مفهوم الذات، دراسه ميدانيه مقارنه بين السجناء والأحداث
المحامي محمد علي صايغ، محمد غريب - محمد صباغ
أولاً: الجانب المنهجي: / مقدمة البحث:
أصبح مفهوم الذات اليوم أهمية خاصة في الدراسات الشخصية بل غدا حجر الزاوية في الكثير منها بعد أن أكدت البحوث والدراسات العلمية والتجريبية أن لفكرتنا عن ذاتنا كل التأثير على سلوكنا وتوافقنا الشخصي والاجتماعي فكلما زادت معرفتنا بطبيعة الإنسان زادت مغزى الحكمة القائلة " اعرف نفسك " رغم قدمها وبساطتها وصعوبة تحقيقها..... ويقول جونس بيللنجر "أصعب شيء على المرء أن يعرف نفسه لا بل من أشد الأمور إزعاجاً له"..
أولا: مشكلة البحث
أتت مشكلة البحث من شعور الباحثين بأن بعض المساجين في فرع السجن المركزي في مدينة حلب يعانون من انخفاض في مفهوم الذات وعدم وضوح مفهومهم عن ذاتهم، بالإضافة إلى أن علماء النفس والمعلمين على علم وافر اليوم بحقيقة أن مفهوم الشخص عن ذاته له اتصال وثيق بالكيفية التي يسلك بها.
كما كشفت الأدلة المتزايدة والدراسات المختلفة عن أهمية مفهوم الذات عند الفرد ومدى تأثير هذا المفهوم على سلوكه وأفكاره ومشاعره وما إلى ذلك.
ثانيا: أهمية البحث
تنطلق أهمية البحث من أمور نظرية وأخرى تطبيقية:
1 – الأهمية النظرية:
تتجلى أهمية البحث النظرية بأن هذا الموضوع لم يتم التطرق غليه بشكل واسع داخل السجن المركزي حيث أتى هذا البحث ليلقي الضوء على الفروق في مفهوم الذات بين السجناء من حيث الأعمار ومن حيث الأجرام.
وتتجلى أهمية هذا البحث للتأكيد على تأثير مفهوم الذات على شخصية الفرد بشكل عام وعلى الجرم الذي يقوم به بشكلاًَ أكثر خصوصية.
2- الأهمية التطبيقية:
تنطلق أهمية البحث التطبيقية من الكشف عن الفروق بين مفهوم الذات لدى السجناء من حيث الأعمار ومن حيث الأجرام.
و هذا كله يكون أرضية لتصميم برنامج عن ذواتهم أو زيادة وعيهم بأهمية مفهوم الذات وتبصيرهم بهذا المفهوم ومدى تأثيره على أفعالهم وتصرفاتهم. وبالإضافة إلى مدى الأهمية والفائدة التي يحققها تطبيق هذا الاختبار على السجناء البحث فبمجرد إطلاع السجناء على بنود الاختبارات وفهمها فأنهم يكونوا قد كونوا صور عن ذواتهم. وذلك من حيث معرفة السجين من هو (أنا) وماهو مفهومه عن ذاته وما الشيء الذي يشوه هذا المفهوم.
وإمكانية الاستفادة من هذه الدراسة في بناء البرامج الإرشادية من أجل تطوير وتنمية مفهوم الذات لدى السجين.
ثالثا: أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى التعرف على الفروق بين السجناء الرجال والسجناء الأحداث والفتيان في مفهوم الذات والمقارنة بين مفهوم الذات لدى السجناء من حيث إجرامهم وأعمارهم.
الفصل الاول (الإطار النظري)
مفهوم الذات (Concept - Self)
المقدمة:
اتفق أصحاب النظريات على أن الذات تعتبر حجر الزاوية في فهم الشخصية ومساعدة الفرد على حل مشكلاته، وإعادة تكيفه مع بيئته وفي إمكانية تنبئه بسلوكه المستقبلي في المواقف المختلفة (عز، 2003).
فالفرد يصل إلى ذلك العالم وهو كيان فيزيقي يخضع لخصائص النمو وقوانينه العامة والتي تسير إلى الأمام متجهة نحو تحقيق غرض ضمني هو النضج، ومع استمرارية العملية النمائية وتعقدها والتي تشمل على كافة الجوانب التي تشكل بنيان الإنسان سواء كانت جسمية إو عقلية أو وجدانيـة أ انفعـالية أو اجتمتاعيـة، حـيث يبـدأ الفـرد بتكـوين مفهومـاً حول ذاته(self of concept) وتقدير لذاته إذ يتضمن أفكار واتجاهات ومعاني ومدركات حولها.
1- تعريف الذات من وجهات نظر علماء النفس:
سيموندس: الذات هي الأساليب التي يستجيب بها الفرد لنفسه وتتكون من أربعة جوانب:
1 – كيف يدرك الشخص نفسه
2 – ما يعتقد أنه نفسه
3 – كيف يقيم نفسه
4 – كيف يحاول من خلال مختلف الأفعال تعزيز نفسه أو الدفاع عنها.
سينج وكومز: يعتقدان أن السلوك كله يتحدد ويتعلق بالمجال الظاهري للكائن القائم بالسلوك.
و يتكون المجال الظاهري من مجموعة من الخبرات التي يعاينها الشخص في لحظة الفعل وتتمايز الذات الظاهرية من المجال الظاهري وتشمل على أجزاء المجال الظاهري الذي يخبره المرء كجزء أو سمة مميزة لنفسه.
لندهولم: ميز بين الذات الذاتية والذات الموضوعية فالذات الذاتية تتكون من الرموز التي يعي الفرد بنفسه من خلالها والموضوعية تتكون من الرموز التي يصف الآخرون الشخص من خلالها.
وليام جيمس: الذات هي المجموع الكلي لكل ما يستطيع الإنسان أن يدعي أن له
" جسده، سمات، قدراته، ممتلكاته المادية، أسرته، أصدقائه " ومكونات الذات هي الذات المادية وتتكون من ممتلكاته المادية........ والذات الاجتماعية تتكون من كيف ينظر زملائه إليه...... الذات الروحية وتتكون من ممتلكاته النفسية ونزعاته وميوله.
-: مفهوم الذات كما يستخدمه الأدباء والمتخصصون عامة:
" إن مفهوم الذات هو مجموعة من الشعور والعمليات التأملية التي يستدل عنها بواسطة سلوك ملحوظ أو ظاهر، عن طريق هذا التعريف الشكلي يكون مفهوم الذات بمثابة تقييم الشخص لنفسه ككل من حيث مظهره وخلفيته وأصوله وكذلك قراراته ووسائله واتجاهاته وشعوره حتى يبلغ كل ذلك ذروته حيث يصبح قوة موجهة لسلوكه.
(بهلول 1981، 18)
المحامي محمد علي صايغ، محمد غريب - محمد صباغ
أولاً: الجانب المنهجي: / مقدمة البحث:
أصبح مفهوم الذات اليوم أهمية خاصة في الدراسات الشخصية بل غدا حجر الزاوية في الكثير منها بعد أن أكدت البحوث والدراسات العلمية والتجريبية أن لفكرتنا عن ذاتنا كل التأثير على سلوكنا وتوافقنا الشخصي والاجتماعي فكلما زادت معرفتنا بطبيعة الإنسان زادت مغزى الحكمة القائلة " اعرف نفسك " رغم قدمها وبساطتها وصعوبة تحقيقها..... ويقول جونس بيللنجر "أصعب شيء على المرء أن يعرف نفسه لا بل من أشد الأمور إزعاجاً له"..
أولا: مشكلة البحث
أتت مشكلة البحث من شعور الباحثين بأن بعض المساجين في فرع السجن المركزي في مدينة حلب يعانون من انخفاض في مفهوم الذات وعدم وضوح مفهومهم عن ذاتهم، بالإضافة إلى أن علماء النفس والمعلمين على علم وافر اليوم بحقيقة أن مفهوم الشخص عن ذاته له اتصال وثيق بالكيفية التي يسلك بها.
كما كشفت الأدلة المتزايدة والدراسات المختلفة عن أهمية مفهوم الذات عند الفرد ومدى تأثير هذا المفهوم على سلوكه وأفكاره ومشاعره وما إلى ذلك.
ثانيا: أهمية البحث
تنطلق أهمية البحث من أمور نظرية وأخرى تطبيقية:
1 – الأهمية النظرية:
تتجلى أهمية البحث النظرية بأن هذا الموضوع لم يتم التطرق غليه بشكل واسع داخل السجن المركزي حيث أتى هذا البحث ليلقي الضوء على الفروق في مفهوم الذات بين السجناء من حيث الأعمار ومن حيث الأجرام.
وتتجلى أهمية هذا البحث للتأكيد على تأثير مفهوم الذات على شخصية الفرد بشكل عام وعلى الجرم الذي يقوم به بشكلاًَ أكثر خصوصية.
2- الأهمية التطبيقية:
تنطلق أهمية البحث التطبيقية من الكشف عن الفروق بين مفهوم الذات لدى السجناء من حيث الأعمار ومن حيث الأجرام.
و هذا كله يكون أرضية لتصميم برنامج عن ذواتهم أو زيادة وعيهم بأهمية مفهوم الذات وتبصيرهم بهذا المفهوم ومدى تأثيره على أفعالهم وتصرفاتهم. وبالإضافة إلى مدى الأهمية والفائدة التي يحققها تطبيق هذا الاختبار على السجناء البحث فبمجرد إطلاع السجناء على بنود الاختبارات وفهمها فأنهم يكونوا قد كونوا صور عن ذواتهم. وذلك من حيث معرفة السجين من هو (أنا) وماهو مفهومه عن ذاته وما الشيء الذي يشوه هذا المفهوم.
وإمكانية الاستفادة من هذه الدراسة في بناء البرامج الإرشادية من أجل تطوير وتنمية مفهوم الذات لدى السجين.
ثالثا: أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى التعرف على الفروق بين السجناء الرجال والسجناء الأحداث والفتيان في مفهوم الذات والمقارنة بين مفهوم الذات لدى السجناء من حيث إجرامهم وأعمارهم.
الفصل الاول (الإطار النظري)
مفهوم الذات (Concept - Self)
المقدمة:
اتفق أصحاب النظريات على أن الذات تعتبر حجر الزاوية في فهم الشخصية ومساعدة الفرد على حل مشكلاته، وإعادة تكيفه مع بيئته وفي إمكانية تنبئه بسلوكه المستقبلي في المواقف المختلفة (عز، 2003).
فالفرد يصل إلى ذلك العالم وهو كيان فيزيقي يخضع لخصائص النمو وقوانينه العامة والتي تسير إلى الأمام متجهة نحو تحقيق غرض ضمني هو النضج، ومع استمرارية العملية النمائية وتعقدها والتي تشمل على كافة الجوانب التي تشكل بنيان الإنسان سواء كانت جسمية إو عقلية أو وجدانيـة أ انفعـالية أو اجتمتاعيـة، حـيث يبـدأ الفـرد بتكـوين مفهومـاً حول ذاته(self of concept) وتقدير لذاته إذ يتضمن أفكار واتجاهات ومعاني ومدركات حولها.
1- تعريف الذات من وجهات نظر علماء النفس:
سيموندس: الذات هي الأساليب التي يستجيب بها الفرد لنفسه وتتكون من أربعة جوانب:
1 – كيف يدرك الشخص نفسه
2 – ما يعتقد أنه نفسه
3 – كيف يقيم نفسه
4 – كيف يحاول من خلال مختلف الأفعال تعزيز نفسه أو الدفاع عنها.
سينج وكومز: يعتقدان أن السلوك كله يتحدد ويتعلق بالمجال الظاهري للكائن القائم بالسلوك.
و يتكون المجال الظاهري من مجموعة من الخبرات التي يعاينها الشخص في لحظة الفعل وتتمايز الذات الظاهرية من المجال الظاهري وتشمل على أجزاء المجال الظاهري الذي يخبره المرء كجزء أو سمة مميزة لنفسه.
لندهولم: ميز بين الذات الذاتية والذات الموضوعية فالذات الذاتية تتكون من الرموز التي يعي الفرد بنفسه من خلالها والموضوعية تتكون من الرموز التي يصف الآخرون الشخص من خلالها.
وليام جيمس: الذات هي المجموع الكلي لكل ما يستطيع الإنسان أن يدعي أن له
" جسده، سمات، قدراته، ممتلكاته المادية، أسرته، أصدقائه " ومكونات الذات هي الذات المادية وتتكون من ممتلكاته المادية........ والذات الاجتماعية تتكون من كيف ينظر زملائه إليه...... الذات الروحية وتتكون من ممتلكاته النفسية ونزعاته وميوله.
-: مفهوم الذات كما يستخدمه الأدباء والمتخصصون عامة:
" إن مفهوم الذات هو مجموعة من الشعور والعمليات التأملية التي يستدل عنها بواسطة سلوك ملحوظ أو ظاهر، عن طريق هذا التعريف الشكلي يكون مفهوم الذات بمثابة تقييم الشخص لنفسه ككل من حيث مظهره وخلفيته وأصوله وكذلك قراراته ووسائله واتجاهاته وشعوره حتى يبلغ كل ذلك ذروته حيث يصبح قوة موجهة لسلوكه.
(بهلول 1981، 18)