مقاصد الشريعة عند ابن تيمية (دراسة تحليلية)
المقدمة
الحمد الله الذي شرع الشرائع ثم عدل, وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وتفضل, وجعل لكل شئ غاية ومقصد, فسن الأحكام لمقاصد عظمى, وغايات كبرى؛ لتدركها العقول, فيسهل حينها الإمتثال، وصلى الله وسلم وبارك على نبي الهدى, ومعلم الدجى, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم إلى القيامة.
وبعد:
فإن الله_سبحانه وتعالى_ ما خلق الخلق , وأرسل الرسل , وأنزل الكتب, وسن الشرائع إلا لغاية عظمى, ومقصد عظيم, وهو عبادته وهذا معلوم من الدين بالضرورة ,فما جلب لهم المصالح ودرء عنهم المفاسد إلا تحقيقاً لعبادته على الوجه الأكمل.ﭧ ﭨ ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ([1]) .فالشريعة الإسلامية بالنسبة للعباد بمثابة غذاء الروح والنفس,فحاجة العباد إلى زكاة أنفسهم وتطهيرها أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب,فلا يستقيم حالهم , ولا تتم سعادتهم , ومصالح دنياهم وآخرتهم إلا بعبادته على الوجه الذي أراد؛ لأن خالقهم أعلم بحاجتهم ومنفعتهم.
لذا عني العلماء قديماً وحديثاً ببيان مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت الأوامر والنواهي بتحقيقها؛ لتتحقق المصلحة الكبرى للعباد, ومن الكتب التي أستحقت ما بذل فيها من جهد كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية عند ابن تيمية للدكتور : يوسف أحمد محمد البدوي الذي هو محور الحديث في هذا البحث, واعتمد البحث على طبعة دار النفائس للنشر والتوزيع, الأردن/ عمان, الطبعة الأولى 1421هـ/2000م.
أهمية الموضوع:
اكتسب الموضوع أهمية كبرى وذلك من جانبين هما من الأهمية بمكان, فكان جمعهماً في كتاب واحد بغية العارفين, ومقصداً لطلبة العلم.
الجانب الأول: أن البحث في مقاصد الشريعة الإسلامية وتأصيل مباحثه من مراتب العلوم الشرعية العليا بيان المصلحة التي قصد الشارع الحكيم الوصول إليها من خلال تشريع الحكم؛ليتعمق في النفوس اعتزاز المسلم بدينه، فيمتثل للخطاب الشرعي قناعة واعتقادً به لا لمجرد الآداء، وكذلك لإتصاله الوثيق بمعرفة ما يمكن أن يقاس عليه من الحوادث, والمستجدات التي تشترك معها في المقصد والغاية ؛ لذا كان البحث في المقاصد الشرعية من العلوم التخصصية الدقيقة التي لا يستطيعها إلا المتبحر في العلم الشرعي , وغيره من العلوم التي من خلالها يستطيع استنباط المقاصد من مكامنها.
الجانب الثاني: أن تخصيص البحث في مقاصد الشريعة من خلال استقصاء الثروة المعلوماتية الشرعية التي ورّثها الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية(شيخ الإسلام) للأمة,أضاف أهمية أخرى , وبعداً إيجابياً متميزاً؛لمكانة شيخ الإسلام العظمى عند سلف الأمة وخلفها, فجمع ودراسة ما كتب شيخ الإسلام في مقاصد الشريعة من بطون الكتب الوافرة التي خلفها ، وعرضها مستوفية وشاملة في مكان واحد يعد مكسباً للمكتبة الإسلامية وإثراءً لطلبة العلم المتخصصين.
لذا كان البحث في كتاب مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، من خلال بيان المنهجية وتحليل موضوعاته,ومفرداته, و وعرضها عرضاً تأصيلياً، من الأهمية بمكان إذا أكتسبها من شرف العلم , وشرف من نسب له.
منهج البحث:
سيجري استعراض موضوعات الكتاب _بإذن الله_ على المنهج الوصفي التحليلي الإستنتاجي بتوظيف منهج التحليل والإستنباط في محاولة لتلمس المنهجية التي سار عليها المؤلف في كتابه ,من خلال تتبع واستقراء في نصوص الكتاب وتقسيماته, وتوضيح مكامن القوة والإبداع التي اتكأ عليها في إظهار هذا الكتاب إلى النور.
كما يستدعي هذا البحث الإطلاع والمزاوجة بين المفاهيم الشرعية للمقاصد عامة , والإتجاهات والقواعد التي اعتمد عليها ابن تيمية؛ لبيان ما نفرد به هذا المؤلف عن غيره مما كتب في علم المقاصد الشرعية عامة, في محاولة لإستشراف الجوانب الإيجابية التي أظهرتها هذه الدراسة.
وكذلك مقارنة وموازنة هذه الدراسة بموضوعات المقاصد الشرعية عامة؛ لبيان الفروق والمتعلقات االتي انفردت بها كتب ابن تيمية_رحمه الله_ في المقاصد, فهذه الدراسة محاولة تطبيقية تحليلية لأحد المؤلفات في علم المقاصد الشرعية ؛لتأكيد أهمية هذا العلم وإظهار تكاملها مع النصوص الشرعية.
وهذا سيكون بذكر بعض المواضع من الكتاب المراد تحليله بإيراد الأمثلة التي تؤيد المنهج الذي اعتمده المؤلف في كتابه؛ لبيان الإتجاه الذي سار عليه المؤلف في معالجته لموضوعات المقاصد الشرعية.
تقسيمات البحث:
قسم البحث إلى مقدمة,وتمهيد, وثلاثة فصول, وخاتمه على النحو التالي:
- المقدمة: وفيها ذكر أهمية الموضوع، والمنهج المتبع فيه، وتقسيمات البحث.
- التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في تعريف المنهج لغة واصطلاحاً.
المبحث الثاني: في تعريف مفردات عنوان الكتاب.
المبحث الثالث: في التعريف بسيرة المؤلف.
- الفصل الأول: طريقة المؤلف في تأليف الكتاب: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في طريقة تقسيمه للكتاب.
المبحث الثاني: في استيفاء موضوع الكتاب وإشباع المسائل.
المبحث الثالث: في طريقة ترتيبه للمسائل وكتابة العناوين.
- الفصل الثاني: منهج المؤلف العلمي في الصياغة: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في قوة الأسلوب ووضوحه للمتخصص وغيره.
المبحث الثاني: في مواطن الاستدلال وضرب الأمثلة.
المبحث الثالث: في تفرد الكتاب وتميزه بمسائل مفيدة ومتجددة.
- الفصل الثالث: طريقة عرضه لموضوع المقاصد الشرعية: وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: في طرق معرفة المقاصد.
المبحث الثاني: في تقسيم مقاصد الشارع.
المبحث الثالث: في خصائص مقاصد الشارع.
المبحث الرابع: في علاقة مقاصد الشارع بالأدلة.
المقدمة
الحمد الله الذي شرع الشرائع ثم عدل, وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وتفضل, وجعل لكل شئ غاية ومقصد, فسن الأحكام لمقاصد عظمى, وغايات كبرى؛ لتدركها العقول, فيسهل حينها الإمتثال، وصلى الله وسلم وبارك على نبي الهدى, ومعلم الدجى, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم إلى القيامة.
وبعد:
فإن الله_سبحانه وتعالى_ ما خلق الخلق , وأرسل الرسل , وأنزل الكتب, وسن الشرائع إلا لغاية عظمى, ومقصد عظيم, وهو عبادته وهذا معلوم من الدين بالضرورة ,فما جلب لهم المصالح ودرء عنهم المفاسد إلا تحقيقاً لعبادته على الوجه الأكمل.ﭧ ﭨ ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ([1]) .فالشريعة الإسلامية بالنسبة للعباد بمثابة غذاء الروح والنفس,فحاجة العباد إلى زكاة أنفسهم وتطهيرها أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب,فلا يستقيم حالهم , ولا تتم سعادتهم , ومصالح دنياهم وآخرتهم إلا بعبادته على الوجه الذي أراد؛ لأن خالقهم أعلم بحاجتهم ومنفعتهم.
لذا عني العلماء قديماً وحديثاً ببيان مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت الأوامر والنواهي بتحقيقها؛ لتتحقق المصلحة الكبرى للعباد, ومن الكتب التي أستحقت ما بذل فيها من جهد كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية عند ابن تيمية للدكتور : يوسف أحمد محمد البدوي الذي هو محور الحديث في هذا البحث, واعتمد البحث على طبعة دار النفائس للنشر والتوزيع, الأردن/ عمان, الطبعة الأولى 1421هـ/2000م.
أهمية الموضوع:
اكتسب الموضوع أهمية كبرى وذلك من جانبين هما من الأهمية بمكان, فكان جمعهماً في كتاب واحد بغية العارفين, ومقصداً لطلبة العلم.
الجانب الأول: أن البحث في مقاصد الشريعة الإسلامية وتأصيل مباحثه من مراتب العلوم الشرعية العليا بيان المصلحة التي قصد الشارع الحكيم الوصول إليها من خلال تشريع الحكم؛ليتعمق في النفوس اعتزاز المسلم بدينه، فيمتثل للخطاب الشرعي قناعة واعتقادً به لا لمجرد الآداء، وكذلك لإتصاله الوثيق بمعرفة ما يمكن أن يقاس عليه من الحوادث, والمستجدات التي تشترك معها في المقصد والغاية ؛ لذا كان البحث في المقاصد الشرعية من العلوم التخصصية الدقيقة التي لا يستطيعها إلا المتبحر في العلم الشرعي , وغيره من العلوم التي من خلالها يستطيع استنباط المقاصد من مكامنها.
الجانب الثاني: أن تخصيص البحث في مقاصد الشريعة من خلال استقصاء الثروة المعلوماتية الشرعية التي ورّثها الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية(شيخ الإسلام) للأمة,أضاف أهمية أخرى , وبعداً إيجابياً متميزاً؛لمكانة شيخ الإسلام العظمى عند سلف الأمة وخلفها, فجمع ودراسة ما كتب شيخ الإسلام في مقاصد الشريعة من بطون الكتب الوافرة التي خلفها ، وعرضها مستوفية وشاملة في مكان واحد يعد مكسباً للمكتبة الإسلامية وإثراءً لطلبة العلم المتخصصين.
لذا كان البحث في كتاب مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، من خلال بيان المنهجية وتحليل موضوعاته,ومفرداته, و وعرضها عرضاً تأصيلياً، من الأهمية بمكان إذا أكتسبها من شرف العلم , وشرف من نسب له.
منهج البحث:
سيجري استعراض موضوعات الكتاب _بإذن الله_ على المنهج الوصفي التحليلي الإستنتاجي بتوظيف منهج التحليل والإستنباط في محاولة لتلمس المنهجية التي سار عليها المؤلف في كتابه ,من خلال تتبع واستقراء في نصوص الكتاب وتقسيماته, وتوضيح مكامن القوة والإبداع التي اتكأ عليها في إظهار هذا الكتاب إلى النور.
كما يستدعي هذا البحث الإطلاع والمزاوجة بين المفاهيم الشرعية للمقاصد عامة , والإتجاهات والقواعد التي اعتمد عليها ابن تيمية؛ لبيان ما نفرد به هذا المؤلف عن غيره مما كتب في علم المقاصد الشرعية عامة, في محاولة لإستشراف الجوانب الإيجابية التي أظهرتها هذه الدراسة.
وكذلك مقارنة وموازنة هذه الدراسة بموضوعات المقاصد الشرعية عامة؛ لبيان الفروق والمتعلقات االتي انفردت بها كتب ابن تيمية_رحمه الله_ في المقاصد, فهذه الدراسة محاولة تطبيقية تحليلية لأحد المؤلفات في علم المقاصد الشرعية ؛لتأكيد أهمية هذا العلم وإظهار تكاملها مع النصوص الشرعية.
وهذا سيكون بذكر بعض المواضع من الكتاب المراد تحليله بإيراد الأمثلة التي تؤيد المنهج الذي اعتمده المؤلف في كتابه؛ لبيان الإتجاه الذي سار عليه المؤلف في معالجته لموضوعات المقاصد الشرعية.
تقسيمات البحث:
قسم البحث إلى مقدمة,وتمهيد, وثلاثة فصول, وخاتمه على النحو التالي:
- المقدمة: وفيها ذكر أهمية الموضوع، والمنهج المتبع فيه، وتقسيمات البحث.
- التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في تعريف المنهج لغة واصطلاحاً.
المبحث الثاني: في تعريف مفردات عنوان الكتاب.
المبحث الثالث: في التعريف بسيرة المؤلف.
- الفصل الأول: طريقة المؤلف في تأليف الكتاب: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في طريقة تقسيمه للكتاب.
المبحث الثاني: في استيفاء موضوع الكتاب وإشباع المسائل.
المبحث الثالث: في طريقة ترتيبه للمسائل وكتابة العناوين.
- الفصل الثاني: منهج المؤلف العلمي في الصياغة: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في قوة الأسلوب ووضوحه للمتخصص وغيره.
المبحث الثاني: في مواطن الاستدلال وضرب الأمثلة.
المبحث الثالث: في تفرد الكتاب وتميزه بمسائل مفيدة ومتجددة.
- الفصل الثالث: طريقة عرضه لموضوع المقاصد الشرعية: وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: في طرق معرفة المقاصد.
المبحث الثاني: في تقسيم مقاصد الشارع.
المبحث الثالث: في خصائص مقاصد الشارع.
المبحث الرابع: في علاقة مقاصد الشارع بالأدلة.