إسرائيل حسبت ألف حساب لمصر في زمن مرسي فقط"
حاوره في القاهرة: حمدي شجيع
كلمات دلالية: فلسطين، غزة
2014/08/09 (آخر تحديث: 2014/08/09 على 20:38)
المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين
صورة: (ح. م)
يعتقد الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين إن الهدنة التي وقعت بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدت إلى ترطيب العلاقات المصرية الفلسطينية وخاصة بين حركة "حماس"، مؤكدا أنه بعد زوال هذا التوتر، غير المبرر، أصبح الباب مفتوحا لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تسوية كريمة.
[rtl]وأضاف ياسين، في حواره مع "الشروق"، إن إسرائيل كانت تحسب لمصر ألف حساب في زمن الرئيس الأسبق محمد مرسي.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]بعد هذا الترطيب، كيف تقيم العلاقة بين الجانبين المصري والفلسطيني وخاصة من جانب المقاومة وحركة حماس؟ [/rtl]
[rtl]الوضع الطبيعي بين مصر وفلسطين، أن فلسطين قضية مصرية، وأن مصر تقاتل في فلسطين دفاعا عن مصر، وأن مستقبل مصر راهن بمستقبل فلسطين دائما، فالملك الفرعوني أحمس، عندما طرد الهكسوس وصل حتى الأهواز جنوب غربي العراق، ومن هنا تبدأ حظوظ مصر، وإبراهيم باشا عندما احتل الأراضي السورية كلها، وصل عند جبال طوروس على حدود تركيا، وهنا يبدأ الأمن القومي المصري، فالأمن القومي المصري، يبدأ عند منابع النيل في الجنوب، وجبال طوروس والأهواز في الشمال وفي الشرق، وفلسطين في قلب خط الدفاع الأول عن مصر، يعني أبناء غزة قاتلوا دفاعا عن كل الأمة العربية عموما، وعن مصر خصوصا، في غزة، نيابة عن الكل، فلم يكن يجوز أن يسود هذا التوتر مع هذه العلاقة، ثم أنا أربأ بأي دولة عربية بأن تلعب دور الوسيط بين الشقيق الضحية وبين العدو المجرم، لا وسطاء، يعني عندما يأتي وسيط خارجي هذا شيء طبيعي، لكن بوليفيا تأخد موقفا أشد، والارجنتين أشد، وتشيلي أشد، وأين باقي الدول العربية، وأنا أسجل هنا موقف الجزائر، والذي أدى إلى تعرض علاقتها بدولة عربية إلى التوتر بسبب قطاع غزة، لأنها بعثت مساعدات، أوقفت عند الحدود، وهذا عمل توتر بين مصر وبين الجزائر، واقتضى الأمر اتصالا بين الرئيسين الجزائري والمصري.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ما هو الدور الذي تقوم به مصر أكثر من الوساطة؟[/rtl]
[rtl]أنا أرى أن مصر لن تكون مجرد وسيط فقط، ينقل بين الطرفين، فالمفاوضات لن تكون مباشرة، مصر ستقوم بنقل المطالب والحقوق الفلسطينينة للجانب الإسرائيلي، هذا الدور كنت لا أتمناه لمصر، أما أنها ستأخذه، فأنا لا أعتقد بأنها ستكون محايدة، أو متحيزة للطرف الإسرائيلي هذه المرة.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]هل ترى أي اختلاف في المفاوضات الجارية الآن والتي جرت سابقا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي؟[/rtl]
[rtl]إن إسرائيل حسبت ألف حساب لمصر في زمن الرئيس محمد مرسي، لأن مرسي أرسل على الفور رئيس الوزراء آنذاك الدكتور هشام قنديل وبعض الوزراء والمساعدات لقطاع غزة، وخشيت إسرائيل لو أنها استمرت في عدوانها أن تعيد مصر النظر في اتفاقية "كامب ديفيد"، وفي معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، لذا سارعت إلى التوصل لحل كان يميل لصالح الفلسطينيين إلى حد بعيد، فمن جهة انسحبت إسرائيل 300 متر على نطاق كل شرق وشمال قطاع غزة، وسمحت بالصيد 12 ميلا في البحر، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق، وهذه الحقيقة دور مصر لعب الدور المرجح لنا في ميزان القوة، هذه المرة التوتر الذي كان موجودا، وهو توتر أنا أرى أنه كان مفتعلا ولا مبرر له وغير مفهوم على الإطلاق، بين الحكم المصري وبين حماس بالذات، ومردوده للشعب الفلسطيني، لكن بتأثر بهذا التوتر، فالمهم أن دور مصر دور مهم جدا، سلبا أو إيجابا على القضية الفلسطينية، لو تخلت مصر عن دورها القومي والإنساني والقانوني والأمني القومي ستخسر هي وسنخسر نحن الفلسطينيين.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]من الرابح في هذه الحرب التي دارت على مدار أربعة أسابيع تقريباً؟[/rtl]
[rtl]عندما قامت إسرائيل بشن هذه الحرب على قطاع غزة قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية، إن رجلا وحيدا يتحكم في مصير نتنياهو هو محمد الضيف، ومحمد الضيف قائد القسام، وهو رجل قعيد "مشلول"، لا يستطيع التحرك، لكن هذا الرجل المشلول يتحكم بمن يمتلك أقوى ترسانة عسكرية في العالمية، الترسانة الأمريكية، بالمناسبة الوقاحة الأمريكية وصلت إلى حد تعرض وساطتها وتفتح مخازن أسلحتها للإسرائيليين.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]كيف ترى تناول بعض القنوات أو الفضائيات المصرية أو الإعلام المصري بشكل عام، العدوان على غزة؟[/rtl]
[rtl]والله بعض الإعلاميين الأمنجية -ينتمون إلى الآلة الأمنية- وفلول مبارك شمتوا في الشعب الفلسطيني لما يلاقيه، وامتدحوا الأداء الإسرائيلي، وبعضهم شكر علنا نتنياهو على أنه سيخلصهم من حماس.[/rtl]
حاوره في القاهرة: حمدي شجيع
كلمات دلالية: فلسطين، غزة
2014/08/09 (آخر تحديث: 2014/08/09 على 20:38)
المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين
صورة: (ح. م)
يعتقد الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين إن الهدنة التي وقعت بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدت إلى ترطيب العلاقات المصرية الفلسطينية وخاصة بين حركة "حماس"، مؤكدا أنه بعد زوال هذا التوتر، غير المبرر، أصبح الباب مفتوحا لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تسوية كريمة.
[rtl]وأضاف ياسين، في حواره مع "الشروق"، إن إسرائيل كانت تحسب لمصر ألف حساب في زمن الرئيس الأسبق محمد مرسي.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]بعد هذا الترطيب، كيف تقيم العلاقة بين الجانبين المصري والفلسطيني وخاصة من جانب المقاومة وحركة حماس؟ [/rtl]
[rtl]الوضع الطبيعي بين مصر وفلسطين، أن فلسطين قضية مصرية، وأن مصر تقاتل في فلسطين دفاعا عن مصر، وأن مستقبل مصر راهن بمستقبل فلسطين دائما، فالملك الفرعوني أحمس، عندما طرد الهكسوس وصل حتى الأهواز جنوب غربي العراق، ومن هنا تبدأ حظوظ مصر، وإبراهيم باشا عندما احتل الأراضي السورية كلها، وصل عند جبال طوروس على حدود تركيا، وهنا يبدأ الأمن القومي المصري، فالأمن القومي المصري، يبدأ عند منابع النيل في الجنوب، وجبال طوروس والأهواز في الشمال وفي الشرق، وفلسطين في قلب خط الدفاع الأول عن مصر، يعني أبناء غزة قاتلوا دفاعا عن كل الأمة العربية عموما، وعن مصر خصوصا، في غزة، نيابة عن الكل، فلم يكن يجوز أن يسود هذا التوتر مع هذه العلاقة، ثم أنا أربأ بأي دولة عربية بأن تلعب دور الوسيط بين الشقيق الضحية وبين العدو المجرم، لا وسطاء، يعني عندما يأتي وسيط خارجي هذا شيء طبيعي، لكن بوليفيا تأخد موقفا أشد، والارجنتين أشد، وتشيلي أشد، وأين باقي الدول العربية، وأنا أسجل هنا موقف الجزائر، والذي أدى إلى تعرض علاقتها بدولة عربية إلى التوتر بسبب قطاع غزة، لأنها بعثت مساعدات، أوقفت عند الحدود، وهذا عمل توتر بين مصر وبين الجزائر، واقتضى الأمر اتصالا بين الرئيسين الجزائري والمصري.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ما هو الدور الذي تقوم به مصر أكثر من الوساطة؟[/rtl]
[rtl]أنا أرى أن مصر لن تكون مجرد وسيط فقط، ينقل بين الطرفين، فالمفاوضات لن تكون مباشرة، مصر ستقوم بنقل المطالب والحقوق الفلسطينينة للجانب الإسرائيلي، هذا الدور كنت لا أتمناه لمصر، أما أنها ستأخذه، فأنا لا أعتقد بأنها ستكون محايدة، أو متحيزة للطرف الإسرائيلي هذه المرة.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]هل ترى أي اختلاف في المفاوضات الجارية الآن والتي جرت سابقا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي؟[/rtl]
[rtl]إن إسرائيل حسبت ألف حساب لمصر في زمن الرئيس محمد مرسي، لأن مرسي أرسل على الفور رئيس الوزراء آنذاك الدكتور هشام قنديل وبعض الوزراء والمساعدات لقطاع غزة، وخشيت إسرائيل لو أنها استمرت في عدوانها أن تعيد مصر النظر في اتفاقية "كامب ديفيد"، وفي معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، لذا سارعت إلى التوصل لحل كان يميل لصالح الفلسطينيين إلى حد بعيد، فمن جهة انسحبت إسرائيل 300 متر على نطاق كل شرق وشمال قطاع غزة، وسمحت بالصيد 12 ميلا في البحر، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق، وهذه الحقيقة دور مصر لعب الدور المرجح لنا في ميزان القوة، هذه المرة التوتر الذي كان موجودا، وهو توتر أنا أرى أنه كان مفتعلا ولا مبرر له وغير مفهوم على الإطلاق، بين الحكم المصري وبين حماس بالذات، ومردوده للشعب الفلسطيني، لكن بتأثر بهذا التوتر، فالمهم أن دور مصر دور مهم جدا، سلبا أو إيجابا على القضية الفلسطينية، لو تخلت مصر عن دورها القومي والإنساني والقانوني والأمني القومي ستخسر هي وسنخسر نحن الفلسطينيين.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]من الرابح في هذه الحرب التي دارت على مدار أربعة أسابيع تقريباً؟[/rtl]
[rtl]عندما قامت إسرائيل بشن هذه الحرب على قطاع غزة قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية، إن رجلا وحيدا يتحكم في مصير نتنياهو هو محمد الضيف، ومحمد الضيف قائد القسام، وهو رجل قعيد "مشلول"، لا يستطيع التحرك، لكن هذا الرجل المشلول يتحكم بمن يمتلك أقوى ترسانة عسكرية في العالمية، الترسانة الأمريكية، بالمناسبة الوقاحة الأمريكية وصلت إلى حد تعرض وساطتها وتفتح مخازن أسلحتها للإسرائيليين.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]كيف ترى تناول بعض القنوات أو الفضائيات المصرية أو الإعلام المصري بشكل عام، العدوان على غزة؟[/rtl]
[rtl]والله بعض الإعلاميين الأمنجية -ينتمون إلى الآلة الأمنية- وفلول مبارك شمتوا في الشعب الفلسطيني لما يلاقيه، وامتدحوا الأداء الإسرائيلي، وبعضهم شكر علنا نتنياهو على أنه سيخلصهم من حماس.[/rtl]