خصائص الشريعة الإسلامية الخالدة
وهذه الشريعة السمحة المعطاء لها خصائص وسمات تميزها عن بقية النظم والقواعد التي يحتكم إليها البشر ؛
في ظل فترات الرسل وغياب هدى الله عن ساحات العمل وشرود الناس عن المنهج الحق من مختلف النظم
الوضعية والمحرفة مما ينسب إلى ديانات حقة ، وهذه الخصائص كثيرة ومتعددة بحيث يصعب على الكاتب
الإحاطة بها والإلمام بجلها ، ولكن الإشارة إلى أهم هذه الخصائص وبعض سماتها ممكن ، ويعين على فهم
مرادنا في هذا البحث فنقول :
إن من أهم الخصائص التي تميزت بها الشريعة الإسلامية الغراء - مما يجعلها خالدة وصالحة لكل عصر وكل زمان
ومكان - ما يلي :
أنها شريعة الله :
إذا كانت الأنظمة والقوانين التي عرفها البشر في صورة عادات وتقاليد وأعراف ، أو في ظل سيادة زعامة العشيرة
ورئيس القبيلة ، أو في حماية ملك مطاع أو سلطان قاهر أو قوانين تصدرها هيئات مخولة أو صفوة من القانونيين
أو غيرهم مما يفرزه نظام أو قانون وضعي من صنع الإنسان ووضع البشر ، فإن هذه القوانين مهما حاول أربابها
تجويدها وتحقيق العدل بها بين الناس وإقامة الحياة بها على اعتدال لا تحقق ذلك ، وإنما تأتى عاكسة لقصور
البشر ولنقص الإنسان وتأثره بمختلف المؤثرات كما تصور جهله ونزعاته وأهواءه ، وبالتالي لا يكون لها في نفوس
الناس من التقدير والاحترام إلا بمقدار اتقاء السلطة وعدم الوقوع تحت طائلة الجزاء الدنيوي . أما شريعة الله فإن
منزلها هو خالق البشر ومالك أمرهم ، وهو المتصف بصفات الجلال والكمال المبرئ من كل عيب أو نقص أو جهل
أو هوى ، وهو العالم بما يصلح أمر هذا البشر ويحقق لهم الأمن والطمأنينة والسعادة وقد خلقهم سبحانه لغاية
وحملهم في الأرض رسالة وكرمهم بذلك على كثير من خلقه ، وهو
اللطيف في أمره الحكيم في حكمه ، القادر على خلقه ، العليم في تدبيره ، الرحيم بعباده ، وهو مالك الدنيا
والآخرة ، ولا يفوته أحد من خلقه ، ولا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، يعلم خائنة
الأعين وما تخفي الصدور . ولهذا فإن شريعة الله توصف بالكمال والشمول والرحمة والعدل على أتم صورة والخلق
مطالبون بالأخذ بهذه الشريعة كجزء من العقيدة وشرط للإيمان ، وبها يتحقق لهم الخير في الدنيا والسعادة في
الآخرة والأمن يوم الفزع الأكبر ، وهي في ذات الوقت ذات سلطان على النفوس وهيبة في القلوب واحترام في
الحياة ، لا يماثلها قانون أو نظام ولا يشابهها في ذلك شيء من جهود البشر .
ثم إن الإيمان بهذه الشريعة وتحكيمها في أمور الحياة وما يحصل من شجار في المجتمع والرضاء والتسليم بحكم
هذه الشريعة شرط من شروط الإيمان ومقتضيات الطاعة ، قال تعالى : فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وليس هذا لأي نظام وضعي في الوجود .
وترك هذه الشريعة مع القدرة باب من أبواب الكفر ومدخل من مداخل الشيطان ، والاحتكام إلى غير شرع الله
مزلة عظيمة وجريمة كبيرة ، إذ هي تفضيل لحكم الجاهلية على حكم الله تعالى : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ كما أنها محادة لله ولرسوله ومنازعة له في ملكه وأخص خصائص الألوهية ،
ولكن الله لطيف بعباده حليم على خلقه يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال تعالى : وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
وهذه الشريعة السمحة المعطاء لها خصائص وسمات تميزها عن بقية النظم والقواعد التي يحتكم إليها البشر ؛
في ظل فترات الرسل وغياب هدى الله عن ساحات العمل وشرود الناس عن المنهج الحق من مختلف النظم
الوضعية والمحرفة مما ينسب إلى ديانات حقة ، وهذه الخصائص كثيرة ومتعددة بحيث يصعب على الكاتب
الإحاطة بها والإلمام بجلها ، ولكن الإشارة إلى أهم هذه الخصائص وبعض سماتها ممكن ، ويعين على فهم
مرادنا في هذا البحث فنقول :
إن من أهم الخصائص التي تميزت بها الشريعة الإسلامية الغراء - مما يجعلها خالدة وصالحة لكل عصر وكل زمان
ومكان - ما يلي :
أنها شريعة الله :
إذا كانت الأنظمة والقوانين التي عرفها البشر في صورة عادات وتقاليد وأعراف ، أو في ظل سيادة زعامة العشيرة
ورئيس القبيلة ، أو في حماية ملك مطاع أو سلطان قاهر أو قوانين تصدرها هيئات مخولة أو صفوة من القانونيين
أو غيرهم مما يفرزه نظام أو قانون وضعي من صنع الإنسان ووضع البشر ، فإن هذه القوانين مهما حاول أربابها
تجويدها وتحقيق العدل بها بين الناس وإقامة الحياة بها على اعتدال لا تحقق ذلك ، وإنما تأتى عاكسة لقصور
البشر ولنقص الإنسان وتأثره بمختلف المؤثرات كما تصور جهله ونزعاته وأهواءه ، وبالتالي لا يكون لها في نفوس
الناس من التقدير والاحترام إلا بمقدار اتقاء السلطة وعدم الوقوع تحت طائلة الجزاء الدنيوي . أما شريعة الله فإن
منزلها هو خالق البشر ومالك أمرهم ، وهو المتصف بصفات الجلال والكمال المبرئ من كل عيب أو نقص أو جهل
أو هوى ، وهو العالم بما يصلح أمر هذا البشر ويحقق لهم الأمن والطمأنينة والسعادة وقد خلقهم سبحانه لغاية
وحملهم في الأرض رسالة وكرمهم بذلك على كثير من خلقه ، وهو
اللطيف في أمره الحكيم في حكمه ، القادر على خلقه ، العليم في تدبيره ، الرحيم بعباده ، وهو مالك الدنيا
والآخرة ، ولا يفوته أحد من خلقه ، ولا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، يعلم خائنة
الأعين وما تخفي الصدور . ولهذا فإن شريعة الله توصف بالكمال والشمول والرحمة والعدل على أتم صورة والخلق
مطالبون بالأخذ بهذه الشريعة كجزء من العقيدة وشرط للإيمان ، وبها يتحقق لهم الخير في الدنيا والسعادة في
الآخرة والأمن يوم الفزع الأكبر ، وهي في ذات الوقت ذات سلطان على النفوس وهيبة في القلوب واحترام في
الحياة ، لا يماثلها قانون أو نظام ولا يشابهها في ذلك شيء من جهود البشر .
ثم إن الإيمان بهذه الشريعة وتحكيمها في أمور الحياة وما يحصل من شجار في المجتمع والرضاء والتسليم بحكم
هذه الشريعة شرط من شروط الإيمان ومقتضيات الطاعة ، قال تعالى : فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وليس هذا لأي نظام وضعي في الوجود .
وترك هذه الشريعة مع القدرة باب من أبواب الكفر ومدخل من مداخل الشيطان ، والاحتكام إلى غير شرع الله
مزلة عظيمة وجريمة كبيرة ، إذ هي تفضيل لحكم الجاهلية على حكم الله تعالى : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ كما أنها محادة لله ولرسوله ومنازعة له في ملكه وأخص خصائص الألوهية ،
ولكن الله لطيف بعباده حليم على خلقه يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال تعالى : وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ