توبة الفضيل بن عياض
توبة الفضيل بن عياض أنبأنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي أنا عبد الرحمن بن أبي غالب ، أنا أحمد بن علي قال : أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ ، ثنا محمد بن العباس ، قال : أنبأ علي بن الحسين بن حرب ، ثنا إبراهيم بن الليث النخشبي ، ثنا علي بن خشرم قال : أخبرني رجل من جيران الفضيل بن عياض ، قال : كان الفضيل يقطع الطريق وحده . فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق ، فإذا هو
بقافلة قد انتهت إليه ليلاً ، فقال بعضهم لبعض : اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلاً فإت أمامنا يقطع الطريق يقال له : الفضيل . قال : فسمع الفضيل ، فأرعد ، فقال : يا قوم ! أنا الفضيل ، جوزوا و الله لأجتهد أن لا عصي الله أبداً ! فرجع عما كان عليه . و روي من طريق أخرى أنه أضافهم تلك الليلة ، و قال : أنتم آمنون من الفضل . و خرج يرتاد لهم علفاً ، ثم رجع فسمع قارئاً يقرأ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله . قال : بلى و الله قد آن . فكان هذا مبتدأ توبته . و قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت فضيلاً ليلة و هو يقرأ سورة محمد صلى الله عليه و سلم و يبكي و يردد هذه الآية ولنبلونكم حتى نعلم المجاه دين منكم والصابرين ونبلو أخباركم و جعل يقول : و نبلو أخباركم ! و يردد و يقول : و تبلو أخبارنا ! إن بلوت أخبارنا فضحتنا و هتكت أستارنا ! إن بلوت أخبارنا أهلكتنا و عذبتنا ! وسمعته يقول : تزينت للناس و تصنعت لهم و تهيأت لهم و لم تزل ترائي حتى عرفوك فقالوا : رجل صالح ! فقضوا لك الحوائج ، و وسعوا لك في المجلس ، و عظموك ، خيبة لك ، ما أسوا حالك إن كان هذا شأنك ! و سمعته يقول : إن قدرت أن لا تعرف فافعل ، و ما عليك أن لا تعرف ، و ما عليك أن لم يثن عليك ، و ما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً كتاب التوابيين لابن قدامة
توبة الفضيل بن عياض أنبأنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي أنا عبد الرحمن بن أبي غالب ، أنا أحمد بن علي قال : أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ ، ثنا محمد بن العباس ، قال : أنبأ علي بن الحسين بن حرب ، ثنا إبراهيم بن الليث النخشبي ، ثنا علي بن خشرم قال : أخبرني رجل من جيران الفضيل بن عياض ، قال : كان الفضيل يقطع الطريق وحده . فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق ، فإذا هو
بقافلة قد انتهت إليه ليلاً ، فقال بعضهم لبعض : اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلاً فإت أمامنا يقطع الطريق يقال له : الفضيل . قال : فسمع الفضيل ، فأرعد ، فقال : يا قوم ! أنا الفضيل ، جوزوا و الله لأجتهد أن لا عصي الله أبداً ! فرجع عما كان عليه . و روي من طريق أخرى أنه أضافهم تلك الليلة ، و قال : أنتم آمنون من الفضل . و خرج يرتاد لهم علفاً ، ثم رجع فسمع قارئاً يقرأ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله . قال : بلى و الله قد آن . فكان هذا مبتدأ توبته . و قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت فضيلاً ليلة و هو يقرأ سورة محمد صلى الله عليه و سلم و يبكي و يردد هذه الآية ولنبلونكم حتى نعلم المجاه دين منكم والصابرين ونبلو أخباركم و جعل يقول : و نبلو أخباركم ! و يردد و يقول : و تبلو أخبارنا ! إن بلوت أخبارنا فضحتنا و هتكت أستارنا ! إن بلوت أخبارنا أهلكتنا و عذبتنا ! وسمعته يقول : تزينت للناس و تصنعت لهم و تهيأت لهم و لم تزل ترائي حتى عرفوك فقالوا : رجل صالح ! فقضوا لك الحوائج ، و وسعوا لك في المجلس ، و عظموك ، خيبة لك ، ما أسوا حالك إن كان هذا شأنك ! و سمعته يقول : إن قدرت أن لا تعرف فافعل ، و ما عليك أن لا تعرف ، و ما عليك أن لم يثن عليك ، و ما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً كتاب التوابيين لابن قدامة