تعيش المنطقة العربية بأسرها حالة طوارىء هذه الايام بسبب التمرد الذي يقوده تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والخطر الذي يمكن ان يلحقه بالانظمة القائمة واستمرارها والحدود التي نشأت بناء على اتفاقات سايكس بيكو، فهذا تنظيم ليس عابرا للحدود فقط وانما مدمر لها ايضا.
فبعد الخطاب الذي القاه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز السبت واكد فيه ان المملكة ترفض “الارهاب” باشكاله وصوره كافة، وان بلاده ماضية في “مواجهة ومحاربة كل اشكال هذه الآفة التي تلبست بنصرة تعاليم الدين الاسلامي والاسلام منها براء”، ها هو العاهل الاردني يحذر بدوره من خطورة استمرار الازمة الحالية في العراق على المنطقة، داعيا الى عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء.
السعودية والاردن هما الاكثر قلقا ورعبا من ظاهرة “الدولة الاسلامية” هذه وتقدمها العسكري السريع، وحالة الاعجاب التي تحظى بها في اوساط بعض الشباب الاسلامي المحبط، فلم يكن من قبيل الصدفة ان يرأس العاهل السعودي اجتماعا لمجلس الامن الوطني السعودي، الذي لم يسمع به احد منذ سنوات فور عودته من اجازته السنوية في المغرب، وان يعلن حالة الطوارىء القصوى في صفوف قواته، وتعزيز من هو موجود منها على الحدود مع العراق والاردن للتصدي لهذا الخطر، ولم يكن من قبيل الصدفة ايضا ان تتخذ السلطات الاردنية الاجراءات نفسها بعد ان احتلت قوات الدولة الاسلامية “داعش” معبر طريبيل الحدودي.
***
خطورة ظاهرة “داعش” هذه لانها تنمو وتقوى بسرعة في اتجاهين، الاول على الارض حيث تتوسع بشكل محسوب داخل العراق، والثاني عملية التجنيد المكثفة التي تقوم بها هذه الايام في اوساط الشباب في مختلف انحاء العالم الاسلامي يساعدها في هذا الامر وجود حوالي ملياري دولار في خزائنها حصلت عليها من البنوك العراقية وتبرعات من انصارها في دول الخليج خاصة، وما اكثرهم هذه الايام.
ما يميز تنظيم الدولة الاسلامية عن باقي الجماعات الجهادية والسلفية الاخرى انه مفتوح لكل المسلمين دون اي استثناء، لانه تنظيم عابر للحدود ولا يعترف بها اساسا ويعتبرها ظاهرة “وثنية”، وقال السيد ابو محمد العدناني الناطف باسمه الاحد “فما بعد ازالة هذه الحدود، حدود الذل وكسر هذا الصنم، صنم الوثنية الا خلافة ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا وعد الله”.
تقرير امريكي اعده رجل الاستخبارات البريطاني السابق ريتشارد باريت لمركز “سوفان غروب” للدراسات الاستراتيجية في نيويورك اكد ان 12 الف جهادي اسلامي دخلوا الى الارض السورية عبر تركيا والاردن خلال السنوات الثلاث الماضية انضم معظمهم الى الدولة الاسلامية (داعش)، وهو عدد تجاوز عدد الذين وفدوا الى افغانستان خلال احتلالها من قبل القوات السوفيتية الذي استمر عشر سنوات، واوضح التقرير ان هؤلاء جاءوا من 81 دولة، من ضمنهم ثلاثة آلاف تونسي والعدد نفسه من السعودية، والفان من دول الاتحاد الاوروبي.
ما يرعب دول الجوارين السوري والعراقي من هذا التنظيم ليس فقط اعداد مقاتليه والتصفيات الدموية الوحشية المقصودة لاعدائه (اعدامات ميدانية لجنود عراقيين ومن تنظيمات اخرى)، وانما ايضا التكتيكات العسكرية المتقدمة التي يتبعها، والمستويات القتالية العالية لمنتسبيه، وعندما نقول مقصودة، فاننا نعني انه يستخدم هذه القسوة والدموية متعمدا لبث الرعب في نفوس خصومه وهي نظرية “الصدمة والرعب” المتبعة في بداية الدولة العباسية وتقدمها.
توقع الكثيرون في اوساط المؤسسة العسكرية العراقية الرسمية ان تواصل جحافل التنظيم زحفها الى بغداد بعد ان اصبحت على بعد 60 كيلومترا منها، واستعدوا لها جيدا، ولكنها فاجأت هؤلاء بالتوجه غربا نحو الحدود الاردنية والسورية واقتربت من الحدود السعودية في الجنوب الغربي واستولت على المعابر الحدودية، ويعود ذلك الى وجود ضباط كبار من الجيش العراقي السابق في صفوفها ويقودون معاركها كأعضاء فيها.
مواجهة هذا التحالف المتمرد من قبل الدولة المذعورة من نجاحاته، تسير في اتجاهين رئيسيين:
*الاول: التوصل الى عملية سياسية متكاملة في العراق تطيح بالسيد نوري المالكي رئيس الوزراء والمتهم بخلق هذه الظاهرة المتمردة وتعزيزها، وتشكيل وزارة جديدة غير طائفية ولا تتبع سياسات الاقصاء والتهميش، ولكن العملية السياسية تواجه صعوبات في الوسط الشيعي ملخصها كيفية استبدال السيد المالكي بشخصية تشكل نقيضه، وصعوبات اكبر في الوسط السني لايجاد شخصية تترأس البرلمان خلفا للسيد اسامة النجيفي وتكون محل توافق، واخرى لرئاسة الدولة خلفا للسيد جلال الطالباني المريض فالاكراد لم يتفقوا حتى الآن على مرشح توافقي لهذا المنصب.
*الثاني: الاستعانة بالقدرات الجوية الامريكية من طائرات بطيار او بدونه، واجواء العراق تزدحم حاليا بهذه الطائرات وكأن القوات الامريكية لم تنسحب من العراق مطلقا وعاد العراق تحت الاحتلال وبشروط امريكية اسوأ، وبمباركة ايرانية سعودية عراقية، وسبحان مجمع الاعداء على قلب امريكي واحد!
الخوف على الاردن هو الاكبر لان ظروفه الداخلية وتوسع قتاله على عدة جبهات (سورية والعراق)، وتراكم الديون عليه، وتفاقم الازمة الاقتصادية، وازدياد اتساع الفجوة بين الفقراء المعدمين والاثرياء، كلها عوامل تبرر هذا الخوف، فنسبة البطالة في اوساط الشباب تزيد عن 30 بالمئة، والتعاطف مع تنظيم الدولة الاسلامية يتزايد، ومدينة معان واعلام (داعش) التي تملآ اجواءها واستمرار تمردها، احد ابرز الادلة في هذا الصدد.
***
الاردن يواجه هذه “الظاهرة الداعشية”، حسب توصيفاته، بعدة طرق سياسية مثل استخدام بعض المرجعيات السلفية المعادية لها، اي للدولة الاسلامية، مثل الشيح ابو محمد المقدسي احد اساتذة ابو مصعب الزرقاوي اول من بذر بذورها (الدولة) في العراق، والشيخ اسامة شحادة مؤلف كتاب (المشكلة مع الشيعة) الذي يعادي التنظيم (داعش) ويعتبره اكثر خطرا على السنة من الخطر الايراني، فالشيخ المقدسي ومعه الشيخ عمر ابو عمر (ابو قتادة) (جرى تبرئته من قبل محكمة اردنية قبل ثلاثة ايام من التهم الموجهه اليه) انحازا الى جبهة “النصرة” ضد “الدولة الاسلامية” اثناء الخلاف الصدامي الدموي بينهما، وكانا خلف رسالة الدكتور ايمن الظواهري الذي طالب فيها الشيخ ابو بكر البغدادي بالقتال في العراق فقط وسحب منه تمثيل “القاعدة” بعد رفضه، ويحظى هؤلاء الدعاة حاليا باهتمام خاص من قبل الاعلام الرسمي والخاص للتعبير عن وجهة نظرهم المعادية لفكر وممارسات تنظيم الدولة في محاولة لابعاء الشباب عنها.
لا نعرف ما اذا كانت الاجراءات الامنية الاخيرة التي اتخذتها السلطات الاردنية ستكون فاعلة ومؤثرة ايضا في الحد من خطر تنظيم “الدولة الاسلامية” ووصوله الى الاردن، ومن بينها اشتراط حصول اي عراقي يريد القدوم الى البلاد على تأشيرة دخول مسبقة من السفارة الاردنية.
ما نعرفه ان “داعش” لا تحتاج الى “فيزا” لدخول الاردن وقبله سورية لانها بكل بساطة تحتل المعابر الحدودية وتدمرها، وترفض الاعتراف بوجودها اساسا!
فبعد الخطاب الذي القاه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز السبت واكد فيه ان المملكة ترفض “الارهاب” باشكاله وصوره كافة، وان بلاده ماضية في “مواجهة ومحاربة كل اشكال هذه الآفة التي تلبست بنصرة تعاليم الدين الاسلامي والاسلام منها براء”، ها هو العاهل الاردني يحذر بدوره من خطورة استمرار الازمة الحالية في العراق على المنطقة، داعيا الى عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء.
السعودية والاردن هما الاكثر قلقا ورعبا من ظاهرة “الدولة الاسلامية” هذه وتقدمها العسكري السريع، وحالة الاعجاب التي تحظى بها في اوساط بعض الشباب الاسلامي المحبط، فلم يكن من قبيل الصدفة ان يرأس العاهل السعودي اجتماعا لمجلس الامن الوطني السعودي، الذي لم يسمع به احد منذ سنوات فور عودته من اجازته السنوية في المغرب، وان يعلن حالة الطوارىء القصوى في صفوف قواته، وتعزيز من هو موجود منها على الحدود مع العراق والاردن للتصدي لهذا الخطر، ولم يكن من قبيل الصدفة ايضا ان تتخذ السلطات الاردنية الاجراءات نفسها بعد ان احتلت قوات الدولة الاسلامية “داعش” معبر طريبيل الحدودي.
***
خطورة ظاهرة “داعش” هذه لانها تنمو وتقوى بسرعة في اتجاهين، الاول على الارض حيث تتوسع بشكل محسوب داخل العراق، والثاني عملية التجنيد المكثفة التي تقوم بها هذه الايام في اوساط الشباب في مختلف انحاء العالم الاسلامي يساعدها في هذا الامر وجود حوالي ملياري دولار في خزائنها حصلت عليها من البنوك العراقية وتبرعات من انصارها في دول الخليج خاصة، وما اكثرهم هذه الايام.
ما يميز تنظيم الدولة الاسلامية عن باقي الجماعات الجهادية والسلفية الاخرى انه مفتوح لكل المسلمين دون اي استثناء، لانه تنظيم عابر للحدود ولا يعترف بها اساسا ويعتبرها ظاهرة “وثنية”، وقال السيد ابو محمد العدناني الناطف باسمه الاحد “فما بعد ازالة هذه الحدود، حدود الذل وكسر هذا الصنم، صنم الوثنية الا خلافة ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا وعد الله”.
تقرير امريكي اعده رجل الاستخبارات البريطاني السابق ريتشارد باريت لمركز “سوفان غروب” للدراسات الاستراتيجية في نيويورك اكد ان 12 الف جهادي اسلامي دخلوا الى الارض السورية عبر تركيا والاردن خلال السنوات الثلاث الماضية انضم معظمهم الى الدولة الاسلامية (داعش)، وهو عدد تجاوز عدد الذين وفدوا الى افغانستان خلال احتلالها من قبل القوات السوفيتية الذي استمر عشر سنوات، واوضح التقرير ان هؤلاء جاءوا من 81 دولة، من ضمنهم ثلاثة آلاف تونسي والعدد نفسه من السعودية، والفان من دول الاتحاد الاوروبي.
ما يرعب دول الجوارين السوري والعراقي من هذا التنظيم ليس فقط اعداد مقاتليه والتصفيات الدموية الوحشية المقصودة لاعدائه (اعدامات ميدانية لجنود عراقيين ومن تنظيمات اخرى)، وانما ايضا التكتيكات العسكرية المتقدمة التي يتبعها، والمستويات القتالية العالية لمنتسبيه، وعندما نقول مقصودة، فاننا نعني انه يستخدم هذه القسوة والدموية متعمدا لبث الرعب في نفوس خصومه وهي نظرية “الصدمة والرعب” المتبعة في بداية الدولة العباسية وتقدمها.
توقع الكثيرون في اوساط المؤسسة العسكرية العراقية الرسمية ان تواصل جحافل التنظيم زحفها الى بغداد بعد ان اصبحت على بعد 60 كيلومترا منها، واستعدوا لها جيدا، ولكنها فاجأت هؤلاء بالتوجه غربا نحو الحدود الاردنية والسورية واقتربت من الحدود السعودية في الجنوب الغربي واستولت على المعابر الحدودية، ويعود ذلك الى وجود ضباط كبار من الجيش العراقي السابق في صفوفها ويقودون معاركها كأعضاء فيها.
مواجهة هذا التحالف المتمرد من قبل الدولة المذعورة من نجاحاته، تسير في اتجاهين رئيسيين:
*الاول: التوصل الى عملية سياسية متكاملة في العراق تطيح بالسيد نوري المالكي رئيس الوزراء والمتهم بخلق هذه الظاهرة المتمردة وتعزيزها، وتشكيل وزارة جديدة غير طائفية ولا تتبع سياسات الاقصاء والتهميش، ولكن العملية السياسية تواجه صعوبات في الوسط الشيعي ملخصها كيفية استبدال السيد المالكي بشخصية تشكل نقيضه، وصعوبات اكبر في الوسط السني لايجاد شخصية تترأس البرلمان خلفا للسيد اسامة النجيفي وتكون محل توافق، واخرى لرئاسة الدولة خلفا للسيد جلال الطالباني المريض فالاكراد لم يتفقوا حتى الآن على مرشح توافقي لهذا المنصب.
*الثاني: الاستعانة بالقدرات الجوية الامريكية من طائرات بطيار او بدونه، واجواء العراق تزدحم حاليا بهذه الطائرات وكأن القوات الامريكية لم تنسحب من العراق مطلقا وعاد العراق تحت الاحتلال وبشروط امريكية اسوأ، وبمباركة ايرانية سعودية عراقية، وسبحان مجمع الاعداء على قلب امريكي واحد!
الخوف على الاردن هو الاكبر لان ظروفه الداخلية وتوسع قتاله على عدة جبهات (سورية والعراق)، وتراكم الديون عليه، وتفاقم الازمة الاقتصادية، وازدياد اتساع الفجوة بين الفقراء المعدمين والاثرياء، كلها عوامل تبرر هذا الخوف، فنسبة البطالة في اوساط الشباب تزيد عن 30 بالمئة، والتعاطف مع تنظيم الدولة الاسلامية يتزايد، ومدينة معان واعلام (داعش) التي تملآ اجواءها واستمرار تمردها، احد ابرز الادلة في هذا الصدد.
***
الاردن يواجه هذه “الظاهرة الداعشية”، حسب توصيفاته، بعدة طرق سياسية مثل استخدام بعض المرجعيات السلفية المعادية لها، اي للدولة الاسلامية، مثل الشيح ابو محمد المقدسي احد اساتذة ابو مصعب الزرقاوي اول من بذر بذورها (الدولة) في العراق، والشيخ اسامة شحادة مؤلف كتاب (المشكلة مع الشيعة) الذي يعادي التنظيم (داعش) ويعتبره اكثر خطرا على السنة من الخطر الايراني، فالشيخ المقدسي ومعه الشيخ عمر ابو عمر (ابو قتادة) (جرى تبرئته من قبل محكمة اردنية قبل ثلاثة ايام من التهم الموجهه اليه) انحازا الى جبهة “النصرة” ضد “الدولة الاسلامية” اثناء الخلاف الصدامي الدموي بينهما، وكانا خلف رسالة الدكتور ايمن الظواهري الذي طالب فيها الشيخ ابو بكر البغدادي بالقتال في العراق فقط وسحب منه تمثيل “القاعدة” بعد رفضه، ويحظى هؤلاء الدعاة حاليا باهتمام خاص من قبل الاعلام الرسمي والخاص للتعبير عن وجهة نظرهم المعادية لفكر وممارسات تنظيم الدولة في محاولة لابعاء الشباب عنها.
لا نعرف ما اذا كانت الاجراءات الامنية الاخيرة التي اتخذتها السلطات الاردنية ستكون فاعلة ومؤثرة ايضا في الحد من خطر تنظيم “الدولة الاسلامية” ووصوله الى الاردن، ومن بينها اشتراط حصول اي عراقي يريد القدوم الى البلاد على تأشيرة دخول مسبقة من السفارة الاردنية.
ما نعرفه ان “داعش” لا تحتاج الى “فيزا” لدخول الاردن وقبله سورية لانها بكل بساطة تحتل المعابر الحدودية وتدمرها، وترفض الاعتراف بوجودها اساسا!