ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن ، أما بعد ...
صوم رمضان 4-
الامام : عبد الرحيم الطحان
من سنن الصيام السحور، فهي أكلة مباركة حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها للصائم، ونهى عن تركها، وهي مشتملة على فوائد دنيوية،
وفوائد أخروية منها إقامة السنة.
سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك، سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، لك الحمد يا عزيز يا غفور! مننت علينا بإدراك
أفضل الشهور، نسألك أن تجعلنا في هذا الشهر من ذوي العمل المقبول، وذوي السعي المشكور المبرور، إنك أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين،
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.إخوتي الكرام! سنتدارس في هذه الموعظة المباركة أمراً يتعلق بالصيام، وهو
طعام السحور، وإنما أردت أن أتكلم عليه في هذه الليلة، وأن لا أكمل حديثي الذي بدأته البارحة في بيان فرضية الصوم، ثم في بيان الحكمة من
فرضية الصوم التي أشار إليها ربنا جل وعلا بقوله: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، لنتعلم آداب هذين الأمرين من بداية هذا الشهر الكريم.إخوتي
الكرام! تكرم الله على عباده في هذا الشهر بكرامات كثيرة، فالعادات التي يقومون بها من فطور وسحور، الطعام الذي يتناولونه شرع له هدي
خاص في شهر رمضان، لما يترتب على ذلك الهدي من الخيرات الحسان، والمؤمن في كل وقت يجعل العادة عبادة، وإذا قام للطعام والشراب
والنوم ودخول الخلاء ولبس الثوب وغير ذلك، يأتي للآداب الشرعية التي علمنا إياها خير البرية عليه صلوات الله وسلامه، فتنقلب العادة في
حقه عبادة، بخلاف المغفلين الحمقى الذين تكون عباداتهم عادات، وأما الكيسون الفطنون فعاداتهم عبادات، فالعادات نحن نقلبها إلى عبادة في
رمضان وفي غير رمضان، لكن في شهر رمضان تقلب العادة إلى عبادة جليلة عظيمة لا يمكن أن نحصل أجرها في غير رمضان مهما عملنا.
( يتبـــع بحــول الله )
منارات الدعوة