قصة (زوجين متيمين) قصة حب رقيقة ولذيذة.....الرومانسية والعشق والهوى يا رومانسيييييييييييين
مرحبا أعزائي أعضاء مجلة الإبتسامة الحلوين أنا وفيت بوعدي وسأنشر قصتي الثانية (من تأليفي أيضا) وإن شاء الله راح تكون احلى من التي قبلها بس أتمنى منكم المتابعة والردود أيضا مهما كانت سلبية أو إيجابية أنا أرحب بأي رأي مهما كان وأتمنى تقرأوها وتستمتعوا بيها وتجيب الإبتسامة لوجوهكم الجميلة.......القصة تتكون من عشرة فصول....
المقدمة :
الزواج......كلمة ترن في آذاننا ولكن هل يدرك كل منا معناها ؟! عندما يلبس كل من الزوج والزوجة خاتم الزواج فهذا يعني أن كل منهما قد ارتدى ثوب الالتزام ...التعاون...التضحية و يصبحان معا شخصا واحدا.....كيانا واحدا يتعاونان كما تتعاون الدفة والشراع ليسيرا بسفينة الحياة ويصلا بها الى بر الأمان عابران المحيط الواسع لمليئ بالمخاطر والعواقب والأمواج العالية التي قد تخيفهم وتفسد تعاونهم مهما كانا مختلفين وهنا يكمن معنى الزواج فيجب أن يبذل الطرفان ما بوسعهما للحفاظ على السفينة سالمة أي حياتهما ولا يهم ما قدر تضحية كل منهما ففي النهاية يجب أن يصلا لبر الأمان .
ليس كل حب يؤدي الى زواج وليس كل زواج ناتج عن حب ولكن هناك رابط عميق بين الزواج و الحب فالحب أشبه ببحر عميق يغرق فيه العاشقون ويتوهون ولكن منهم من يصل الى الارض الثابتة في أعماقه......القاع وهو الزواج وبذلك يكونا قد فهما جيدا فإذا استطاع كل منهما أن يقوم بإلتزامات الزواج تماما يكونا قد وصلا الى قاع الحب وبلغاه كله ولم يتوها في أعماقه كالبقية.......
الفصل الأول :
-استيقظ يا عادل !.........أيها الطبيب الناجح ...هل هناك طبيب ينام حتى ساعة متأخرة هكذا؟! ..
نهض عادل على صوت صديقه حمدي مذهولا ونظر الى الطاولة المجاورة الى سريره والتقط نظارته حتى يراه جيدا ليتأكد من أن الشخص الذي أمامه فعلا حمدي فقال :
-حمدي؟......ماذا؟......أين أنا ؟.....وكيف أتيت أنت الى هنا ؟
-أنا في بيتك منذ ساعة و أنتظر استيقاظك أيها الطبيب العبقري ...قد يكون اليوم أجازة ولكن هذا لا يعني أن تنام حتى الساعة الواحدة ظهرا
-لم تقم بزيارتي منذ مدة ....كما أنني سهرت حتى وقت متأخر جدا من الليل لأطمئن على صحة أحد مرضاي فمن حقي أن أنام جيدا
-ياعيني عليك يا صديقي العزيز ستبقى متفاني في عملك حتى يقتلك التعب يوما ما وحينها لن ينفعك أحد....هل يمكن أن تقول لي كيف لم تتزوج الى الآن
-حمدي بدأت تتحدث مثل أمي ببساطة لا أفكر الا في عملي ....عملي هو الأهم
-كفى!!!كل أصدقائنا تزوجوا حتى الذين لا يقتنعون بالزواج مثلي إلا أنت لاتفكر الا بعملك ومرضاك هذا جحيم .....هل تفهم؟! أنت في جحيم!!
-كفى الآن ....آآآه هل تعلم ؟! لقد تذكرت أنني تركت مريض يوم أمس في حالة خطرة يجب أن أذهب لأطمئن عليه
--لكنه يوم عطلة
-وماذا يهم ؟.....أليس لديك قلب؟
-أليس لديك غيره ؟
بعد أن قام عادل بالإستحمام وتمشيط شعره وتظنيف أسنانه أكل فطوره مسرعا وأختار قميصا قديم الطراز كما يفعل دائما وبنطالا قاتما وربطة عنق مناسبة و أخذ معه البالطو الأبيض الذي يدل على مهنته وطبعا لم ينسى نظارته...مشى مشية هادئة ثابتة وجهه هادئ لا ينظر الى أحد من المارة ينظر فقط الى الطريق أمامه و يحسب كل شئ قبل أن يقوم به وينظم الوقت لأسبوع قادم ......عندما دخل المستشفى جري نحو مرضاه وقابل أهل المريض وكلمهم بجدية وبصوت ثابت حتى لا يظهر خطورة الحالة و ذهب لمعاينة المريض بمساعدة الممرضة التي تشعل نفسها وتعمل ما بوسعها لكي تراها عيني الطبيب الوسيم الملئ بالرجولة و الجدية و لكن على الرغم أنه كان يرتدي نظارته إلا أنه لم يلحظ حتى وجودها فلم يكن العمي ببصره وإنما بقلبه .....
حمل معه أوراق التحاليل لمختلف المرضى وكان لا يضيع حتى الوقت الذي يستغرقه في السير الي عيادته وإنما يستغله في قراءة الورق الذي في يده حتى.....اصطدم بشخص عند الزاوية التي تقبل عيادته فسقطت الأوراق من يده اثر الصدمة وضبط نظارته بسرعة ليرى من الذي اصطدم به ولكن الفتاة كانت قد انحنت بسرعة لتلملم الأوراق التي تناثرت في أرجاء الممر فأنحني وجثا علي ركبتيه لكي يساعدها ولكي يرى وجهها أيضا فبينما يفعل هو هذا أمسك يدها بالخطأ فحدقت به وحدق بها وتلاقت عيونهما وشعر عادل برجفة تسري في كل جسده وأنه غير قادر على الحركة أو الكلام فشعرت هي بحيرة الشاب فابتسمت ابتسامة مرحة وخلصت يدها من يده فتنبه أنه أمسكها طوال هذا الوقت وكل هذا ولم ينطق أحدهما ببنت شفة و بعد أن أنتهيا من جمع الأوراق جمعت هي نصفهم وجمع هو نصفهم الآخر فوقف كلاهما ولاحظت هي حينها الطول الفارع الذي يتميز به هذا الطبيب الوسيم فاحمرت وجنتاها وحدقت في عينيه القويتان وقالت:
-أنا آسفة جدا !..كنت أركض بسرعة ولم يخطر ببالي أن هناك أحد في الجانب الآخر من الممر
فتلعثم الطبيب وهو لا يعرف كيف يرد على كل تلك الرقة والعذوبة والجمال الذي أصابه بالتوتر العصبي فقال :
-لا أنه خطأي ..أنا كنت أقرأو أنا أسير ولم أنظر أمامي
-لا...لا أنه فعلا خطأي
-لا أنه خطأي أنا
فشعرت الفتاة بالإعجاب الذي يشع من عيناي الطبيب الوسيم فابتهجت لذلك و ضحكت ضحكة طفولية وقالت:
-حسنا لنريح بعضنا كلانا مخطئ وهكذا تعادلنا يا دكتور
ثم تحركت حركة مرحة وكأنها تهم بالركض كطفلة فمقارنة براشقتها وجسمها الصغير ووجهها البرئ الممتلئ بالطفولة والمرح بدت له كطفلة ولكن طفلة جميلة ولذيذة وعندما لاحظ أنها بدأت تبتعد عنه ازدادت ضربات قلبه وقرر أن يقوم بعمل جرئ ولو لمرة واحدة في حياته فناداها :
-يا آنسة...... لحظة من فضلك
فألتفتت له والابتسامة لا تزال تنير وجهها فابتلع ريقه وفكر ماذا يجب عليه أن يقول فلقد ناداها ولكن لم يفكر في العذر الذي سيختلقه ليطيل مقابلتهما ولكنه لم يجد فظل صامتا ولم يكن اعجابه خافيا عنها فقررت مساعدته لترضي الإعجاب الذي في قلبها اتجاهه فاقتربت منه وقالت :
-هل هناك ورقة مفقودة؟!
-لا.....لا ....فقط...
-ماذا ؟!......تشجع قل ما لديك
-هل يمكن أن أسألك من تكونين؟هل أنت طبيبة عندنا ؟
فوضعت يدها الصغيرة على فمها لتخفي ضحكتها وقالت :
-لا أنا لست طبيبة ولو كنت كذلك لارتديت بالطو أبيض ....هل ترى أني أرتديه؟!
-لا....أنا آسف كنت ضعيف الملاحظة جدا
-لا بل كنت تريد أن تعتمد على أنك وجدتني لكي تعطيني مهمة ما تبقى من مرضاك وترتاح أنت ....أليس كذلك؟!
-ماذا؟.....كلا لم أقصد
-هاهاهاه .....أنا أمزح معك .....لكنك لم تبتعد كثيرا فأنا ابنة الطبيب يوسف سعيد
-الدكتور يوسف سعيد .....إنها مصادفة رائعة فهو أعز صديق لي ومثلي الأعلى الذي أقتدي به .....وهل حصل شئ لتأتي وتريه ؟!....
-كلا ......حسنا سأخبرك بسر .....اقترب
فانحنى وأقرب أذنه من فمها والعرق يتصبب من جبينه فقالت :
-أنا أحضر له مفاجأة ......اليوم عيد ميلاده و أحضر له حفلة كبيرة في عيادته هوليس فيها الآن كما تعلم وسيأتي بعد قليل ولكن إياك أن تقول لأحد
-حقا؟ أتمنى له عمرا مديدا .....لا تقلقي لن أخبر أحدا
-شكرا لك
واستدارت لتذهب ولكنه ناداها هذة المرة دون وعي فاستدارت له من جديد فلم يتلعثم هذة المرة وقال:
-أنا أدعى عادل حلمي ......تشرفت بمعرفتك
-وأنا شهد من كلية الفنون الجميلة قسم أزياء
فتمتم قائلا :
-شهد!.....إنها حقا شهد ...
ولكنه لم يلاحظ أنها أصبحت أمامه مباشرة فأهتاج قلبه وظل ينبض بشدة لدرجة أنه خاف أن تسمعه ثم مدت يدها الى صدره فأرتجف جسده فقالت :
-وبما أنني متخصصة في الأزياء تحتاج ربطة عنقك الى ضبط
وضبطت له ربطة عنقه ثم ألقت عليه ابتسامة أخيرة ورحلت مسرعة .
على الرغم أنه انشغل ببعض التحاليل إلا انه لم يستطع أن يبعد صورتها عن ذهنه وظلت ابتسامتها الرقيقة تداعب مشاعره ثم فكر في كيفية مقابلتها ثانية ثم اطمئن عندكا تذكر أن والدها على معرفة وثيقة به وإذا ظل بجانبه فسيضمن مقابلتها ثانية.........
في اليوم التالي ذهب الى عمله مشرقا غير مهموم على غير عادته ثم ألقى التحية على زملائه و ذهب خصيصا الى عيادة الدكتور يوسف وتبادل الحديث معه وحاول أن يبقى معه أطول وقت ممكن هذة الأيام و بعد اسبوع من اللقاءات الطويلة أعلمه الدكتور يوسف بحفل عشاء في النادي الخاص بالأطباء يوم الأحد وطبعا لا يمكن للشاب ألا يأتي ثم قابل حمدي مصادفة فقال:
-مرحبا بالعبقري .....هل من جديد؟!
-مرحبا حمدي ....لحسن حظك لدي جديد فعلا
-أعرف أخبارك .....وجدت حالة نادرة واستطعت معالجتها ....لا شكرا
-كلا .....كلا ....أريد مساعدتك في أمر ما
-تفضل آمرني
-أريد أن تساعدني في شراء بدلة رسمية جيدة من أجل عشاء نادي الأطباء
-ماذا؟!ومنذ متى تهتم بملابسك في حفلات العشاء؟!
-........منذ ......منذ اليوم ....بصراحة سأقابل شخصا هناك
-من ؟! ...أرجوك !.....لا أصدق أنها امرأة
-بالفعل....هل تصدق ذلك ؟
-لكن مستحيل .....أخبرني من هي تلك المرأة الحديدية التي وجدت مكان في عقلك
-وقلبي أيضا
-ياللهول .......لقد وقعت ياحبيبي....من هي؟
-إنها ابنة الدكتور يوسف سعيد وهي رائعة كالفراشة
-يا حبيبي .....كم أنا سعيد من أجلك .....أحسنت الأختيار على كل حال ...كم مرة قابلتها ؟
-مرة واحدة
-عفوا !!تريد القول أنها أعجبتك من مرة واحدة والفتيات اللاتي بقين سنوات يحاولن معك ولم يعجبوك ....اسمح لي فلقد فقدت عقلك بتاتا
-أنت محق ...والآن هل ستساعدني أم أبحث عن غيرك؟
-لن أرحل عن دربك حتى أزوجك أتفهم؟!
اشترى بدلة تنم عن الأناقة والرزانة وحلق ذقنه وذهب مسرعا واندهشت والدته لهذا التغير المفاجئ , ثم دخل القاعة فتنهد وظل يبحث عن الدكتور يوسف و أسرته ولم يكترث بالسلام على أصدقاءه الشباب الآن ومن ثم شعر بالقلق فلم يجده مطلقا وشعر بأصابع رقيقة تلامس كتفه فاستدار فوجد الفراشة الصغيرة أمامه فارتبك بشدة فقال :
-مرحبا يا آنسة شهد .....كيف حالك ؟ كنت أبحث عنك.....أقصد عن الدكتور يوسف
-لن أريك مكانه قبل أن تبتعد
-عفوا؟!
-ألم تلاحظ أنك تقف على طرف فستاني ؟
فنظر الى الأسفل فوجد طرف فستانها تحت حذاءه وأدرك أنه لم يرها لأنها كانت خلفه طوال الوقت ولكنه شعر بإحراج شديد لما يحصل فتراجع بسرعة وقال:
-أنا آسف .......أعتذر بشدة
-لا عليك .....الفستان طويل علي ولا يناسبني ....سوف أعاقب الخياطة على ذلك
فضبط نظارته وحدق بها واكتشف كم هي جميلة ورائعة و خصوصا فستنها الرقيق و بدت هذة المرة متفجرة الأنوثة على عكس المرة الماضية حيث كانت طفلة ولكنها استطاعت أن تحتفظ بأنوثتها وطفولتها في آن واحد فبدأ يتصبب عرقا ويتلعثم وهو لا يعرف ما يجب عليه أن يقول في مثل هذة الحالات فهو لم يتعود الحديث مع النساء مطلقا وهي تحدق به وعندما لم تجد فائدة من الانتظار فاخرجت منديل من حقيبتها و أعطته اياه قائلة :
-أنت تتصبب عرقا مع أن الجو ليس حرا ...ألديك تفسير لهذا كونك طبيبا ؟
-أنا طبيب لعلاج الجسد وليس لمشاعر القلب
ففهمت قصده واحمرت خجلا وارتسمت الابتسامة على شفتيها دون أن تدري فهي أيضا تشعر نحوه بالانجذاب مع أنه ليس نوعها المفضل اطلاقا ثم قالت لكي تخفي خجلها :
-آه نسيت أن أريك مكان والدي أنه هناك ....إذا كنت تريد مكالمته
-شكرا لك
وهم ليذهب ولكنه التفت ليلقي عليها ابتسامة أخيرة وقال :
-على فكرة أقترح ألا تعاقبي الخياطة فالفستان جميل جدا ...عليك
فاتسعت ابتسامتها وضحكت ضحكة خجل وذهب هو ليكلم والدهاولكنه كان طوال الوقت يحدق بها و هي تتحدث مع والدتها وشعر أنها مختلفة عن كل الذين قابلهم في حياته وهذا رأي قلبه أيضا حتى أنه لم ينتبه الى طعم الأطباق الشهية المتنوعة التي تملأ الطاولة ولكن طعم شخصيتها اللذيذ كان في حلقه وتمنى لو استطاع أن يكلمها أكثر من ذلك وقاطعه صوت حمدي:
-يا رجل ارحم نفسك ...ستأكلها بعينيك
-ليس بيدي يا حمدي ...أشعر بانجذاب شديد لها وهذا ما يفعله النصيب دائما
-نصيب؟ أنت لم تقابلها سوى مرتين ...ولكن لا تقلق سوف أحضر لك كل المعلومات عنها
قريبا....
وقام بتوديعهم في نهاية الليلة فالقت عليه ابتسامة أخيرة ذاب لأجلها ورحلوا , ولم يستطع أن ينام تلك الليلة وهو يفكر كيف سيخطط للمستقبل فهو الآن عاجز عن التفكير في أي شئ فلا يوجد سواها في قلبه وعقله . هل عليه حمدي بالأخبار فقال:
-يا عزيزي إنها مثالية فلم تكن لها علاقة برجل من قبل من أي نوع وهي ذات شخصية مميزة و رقيقة ومحترمة للغاية وتتميز بأنها رومانسية وهي في السنة الأخيرة وكما تعلم سوف تنتهي السنة قريبا ....ما رأيك؟
-رائع ....ماذا تقترح الآن؟!
-أقترح أن تقابلها كثيرا لتتعرف على شخصيتها جيدا
-ماذا تقول؟ ليس لدي الوقت لذلك وقد تفهمني هي خطأ .....أنا سوف أتقدم لخطبتها
-يا عيني .....كما عرفتك دائما جاد وحازم ولكن متى ستفعل ذلك؟
-عندما تنتهي البناية التي اشتريت فيها شقة الزوجية ....ستنتهي بعد شهر كما تعلم
-لا بأس فكرة جيدة
وبعد اسبوعان من عدم لقائها شعر بعطش شديد ولكن ليس جسديا وإنما روحيا بدونها ولكنه كان يسكت عطشه بالحديث مع والدها وأحيانا يطرق الحديث عنها وعرف كم هي حنونة ورقيقة و أيضا شديدة المرح والطفولة ثم ذهب اليوم الى عيادته وفي طريقه رأى الدكتور يوسف وياللمفاجأة فلقد كانت شهد معه فبدون تفكير انطلق نحوهما وبدأ الحديث وهو لا يطيق أن يبعد عينيه عنها وهي تخفي ضحكتها خلف يدها بخجل فهو على استعداد أن يستغل أي فرصة ليكون الى جانبها وعندما يحدث له هذا يعتبر نفسه سعيدا ومحظوظا ذلك اليوم.
عادت شهد للاستعداد لإمتحاناتها مع صديقتها المقربة حنان ولاحظت عليها المرح الزائد والسعادة الدفينة فقالت :
-ما بالك ؟تبدين أسعد من أي مرة قابلتك فيها
-تذكرين عندما حدثتك عن الطبيب الذي يعمل مع والدي أعني عادل
-آه نعم.... هل مازال يلاحقك؟
-إنه يفعل ذلك باستمرار......تعرفين أنه دائما يبدي اعجابه بي بطريقة محترمة وبجدية وليس بحركات ذات معني سئ وهذا يعجبني فيه
-ولكن هل هو وسيم لدرجة أن تعجبي به لهذة الدرجة أعرف أن ذوقك صعب المنال
-حسنا .....لا يشبه فارس أحلامي في أي شئ ولكنه حنون ورقيق علي الرغم من جديته ..و شعره الأسود الناعم يعطيه رجولة شديدة وكذلك عيناه المضيئتان ببريق لا مثيل له حتى أني أعشق نظارته التي تدل على الجدية والرجولة وتعجبني ابتسامته النادرة الرائعة يبدو فيها كالأمير وأيضا....
-على مهلك تكادي تجعليني أحبه بنفسي ....أتشوق لرؤيته فلقد قام بعمل عجز عنه كل الشباب الذين رأيتيهم في وقت قياسي
-ترى ماذا يفعل الآن ؟ هل يفكر بي كما أفكر به ؟
بينما عاد عادل الى البيت من يوم شاق وأكل عشاءه ولاحظت عليه والدته الابتسامة الصافية وكأنه يفكر في شئ جميل فسألته عن السبب فقال :
-.....أمي ....أنا .....أفكر أن أخطب
-ماذا؟ يالهذا اليوم السعيد .....أخيرا ومن تلك المحظوظة؟
-انها ابنة الدكتور يوسف سعيد الذي حدثتك عنه
-ان هذا اختيار ممتاز ......وكيف هي ؟ أخبرني عنها
-أنها جميله جدا كالفراشة الراقصة رقيقة مرحة صغيرة الحجم رشيقة الجسد شعرها ناعم مائل الى البني عيناها عسليتان ضاحكتان....آآآآه كم هي جميلة
-هاهاهاها ......يا بني قصدت أن تخبرني معلومات عنها وعن شخصيتها
-آسف يا أمي إنها ............
أكمل حديثه وقررا أن يذهبوا لمقابلة أهلها يوم الجمعة القادم ......
مرحبا أعزائي أعضاء مجلة الإبتسامة الحلوين أنا وفيت بوعدي وسأنشر قصتي الثانية (من تأليفي أيضا) وإن شاء الله راح تكون احلى من التي قبلها بس أتمنى منكم المتابعة والردود أيضا مهما كانت سلبية أو إيجابية أنا أرحب بأي رأي مهما كان وأتمنى تقرأوها وتستمتعوا بيها وتجيب الإبتسامة لوجوهكم الجميلة.......القصة تتكون من عشرة فصول....
المقدمة :
الزواج......كلمة ترن في آذاننا ولكن هل يدرك كل منا معناها ؟! عندما يلبس كل من الزوج والزوجة خاتم الزواج فهذا يعني أن كل منهما قد ارتدى ثوب الالتزام ...التعاون...التضحية و يصبحان معا شخصا واحدا.....كيانا واحدا يتعاونان كما تتعاون الدفة والشراع ليسيرا بسفينة الحياة ويصلا بها الى بر الأمان عابران المحيط الواسع لمليئ بالمخاطر والعواقب والأمواج العالية التي قد تخيفهم وتفسد تعاونهم مهما كانا مختلفين وهنا يكمن معنى الزواج فيجب أن يبذل الطرفان ما بوسعهما للحفاظ على السفينة سالمة أي حياتهما ولا يهم ما قدر تضحية كل منهما ففي النهاية يجب أن يصلا لبر الأمان .
ليس كل حب يؤدي الى زواج وليس كل زواج ناتج عن حب ولكن هناك رابط عميق بين الزواج و الحب فالحب أشبه ببحر عميق يغرق فيه العاشقون ويتوهون ولكن منهم من يصل الى الارض الثابتة في أعماقه......القاع وهو الزواج وبذلك يكونا قد فهما جيدا فإذا استطاع كل منهما أن يقوم بإلتزامات الزواج تماما يكونا قد وصلا الى قاع الحب وبلغاه كله ولم يتوها في أعماقه كالبقية.......
الفصل الأول :
-استيقظ يا عادل !.........أيها الطبيب الناجح ...هل هناك طبيب ينام حتى ساعة متأخرة هكذا؟! ..
نهض عادل على صوت صديقه حمدي مذهولا ونظر الى الطاولة المجاورة الى سريره والتقط نظارته حتى يراه جيدا ليتأكد من أن الشخص الذي أمامه فعلا حمدي فقال :
-حمدي؟......ماذا؟......أين أنا ؟.....وكيف أتيت أنت الى هنا ؟
-أنا في بيتك منذ ساعة و أنتظر استيقاظك أيها الطبيب العبقري ...قد يكون اليوم أجازة ولكن هذا لا يعني أن تنام حتى الساعة الواحدة ظهرا
-لم تقم بزيارتي منذ مدة ....كما أنني سهرت حتى وقت متأخر جدا من الليل لأطمئن على صحة أحد مرضاي فمن حقي أن أنام جيدا
-ياعيني عليك يا صديقي العزيز ستبقى متفاني في عملك حتى يقتلك التعب يوما ما وحينها لن ينفعك أحد....هل يمكن أن تقول لي كيف لم تتزوج الى الآن
-حمدي بدأت تتحدث مثل أمي ببساطة لا أفكر الا في عملي ....عملي هو الأهم
-كفى!!!كل أصدقائنا تزوجوا حتى الذين لا يقتنعون بالزواج مثلي إلا أنت لاتفكر الا بعملك ومرضاك هذا جحيم .....هل تفهم؟! أنت في جحيم!!
-كفى الآن ....آآآه هل تعلم ؟! لقد تذكرت أنني تركت مريض يوم أمس في حالة خطرة يجب أن أذهب لأطمئن عليه
--لكنه يوم عطلة
-وماذا يهم ؟.....أليس لديك قلب؟
-أليس لديك غيره ؟
بعد أن قام عادل بالإستحمام وتمشيط شعره وتظنيف أسنانه أكل فطوره مسرعا وأختار قميصا قديم الطراز كما يفعل دائما وبنطالا قاتما وربطة عنق مناسبة و أخذ معه البالطو الأبيض الذي يدل على مهنته وطبعا لم ينسى نظارته...مشى مشية هادئة ثابتة وجهه هادئ لا ينظر الى أحد من المارة ينظر فقط الى الطريق أمامه و يحسب كل شئ قبل أن يقوم به وينظم الوقت لأسبوع قادم ......عندما دخل المستشفى جري نحو مرضاه وقابل أهل المريض وكلمهم بجدية وبصوت ثابت حتى لا يظهر خطورة الحالة و ذهب لمعاينة المريض بمساعدة الممرضة التي تشعل نفسها وتعمل ما بوسعها لكي تراها عيني الطبيب الوسيم الملئ بالرجولة و الجدية و لكن على الرغم أنه كان يرتدي نظارته إلا أنه لم يلحظ حتى وجودها فلم يكن العمي ببصره وإنما بقلبه .....
حمل معه أوراق التحاليل لمختلف المرضى وكان لا يضيع حتى الوقت الذي يستغرقه في السير الي عيادته وإنما يستغله في قراءة الورق الذي في يده حتى.....اصطدم بشخص عند الزاوية التي تقبل عيادته فسقطت الأوراق من يده اثر الصدمة وضبط نظارته بسرعة ليرى من الذي اصطدم به ولكن الفتاة كانت قد انحنت بسرعة لتلملم الأوراق التي تناثرت في أرجاء الممر فأنحني وجثا علي ركبتيه لكي يساعدها ولكي يرى وجهها أيضا فبينما يفعل هو هذا أمسك يدها بالخطأ فحدقت به وحدق بها وتلاقت عيونهما وشعر عادل برجفة تسري في كل جسده وأنه غير قادر على الحركة أو الكلام فشعرت هي بحيرة الشاب فابتسمت ابتسامة مرحة وخلصت يدها من يده فتنبه أنه أمسكها طوال هذا الوقت وكل هذا ولم ينطق أحدهما ببنت شفة و بعد أن أنتهيا من جمع الأوراق جمعت هي نصفهم وجمع هو نصفهم الآخر فوقف كلاهما ولاحظت هي حينها الطول الفارع الذي يتميز به هذا الطبيب الوسيم فاحمرت وجنتاها وحدقت في عينيه القويتان وقالت:
-أنا آسفة جدا !..كنت أركض بسرعة ولم يخطر ببالي أن هناك أحد في الجانب الآخر من الممر
فتلعثم الطبيب وهو لا يعرف كيف يرد على كل تلك الرقة والعذوبة والجمال الذي أصابه بالتوتر العصبي فقال :
-لا أنه خطأي ..أنا كنت أقرأو أنا أسير ولم أنظر أمامي
-لا...لا أنه فعلا خطأي
-لا أنه خطأي أنا
فشعرت الفتاة بالإعجاب الذي يشع من عيناي الطبيب الوسيم فابتهجت لذلك و ضحكت ضحكة طفولية وقالت:
-حسنا لنريح بعضنا كلانا مخطئ وهكذا تعادلنا يا دكتور
ثم تحركت حركة مرحة وكأنها تهم بالركض كطفلة فمقارنة براشقتها وجسمها الصغير ووجهها البرئ الممتلئ بالطفولة والمرح بدت له كطفلة ولكن طفلة جميلة ولذيذة وعندما لاحظ أنها بدأت تبتعد عنه ازدادت ضربات قلبه وقرر أن يقوم بعمل جرئ ولو لمرة واحدة في حياته فناداها :
-يا آنسة...... لحظة من فضلك
فألتفتت له والابتسامة لا تزال تنير وجهها فابتلع ريقه وفكر ماذا يجب عليه أن يقول فلقد ناداها ولكن لم يفكر في العذر الذي سيختلقه ليطيل مقابلتهما ولكنه لم يجد فظل صامتا ولم يكن اعجابه خافيا عنها فقررت مساعدته لترضي الإعجاب الذي في قلبها اتجاهه فاقتربت منه وقالت :
-هل هناك ورقة مفقودة؟!
-لا.....لا ....فقط...
-ماذا ؟!......تشجع قل ما لديك
-هل يمكن أن أسألك من تكونين؟هل أنت طبيبة عندنا ؟
فوضعت يدها الصغيرة على فمها لتخفي ضحكتها وقالت :
-لا أنا لست طبيبة ولو كنت كذلك لارتديت بالطو أبيض ....هل ترى أني أرتديه؟!
-لا....أنا آسف كنت ضعيف الملاحظة جدا
-لا بل كنت تريد أن تعتمد على أنك وجدتني لكي تعطيني مهمة ما تبقى من مرضاك وترتاح أنت ....أليس كذلك؟!
-ماذا؟.....كلا لم أقصد
-هاهاهاه .....أنا أمزح معك .....لكنك لم تبتعد كثيرا فأنا ابنة الطبيب يوسف سعيد
-الدكتور يوسف سعيد .....إنها مصادفة رائعة فهو أعز صديق لي ومثلي الأعلى الذي أقتدي به .....وهل حصل شئ لتأتي وتريه ؟!....
-كلا ......حسنا سأخبرك بسر .....اقترب
فانحنى وأقرب أذنه من فمها والعرق يتصبب من جبينه فقالت :
-أنا أحضر له مفاجأة ......اليوم عيد ميلاده و أحضر له حفلة كبيرة في عيادته هوليس فيها الآن كما تعلم وسيأتي بعد قليل ولكن إياك أن تقول لأحد
-حقا؟ أتمنى له عمرا مديدا .....لا تقلقي لن أخبر أحدا
-شكرا لك
واستدارت لتذهب ولكنه ناداها هذة المرة دون وعي فاستدارت له من جديد فلم يتلعثم هذة المرة وقال:
-أنا أدعى عادل حلمي ......تشرفت بمعرفتك
-وأنا شهد من كلية الفنون الجميلة قسم أزياء
فتمتم قائلا :
-شهد!.....إنها حقا شهد ...
ولكنه لم يلاحظ أنها أصبحت أمامه مباشرة فأهتاج قلبه وظل ينبض بشدة لدرجة أنه خاف أن تسمعه ثم مدت يدها الى صدره فأرتجف جسده فقالت :
-وبما أنني متخصصة في الأزياء تحتاج ربطة عنقك الى ضبط
وضبطت له ربطة عنقه ثم ألقت عليه ابتسامة أخيرة ورحلت مسرعة .
على الرغم أنه انشغل ببعض التحاليل إلا انه لم يستطع أن يبعد صورتها عن ذهنه وظلت ابتسامتها الرقيقة تداعب مشاعره ثم فكر في كيفية مقابلتها ثانية ثم اطمئن عندكا تذكر أن والدها على معرفة وثيقة به وإذا ظل بجانبه فسيضمن مقابلتها ثانية.........
في اليوم التالي ذهب الى عمله مشرقا غير مهموم على غير عادته ثم ألقى التحية على زملائه و ذهب خصيصا الى عيادة الدكتور يوسف وتبادل الحديث معه وحاول أن يبقى معه أطول وقت ممكن هذة الأيام و بعد اسبوع من اللقاءات الطويلة أعلمه الدكتور يوسف بحفل عشاء في النادي الخاص بالأطباء يوم الأحد وطبعا لا يمكن للشاب ألا يأتي ثم قابل حمدي مصادفة فقال:
-مرحبا بالعبقري .....هل من جديد؟!
-مرحبا حمدي ....لحسن حظك لدي جديد فعلا
-أعرف أخبارك .....وجدت حالة نادرة واستطعت معالجتها ....لا شكرا
-كلا .....كلا ....أريد مساعدتك في أمر ما
-تفضل آمرني
-أريد أن تساعدني في شراء بدلة رسمية جيدة من أجل عشاء نادي الأطباء
-ماذا؟!ومنذ متى تهتم بملابسك في حفلات العشاء؟!
-........منذ ......منذ اليوم ....بصراحة سأقابل شخصا هناك
-من ؟! ...أرجوك !.....لا أصدق أنها امرأة
-بالفعل....هل تصدق ذلك ؟
-لكن مستحيل .....أخبرني من هي تلك المرأة الحديدية التي وجدت مكان في عقلك
-وقلبي أيضا
-ياللهول .......لقد وقعت ياحبيبي....من هي؟
-إنها ابنة الدكتور يوسف سعيد وهي رائعة كالفراشة
-يا حبيبي .....كم أنا سعيد من أجلك .....أحسنت الأختيار على كل حال ...كم مرة قابلتها ؟
-مرة واحدة
-عفوا !!تريد القول أنها أعجبتك من مرة واحدة والفتيات اللاتي بقين سنوات يحاولن معك ولم يعجبوك ....اسمح لي فلقد فقدت عقلك بتاتا
-أنت محق ...والآن هل ستساعدني أم أبحث عن غيرك؟
-لن أرحل عن دربك حتى أزوجك أتفهم؟!
اشترى بدلة تنم عن الأناقة والرزانة وحلق ذقنه وذهب مسرعا واندهشت والدته لهذا التغير المفاجئ , ثم دخل القاعة فتنهد وظل يبحث عن الدكتور يوسف و أسرته ولم يكترث بالسلام على أصدقاءه الشباب الآن ومن ثم شعر بالقلق فلم يجده مطلقا وشعر بأصابع رقيقة تلامس كتفه فاستدار فوجد الفراشة الصغيرة أمامه فارتبك بشدة فقال :
-مرحبا يا آنسة شهد .....كيف حالك ؟ كنت أبحث عنك.....أقصد عن الدكتور يوسف
-لن أريك مكانه قبل أن تبتعد
-عفوا؟!
-ألم تلاحظ أنك تقف على طرف فستاني ؟
فنظر الى الأسفل فوجد طرف فستانها تحت حذاءه وأدرك أنه لم يرها لأنها كانت خلفه طوال الوقت ولكنه شعر بإحراج شديد لما يحصل فتراجع بسرعة وقال:
-أنا آسف .......أعتذر بشدة
-لا عليك .....الفستان طويل علي ولا يناسبني ....سوف أعاقب الخياطة على ذلك
فضبط نظارته وحدق بها واكتشف كم هي جميلة ورائعة و خصوصا فستنها الرقيق و بدت هذة المرة متفجرة الأنوثة على عكس المرة الماضية حيث كانت طفلة ولكنها استطاعت أن تحتفظ بأنوثتها وطفولتها في آن واحد فبدأ يتصبب عرقا ويتلعثم وهو لا يعرف ما يجب عليه أن يقول في مثل هذة الحالات فهو لم يتعود الحديث مع النساء مطلقا وهي تحدق به وعندما لم تجد فائدة من الانتظار فاخرجت منديل من حقيبتها و أعطته اياه قائلة :
-أنت تتصبب عرقا مع أن الجو ليس حرا ...ألديك تفسير لهذا كونك طبيبا ؟
-أنا طبيب لعلاج الجسد وليس لمشاعر القلب
ففهمت قصده واحمرت خجلا وارتسمت الابتسامة على شفتيها دون أن تدري فهي أيضا تشعر نحوه بالانجذاب مع أنه ليس نوعها المفضل اطلاقا ثم قالت لكي تخفي خجلها :
-آه نسيت أن أريك مكان والدي أنه هناك ....إذا كنت تريد مكالمته
-شكرا لك
وهم ليذهب ولكنه التفت ليلقي عليها ابتسامة أخيرة وقال :
-على فكرة أقترح ألا تعاقبي الخياطة فالفستان جميل جدا ...عليك
فاتسعت ابتسامتها وضحكت ضحكة خجل وذهب هو ليكلم والدهاولكنه كان طوال الوقت يحدق بها و هي تتحدث مع والدتها وشعر أنها مختلفة عن كل الذين قابلهم في حياته وهذا رأي قلبه أيضا حتى أنه لم ينتبه الى طعم الأطباق الشهية المتنوعة التي تملأ الطاولة ولكن طعم شخصيتها اللذيذ كان في حلقه وتمنى لو استطاع أن يكلمها أكثر من ذلك وقاطعه صوت حمدي:
-يا رجل ارحم نفسك ...ستأكلها بعينيك
-ليس بيدي يا حمدي ...أشعر بانجذاب شديد لها وهذا ما يفعله النصيب دائما
-نصيب؟ أنت لم تقابلها سوى مرتين ...ولكن لا تقلق سوف أحضر لك كل المعلومات عنها
قريبا....
وقام بتوديعهم في نهاية الليلة فالقت عليه ابتسامة أخيرة ذاب لأجلها ورحلوا , ولم يستطع أن ينام تلك الليلة وهو يفكر كيف سيخطط للمستقبل فهو الآن عاجز عن التفكير في أي شئ فلا يوجد سواها في قلبه وعقله . هل عليه حمدي بالأخبار فقال:
-يا عزيزي إنها مثالية فلم تكن لها علاقة برجل من قبل من أي نوع وهي ذات شخصية مميزة و رقيقة ومحترمة للغاية وتتميز بأنها رومانسية وهي في السنة الأخيرة وكما تعلم سوف تنتهي السنة قريبا ....ما رأيك؟
-رائع ....ماذا تقترح الآن؟!
-أقترح أن تقابلها كثيرا لتتعرف على شخصيتها جيدا
-ماذا تقول؟ ليس لدي الوقت لذلك وقد تفهمني هي خطأ .....أنا سوف أتقدم لخطبتها
-يا عيني .....كما عرفتك دائما جاد وحازم ولكن متى ستفعل ذلك؟
-عندما تنتهي البناية التي اشتريت فيها شقة الزوجية ....ستنتهي بعد شهر كما تعلم
-لا بأس فكرة جيدة
وبعد اسبوعان من عدم لقائها شعر بعطش شديد ولكن ليس جسديا وإنما روحيا بدونها ولكنه كان يسكت عطشه بالحديث مع والدها وأحيانا يطرق الحديث عنها وعرف كم هي حنونة ورقيقة و أيضا شديدة المرح والطفولة ثم ذهب اليوم الى عيادته وفي طريقه رأى الدكتور يوسف وياللمفاجأة فلقد كانت شهد معه فبدون تفكير انطلق نحوهما وبدأ الحديث وهو لا يطيق أن يبعد عينيه عنها وهي تخفي ضحكتها خلف يدها بخجل فهو على استعداد أن يستغل أي فرصة ليكون الى جانبها وعندما يحدث له هذا يعتبر نفسه سعيدا ومحظوظا ذلك اليوم.
عادت شهد للاستعداد لإمتحاناتها مع صديقتها المقربة حنان ولاحظت عليها المرح الزائد والسعادة الدفينة فقالت :
-ما بالك ؟تبدين أسعد من أي مرة قابلتك فيها
-تذكرين عندما حدثتك عن الطبيب الذي يعمل مع والدي أعني عادل
-آه نعم.... هل مازال يلاحقك؟
-إنه يفعل ذلك باستمرار......تعرفين أنه دائما يبدي اعجابه بي بطريقة محترمة وبجدية وليس بحركات ذات معني سئ وهذا يعجبني فيه
-ولكن هل هو وسيم لدرجة أن تعجبي به لهذة الدرجة أعرف أن ذوقك صعب المنال
-حسنا .....لا يشبه فارس أحلامي في أي شئ ولكنه حنون ورقيق علي الرغم من جديته ..و شعره الأسود الناعم يعطيه رجولة شديدة وكذلك عيناه المضيئتان ببريق لا مثيل له حتى أني أعشق نظارته التي تدل على الجدية والرجولة وتعجبني ابتسامته النادرة الرائعة يبدو فيها كالأمير وأيضا....
-على مهلك تكادي تجعليني أحبه بنفسي ....أتشوق لرؤيته فلقد قام بعمل عجز عنه كل الشباب الذين رأيتيهم في وقت قياسي
-ترى ماذا يفعل الآن ؟ هل يفكر بي كما أفكر به ؟
بينما عاد عادل الى البيت من يوم شاق وأكل عشاءه ولاحظت عليه والدته الابتسامة الصافية وكأنه يفكر في شئ جميل فسألته عن السبب فقال :
-.....أمي ....أنا .....أفكر أن أخطب
-ماذا؟ يالهذا اليوم السعيد .....أخيرا ومن تلك المحظوظة؟
-انها ابنة الدكتور يوسف سعيد الذي حدثتك عنه
-ان هذا اختيار ممتاز ......وكيف هي ؟ أخبرني عنها
-أنها جميله جدا كالفراشة الراقصة رقيقة مرحة صغيرة الحجم رشيقة الجسد شعرها ناعم مائل الى البني عيناها عسليتان ضاحكتان....آآآآه كم هي جميلة
-هاهاهاها ......يا بني قصدت أن تخبرني معلومات عنها وعن شخصيتها
-آسف يا أمي إنها ............
أكمل حديثه وقررا أن يذهبوا لمقابلة أهلها يوم الجمعة القادم ......