[size=32]رمضان واحة الإيمان
" فضائل الصيام"
[/size][size=32]الحمد لله الذي خصنا بشهر الطاعات، وأجزل لنا فيه المثوبة ورفع الدرجات، وَعَدَ من صامه إيمانا واحتسابا بتكفير الذنوب والسيئات، وشرّف أوقاته على سائر الأوقات، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البريات، وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد، وبعد:
الصيام أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو عبادة جليلة وقربة عظيمة وفريضة مهمة، فهو مدرسة للأجيال ومعسكر تدريبي، وجامعة كبيرة للتقوى والهدى، ونحن مع شهر فضل الله أوقاته على سائر الأوقات وخصه بأسمى الصفات.
وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث فضائل جمة للصيام نذكر منها:
1- اختص الله أجر الصيام عنده، قال عليه الصلاة والسلام( قال اللهُ عزَّ وجلَّ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيامُ. فإنَّه لي وأنا أجْزِي به. والصِّيام جُنَّةٌ. فإذا كانَ يومُ صوْمِ أحدِكُم فلا يَرفُثْ يومئذٍ ولا يَسخَبْ. فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ، فليقلْ: إنِّي امرؤٌ صائمٌ. والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ. لخلُوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ، يومَ القيامةِ، من ريحِ المسكِ. وللصَّائمِ فرحتانِ يفرَحهُما: إذا أفطرَ فرِحَ بفِطرهِ. وإذا لقِيَ ربَّهُ فرِح بصوْمِهِ )[1].
قيل من معاني قوله تعالى في الحديث " فإنه لي وأنا أجزي به" أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام.[2]
وقد اتفق العلماء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالصِّيَامِ هُنَا صِيَام مَنْ سَلِمَ صِيَامه مِنْ الْمَعَاصِي قَوْلًا وَفِعْلًا.
2- الصيام سبب لدخول الجنة، قال عليه الصلاة والسلام( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها )[3].
3- الصوم وقاية من العذاب، قال عليه الصلاة والسلام( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار )[4].
4- الصوم حصن منيع من النار، قال عليه الصلاة والسلام( من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفا ).[5]
5- الصوم جماع أعمال الخير، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ).[6]
6- الصوم سبب للعتق من النار ودعوة الصائم مستجابة، يقول عليه الصلاة والسلام( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ).[7]
7- أوقات الصيام من نفحات الدهر، قال عليه الصلاة والسلام( هذا شهْرُ رمضانَ قدْ جاءَكُمْ، تُفتَّحُ بهِ أبوابُ الجنةِ، وتُغلَّقُ فيه أبوابُ النارِ، وتُسلْسَلُ فيه الشياطينُ )[8].
8- الصوم سبب للعتق من النار، قال عليه الصلاة والسلام( إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ).[9]
9- في رمضان تفتح أبواب الجنان، قال عليه الصلاة والسلام( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب الجحيم، و تغل فيه مردة الشياطين، و فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ).[10]
10- من مزايا شهر رمضان أنه شهر الصبر، يقول عليه الصلاة والسلام( صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر )[11].
11- الصوم يذهب وساوس الشيطان، يقول عليه الصلاة والسلام( صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر )[12].
وحر الصدر: هو وساوس الشيطان وما يصيب قلب الإنسان من غيظ و كَدر.
12- الصوم حصن حصين من عذاب الله، يقول عليه الصلاة والسلام ( الصيام جنة وحصن حصين من النار ).[13]
13- الصوم يكفر الفتن والسيئات، قال عليه الصلاة والسلام( فِتنةُ الرَّجلِ في أهلِهِ ومالِهِ ونفسِهِ وولدِهِ وجارِهِ يُكفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدقةُ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ ).[14]
14- من لم يغفر له في رمضان فهو الخاسر، يقول عليه الصلاة والسلام( أتاني جبريل فقال: يا محمد! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، قال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين ).[15]
15- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام( الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه، فيشفعان ).[16]
16- من مات وهو صائم فقد أحسنت خاتمته، يقول عليه الصلاة والسلام( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة ).[17]
17- للصائم غرفا بالجنة، يقول عليه الصلاة والسلام( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ).[18]
18- دعوة الصائم لا ترد، يقول عليه الصلاة والسلام( ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدّ دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ ).[19]
19- للصائمين باب الريان في الجنة، يقول عليه الصلاة والسلام( إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد ).[20]
20- الصوم سبب لمغفرة الذنوب جميعا، قال عليه الصلاة والسلام( من صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه ).[21]
فهذا ما تيسر من فضائل الصوم، نسأل الله أن يعيننا في هذا الشهر الفضيل على الصيام والقيام والطاعات، ومرضاة رب الأرض والسماوات.
8- رمضان- 1435هـ
-------------------------------
[1] متفق عليه.
[2] فتح الباري لابن حجر.
[3] صحيح البخاري.
[4] صحيح الجامع برقم 3867.
[5] متفق عليه، وفي رواية " مسيرة مائة عام" كما في صحيح الجامع.
[6] الجامع برقم 4044، وفي رواية " لا مثيل له" وفي رواية " لا عدل له ".
[7] صحيح الترغيب برقم 1002.
[8] صحيح الجامع برقم 6995.
[9] صحيح الجامع برقم 3933.
[10] صحيح الجامع برقم 55.
[11] صحيح الجامع برقم 3803.
[12] صحيح الجامع برقم 3804.
[13] صحيح الجامع برقم 3880.
[14] متفق عليه واللفظ لمسلم.
[15] صحيح الجامع برقم 75.
[16] صحيح الترغيب برقم 1429.
[17] صحيح الجامع برقم 6224.
[18] صحيح الجامع برقم 2123.
[19] صحيح الجامع برقم 3032.
[20] متفق عليه.
[21] متفق عليه.
منقول للافادة[/size]
" فضائل الصيام"
[/size][size=32]الحمد لله الذي خصنا بشهر الطاعات، وأجزل لنا فيه المثوبة ورفع الدرجات، وَعَدَ من صامه إيمانا واحتسابا بتكفير الذنوب والسيئات، وشرّف أوقاته على سائر الأوقات، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البريات، وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد، وبعد:
الصيام أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو عبادة جليلة وقربة عظيمة وفريضة مهمة، فهو مدرسة للأجيال ومعسكر تدريبي، وجامعة كبيرة للتقوى والهدى، ونحن مع شهر فضل الله أوقاته على سائر الأوقات وخصه بأسمى الصفات.
وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث فضائل جمة للصيام نذكر منها:
1- اختص الله أجر الصيام عنده، قال عليه الصلاة والسلام( قال اللهُ عزَّ وجلَّ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيامُ. فإنَّه لي وأنا أجْزِي به. والصِّيام جُنَّةٌ. فإذا كانَ يومُ صوْمِ أحدِكُم فلا يَرفُثْ يومئذٍ ولا يَسخَبْ. فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ، فليقلْ: إنِّي امرؤٌ صائمٌ. والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ. لخلُوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ، يومَ القيامةِ، من ريحِ المسكِ. وللصَّائمِ فرحتانِ يفرَحهُما: إذا أفطرَ فرِحَ بفِطرهِ. وإذا لقِيَ ربَّهُ فرِح بصوْمِهِ )[1].
قيل من معاني قوله تعالى في الحديث " فإنه لي وأنا أجزي به" أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام.[2]
وقد اتفق العلماء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالصِّيَامِ هُنَا صِيَام مَنْ سَلِمَ صِيَامه مِنْ الْمَعَاصِي قَوْلًا وَفِعْلًا.
2- الصيام سبب لدخول الجنة، قال عليه الصلاة والسلام( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها )[3].
3- الصوم وقاية من العذاب، قال عليه الصلاة والسلام( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار )[4].
4- الصوم حصن منيع من النار، قال عليه الصلاة والسلام( من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفا ).[5]
5- الصوم جماع أعمال الخير، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ).[6]
6- الصوم سبب للعتق من النار ودعوة الصائم مستجابة، يقول عليه الصلاة والسلام( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ).[7]
7- أوقات الصيام من نفحات الدهر، قال عليه الصلاة والسلام( هذا شهْرُ رمضانَ قدْ جاءَكُمْ، تُفتَّحُ بهِ أبوابُ الجنةِ، وتُغلَّقُ فيه أبوابُ النارِ، وتُسلْسَلُ فيه الشياطينُ )[8].
8- الصوم سبب للعتق من النار، قال عليه الصلاة والسلام( إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ).[9]
9- في رمضان تفتح أبواب الجنان، قال عليه الصلاة والسلام( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب الجحيم، و تغل فيه مردة الشياطين، و فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ).[10]
10- من مزايا شهر رمضان أنه شهر الصبر، يقول عليه الصلاة والسلام( صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر )[11].
11- الصوم يذهب وساوس الشيطان، يقول عليه الصلاة والسلام( صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر )[12].
وحر الصدر: هو وساوس الشيطان وما يصيب قلب الإنسان من غيظ و كَدر.
12- الصوم حصن حصين من عذاب الله، يقول عليه الصلاة والسلام ( الصيام جنة وحصن حصين من النار ).[13]
13- الصوم يكفر الفتن والسيئات، قال عليه الصلاة والسلام( فِتنةُ الرَّجلِ في أهلِهِ ومالِهِ ونفسِهِ وولدِهِ وجارِهِ يُكفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدقةُ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ ).[14]
14- من لم يغفر له في رمضان فهو الخاسر، يقول عليه الصلاة والسلام( أتاني جبريل فقال: يا محمد! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، قال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين ).[15]
15- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام( الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه، فيشفعان ).[16]
16- من مات وهو صائم فقد أحسنت خاتمته، يقول عليه الصلاة والسلام( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة ).[17]
17- للصائم غرفا بالجنة، يقول عليه الصلاة والسلام( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ).[18]
18- دعوة الصائم لا ترد، يقول عليه الصلاة والسلام( ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدّ دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ ).[19]
19- للصائمين باب الريان في الجنة، يقول عليه الصلاة والسلام( إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد ).[20]
20- الصوم سبب لمغفرة الذنوب جميعا، قال عليه الصلاة والسلام( من صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه ).[21]
فهذا ما تيسر من فضائل الصوم، نسأل الله أن يعيننا في هذا الشهر الفضيل على الصيام والقيام والطاعات، ومرضاة رب الأرض والسماوات.
8- رمضان- 1435هـ
-------------------------------
[1] متفق عليه.
[2] فتح الباري لابن حجر.
[3] صحيح البخاري.
[4] صحيح الجامع برقم 3867.
[5] متفق عليه، وفي رواية " مسيرة مائة عام" كما في صحيح الجامع.
[6] الجامع برقم 4044، وفي رواية " لا مثيل له" وفي رواية " لا عدل له ".
[7] صحيح الترغيب برقم 1002.
[8] صحيح الجامع برقم 6995.
[9] صحيح الجامع برقم 3933.
[10] صحيح الجامع برقم 55.
[11] صحيح الجامع برقم 3803.
[12] صحيح الجامع برقم 3804.
[13] صحيح الجامع برقم 3880.
[14] متفق عليه واللفظ لمسلم.
[15] صحيح الجامع برقم 75.
[16] صحيح الترغيب برقم 1429.
[17] صحيح الجامع برقم 6224.
[18] صحيح الجامع برقم 2123.
[19] صحيح الجامع برقم 3032.
[20] متفق عليه.
[21] متفق عليه.
منقول للافادة[/size]