مطبوعة بفطرتها السوية على عشق تراب الوطن..لم تتغير ولم تضجر ولم تفقد الأمل علي مدار95 عاما هي عمرها..لا تنشد القصائد العنترية ولا تدخل في مناظرات سفسطائية ولا تقبل بجدل عقيم وشعارات خالية من المضمون التي يتاجر بها السياسيون.
فهي ترى أن الوطنية الحقة لا تحتاج لكل ذلك.. فقط تحتاج أن يقدم كل منا أقصى ما يستطيعه ووفق قدراته وإمكاناته دون ضجيج عاصرت كلا من الملك فؤاد والملك فاروق وكل رؤساء مصر ومرت عليها كل أحداثها الجسام ذاكرتها لا تزال تحتفظ بالكثير من تفاصيل تلك الأحداث كما أن ذكاءها الفطري جعلها تقيم تلك الفترات بصورة موضوعية وبعبارات موجزة يعجز عنها أساتذة العلوم السياسية أحيانا.
ورغم أنها فقدت بصرها منذ 27 علما لم يفقدها أملها في الله عز وجل ولا أبعدها عن الاهتمام بشئون وطنها ..أصرت علي النزول للتصويت علي الدستور، كما أصرت علي اصطحاب أبنائها وأحفادها لانتخاب المشير السيسي وكانت قبلها قد قامت بالبصم علي استمارة تمرد إبان الحكم الإخواني.
زينب مصطفي سعد الملاح.. زوجها توفي منذ عشرين عاما ولها 5 أبناء 3 إناث و2 ذكور ولها أكثر من 30 حفيدا وحفيد الحفيد.. الجدة قامت بنزع حلقها فور سماعها للمشير السيسي معلنا تبرعه بنصف راتبه ونصف أملاكه لصالح صندوق تحيا مصر .
أيقظت ابنها مبكرا للتوجه به من قريتها للمنصورة وهناك أخبرها مدير البنك أنه لا يقبل تبرعات عينية بل يقبل أموالا فقط فبحثوا عن محل لبيعه ثم عادت ووضعت الـ630 جنيها من ثمن الحلق بالبنك واحتفظت بـ20 جنيها فقط أجرة السيارة التي ستعيدها لقريتها .
(الأخبار) انتقلت إليها بقريتها منية سندوب مركز المنصورة فلم تجدها حيث كانت قد توجهت للإقامة عدة أيام مع ابنتها الأرملة بميت غمر فتوجهت إليها وعادت بها لإجراء هذا الحوار بحجرتها بالقرية .
الحجرة بها بعض الأثاث المتهالك لكنه رغم ذلك مرتب ونظيف.. سرير خشبي قديم وتليفزيون تتابع من خلاله الأخبار وتستمع للقرآن ودروس الوعظ الديني وبوتاجاز صغير وبعض أواني الطعام .
السنوات التي قاربت علي قرن من الزمان لم تغير من ملامحها المصرية الأصيلة التي تبدو واضحة من بين ثنايا تجاعيد الوجه .
في البداية قلت لها: لماذا بادرت بالتبرع بكل ما تملكيه وهو الحلق ؟
أجابت: كلمات الرئيس السيسي وقت إعلانه عن تبرعه بنصف راتبه ونصف أملاكه كانت صادقة ومعبرة فقلت هذا الر جل لابد أن نبادله الصدق بالصدق ولابد أن يحذوا كل منا حذوه فناديت علي أولادي وطلبت منهم نزع الحلق لأتبرع به علي الفور فهذا هو كل ما أملكه .
وماذا كان رد فعلهم ؟
كانوا سعداء بالطبع وهم يعلمون أنه في النهاية القرار قراري.. فقط لي ابنة مقيمة بالإسكندرية تحب الإخوان عاتبتني وذكرت مرسي فقلت لها صلوا عليه الجنازة وكفي حديثا عنه وانسوه.
ولماذا كان إصرارك علي التوجه بنفسك ولم ترسلي الحلق مع أحد أبنائك ؟
سعادتي الحقيقية كانت في تحمل قدر من المعاناة حيث لا يكفي التبرع فقط .
وما شعورك وقد حققت رغبتك بالتوجه للبنك ؟
بالتأكيد شعرت بأداء جزء من الدين تجاه الوطن رغم المعاناة حيث رفض أصحاب عدد من محلات الذهب شراء الحلق عندما علموا بنيتي التبرع وعرفنا بعد ذلك أنهم إخوان.
وتساءلت .: أين مليارات رجال الأعمال ولماذا لم نسمع عن أحد منهم تبرع بمعظم ثروته ؟!.. ولماذا لم يسألوا أنفسهم:من أين لهم بتلك الثروات ؟!..وما المصارف التي يجب أن تتوجه لها موارد الصندوق ؟
مصرف واحد وهو إقامة مشروعات تتيح فرص عمل للشباب فقلبي يتقطع وأنا أري أحفادي قد أنهوا دراستهم الجامعية ولم يحصل واحد منهم علي فرصة عمل.
عاصرت كلا من الملك فؤاد والملك فاروق وكل رؤساء مصر فما هو تقييمك لكل منهم ؟
كلاهما كان في عهدهما فساد والفقر كان منتشرا وعبد الناصر أصلح جانبا مما أفسدوه ووزع الأرض علي الفلاحين الفقراء .. أما أنور السادات فقد قرر معاشا للفقراء وكنت أحد المستفيدين منه ..ومبارك ترك الحيتان دون محاسبة ..ومرسي كاد يقضي علي البلاد ويقسمها ويدخلها في نفق مظلم ..أما السيسي فقد أنقذها وكان صادقا معنا .
وهل تتوقعين له النجاح ؟
قطعا سيكون أنجحهم رغم كل الظروف ورغم كل المكائد وأطلب منه أن يسير علي نهجه وأن يحقق العدل في الوظائف بين جميع أبناء الشعب فلا يضار شاب لأنه فقير لأن حفيدي محمود الحاصل علي كلية الشريعة والقانون جاءني وقال لي: لن أتقدم لوظيفة في القضاء لأنهم لا يقبلون أولاد الغلابة فقلت له تقدم وأثق في أنه لن يضار أحد في عهد السيسي .
وتختتم حديثها بدعوات صادقة بأن يحفظ الله مصر وشعبها ويوفق رئيسها في أداء مهمته الوطنية في قيادة البلاد في تلك الظروف .
ابنها الدسوقي علي خليل 56 سنة على المعاش المبكر وابنتها أمينة ربة منزل وأن أمهما لا تزال منضبطة وصارمة فهي تصلي كل الفروض في مواعيدها بدءا من الفجر .
وأشارا إلى أنها حررت استمارة تمرد وبصمت عليها وتوجهت للإدلاء بصوتها في الاستفتاء علي الدستور وانتخاب المشير السيسي رغم أنها لم تتوجه لأي لجنة انتخاب علي مدي أكثر من 90 عاما من عمرها .
وأشارا إلى أنها سبق وتبرعت بأكثر من حلق للمساجد فكلما كان يتوافر لديها مبلغ تشتري لها حلق ثم تقوم بالتبرع به.
وقالوا إنها كانت تنوي بيع الحلق واستكمال المبلغ لعمل عمرة لكنها فضلت التبرع ولديها يقين بأن الله سيمنحها ثواب العمرة.
وطالبت رجال الأعمال الذين يتوجهون لأداء العمرة أكثر من مرة كل عام والحج كل عام بأن يوجهوا تلك المبالغ لبلدهم في تلك الظروف.
فهي ترى أن الوطنية الحقة لا تحتاج لكل ذلك.. فقط تحتاج أن يقدم كل منا أقصى ما يستطيعه ووفق قدراته وإمكاناته دون ضجيج عاصرت كلا من الملك فؤاد والملك فاروق وكل رؤساء مصر ومرت عليها كل أحداثها الجسام ذاكرتها لا تزال تحتفظ بالكثير من تفاصيل تلك الأحداث كما أن ذكاءها الفطري جعلها تقيم تلك الفترات بصورة موضوعية وبعبارات موجزة يعجز عنها أساتذة العلوم السياسية أحيانا.
ورغم أنها فقدت بصرها منذ 27 علما لم يفقدها أملها في الله عز وجل ولا أبعدها عن الاهتمام بشئون وطنها ..أصرت علي النزول للتصويت علي الدستور، كما أصرت علي اصطحاب أبنائها وأحفادها لانتخاب المشير السيسي وكانت قبلها قد قامت بالبصم علي استمارة تمرد إبان الحكم الإخواني.
زينب مصطفي سعد الملاح.. زوجها توفي منذ عشرين عاما ولها 5 أبناء 3 إناث و2 ذكور ولها أكثر من 30 حفيدا وحفيد الحفيد.. الجدة قامت بنزع حلقها فور سماعها للمشير السيسي معلنا تبرعه بنصف راتبه ونصف أملاكه لصالح صندوق تحيا مصر .
أيقظت ابنها مبكرا للتوجه به من قريتها للمنصورة وهناك أخبرها مدير البنك أنه لا يقبل تبرعات عينية بل يقبل أموالا فقط فبحثوا عن محل لبيعه ثم عادت ووضعت الـ630 جنيها من ثمن الحلق بالبنك واحتفظت بـ20 جنيها فقط أجرة السيارة التي ستعيدها لقريتها .
(الأخبار) انتقلت إليها بقريتها منية سندوب مركز المنصورة فلم تجدها حيث كانت قد توجهت للإقامة عدة أيام مع ابنتها الأرملة بميت غمر فتوجهت إليها وعادت بها لإجراء هذا الحوار بحجرتها بالقرية .
الحجرة بها بعض الأثاث المتهالك لكنه رغم ذلك مرتب ونظيف.. سرير خشبي قديم وتليفزيون تتابع من خلاله الأخبار وتستمع للقرآن ودروس الوعظ الديني وبوتاجاز صغير وبعض أواني الطعام .
السنوات التي قاربت علي قرن من الزمان لم تغير من ملامحها المصرية الأصيلة التي تبدو واضحة من بين ثنايا تجاعيد الوجه .
في البداية قلت لها: لماذا بادرت بالتبرع بكل ما تملكيه وهو الحلق ؟
أجابت: كلمات الرئيس السيسي وقت إعلانه عن تبرعه بنصف راتبه ونصف أملاكه كانت صادقة ومعبرة فقلت هذا الر جل لابد أن نبادله الصدق بالصدق ولابد أن يحذوا كل منا حذوه فناديت علي أولادي وطلبت منهم نزع الحلق لأتبرع به علي الفور فهذا هو كل ما أملكه .
وماذا كان رد فعلهم ؟
كانوا سعداء بالطبع وهم يعلمون أنه في النهاية القرار قراري.. فقط لي ابنة مقيمة بالإسكندرية تحب الإخوان عاتبتني وذكرت مرسي فقلت لها صلوا عليه الجنازة وكفي حديثا عنه وانسوه.
ولماذا كان إصرارك علي التوجه بنفسك ولم ترسلي الحلق مع أحد أبنائك ؟
سعادتي الحقيقية كانت في تحمل قدر من المعاناة حيث لا يكفي التبرع فقط .
وما شعورك وقد حققت رغبتك بالتوجه للبنك ؟
بالتأكيد شعرت بأداء جزء من الدين تجاه الوطن رغم المعاناة حيث رفض أصحاب عدد من محلات الذهب شراء الحلق عندما علموا بنيتي التبرع وعرفنا بعد ذلك أنهم إخوان.
وتساءلت .: أين مليارات رجال الأعمال ولماذا لم نسمع عن أحد منهم تبرع بمعظم ثروته ؟!.. ولماذا لم يسألوا أنفسهم:من أين لهم بتلك الثروات ؟!..وما المصارف التي يجب أن تتوجه لها موارد الصندوق ؟
مصرف واحد وهو إقامة مشروعات تتيح فرص عمل للشباب فقلبي يتقطع وأنا أري أحفادي قد أنهوا دراستهم الجامعية ولم يحصل واحد منهم علي فرصة عمل.
عاصرت كلا من الملك فؤاد والملك فاروق وكل رؤساء مصر فما هو تقييمك لكل منهم ؟
كلاهما كان في عهدهما فساد والفقر كان منتشرا وعبد الناصر أصلح جانبا مما أفسدوه ووزع الأرض علي الفلاحين الفقراء .. أما أنور السادات فقد قرر معاشا للفقراء وكنت أحد المستفيدين منه ..ومبارك ترك الحيتان دون محاسبة ..ومرسي كاد يقضي علي البلاد ويقسمها ويدخلها في نفق مظلم ..أما السيسي فقد أنقذها وكان صادقا معنا .
وهل تتوقعين له النجاح ؟
قطعا سيكون أنجحهم رغم كل الظروف ورغم كل المكائد وأطلب منه أن يسير علي نهجه وأن يحقق العدل في الوظائف بين جميع أبناء الشعب فلا يضار شاب لأنه فقير لأن حفيدي محمود الحاصل علي كلية الشريعة والقانون جاءني وقال لي: لن أتقدم لوظيفة في القضاء لأنهم لا يقبلون أولاد الغلابة فقلت له تقدم وأثق في أنه لن يضار أحد في عهد السيسي .
وتختتم حديثها بدعوات صادقة بأن يحفظ الله مصر وشعبها ويوفق رئيسها في أداء مهمته الوطنية في قيادة البلاد في تلك الظروف .
ابنها الدسوقي علي خليل 56 سنة على المعاش المبكر وابنتها أمينة ربة منزل وأن أمهما لا تزال منضبطة وصارمة فهي تصلي كل الفروض في مواعيدها بدءا من الفجر .
وأشارا إلى أنها حررت استمارة تمرد وبصمت عليها وتوجهت للإدلاء بصوتها في الاستفتاء علي الدستور وانتخاب المشير السيسي رغم أنها لم تتوجه لأي لجنة انتخاب علي مدي أكثر من 90 عاما من عمرها .
وأشارا إلى أنها سبق وتبرعت بأكثر من حلق للمساجد فكلما كان يتوافر لديها مبلغ تشتري لها حلق ثم تقوم بالتبرع به.
وقالوا إنها كانت تنوي بيع الحلق واستكمال المبلغ لعمل عمرة لكنها فضلت التبرع ولديها يقين بأن الله سيمنحها ثواب العمرة.
وطالبت رجال الأعمال الذين يتوجهون لأداء العمرة أكثر من مرة كل عام والحج كل عام بأن يوجهوا تلك المبالغ لبلدهم في تلك الظروف.