مدينة "جنين" هي إحدى المدن الفلسطينية التي تقع في شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية، وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال، وفي ظل العدوان الصهيوني الغاشم على مدن الضفة الغربية وغزة على خلفية مقتل الثلاث مستوطنين بالخليل كان لنا هذا اللقاء مع الكاتب الفلسطيني "حسان نزال" الذي تحدث لنا من قلب مدينة جنين ـ من قباطية ـ عن حال مدينته في ظل الاحتلال والاقتحامات المتواصلة، وفي هذا الحوار تحدث "نزال" عن معاناة أهل جنين وما يلقونه من معاملة سيئة من سلطة الاحتلال والغياب التام لدور السلطة الفلسطينية في مواجهة ممارسات الاحتلال، كما تحدث عن عمليات الاقتحام الليلية للقرى الفلسطينية من قبل المستوطنين وأكد أن المقاومة هي من تقوم بالدفاع عن تلك القرية، كما أكد أن معنويات أهالي جنين مرتفعة جدا خاصة وهم يكادون يسمعون أصوات الصواريخ وهي تنفجر في حيفا قادمة من غزة ...
وإلى نص الحوار ...
بداية نود التعرف على سيادتكم ؟
حسان نزال، شاعر وكاتب فلسطيني، ولدي ديوان مطبوع (تقبلوا مني السلام)، أعمل مشرفا تربويا في وزارة التربية والتعليم، وعضو مجلس بلدي قباطية في محافظة جنين.
ما هو وضع بلدتكم من اتفاقية أوسلو ؟
هي تخضع لسلطة الحكم الذاتي رسميا، وحسب اتفاقيات أوسلو، بعد الثانية عشرة ليلا تنسحب قوات الشرطة الفلسطينية من الشوارع إلى مراكزها، وتدخل قوات الجيش الصهيوني، وتمارس خلال الليل جرائمها في مدننا، ومقاومتها تقع على عاتق المقاومين من الفصائل ومن عامة الشعب.
بمعنى لا يبقى من الحكم الذاتي إلا الاسم أي عمليا، نحن كلنا تحت الاحتلال وكل مدننا وبيوتنا مستباحة له.
كيف تتعامل قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها الليلية للمدينة ؟
أثناء النهار يمكن أن تطلب القوات الصهيونية من قوات السلطة إخلاء الشوارع لأمر طارئ وتقتحم المدن وتقتل وتعتقل بلا حول لسلطتنا ولا قوة، هذا غير استخدام القوات الخاصة المستعربة بسيارات عربية للاعتقالات، أما أثناء الليل فكما قلت تعيث في مدننا فسادا وتنكيلا.
هل هناك مضايقات لكم كموظفين حكوميين ؟
العمل يسير بشكل جيد في عدد من مجالات العمل مثل الموظفين الحكوميين والتجارة الى حد ما، أما بالنسبة للعمال مثلا فهناك الآلاف من شباب منطقة جنين يعملون داخل فلسطين المحتلة سنة 1948(على فكرة جنين على بعد دقائق من خط الهدنة وعلى بعد نصف ساعة من حيفا)، يعملون بدون تصاريح وبظروف مزرية، وينامون في الجبال، وتلاحقهم الشرطة الصهيونية بالاعتقال والإصابة والقتل أحيانا.
وهل تم القبض على شباب من المدينة ؟
نعم كثير...هناك العشرات من قباطية داخل السجون بتهمة العمل بدون تصريح، وليس بعيدا عني أبناء عمومة لي اقتحم سكنهم في سخنين في الداخل واعتقل زملاء لهم في الأودية والجبال وحوكموا لأسابيع سجن وطرد إلى قراهم ومنع من العودة للعمل، وما زالوا في قباطية عاطلين عن العمل.
ثم أخي العزيز..من قباطية ذاتها هناك اثنين من الأسرى ممن خرجوا في صفقة شاليط .. أعيد اعتقالهم بلا مبرر بعد عملية اختطاف الجنود الصهاينة وقتلهم في الخليل، قبل شهر تقريبا، وهم (وهيب أبو الرب..كان محكوم عدة مؤبدات، بعد تنفيذه عملية فدائية، وخرج في صفقة شاليط ثم أعيد اعتقاله بعد عملية الخليل، ثم محمد كميل الملقب (بالرشق) كذلك كان محكوم مؤبد وأعيد اعتقاله كخطوة انتقامية بعد مقتل المستوطنين.
كيف يكون صرف المرتبات بالنسبة للموظفين في البلدة خاصة وأنكم على الورق تتبعون الحكم الذاتي الفلسطيني ؟
المرتبات مرهونة عادة بالتحويلات الضريبية من الاحتلال، حسب اتفاقية اوسلو وملحقاتها (اتفاقية باريس) تجبي إسرائيل مستحقاتنا الضريبية من المعابر والموانئ، وتأخذ مقابل ذلك نسبة متفق عليها لتعيد الباقي للسلطة كل شهر، لكن الاحتلال عادة ما تحتجز هذه الأموال لمعاقبة السلطة والشعب وابتزازهما سياسيا، وهي المصدر الرئيس للرواتب، لذلك بداية كل شهر نحن تحت رحمة الاحتلال وتحويلاتها، يعني بعد عشرين عاما من أوسلو نعجز عن التحكم برواتب الموظفين أو تأمينها من حراكنا الاقتصادي، ومواردنا الوطنية.
كيف هو حال المدينة بعد عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة ؟
طبعا هناك حالة صداميه متوترة مع المستوطنين برعاية الجيش المحتل، ويقتحمون بعض القرى القريبة من مستوطناتهم ليلا وينكلون بمن يستطيعون اختطافه: مثلا قبل عدة أيام اختطفوا نجل رئيس مجلس بلدي قرية (اوصرين) الشاب طارق زياد العديلي وأوسعوه ضربا بالسكاكين والبلطات وقطعوا إحدى رجليه، كما نفذوا اقتحامات في قرى عينبوس و يعبد وطولكرم، وشبان القرى يشكلون لجان حماية لقراهم لتسهر ليلا على حماية القرى والتصدي للاقتحامات، وعادة ما يحطمون الممتلكات ويكتبون شعارات تدعو لترحيل الناس وتتوعدهم بالموت.
بعد العملية الواسعة لقوات الاحتلال في الضفة وغزة .. كيف هو الحال الآن تحت القصف ؟
غزة هي التي تقصف، والضفة تدور فيها ليلا مواجهات في نقاط التماس مع الاحتلال عند نقاط المعابر وعند جدار الفصل العنصري، خاصة في مناطق معبر قلنديا ومستوطنة بيت ايل (مركز قيادة الجيش الصهيوني على مداخل رام الله والبيرة) وقرب سجن عوفر الاحتلالي وعند مدخل بيت لحم وعند مدخل نابلس الجنوبي، وفي الخليل والقدس ، إضافة لما يحدث داخل المدن والقرى ليلا عند اقتحام قوات الجيش لها حيث تدور مواجهات مع المقتحمين الذين يتعمدون تدمير البيوت التي يدخلونها واعتقال أبنائها وترويعهم، وبالنسبة لمنطقة جنين، نقاط التماس مع الاحتلال قليلة، لكن الاقتحامات كثيرة وشبه ليلية، خاصة لمخيم جنين، لذلك تكثر المواجهات الليلية وعادة ما تكون في المخيم باستخدام الأسلحة النارية من قبل المقاومين.
هذا هو حال البلدة في الليل .. وما الذي يحدث في النهار ؟
نهارا.. هناك وقفات احتجاجية على العدوان، ومسيرات تضامنية، لكنها لم ترق بعد لمستوى الحدث الذي يدور في غزة في ظل مجازر الاحتلال، لأن المستوى السياسي والأمني الفلسطيني غير معني بها، ويكبح جماحها، ويريدها أن تبقى تحت السيطرة، وبهدف التنفيس وتخفيف الاحتقان الشعبي فقط.
هل هناك تعامل مباشر مع السلطة الفلسطينية ؟ وكيف ترى إدارتها للمدينة ؟
السلطة الفلسطينية سلطة إدارية شُرَطية فقط، وهي ملتزمة بشروط محددة جدا لعملها، وملتزمة بالقرار السياسي الفلسطيني لقيادتها، ويجهد رجال الشرطة والمسئولون هنا على الحفاظ على الأمن الداخلي، وحل مشاكل الناس اليومية وتسيير مصالحهم، ويجهدون لعدم الظهور بمظهر المتماهي مع الاحتلال، لكنهم مقيدون.
كما أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بالتنسيق مع أجهزة الاحتلال فيما يتعلق بالتنسيق الأمني الذي تحدث عنه أبو مازن مرارا (وقال عنه إنّه مقدس)، وذلك في إطار ما يسمونه (محاربة الإرهاب) ونسميه محاربة المقاومة، وهؤلاء يعتبرون المقاومة أحيانا عبثية، وأحيانا تخدم مصالح المحتلين، وأحيانا تعيق تطبيق المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإقامة الدولة في حدود 1967، لكن 20 سنة من المفاوضات لم تحقق أقل أماني الشعب الفلسطيني الذي يضيق ذرعا الآن بأوسلو ومقتضياته ونتائجه الكارثية.
ما هي قراءتك للوضع في غزة الآن وما توقعاتك للأحداث ؟
أنا أعتقد أننا الآن في جولة جديدة من المواجهة الاحتلال، غزة رأس الحربة؟ وهي تواجه أعتى جيش في الشرق لوحدها، والساعات الأخيرة من المواجهة تثبت أن غزة تعقل وتتوكل، وتعد العدّة للمواجهة قبل خوضها، وتؤمن بمشروعها المقاوم وتمارسه عمليا، وأبناؤها يستشهدون هم وعائلاتهم وهم يرفعون شارة النصر.
نحن نسير بخطى واثقة نحو مواجهة أشمل مع الاحتلال عاجلا أم آجلا، ومع مستوطنيه خاصة في الضفة الغربية، ولم يبق لدى الشعب عامة أمل ٌ بتحقيق المشروع السياسي الفلسطيني ( دولة وعاصمتها القدس وإزالة المستوطنات) كل هذا يتناقض مع الوقائع على الأرض، لأن ما بيد السلطة الفلسطينية لا يتجاوز 14 % من مساحة الضفة الغربية، والقدس تهود ونحن محرومون من دخولها، وغول الاستيطان ينهش الأرض يوما بعد يوم.
رسالة توجهها للشعوب والحكام العرب ؟
تعودنا على الخذلان، وزعماؤنا للأسف هم حملة عرش إسرائيل، وكلما سقط زعيم سقط أحد حملة هذا العرش، لذلك أن أنادي مقاوما في غزة أو وطنيا مخلصا في أي قطر عربي خير لي من مناداة أي زعيم عربي.
لكن أملنا بالأمة وشبابها كثير وكبير، ونعتقد أن ما يجري في الوطن العربي منذ سنوات هو مخاض ثمنه كبير، وسيفضي إلى خير الأمة رغم كثرة خسائرها.
في النهاية .. أريد أن أعرف كيف هي معنويات أهلنا في جنين الآن؟
معنويات أهالي جنين عالية جدا خاصة وهم يكادون يسمعون أصوات الصواريخ وهي تنفجر في حيفا قادمة من غزة.
وإلى نص الحوار ...
بداية نود التعرف على سيادتكم ؟
حسان نزال، شاعر وكاتب فلسطيني، ولدي ديوان مطبوع (تقبلوا مني السلام)، أعمل مشرفا تربويا في وزارة التربية والتعليم، وعضو مجلس بلدي قباطية في محافظة جنين.
ما هو وضع بلدتكم من اتفاقية أوسلو ؟
هي تخضع لسلطة الحكم الذاتي رسميا، وحسب اتفاقيات أوسلو، بعد الثانية عشرة ليلا تنسحب قوات الشرطة الفلسطينية من الشوارع إلى مراكزها، وتدخل قوات الجيش الصهيوني، وتمارس خلال الليل جرائمها في مدننا، ومقاومتها تقع على عاتق المقاومين من الفصائل ومن عامة الشعب.
بمعنى لا يبقى من الحكم الذاتي إلا الاسم أي عمليا، نحن كلنا تحت الاحتلال وكل مدننا وبيوتنا مستباحة له.
كيف تتعامل قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها الليلية للمدينة ؟
أثناء النهار يمكن أن تطلب القوات الصهيونية من قوات السلطة إخلاء الشوارع لأمر طارئ وتقتحم المدن وتقتل وتعتقل بلا حول لسلطتنا ولا قوة، هذا غير استخدام القوات الخاصة المستعربة بسيارات عربية للاعتقالات، أما أثناء الليل فكما قلت تعيث في مدننا فسادا وتنكيلا.
هل هناك مضايقات لكم كموظفين حكوميين ؟
العمل يسير بشكل جيد في عدد من مجالات العمل مثل الموظفين الحكوميين والتجارة الى حد ما، أما بالنسبة للعمال مثلا فهناك الآلاف من شباب منطقة جنين يعملون داخل فلسطين المحتلة سنة 1948(على فكرة جنين على بعد دقائق من خط الهدنة وعلى بعد نصف ساعة من حيفا)، يعملون بدون تصاريح وبظروف مزرية، وينامون في الجبال، وتلاحقهم الشرطة الصهيونية بالاعتقال والإصابة والقتل أحيانا.
وهل تم القبض على شباب من المدينة ؟
نعم كثير...هناك العشرات من قباطية داخل السجون بتهمة العمل بدون تصريح، وليس بعيدا عني أبناء عمومة لي اقتحم سكنهم في سخنين في الداخل واعتقل زملاء لهم في الأودية والجبال وحوكموا لأسابيع سجن وطرد إلى قراهم ومنع من العودة للعمل، وما زالوا في قباطية عاطلين عن العمل.
ثم أخي العزيز..من قباطية ذاتها هناك اثنين من الأسرى ممن خرجوا في صفقة شاليط .. أعيد اعتقالهم بلا مبرر بعد عملية اختطاف الجنود الصهاينة وقتلهم في الخليل، قبل شهر تقريبا، وهم (وهيب أبو الرب..كان محكوم عدة مؤبدات، بعد تنفيذه عملية فدائية، وخرج في صفقة شاليط ثم أعيد اعتقاله بعد عملية الخليل، ثم محمد كميل الملقب (بالرشق) كذلك كان محكوم مؤبد وأعيد اعتقاله كخطوة انتقامية بعد مقتل المستوطنين.
كيف يكون صرف المرتبات بالنسبة للموظفين في البلدة خاصة وأنكم على الورق تتبعون الحكم الذاتي الفلسطيني ؟
المرتبات مرهونة عادة بالتحويلات الضريبية من الاحتلال، حسب اتفاقية اوسلو وملحقاتها (اتفاقية باريس) تجبي إسرائيل مستحقاتنا الضريبية من المعابر والموانئ، وتأخذ مقابل ذلك نسبة متفق عليها لتعيد الباقي للسلطة كل شهر، لكن الاحتلال عادة ما تحتجز هذه الأموال لمعاقبة السلطة والشعب وابتزازهما سياسيا، وهي المصدر الرئيس للرواتب، لذلك بداية كل شهر نحن تحت رحمة الاحتلال وتحويلاتها، يعني بعد عشرين عاما من أوسلو نعجز عن التحكم برواتب الموظفين أو تأمينها من حراكنا الاقتصادي، ومواردنا الوطنية.
كيف هو حال المدينة بعد عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة ؟
طبعا هناك حالة صداميه متوترة مع المستوطنين برعاية الجيش المحتل، ويقتحمون بعض القرى القريبة من مستوطناتهم ليلا وينكلون بمن يستطيعون اختطافه: مثلا قبل عدة أيام اختطفوا نجل رئيس مجلس بلدي قرية (اوصرين) الشاب طارق زياد العديلي وأوسعوه ضربا بالسكاكين والبلطات وقطعوا إحدى رجليه، كما نفذوا اقتحامات في قرى عينبوس و يعبد وطولكرم، وشبان القرى يشكلون لجان حماية لقراهم لتسهر ليلا على حماية القرى والتصدي للاقتحامات، وعادة ما يحطمون الممتلكات ويكتبون شعارات تدعو لترحيل الناس وتتوعدهم بالموت.
بعد العملية الواسعة لقوات الاحتلال في الضفة وغزة .. كيف هو الحال الآن تحت القصف ؟
غزة هي التي تقصف، والضفة تدور فيها ليلا مواجهات في نقاط التماس مع الاحتلال عند نقاط المعابر وعند جدار الفصل العنصري، خاصة في مناطق معبر قلنديا ومستوطنة بيت ايل (مركز قيادة الجيش الصهيوني على مداخل رام الله والبيرة) وقرب سجن عوفر الاحتلالي وعند مدخل بيت لحم وعند مدخل نابلس الجنوبي، وفي الخليل والقدس ، إضافة لما يحدث داخل المدن والقرى ليلا عند اقتحام قوات الجيش لها حيث تدور مواجهات مع المقتحمين الذين يتعمدون تدمير البيوت التي يدخلونها واعتقال أبنائها وترويعهم، وبالنسبة لمنطقة جنين، نقاط التماس مع الاحتلال قليلة، لكن الاقتحامات كثيرة وشبه ليلية، خاصة لمخيم جنين، لذلك تكثر المواجهات الليلية وعادة ما تكون في المخيم باستخدام الأسلحة النارية من قبل المقاومين.
هذا هو حال البلدة في الليل .. وما الذي يحدث في النهار ؟
نهارا.. هناك وقفات احتجاجية على العدوان، ومسيرات تضامنية، لكنها لم ترق بعد لمستوى الحدث الذي يدور في غزة في ظل مجازر الاحتلال، لأن المستوى السياسي والأمني الفلسطيني غير معني بها، ويكبح جماحها، ويريدها أن تبقى تحت السيطرة، وبهدف التنفيس وتخفيف الاحتقان الشعبي فقط.
هل هناك تعامل مباشر مع السلطة الفلسطينية ؟ وكيف ترى إدارتها للمدينة ؟
السلطة الفلسطينية سلطة إدارية شُرَطية فقط، وهي ملتزمة بشروط محددة جدا لعملها، وملتزمة بالقرار السياسي الفلسطيني لقيادتها، ويجهد رجال الشرطة والمسئولون هنا على الحفاظ على الأمن الداخلي، وحل مشاكل الناس اليومية وتسيير مصالحهم، ويجهدون لعدم الظهور بمظهر المتماهي مع الاحتلال، لكنهم مقيدون.
كما أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بالتنسيق مع أجهزة الاحتلال فيما يتعلق بالتنسيق الأمني الذي تحدث عنه أبو مازن مرارا (وقال عنه إنّه مقدس)، وذلك في إطار ما يسمونه (محاربة الإرهاب) ونسميه محاربة المقاومة، وهؤلاء يعتبرون المقاومة أحيانا عبثية، وأحيانا تخدم مصالح المحتلين، وأحيانا تعيق تطبيق المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإقامة الدولة في حدود 1967، لكن 20 سنة من المفاوضات لم تحقق أقل أماني الشعب الفلسطيني الذي يضيق ذرعا الآن بأوسلو ومقتضياته ونتائجه الكارثية.
ما هي قراءتك للوضع في غزة الآن وما توقعاتك للأحداث ؟
أنا أعتقد أننا الآن في جولة جديدة من المواجهة الاحتلال، غزة رأس الحربة؟ وهي تواجه أعتى جيش في الشرق لوحدها، والساعات الأخيرة من المواجهة تثبت أن غزة تعقل وتتوكل، وتعد العدّة للمواجهة قبل خوضها، وتؤمن بمشروعها المقاوم وتمارسه عمليا، وأبناؤها يستشهدون هم وعائلاتهم وهم يرفعون شارة النصر.
نحن نسير بخطى واثقة نحو مواجهة أشمل مع الاحتلال عاجلا أم آجلا، ومع مستوطنيه خاصة في الضفة الغربية، ولم يبق لدى الشعب عامة أمل ٌ بتحقيق المشروع السياسي الفلسطيني ( دولة وعاصمتها القدس وإزالة المستوطنات) كل هذا يتناقض مع الوقائع على الأرض، لأن ما بيد السلطة الفلسطينية لا يتجاوز 14 % من مساحة الضفة الغربية، والقدس تهود ونحن محرومون من دخولها، وغول الاستيطان ينهش الأرض يوما بعد يوم.
رسالة توجهها للشعوب والحكام العرب ؟
تعودنا على الخذلان، وزعماؤنا للأسف هم حملة عرش إسرائيل، وكلما سقط زعيم سقط أحد حملة هذا العرش، لذلك أن أنادي مقاوما في غزة أو وطنيا مخلصا في أي قطر عربي خير لي من مناداة أي زعيم عربي.
لكن أملنا بالأمة وشبابها كثير وكبير، ونعتقد أن ما يجري في الوطن العربي منذ سنوات هو مخاض ثمنه كبير، وسيفضي إلى خير الأمة رغم كثرة خسائرها.
في النهاية .. أريد أن أعرف كيف هي معنويات أهلنا في جنين الآن؟
معنويات أهالي جنين عالية جدا خاصة وهم يكادون يسمعون أصوات الصواريخ وهي تنفجر في حيفا قادمة من غزة.