أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟
ميديا بشير مصطفى
في مجرى الحديث عن الشخصية وكيفية تكوينها يقول عالم التربية واطسون بما معناه "أن الشخصية هي بالمحصلة النتاج النهائي لمجموع عاداتنا وبلا شك إن تلك العادات التي تتكون في المنزل أولاً وقبل أي شيء آخر"
خاص: نساء سورية
فهي أفعالنا وسلوكياتنا وأقوالنا التي تعلمناها وبشكل أساسي من الأهل داخل الأسرة. إذاً، فهل نحن مدركين لأهمية دور الوالدين في التنشئة؟
لعلي سوف اطرح فكرة اعتقد أنها معروفة ولكنها غاية في الأهمية, وهي, إن تصرفات الأطفال مصدرها الأساسي ما يتلقوه وما يتعلموه من الوالدين فإما أن يحسن الوالدين التصرف وذلك يشكل مصدر قوة وطمأنينة لأطفالهم , وأما أن يخطئ الوالدين فيكون ذلك مصدر القلق الأساسي في تنشئة الأطفال. وإننا إذا أمعنا النظر قليلا نجد إن هناك مجموعة من التصرفات تندرج ضمن قائمة السلوكيات الخاطئة في تربية الأطفال وتنشئتهم ولعلي أجد إن التمييز في المعاملة بين الأطفال ضمن الأسرة أحدى اخطر هذه السلوكيات الخاطئة للأبوين. فعندما يميل احد الوالدين أو كليهما ميلا شديداً إلى احد أبنائهم ويعاملونه بحب واحترام ودلال ويقدمون له أجمل الألعاب وكل ما يطلب دون أخوته فإنهم بذلك يخلقون في نفسه بذور الأنانية وحب النفس والانكفاء على الذات . إن هذه السلوكيات هي بالمحصلة عوامل ضعف في تكوين الشخصية، فهي التي تجعل منه اتكالياً وضعيف المبادرة ويسعى دائماً من يلبي له متطلباته ورغباته دون تكون له الإمكانية الكافية للمبادرة والتصرف السليم والمنطقي.
أما إذا انتقلنا إلى الآخر من المسألة وهو تأثير تلك السلوكيات على أخوته فأننا نصل إلى نتائج غير مرغوبة ومؤسفة ليس اقلها الشعور بالغبن وعدم الاهتمام وظهور مشاعر العداء والكراهية لديهم والناتج بسبب شعورهم بالتهميش. من ناحية أخرى عندما يكون احد الأطفال بعيد عن اهتمام والديه عكس أخوته الآخرين نجد سرعان ما يتكون لديه مشاعر سلبية وإحساسه بأنه منبوذ وغير مقبول وغريب ضمن العائلة، مما يؤدي إلى خلق جو من المشاكل والخلافات بين الإخوة. إن ذلك يعود بالأساس إلى ذلك التطرف في المعاملة من قبل والديه، فعلى سبيل المثال عند ارتكابه خطأ ما بقصد أو دون قصد فان الأم أو الأب يلجآن إلى معاقبته بشك قاسي، كإحساسه بأنه طفل عاق ولا فائدة منه. ففي هذه الحالة يكره المنزل ووالديه بالدرجة الأولى ويسعى للوصول إلى الحب والطمأنينة خارج المنزل وان لذلك تأثير سلبي في تكوين شخصيته، فالحرمان من عطف وحنان الوالدين لا يمكن تعويضه بأي شيء آخر لأنه دائماً يشعر بالنقص والحرمان ولعل من السلبيات التي يمكن أن ترافق شخصيته تقبله الشديد لارتكاب الأعمال العدوانية تجاه الآخرين أو انزوائه الشديد والسلبي على نفسه مما يجعله سهل المنال لأغلب حالات الاستغلال البشع من قبل البعض كأسياد الجريمة المنظمة أو مروجي الأعمال الإرهابية البشعة والدنيئة وأنا هنا لا أضع اللوم والعتب على الأطفال بل أضع كل الحق على الوالدين لأنهم سبب هذه المشكلة. في حقيقة الأمر إن التمييز في المعاملة بين الأطفال ضمن الأسرة الواحدة مشكلة كبيرة لها آثار ونتائج سلبية كما ذكرنا ، وهي تبدأ عند الآباء وتمتد لتلقي بظلالها القاتمة على حياة الطفل والأسرة والمجتمع. من هنا تأتي أهمية أن يكون الوالدين مدركين دورهم التربوي السليم من حيث عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء وان يكونوا شديدي الانتباه إلى تصرفاتهم ، إذ يجب دائماً أن نحسسهم بالحب والحنان والطمأنينة وبذل الجهد لتعديل ظروفهم داخل المنزل وحاجه ، فالطفل بحاجة للانتماء إلى العائلة ومن ثم إلى الجماعة وهكذا عندما يشعر الطفل بأنه مقبول في مجتمعه وبين أقرانه لاشك انه سيصبح في المستقبل شخصاً متوازناً ونافعاً لنفسه ولعائلته ولمجتمعه ويكون مساهماً فعالاً كأي فرد صالح.أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟
ميديا بشير مصطفى
ميديا بشير مصطفى
في مجرى الحديث عن الشخصية وكيفية تكوينها يقول عالم التربية واطسون بما معناه "أن الشخصية هي بالمحصلة النتاج النهائي لمجموع عاداتنا وبلا شك إن تلك العادات التي تتكون في المنزل أولاً وقبل أي شيء آخر"
خاص: نساء سورية
فهي أفعالنا وسلوكياتنا وأقوالنا التي تعلمناها وبشكل أساسي من الأهل داخل الأسرة. إذاً، فهل نحن مدركين لأهمية دور الوالدين في التنشئة؟
لعلي سوف اطرح فكرة اعتقد أنها معروفة ولكنها غاية في الأهمية, وهي, إن تصرفات الأطفال مصدرها الأساسي ما يتلقوه وما يتعلموه من الوالدين فإما أن يحسن الوالدين التصرف وذلك يشكل مصدر قوة وطمأنينة لأطفالهم , وأما أن يخطئ الوالدين فيكون ذلك مصدر القلق الأساسي في تنشئة الأطفال. وإننا إذا أمعنا النظر قليلا نجد إن هناك مجموعة من التصرفات تندرج ضمن قائمة السلوكيات الخاطئة في تربية الأطفال وتنشئتهم ولعلي أجد إن التمييز في المعاملة بين الأطفال ضمن الأسرة أحدى اخطر هذه السلوكيات الخاطئة للأبوين. فعندما يميل احد الوالدين أو كليهما ميلا شديداً إلى احد أبنائهم ويعاملونه بحب واحترام ودلال ويقدمون له أجمل الألعاب وكل ما يطلب دون أخوته فإنهم بذلك يخلقون في نفسه بذور الأنانية وحب النفس والانكفاء على الذات . إن هذه السلوكيات هي بالمحصلة عوامل ضعف في تكوين الشخصية، فهي التي تجعل منه اتكالياً وضعيف المبادرة ويسعى دائماً من يلبي له متطلباته ورغباته دون تكون له الإمكانية الكافية للمبادرة والتصرف السليم والمنطقي.
أما إذا انتقلنا إلى الآخر من المسألة وهو تأثير تلك السلوكيات على أخوته فأننا نصل إلى نتائج غير مرغوبة ومؤسفة ليس اقلها الشعور بالغبن وعدم الاهتمام وظهور مشاعر العداء والكراهية لديهم والناتج بسبب شعورهم بالتهميش. من ناحية أخرى عندما يكون احد الأطفال بعيد عن اهتمام والديه عكس أخوته الآخرين نجد سرعان ما يتكون لديه مشاعر سلبية وإحساسه بأنه منبوذ وغير مقبول وغريب ضمن العائلة، مما يؤدي إلى خلق جو من المشاكل والخلافات بين الإخوة. إن ذلك يعود بالأساس إلى ذلك التطرف في المعاملة من قبل والديه، فعلى سبيل المثال عند ارتكابه خطأ ما بقصد أو دون قصد فان الأم أو الأب يلجآن إلى معاقبته بشك قاسي، كإحساسه بأنه طفل عاق ولا فائدة منه. ففي هذه الحالة يكره المنزل ووالديه بالدرجة الأولى ويسعى للوصول إلى الحب والطمأنينة خارج المنزل وان لذلك تأثير سلبي في تكوين شخصيته، فالحرمان من عطف وحنان الوالدين لا يمكن تعويضه بأي شيء آخر لأنه دائماً يشعر بالنقص والحرمان ولعل من السلبيات التي يمكن أن ترافق شخصيته تقبله الشديد لارتكاب الأعمال العدوانية تجاه الآخرين أو انزوائه الشديد والسلبي على نفسه مما يجعله سهل المنال لأغلب حالات الاستغلال البشع من قبل البعض كأسياد الجريمة المنظمة أو مروجي الأعمال الإرهابية البشعة والدنيئة وأنا هنا لا أضع اللوم والعتب على الأطفال بل أضع كل الحق على الوالدين لأنهم سبب هذه المشكلة. في حقيقة الأمر إن التمييز في المعاملة بين الأطفال ضمن الأسرة الواحدة مشكلة كبيرة لها آثار ونتائج سلبية كما ذكرنا ، وهي تبدأ عند الآباء وتمتد لتلقي بظلالها القاتمة على حياة الطفل والأسرة والمجتمع. من هنا تأتي أهمية أن يكون الوالدين مدركين دورهم التربوي السليم من حيث عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء وان يكونوا شديدي الانتباه إلى تصرفاتهم ، إذ يجب دائماً أن نحسسهم بالحب والحنان والطمأنينة وبذل الجهد لتعديل ظروفهم داخل المنزل وحاجه ، فالطفل بحاجة للانتماء إلى العائلة ومن ثم إلى الجماعة وهكذا عندما يشعر الطفل بأنه مقبول في مجتمعه وبين أقرانه لاشك انه سيصبح في المستقبل شخصاً متوازناً ونافعاً لنفسه ولعائلته ولمجتمعه ويكون مساهماً فعالاً كأي فرد صالح.أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟
ميديا بشير مصطفى