أثر رمضان في تغيير الإنسان
عمر القزابري
إنكم في أيام عظيمة وفي أزمنة كريمة تُضاعف فيها الأعمال وتُستجاب فيها الدعوات، وتُبارك فيها الحسنات، تُفتح فيها أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتضعُف دواعي الشر ويُنادى فيها يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.. فالموفق السعيد من عرف لهذه الأيام قدرها فاستغل اللحظات وأكثر من الحسنات وشغل جوارحه فيما يرضي رب البريات، فغير عارف بربه ذاك الذي ..
الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى، والمختص بالملك الأعز الأحمى، الذي ليس من دونه منتهى ولا ورائه مرمى، الظاهر لا تخيلاً ووهمًا، الباطن تقدسًا لا عدمًا.. وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وأسبغ على أوليائه نعما عُما، وبعث فيهم رسولاً من أن أنفسهم عربًا وعجمًا، وأذكاهم محتدًا ومنما، وأشدهم بهم رأفة ورحمة حاشاه ربه عيبًا ووصمًا وذكاه روحًا وجسمًا وآتاه حكمة وحكمًا، فآمن به وصدقه من جعل الله له في مغنم السعادة قسمًا، وكذّب به وصدف عنه من كتب الله عليه الشقاء حتمًا، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى.. صلى الله عليه صلاة تنمو وتنمى وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا..
معاشر الصالحين: لقد فتح لكم ربكم أبواب رحمته، وجاد عليكم بأن مكنكم من إدراك شهر الصيام والقيام هيّأ لكم الأسباب وفتح الباب لمن أراد الاقتراب .. فاللهم لك الحمد على فضلك وإحسانك وكرمك ونوالك ..
عباد الله: إنكم في أيام عظيمة وفي أزمنة كريمة تُضاعف فيها الأعمال وتُستجاب فيها الدعوات، وتُبارك فيها الحسنات، تُفتح فيها أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتضعُف دواعي الشر ويُنادى فيها يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.
فالموفق السعيد من عرف لهذه الأيام قدرها فاستغل اللحظات وأكثر من الحسنات وشغل جوارحه فيما يرضي رب البريات، فغير عارف بربه ذاك الذي يأتي عليه رمضان فلا تتغير أحواله ولا تستقيم أموره، غير عارف بربه ذاك الذي لا يرى من رمضان إلا انقطاعًا عن الأكل والشرب ولا ينقطع عن فساده وعناده وغيبته وعدوانه.
أيها الأحباب: يأتي رمضان هذا العام مختلفا عما سبق، يأتي بعد أن شهدت الأمة ولا تزال أحداثا عظيما وتقلبات عجيبة وأمورا كانت إلى الأمس القريب أشبه بالخيال وكل هذه الأحداث التي حصلت والتي لا تزال تحصل لها عنوان واحد بارز .
هذا المعنى هو الذي ينبغي أن يترسخ في قلوب المنتسبين ويتمكن من فكرهم ووجدانهم فالمؤمن الحق هو الذي يستفيد من الأحداث وتنعكس عليه إيجابا، فيرتقي بعد ذلة، ويعرف بعد جهل..
أما الذي لا يتفاعل مع الأحداث ولا يعتبر منها، ولا يفهم مضمون رسائلها، فهذا معطل الفهم رفيق الوهم قد انقطعت به الأسباب فلا هو من أصحاب البصائر ولا هو من أولي الألباب، يقول ربنا منكر على أمثال هؤلاء أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة: 126]، تتغير الأحوال والأحداث من حولهم وهم لا يتغيرون ولا يحدثون توبة ولا تعرف لهم أوبة ..
إذاً يأتي رمضان هذا العام مختلفا عما سبق مثقلا بهذه الحمولة من المتغيرات والمتحولات فما هو موقف المسلم إزائها؟ وكيف يستثمر الصائم فرصة رمضان ليحدث ثورة في نفسه، ثورة على شهوته ونزوته، ثروة على مكامن الضعف فيه، ثروة على كل ما يجره إلى التراب ويدفعه إلى التباب .. وهذه هي الثروة الحقيقة التي تبني ولا تهدم وترقي ولا تشقي.
إن رمضان في حقيقته -أيها الأحباب- ثورة عظيمة، ثورة ضد الشهوات، ثورة ضد العادات، فهو فرصة سانحة لكل من أراد أن يذكر أو يحدث تغييرا ..
وهذا التغيير المطلوب بمقتضي ثورية رمضان هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الله وتلكم والله أعظم ثورة يحدثها العبد في حياته يوم أن يثور ضد نوازع الشر فيه، يوم أن يثور ضد وساوس الشيطان ونزغاته، يوم أن يتخلص من القيود المعوقة التي تعوق سيره إلى الله ..
لكل من أراد ذلك ها هي الفرصة قد أتت وقد لا تعود فالتزم أمر ربك وإلى المعاصي فلا تعود، وبادر قبل أن تُبَادر، وافعل ما تؤمر قبل أن تموت وتقبر، واستغل قبل أن تنتقل .
ورمضاننا هذا كما أسلفت يأتي هذا العام بطعم خاص، يأتي وقد تقدمته أحداث وأمور تأكد بما لا يدع مجال للشك أو الريبة بأن العزة للدين والخسار والبوار والذلة للمعاندين المكابرين، أحداث تأكد بأن الدنيا دار خداع، دار غرور لا تستقر على حال، أحداث تؤكد بأن عين الله لا تغفل أبدا وأن الله وإن أمهل فما أهمل فكم ممن كان بالأمس القريب له شأن وأي شأن فأصبح بين عشية وضحى الذليل المهان فسبحان من يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن: 29].
إن من نعم الله عليك أيها العبد أن ترى مَثُلات الله ماثلة أمامك وما أجلها من موعظة حينما يجتمع المذكور في القرآن مع المنظور للعيان، عندما يتحد المتلو مع المجلو تكون العبارة أعمق والفائدة أصدق والتوبة أوفق .
عمر القزابري
إنكم في أيام عظيمة وفي أزمنة كريمة تُضاعف فيها الأعمال وتُستجاب فيها الدعوات، وتُبارك فيها الحسنات، تُفتح فيها أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتضعُف دواعي الشر ويُنادى فيها يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.. فالموفق السعيد من عرف لهذه الأيام قدرها فاستغل اللحظات وأكثر من الحسنات وشغل جوارحه فيما يرضي رب البريات، فغير عارف بربه ذاك الذي ..
الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى، والمختص بالملك الأعز الأحمى، الذي ليس من دونه منتهى ولا ورائه مرمى، الظاهر لا تخيلاً ووهمًا، الباطن تقدسًا لا عدمًا.. وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وأسبغ على أوليائه نعما عُما، وبعث فيهم رسولاً من أن أنفسهم عربًا وعجمًا، وأذكاهم محتدًا ومنما، وأشدهم بهم رأفة ورحمة حاشاه ربه عيبًا ووصمًا وذكاه روحًا وجسمًا وآتاه حكمة وحكمًا، فآمن به وصدقه من جعل الله له في مغنم السعادة قسمًا، وكذّب به وصدف عنه من كتب الله عليه الشقاء حتمًا، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى.. صلى الله عليه صلاة تنمو وتنمى وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا..
معاشر الصالحين: لقد فتح لكم ربكم أبواب رحمته، وجاد عليكم بأن مكنكم من إدراك شهر الصيام والقيام هيّأ لكم الأسباب وفتح الباب لمن أراد الاقتراب .. فاللهم لك الحمد على فضلك وإحسانك وكرمك ونوالك ..
عباد الله: إنكم في أيام عظيمة وفي أزمنة كريمة تُضاعف فيها الأعمال وتُستجاب فيها الدعوات، وتُبارك فيها الحسنات، تُفتح فيها أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتضعُف دواعي الشر ويُنادى فيها يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.
فالموفق السعيد من عرف لهذه الأيام قدرها فاستغل اللحظات وأكثر من الحسنات وشغل جوارحه فيما يرضي رب البريات، فغير عارف بربه ذاك الذي يأتي عليه رمضان فلا تتغير أحواله ولا تستقيم أموره، غير عارف بربه ذاك الذي لا يرى من رمضان إلا انقطاعًا عن الأكل والشرب ولا ينقطع عن فساده وعناده وغيبته وعدوانه.
أيها الأحباب: يأتي رمضان هذا العام مختلفا عما سبق، يأتي بعد أن شهدت الأمة ولا تزال أحداثا عظيما وتقلبات عجيبة وأمورا كانت إلى الأمس القريب أشبه بالخيال وكل هذه الأحداث التي حصلت والتي لا تزال تحصل لها عنوان واحد بارز .
هذا المعنى هو الذي ينبغي أن يترسخ في قلوب المنتسبين ويتمكن من فكرهم ووجدانهم فالمؤمن الحق هو الذي يستفيد من الأحداث وتنعكس عليه إيجابا، فيرتقي بعد ذلة، ويعرف بعد جهل..
أما الذي لا يتفاعل مع الأحداث ولا يعتبر منها، ولا يفهم مضمون رسائلها، فهذا معطل الفهم رفيق الوهم قد انقطعت به الأسباب فلا هو من أصحاب البصائر ولا هو من أولي الألباب، يقول ربنا منكر على أمثال هؤلاء أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة: 126]، تتغير الأحوال والأحداث من حولهم وهم لا يتغيرون ولا يحدثون توبة ولا تعرف لهم أوبة ..
إذاً يأتي رمضان هذا العام مختلفا عما سبق مثقلا بهذه الحمولة من المتغيرات والمتحولات فما هو موقف المسلم إزائها؟ وكيف يستثمر الصائم فرصة رمضان ليحدث ثورة في نفسه، ثورة على شهوته ونزوته، ثروة على مكامن الضعف فيه، ثروة على كل ما يجره إلى التراب ويدفعه إلى التباب .. وهذه هي الثروة الحقيقة التي تبني ولا تهدم وترقي ولا تشقي.
إن رمضان في حقيقته -أيها الأحباب- ثورة عظيمة، ثورة ضد الشهوات، ثورة ضد العادات، فهو فرصة سانحة لكل من أراد أن يذكر أو يحدث تغييرا ..
وهذا التغيير المطلوب بمقتضي ثورية رمضان هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الله وتلكم والله أعظم ثورة يحدثها العبد في حياته يوم أن يثور ضد نوازع الشر فيه، يوم أن يثور ضد وساوس الشيطان ونزغاته، يوم أن يتخلص من القيود المعوقة التي تعوق سيره إلى الله ..
لكل من أراد ذلك ها هي الفرصة قد أتت وقد لا تعود فالتزم أمر ربك وإلى المعاصي فلا تعود، وبادر قبل أن تُبَادر، وافعل ما تؤمر قبل أن تموت وتقبر، واستغل قبل أن تنتقل .
ورمضاننا هذا كما أسلفت يأتي هذا العام بطعم خاص، يأتي وقد تقدمته أحداث وأمور تأكد بما لا يدع مجال للشك أو الريبة بأن العزة للدين والخسار والبوار والذلة للمعاندين المكابرين، أحداث تأكد بأن الدنيا دار خداع، دار غرور لا تستقر على حال، أحداث تؤكد بأن عين الله لا تغفل أبدا وأن الله وإن أمهل فما أهمل فكم ممن كان بالأمس القريب له شأن وأي شأن فأصبح بين عشية وضحى الذليل المهان فسبحان من يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن: 29].
إن من نعم الله عليك أيها العبد أن ترى مَثُلات الله ماثلة أمامك وما أجلها من موعظة حينما يجتمع المذكور في القرآن مع المنظور للعيان، عندما يتحد المتلو مع المجلو تكون العبارة أعمق والفائدة أصدق والتوبة أوفق .