــارت ، 1596 الى 1650) أو كمـــا قالـوا إن الوقوف بمجد قد مضى أهله ليس من العلـــم في شيء ، فكـــم ترك الأول للآخر ، وكـــم طار المُجدد في سوق الحديث ، وكم ترحمنا ونحن الخَلف على عالمٍ هدانـا قد سَلف ، وخَرَّجّ أبو نعيم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إنّا نسألك إيماناً دائماً فرب إيمان غير دائم وأسألك علماً نافعاً فرب علم غير نافع .
*****
جاء في كتاب فقه اللغة للدكتورعبده الراجحي ، رحمه الله ، إن اللغـــــة السنسكريتية كانت أســاس البحث اللغوي عند الغربيين ، وكان دارس اللغة يلجأ في شرحه لأية ظاهرة لغويــة أروبية إلى السنسكريتية دائماً ، إلى درجة أن قال : ماكـس مُولــر، عالم لغة ألماني ، توفي 1900 م . إن السنسكريتية هي الأساس الوحيد لدراسة فقه اللغة المقارن ، وسوف تبقى المرشـد الصحيح لهذا العِلـم ، وإن عالـم اللغـة الذي لا يعرف السنسكريتية ، كعالــــم الفلك الذي لا يعرف الرياضيات ، اِنتهى حديث الراجحي رحمه الله ، و لكن كما نَبَذَ علماء العصر الحديث الكثير من نظريات مُولـــر ، فــإن (حروف فواتح السور ) نَبذَتْ اللغـة السنسكريتية و رفعت مكانها اللغة العربيـــة ، ولسائل أن يسأل كيف حدث ذلك ؟ الجواب : البحث التالي يجيب عــــن هذه المسألة
******
ملاحظات حول الحروف قبل الشروع في البحث ، نُــذَكــر أن الترتيب الألف بائي أو الهجائي الذي نعرفه الهدف منـــه الضبط العلمي والتنظيمي للحـــروف ، وهذا نظـــام من الأصوات مخزون في اللســـان العربي ، وضـــعَ ترتيبه علماء السلف رحمهـــم الله . كمايلـــــــي :
أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ر ، ز ، س ، ش
ص ، ض ، ط ، ظ ، ع ، غ ، ف ، ق ، ك ، ل ،
م ، ن ، هـ ، و ، ي
ولا ننسى أن هناك ترتيب آخر هو الترتيب الأبجدي حيث قسم الحروف إلى مجموعات ، وتدور حول هذا التقسيم أساطير كثيرة ، وهو قليل التداول بين الدارسين ، كمايلي:
أبجد، هوّز، حُطِّي، كَلَمُن، سَعَفَصَ، قَرَشَت، ثَخَذْ، ضَظَغْ
وهناك ترتيب ثالث كترتيب الخليل بن أحمد في مُعجم العين ، أوله حرف العين وآخره حرف الميم وهناك ترتيب رابع وخامس لا مجــال هنـــــا لذكر ترتيبها خشية الإطالــــــة في السرد
أما الترتيب الفقهي للحروف فهو ترتيب سماوي و عِلــم جديد من عِلــوم اللغـة ، سرهُ مُعجِز كإعجــاز القــرآن ، وجَدتهُ منظماً غاية في التنظيم ، عليه بنــاء شديد الإحكام ، شُدَ بسلاسل مـن جــذور القرآن ، فيه فائدة عظيمـــة غابت عن العلماء ، منافعهُ كثيرة ظاهرة للعيـان ، و حيث أن الحروف هي أصغر وحدة في بناء الكلمات ومركز التحكم في مَبناهـا و تغيرمعناهـا
فالهدف من هذه الدراسة العناية بالحرف ومعرفــة دوره في قيـاس الألفاظ المتناظرة في
الفصيل الواحد ، ومعرفـة الفروق والدللات بين الألفــــاظ المتقاربــــة والتميز بينهــــا من حيث القوة والضعف ، فلكل حرف بطاقة وهويــة ، وتلك البطائق نظام مخزون في جـــذور القرآن جـاء للتفريق بين الألفاظ والأستدلال على معانيهـــا وهو كمايلي : من الأقوى إلى الأضعف مرتباً ترتيباً تنازلياً كما جاء في جذور القـرآن بعــد فصل الحروف الى مجموعتين
، سُبِقَتْ بعمليات حسابية معقدة ، تجـــد شرحهـا في فصول البحث
المجموعة الأولى : مجموعة كرائم الحــــــروف
المجموعة الثانية : مجموعة الحروف المتروكة
أ ، س ، ن ، ع ، ح ، ر ، ق ، و ، م ، ص ، ك ، ل
هـ ، د ، ط ، ي
مجموعة الحروف المتروكة
ب ، ف ، ج ،خ ، ش غ ، ز ، ض ، ت ، ث ، ذ ، ظ
ويمكنك الاستعانة بالأرقام مقابل هذه الحروف إذا كنت في أول مراحل هذا العلم لإخراج قِيمة الكلمة فلكل حرف مقـاس يعرف به يعمل على تحديد قياس قالب الكلمة تجد هذه الأرقام في أسفل الصفحة ، كـ يوم ، و شهر ، و سنة ، و سماء ، و شمس ، و قمر ، و نجم ، و الحلم و الرؤيا ، و مسلم ومؤمن ، و نبي و رسول ، ومات وهلك ، و مشى وسعى ، و فئة ، و فرقة ، وطآئفة ، إلى آخـــــره
وهو ما تعارف عليه الكثير من العلماء الأجلاء بأن القرآن (يفسر بعضه بعضاً) ، قواعــــد يتبعونها جيلاً بعد جيل ، و نحن هنا أمام قاعدة معاصرة أذِنَ الله تبارك وتعالى أن تُبعَثَ للناس من بين الجـــذور اسميتها ( فقه الحروف ) منها بدأ الكــلام وإليها أشار القرآن ، و منــــذ البواكير الأولى لنشوء الإسلام ، جاء في الأثر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ". أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير ، وبذلك يكون رسول الله أول من عرف الحرف بعد القرآن ، حيث قال الله تبارك وتعالى في سورة القلم : ن والقلم ومايسطرون
حروف أطلتُ فيها النَظر وأدمتُ عليها الفِكـــــر ، مَسلكها أغراني بلســــان العــَـرب وشرفنـي بالإنتساب لهم ، فاستنبطت منها مَجدهم ورفعتُ بهـا ذِكرهم ، منزلة خصَهم الله بهـا ومكرمـة رفعَ بها ذِكرهم ، لُغة ما زال العلمــاء يتنافسون لبلوغها ويتبارون في رحابهــــــا ، سقفهــــا القرآن و مُنّشِئَهَا الرحمن ، نَطقَ بها ءادم وخُتِمَتْ بمحمد عليـــه الســلام ، لغـــــة مُقدســـــة تَعلمهـــا ءادم في الجنة ونقــل أصولها للناس ، فاقتفوا أثرهُ فيما جَـدَ عليهم من ألفاظ ، لُغــة
لم يصنعهـا بشر ، ولم يؤسس لها إنسان ، ولم يَستَعرهـا الله لكتابهِ من أحـــد ، بل هي لسـان الرحمـــن الذي أنزلَ قواعدها في القرآن ، لُغة تعرفها الملائكـة ، ويسبح بهـــــا المؤمنون في الجِنان ، قــال الله عز وجل في فضلهـا : في سورة يونس الآيــة 10 : دَعْوَاهُمْ فِيهَـا سُبْحَانَـــكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ * و قال الله - تعالى : وَإِنَّهُ لَتَنزِيــــلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِــهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ *
(الشعراء: 192-195)