ـ دوام فعل الخير
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم فقال: ” أوَ ليسَ قَد جَعَلَ اللّهُ لَكُم ما تَصَدَّقونَ؟ إنّ لَكُم بِكُلّ تَسبيحَة صَدَقَة وَبِكُلّ تَكبيرَة صَدَقَة وَبِكُلّ تَهليلَة صَدَقَة وبِكُلّ تَحميدَة صَدَقَة وَأمر بِمَعروف صَدَقة وَنَهي عَن مُنكَر صَدَقَة وَفي بِضعِ أحَدِكُم صَدَقة ” ، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته يكون له فيها أجر؟ فقال: ” أرأيتُم لو وَضَعَها في الحَرام أليسَ كانَ يكونُ عليهِ وِزر؟ ” قالوا بلى ، قال: ” فكذلك إذا وَضَعَها في الحلالِ يَكونُ لَهُ الأجرُ ”
(رواه مسلم وأبو داود وأحمد)
إن ما يفعله المؤمن في حياته من أكل وشرب واكتساب للرزق وتمتع بالطيبات ، كل ذلك ينقلب إلى عبادة إذا صدقت النية . فعلى المؤمن أن يكون حاضر النية على الدوام متذكرا ربه ، فلا يعمل عملا إلاّ وهو مؤمن بما فيه الأمر من الحكم ولا يترك شيئا إلاّ وهو مؤمن بما فيه من الترك من الحكم لله ، فإذا كان هذا حاله فإنه في كل لحظة من لحظاته مع الله تعالى ، فهو في عبادة دائمة . فالترويح عن النفس ولقاء الصديق الصالح ولبس الثوب الجميل ، كل ذلك عبادة قد تزيد في ثوابها عن صلاة تطوع مع كراهة النفس لها وذلك بفضل حضور النية في تلك الأفعال . كما مر في الحديثين (1 و 25). يعكس هذا الحديث التداخل التام بين أعمال الآخرة وأعمال الدنيا في هذا الدين . فليس هناك فصل بينهما لأن الكل لله. ولفظة الدين تشمل ذلك كله ، لأن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب من عند الله وهدي نقله إلينا عن دقائق حياته ، أعطى المسلمين المثال الحي للعيش في هذه الدنيا على أساس أنها جزء من حياة طويلة تشمل الحياة الدنيا والحياة بعد الموت ، فالله تعالى قد خلق الإنسان للعبادة: ” وما خَلَقتُ الجِنّ والإنسَ إلاّ لِيَعبُدونِ ” (61). وهكذا يتصرف المؤمن الصادق على أن كل لحظة من لحظاته هي عبادة لله سواء كان مؤديا لفرض إفترضه الله عليه لخدمة آخرته أو دنياه ، فهما سواء ، لكنه إذا خُيّر غيره فاختار تقديم مصالح الدنيا على مصالح الآخرة فهو يختار مصالح الآخرة على مصالح الدنيا دون أن ينسى نصيبه من الدنيا: ” وابتَغِ فيما آتاكَ اللّهُ الدارَ الآخرةَ ولا تَنسَ نَصيبَكَ مِن الدُنيا ” (62).ـ
ـ1ـ محمد بن منازل كان عالما بالحديث ، مات بنيسابور سنة 329هـ.
ـ2ـ سورة العنكبوت الآية 69.
ـ3ـ رواه البخاري.
ـ4ـ سورة النساء الآية 103.
ـ5ـ سورة البقرة الآية 45.
ـ6ـ سورة ألأنبياء الآية 30.
ـ7ـ سورة التوبة الآية 108.
ـ8ـ عن إبن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بقبرين فقال: ” إنَّهُما ليُعَذّبانِ وما يُعَذّبانِ في كَبير ، بلى إنَّهُ كَبير ، أمّا أحَدُهُما فَكانَ يَمشي بالنَميمةِ ، وأمّا الآخر فكانَ لا يَستَتِرُ مِن بولِهِ ” متفق عليه.
ـ9ـ سورة الإسراء الآية 27.
ـ10ـ سورة الحج الآية 37.
ـ11ـ سورة الأنبياء الآية 92.
ـ12ـ رواه أبو القاسم الأصبهاني عن إبن عباس رضي الله عنهما.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم فقال: ” أوَ ليسَ قَد جَعَلَ اللّهُ لَكُم ما تَصَدَّقونَ؟ إنّ لَكُم بِكُلّ تَسبيحَة صَدَقَة وَبِكُلّ تَكبيرَة صَدَقَة وَبِكُلّ تَهليلَة صَدَقَة وبِكُلّ تَحميدَة صَدَقَة وَأمر بِمَعروف صَدَقة وَنَهي عَن مُنكَر صَدَقَة وَفي بِضعِ أحَدِكُم صَدَقة ” ، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته يكون له فيها أجر؟ فقال: ” أرأيتُم لو وَضَعَها في الحَرام أليسَ كانَ يكونُ عليهِ وِزر؟ ” قالوا بلى ، قال: ” فكذلك إذا وَضَعَها في الحلالِ يَكونُ لَهُ الأجرُ ”
(رواه مسلم وأبو داود وأحمد)
إن ما يفعله المؤمن في حياته من أكل وشرب واكتساب للرزق وتمتع بالطيبات ، كل ذلك ينقلب إلى عبادة إذا صدقت النية . فعلى المؤمن أن يكون حاضر النية على الدوام متذكرا ربه ، فلا يعمل عملا إلاّ وهو مؤمن بما فيه الأمر من الحكم ولا يترك شيئا إلاّ وهو مؤمن بما فيه من الترك من الحكم لله ، فإذا كان هذا حاله فإنه في كل لحظة من لحظاته مع الله تعالى ، فهو في عبادة دائمة . فالترويح عن النفس ولقاء الصديق الصالح ولبس الثوب الجميل ، كل ذلك عبادة قد تزيد في ثوابها عن صلاة تطوع مع كراهة النفس لها وذلك بفضل حضور النية في تلك الأفعال . كما مر في الحديثين (1 و 25). يعكس هذا الحديث التداخل التام بين أعمال الآخرة وأعمال الدنيا في هذا الدين . فليس هناك فصل بينهما لأن الكل لله. ولفظة الدين تشمل ذلك كله ، لأن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب من عند الله وهدي نقله إلينا عن دقائق حياته ، أعطى المسلمين المثال الحي للعيش في هذه الدنيا على أساس أنها جزء من حياة طويلة تشمل الحياة الدنيا والحياة بعد الموت ، فالله تعالى قد خلق الإنسان للعبادة: ” وما خَلَقتُ الجِنّ والإنسَ إلاّ لِيَعبُدونِ ” (61). وهكذا يتصرف المؤمن الصادق على أن كل لحظة من لحظاته هي عبادة لله سواء كان مؤديا لفرض إفترضه الله عليه لخدمة آخرته أو دنياه ، فهما سواء ، لكنه إذا خُيّر غيره فاختار تقديم مصالح الدنيا على مصالح الآخرة فهو يختار مصالح الآخرة على مصالح الدنيا دون أن ينسى نصيبه من الدنيا: ” وابتَغِ فيما آتاكَ اللّهُ الدارَ الآخرةَ ولا تَنسَ نَصيبَكَ مِن الدُنيا ” (62).ـ
ـ1ـ محمد بن منازل كان عالما بالحديث ، مات بنيسابور سنة 329هـ.
ـ2ـ سورة العنكبوت الآية 69.
ـ3ـ رواه البخاري.
ـ4ـ سورة النساء الآية 103.
ـ5ـ سورة البقرة الآية 45.
ـ6ـ سورة ألأنبياء الآية 30.
ـ7ـ سورة التوبة الآية 108.
ـ8ـ عن إبن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بقبرين فقال: ” إنَّهُما ليُعَذّبانِ وما يُعَذّبانِ في كَبير ، بلى إنَّهُ كَبير ، أمّا أحَدُهُما فَكانَ يَمشي بالنَميمةِ ، وأمّا الآخر فكانَ لا يَستَتِرُ مِن بولِهِ ” متفق عليه.
ـ9ـ سورة الإسراء الآية 27.
ـ10ـ سورة الحج الآية 37.
ـ11ـ سورة الأنبياء الآية 92.
ـ12ـ رواه أبو القاسم الأصبهاني عن إبن عباس رضي الله عنهما.